الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" صحيح الإسناد
على شرط البخاري ". ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا، وعبد الكريم هو
ابن مالك الجزري الحراني الثقة، وليس عبد الكريم بن أبي المخارق البصري
الضعيف، فإنه وإن كان يروي أيضا عن عكرمة، فليس هو من شيوخ عبيد الله الرقي
. وفي هذا الحديث فائدة هامة، وهو تعليل النهي عن الوحدة بعلة غير معقولة
المعنى خلافا لما كنت نقلته عن الطبري تحت الحديث (62) ، فتنبه.
2659
- " لتقاتلنه وأنت ظالم له. يعني الزبير وعليا رضي الله عنهما ".
أخرجه الحاكم (3 / 366) عن منجاب بن الحارث عن عبد الله بن الأجلح: حدثني
أبي عن يزيد الفقير، (قال منجاب: وسمعت فضل بن فضالة يحدث به جميعا عن أبي
حرب ابن أبي الأسود قال: " شهدت عليا والزبير لما رجع الزبير على دابته يشق
الصفوف، فعرض له ابنه عبد الله، فقال له: مالك؟ فقال: ذكر لي علي حديثا
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
(فذكره) . فلا أقاتله.
قال: وللقتال جئت؟ إنما جئت لتصلح بين الناس ويصلح الله هذا الأمر بك. قال
: قد حلفت أن لا أقاتل. قال: فأعتق غلامك جرجس، وقف حتى تصلح بين الناس.
قال: فأعتق غلامه جرجس، ووقف فاختلف أمر الناس فذهب على فرسه ". قلت:
وهذا إسناد حسن من الوجه الأول، وصحيح من الوجه الآخر إن ثبتت عدالة فضل بن
فضالة، فإني لم أجد له ترجمة. ولا أستبعد أن يكون هو فضيل بن فضالة الهوزني
الشامي، تحرف اسمه على الناسخ، وهو صدوق روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "
الثقات "، وهو من رجال " التهذيب ". أو أنه
فضيل بن فضالة القيسي البصري.
روى عن أبي رجاء وعبد الرحمن بن أبي بكرة، روى عنه شعبة، وهو ثقة، وقال
ابن أبي حاتم (3 / 2 / 74) عن أبيه: شيخ. وهذا أقرب إلى طبقته من الأول،
فإنه يروي عن التابعين كما ترى، وذاك عن الصحابة، ثم هو بصري كشيخه أبي حرب
. والله أعلم. وتابعه عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن الرقاشي عن جده عبد
الملك عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي قال: فذكره مختصرا. أخرجه الحاكم
أيضا من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي: حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد
الله بن محمد بن عبد الملك الرقاشي به. وقال: " هذا حديث صحيح عن أبي حرب بن
أبي الأسود، فقد روى عنه يزيد بن صهيب وفضل بن فضالة في إسناد واحد ".
ووافقه الذهبي. ثم ساقه من الطريق المتقدمة وقد خولف الرقاشي في إسناده، وهو
ضعيف من قبل حفظه، فقال أبو يعلى في " مسنده " (1 / 191 - 192) : حدثنا أبو
يوسف يعقوب بن إبراهيم أخبرنا أبو عاصم عن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن
مسلم الرقاشي عن جده عبد الملك عن أبي جرو المازني قال: شهدت عليا والزبير به
مختصرا. وأبو يوسف هذا هو الدورقي الثقة. فروايته أرجح من رواية الرقاشي،
وتابعه جعفر بن سليمان: حدثنا عبد الله بن محمد الرقاشي حدثني جدي عن أبي جرو
المازني به. أخرجه الحاكم. فهذا مما يرجح رواية أبي يوسف الدورقي.
وعلى كل
حال، فهي لا بأس بها في المتابعات. وللحديث عنده طريق أخرى يرويه عن محمد بن
سليمان العابد: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قال علي
للزبير: فذكر نحوه مختصرا. وتعقبه الذهبي بقوله: " قلت: العابد لا يعرف،
والحديث فيه نظر ". وأقره الحافظ في " اللسان " على قوله: " لا يعرف ".
وقد خالفه يعلى بن عبيد فقال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد السلام - رجل
من حيه - قال: خلا علي بالزبير يوم الجمل
…
الحديث. أخرجه ابن أبي شيبة في
" المصنف "(15 / 283 / 19673) وأورده في ترجمة عبد السلام هذا، وقال عن
البخاري: "
…
عن علي والزبير، لا يثبت سماعه منهما ". وقال العقيلى: "
ولا يروى هذا المتن من وجه يثبت ". وأعله الدارقطني في " العلل " (4 / 102
) بالإرسال. وقال الذهبي في عبد السلام هذا: " مجهول ". ونحوه قول الحافظ
فيه: " مقبول ". وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " في " أتباع التابعين "
قال:
" عبد السلام البجلي، روى المراسيل. روى عنه إسماعيل بن أبي خالد ".
قال الحافظ عقبه في " التهذيب ": " فكأنه لم يشهد القصة عنده ". قلت: وإليه
يشير كلام البخاري السابق. ويستغرب منه - والذهبي أيضا - أن يفوتهما كلامه،
فلا يذكرانه، بل ولا يشيران إليه في كتابيهما " التهذيب " و " الميزان ".
وأما قول الذهبي المتقدم: " والحديث فيه نظر "، فلا أدري وجهه، لاسيما وهو
قد صححه من طريق ابن أبي الأسود، وهو الجواب عن قول العقيلي: " لا يروى عن
وجه يثبت ". ولو سلمنا بذلك، فوروده من وجوه ليس فيها من هو متهم أو متروك،
فلا شك حينذاك بأن بعضها يقوي بعضا. كما هي القاعدة عند المحدثين. ثم داخلني
شك في ثبوت القصة التي ذكرت في أول التخريج لأنها من رواية عبد الله بن محمد
بن سوار الهاشمي عن منجاب. وكذلك أخرجها البيهقي في " دلائل النبوة " (2 / 2
/ 189 / 1) إلا أنه قال: " عن يزيد الفقير عن أبيه "، فزاد:" عن أبيه ".
وزاد بعد قوله: ابن أبي الأسود: " دخل حديث أحدهما في حديث صاحبه " وسبب
الشك أن ابن سوار هذا لم أعرفه، وقد فتشت عنه فيما لدي من كتب الرجال، فلم
أعثر عليه، فأخشى أن يكون غير مشهور بالرواية، فإن الحافظ المزي لم يذكره في
الرواة عن (منجاب) . وأيضا فالزيادة الأولى عند البيهقي إن كانت محفوظة،
فهي علة أخرى لأن أبا يزيد الفقير - واسمه صهيب - لم أجد له ترجمة أيضا.