الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فألقي في نفسي أن هذا الإسناد لعله الذي قال فيه المجد اللغوي: " إسناده صحيح
، محتج برجاله في الصحيحين ". لكن شيخ ابن أبي عاصم فيه " محمد بن أزهر " ليس
من رجالهما، وهو الجوزجاني. قال ابن حبان في " الثقات " (9 / 123) : " شيخ
.. روى عنه أحمد بن سيار (وفي " اللسان ": سنان) ، كثير الحديث، يتعاطى
الحفظ، من جلساء أحمد بن حنبل ". ثم رأيت الحديث في " الجامع الكبير " بلفظ
ابن أبي عاصم، وقال: " رواه الديلمي عن أنس، ورواه ابن أبي عاصم عن قتادة
مرسلا، وسنده حسن ". انظر الاستدراك رقم (5) .
2964
- " كم من عذق دواح لأبي الدحداح في الجنة - مرارا ".
أخرجه أحمد (3 / 146) وابن حبان (2271 - موارد) والطبراني في " المعجم
الكبير " (22 / 300 / 763) والحاكم (2 / 20) ومن طريقه البيهقي (3 / 249
/ 3451) والضياء المقدسي في " المختارة "(1 / 515) من طرق عن حماد بن سلمة
: حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك: أن رجلا قال: يا رسول الله! إن
لفلان نخلة، وأنا أقيم نخلي بها، فمره أن يعطيني [إياها][حتى] أقيم
حائطي بها. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أعطها إياه بنخلة في الجنة "
.
فأبى، وأتاه أبو الدحداح فقال: بعني نخلك بحائطي. قال: ففعل. قال:
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني قد ابتعت النخلة
بحائطي، فاجعلها له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. فأتى امرأته
فقال: يا أم الدحداح! اخرجي من الحائط، فإني بعته بنخلة في الجنة. فقالت:
قد ربحت البيع. أو كلمة نحوها. وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم ".
ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. ولحديث الترجمة شاهد من حديث جابر بن سمرة
مرفوعا نحوه. أخرجه مسلم، وابن حبان (9 / 144 / 7113 و 7114) وغيرهما،
وصححه الترمذي، وهو مخرج في " أحكام الجنائز "(75) . وشاهد آخر من رواية
عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم قال: " لما نزلت * (من ذا الذي يقرض
الله قرضا حسنا..) * جاء ابن (!) الدحداح.. " الحديث نحوه ليس فيه قصة
الرجل، وشراء أبي الدحداح منه النخلة، وفيه حديث الترجمة. أخرجه ابن جرير
في " التفسير "، وإسناده مرسل صحيح. وقد روي موصولا من طريق عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب. وعبد الرحمن هذا ضعيف جدا متهم.
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط "(1 / 101 / 1 / 2052 - بترقيمي) . وروي
من حديث عبد الله بن مسعود، وفيه ضعيفان، وهو مخرج في " تخريج مشكلة الفقر
" (76 - 120) ووقع مصدرا فيه بـ " صحيح "، وهو خطأ
مطبعي، أو سبق قلم،
فإنه مناقض لحال إسناده وليس له شاهد معتبر يقويه مطولا، بخلاف حديث الترجمة
فهو صحيح كما تقدم. غريب الحديث: (دواح) : الدواح: العظيم الشديد العلو،
وكل شجرة عظيمة: دوحة. و (العذق) بالفتح: النخلة. نهاية.
(تنبيه) : حديث عبد الرزاق الذي عند ابن جرير، قد أخرجه عبد الرزاق في "
المصنف " (5 / 406 - 407) عن معمر، لكن وقع فيه: أخبرني الزهري قال:
أخبرني كعب بن مالك قال: أول أمر عتب على أبي لبابة أنه كان بينه وبين يتيم
عذق، فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم
لأبي لبابة، فبكى اليتيم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" دعه له "، فأبى
، قال:" فأعطه إياه ولك مثله في الجنة "، فأبى فانطلق ابن الدحداحة فقال
لأبي لبابة: بعني العذق بحديقتين. قال: نعم. ثم انطلق إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أرأيت إن أعطيت هذا اليتيم هذا العذق، ألي
مثله في الجنة؟ قال: نعم، فأعطاه إياه، قال: فكان النبي صلى الله عليه
وسلم يقول: فذكر حديث الترجمة نحوه. قلت: كعب بن مالك صحابي معروف ولم
يدركه الزهري، ولذلك قال الشيخ الأعظمي رحمه الله في التعليق عليه: "
ولعل الصواب: عبد الرحمن بن كعب بن مالك ". أي فهو مرسل أيضا. والله أعلم.