الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مثال
واحد، وهو ما أنا في صدده، فقد وقع الحديث في طبعته هذه المتوجة بإشرافه
كعادته: " لا شيء في البهائم "! نعم هكذا تحرف عليه لفظ (الهام) في الحديث
إلى (البهائم) ! وليس هذا خطأ مطبعيا حتى يغتفر كما زعم بعض الجهلة، لأن
الطابع أعاده على عجره وبجره في تعليق له على طبعته الجديدة أيضا - ودون إذني
أيضا - لكتابي " صحيح الجامع "(2 / 1248) على هذا الحديث قال: " أوله: لا
شيء في البهائم ".. "! فهذا إن دل على شيء فهو يدل - كما يقال اليوم - على أن
الرجل يهرف بما لا يعرف، وينقل الخطأ الذي وقع فيه أولا، ينقله بأمانة ثانيا
! والله المستعان.
2950
- " السلام عليكم يا صبيان! ".
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف "(8 / 633 / 5826) وأحمد (3 / 183) قالا
: حدثنا وكيع عن حبيب بن حجر العبسي عن ثابت عن أنس قال: مر علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونحن صبيان، فقال: فذكره. وأخرجه ابن السني في "
عمل اليوم والليلة " (77 / 223) وأبو نعيم في " الحلية " (8 / 378) من
طريقين آخرين عن وكيع به. قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير
حبيب هذا، روى عنه جمع آخر من الثقات غير وكيع، وقد ذكره ابن حبان في موضعين
من " أتباع التابعين " من " الثقات "، قال في الأول منهما (6 / 179) : "
حبيب بن حجر، شيخ يروي عن ثابت البناني. روى عنه روح بن عبادة ". وقال في
الموضع الآخر (6 / 249) :
" حبيب بن حجر أبو يحيى العبسي البصري، يروي عن
الأزرق بن قيس عن ابن عمر. روى عنه موسى بن إسماعيل ". فأقول: فرق ابن حبان
بينهما وهو واحد، كما يدل عليه صنيع المتقدمين كالبخاري (1 / 2 / 316)
وابن أبي حاتم (1 / 2 / 308) والمتأخرين كالحسيني، والعسقلاني في " التعجيل
" (5 / 180) . ثم إنهم اختلفوا في ضبط (حبيب) هل هو على الجادة بالتخفيف،
أم هو (حبيب) بالتشديد، حكى الحافظ القولين دون أن يرجح. لكنه قال: "
وذكره البخاري في آخر من اسمه (حبيب) بالتخفيف ". قلت: وفاته أن يذكر أن
ابن أبي حاتم ذكره بالتشديد. ثم انتبهت لأمر كنت غافلا عنه تبعا للحافظ، ألا
وهو أن البخاري هو سلف ابن أبي حاتم، فقد أورده - أعني البخاري - في آخر حرف
(الحاء) في " باب حبيب " بالتشديد، فهو سلف ابن حبان أيضا في التفريق بين
هذا وبين الذي قبله (حبيب) بالتخفيف، لكن ابن حبان لم يقيد، وإنما أشار
إلى ذلك إشارة لم أتنبه لها، ولا نبه المحقق عليه، وهو أنه أورده فريدا بين
أمثاله من الأسماء المفردة! وبالجملة، فالتفريق المذكور بين الترجمتين
للاختلاف في ضبط الاسم غير ظاهر، شأنه في ذلك شأن نسبته:(العبسي) ، فإنه
هكذا وقع في إسناد الحديث - والسياق لابن أبي شيبة -، وكذلك وقع في ترجمة (
حبيب) من " الثقات "، خلافا لكتاب ابن السني، ولـ (الكتابين) ، أعني "
التاريخ " و " الجرح " وتوابعهما، مثل " التعجيل " وغيره، فقالوا: "
القيسي " وهو الراجح. والله أعلم. وقد تحرفت هذه النسبة في " المسند "،
فصار شيخا لـ " حبيب " هكذا: " حبيب عن قيس عن ثابت "!