الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" جاءت الملائكة إلى النبي صلى الله
عليه وسلم وهو نائم، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة
والقلب يقظان.. " الحديث، وفيه: " فمن أطاع محمدا صلى الله عليه وسلم فقد
أطاع الله، ومن عصى محمدا فقد عصى الله، ومحمد فرق بين الناس ". قلت: ففي
الحديث دليل صريح أن التفريق ليس مذموما لذاته، فتنفير بعض الناس من الدعوة
إلى الكتاب والسنة، والتحذير مما يخالفهما من محدثات الأمور، أو الزعم بأنه
ما جاء وقتها بعد! بدعوى أنها تنفر الناس وتفرقهم - جهل عظيم بدعوة الحق وما
يقترن بها من الخلاف والتعادي حولها كما هو مشاهد في كل زمان ومكان، سنة
الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا، * (ولو شاء ربك لجعل
الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) *.
2824
- " شاهت الوجوه [شاهت الوجوه] ".
أخرجه أحمد (1 / 303) حدثنا إسحاق بن عيسى: حدثنا يحيى بن سليم عن عبد الله
ابن عثمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " إن الملأ من قريش اجتمعوا
في الحجر، فتعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف، لو
قد رأينا محمدا لقد قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله، فأقبلت
ابنته فاطمة رضي الله عنها تبكي حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك، لقد قاموا إليك
فقتلوك فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك. فقال يا بنية: أريني وضوءا،
فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هو ذا، وخفضوا
أبصارهم
وسقطت أذقانهم في صدورهم، وعقروا في مجالسهم، فلم يرفعوا إليه بصرا، ولم
يقم إليه منهم رجل! فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم،
فأخذ قبضة من التراب فقال: " شاهت الوجوه "، ثم حصبهم بها، فما أصاب رجلا
منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرا ". قلت: وهذا إسناد جيد رجاله
ثقات رجال الصحيح إلا أن يحيى بن سليم، وهو الطائفي، فيه كلام من جهة حفظه،
لكنه قد توبع من جمع فأمنا بذلك سوء حفظه، وصح الحديث والحمد لله. أولا:
قال سعيد بن منصور في " سننه "(3 / 2 / 354) : إسماعيل بن عياش عن عبد الله
بن عثمان بن خثيم. ثانيا: تابعه معمر عن ابن خثيم به. أخرجه أحمد (1 / 368
) : حدثنا عبد الرزاق: حدثنا معمر
…
قلت: وهذا إسناد جيد على شرط مسلم.
ثالثا: أبو بكر بن عياش عن عبد الله بن عثمان بن خثيم به. أخرجه الحاكم (3 /
157) مختصرا، والبيهقي في " الدلائل " (2 / 277 - 278) وقال الحاكم: "
صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي. والحديث قال الهيثمي (8 / 228) : " رواه
أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح ".
قلت: بل كلاهما من رجال الصحيح
. رابعا: مسلم بن خالد الزنجي: حدثني ابن خثيم به. أخرجه ابن حبان في "
صحيحه " (8 / 148 / 6468 - الإحسان) . ولحديث الترجمة شاهد من حديث سلمة بن
الأكوع في قصة غزوة حنين، وفيه: " فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم، فقال: "
شاهت الوجوه "، فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة،
فولوا مدبرين.. ". أخرجه مسلم (5 / 169) وابن حبان (6486) بسند حسن.
وشاهد آخر من حديث أبي عبد الرحمن الفهري في القصة ذاتها. أخرجه أحمد (5 / 286
) والبزار (2 / 350 / 1833) وكذا الطيالسي (195 / 1371) والدارمي (2 /
219 -
220) والدولابي (1 / 42) من طريق حماد بن سلمة: أخبرني يعلى بن عطاء
عن أبي همام عبد الله بن يسار عنه. وأبو همام هذا مجهول كما في " التقريب "،
وشذ ابن حبان فذكره في " الثقات "(5 / 51) . ومن طريق الطيالسي البيهقي في
" الدلائل "(5 / 141) والطبراني في " الكبير "(22 / 288 - 289) . وهو
حديث حسن لغيره كما حققته في " صحيح زوائد البزار "، ورواه أبو داود أيضا (
5233) ولكنه لم يسقه بتمامه، فليس فيه موضع الشاهد منه، وقال: " وهو
حديث نبيل، جاء به حماد بن سلمة ".