الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" فمثله
يحتمل حديثه التحسين، أما التصحيح - كما فعل الحاكم - فهو بعيد ". وقلدني في
ذلك الشيخ شعيب في تعليقه على " شرح العقيدة الطحاوية "(1 / 94) ! وأما في
تعليقه على " شرح السنة "(4 / 454)، فأقر المؤلف البغوي على قوله: " حديث
حسن غريب "! وكذلك حسن إسناده الحافظ ابن كثير في " تفسير سورة البقرة " (1
/ 33) ، وتكلم على راويه (بشير) بكلام حسن، ثم قال: " لكن لبعضه شواهد..
". قلت: وكلها تدور حول فضيلة سورة البقرة وآل عمران التي جاءت في أول حديث
بريدة، وأما سائر الحديث الذي هو في حديث الترجمة، فلم يذكر له أي شاهد
وكذلك فعل مخرج أحاديثه صاحبنا الفاضل الشيخ مقبل بن هادي فلم يزد عليه شيئا مع
أن الشطر الأخير من الحديث معروف من حديث ابن عمرو عند الترمذي وحسنه، وابن
خزيمة وابن حبان والحاكم، وقد سبق تخريجه برقم (2240) . والحديث بتمامه
له شاهد آخر من رواية يحيى بن أبي كثير بلاغا. أخرجه عبد الرزاق (3 / 374 /
6014) عن معمر عنه. فهو بلاغ صحيح.
2830
- " أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا، إلا ما لا، يعني: ما لابد منه ".
هو من حديث أنس، وله عنه طرق:
الأولى: عن أبي طلحة الأسدي عنه قال: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج، فرأى قبة مشرفة، فقال:" ما هذه؟! "،
قال له أصحابه: هذه لفلان، رجل من الأنصار، قال: فسكت وحملها في نفسه،
حتى إذا جاء صاحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليه في الناس، أعرض
عنه، صنع ذلك مرارا، حتى عرف الرجل الغضب فيه والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى
أصحابه، فقال: والله إني لأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خرج
فرأى قبتك. قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها حتى سواها بالأرض، فخرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلم يرها، قال:" ما فعلت القبة؟ "،
قالوا: شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه، فأخبرناه فهدمها، فقال: فذكره. أخرجه
أبو داود (2 / 347 - 348 - تازية) والطحاوي في " مشكل الآثار "(1 / 416)
وأبو يعلى في " مسنده "(7 / 308 / 1592) والبيهقي في " شعب الإيمان " (7
/ 390 / 10704) من طريق إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي عن أبي طلحة.. قلت:
وهذا إسناد جيد كما قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (4 / 236 -
المعرفة - لبنان) وكنت خالفته في ذلك في " الضعيفة "(رقم 176) اعتمادا مني
على أن الحافظ قال في ترجمة أبي طلحة الأسدي من " التقريب ": " مقبول ". يعني
عند المتابعة، وإلا فلين الحديث، يضاف إلى ذلك أنه لم يحك في " التهذيب "
توثيقه عن أحد. ثم إن أحد إخواننا المشتغلين بهذا العلم جزاه الله خيرا لفت
نظري - و " الضعيفة " تحت الطبع مجددا - إلى أن ابن حبان وثقه (3 / 166 / ب)
من " ترتيب الهيثمي "، فرجعت إلى " ثقات ابن حبان "، فوجدته قد أورده في "
ثقات التابعين " منه (5 / 574) برواية أبي العميس عنه.
وقد روى عنه ثقتان
آخران كما ذكرت في كتابي الجديد " تيسير انتفاع الخلان بكتاب ثقات ابن حبان "
يسر الله إتمامه، أحدهما إبراهيم القرشي هذا، وكأنه لذلك قال الذهبي في
ترجمته من " الكاشف ": " صدوق ". من أجل ذلك رجعت إلى قول العراقي المذكور،
واعتمدته، وبخاصة أنه روي من طرق أخرى كما يأتي بيانه. وأخرجه أحمد (3 /
220) وكذا البخاري في " الكنى "(45 / 385) والبيهقي أيضا (10705) من
طريق شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة عن أنس به مختصرا بلفظ: ".. هد
على صاحبه يوم القيامة، إلا ما كان في مسجد - أو في بناء مسجد، شك أسود (
يعني ابن عامر) - أو، أو ". ثم مر فلم يلقها، فقال: ما فعلت القبة؟ قلت:
بلغ صاحبها ما قلت، فهدمها، فقال:" رحمه الله ". قلت: وشريك هو ابن عبد
الله القاضي، وهو سيىء الحفظ. وقد خالف في سياق لفظ النبي صلى الله عليه
وسلم كما ترى، وزاد:" رحمه الله ". لكن هذه الزيادة رويت في بعض الطرق
الآتية. ثم رأيت الحافظ في " الفتح "(11 / 93) ساق حديث الترجمة برواية أبي
داود، وقال عقبه:
" ورواته موثقون إلا الراوي عن أنس، وهو أبو طلحة
الأسدي، فليس بمعروف ". فهذا يتلقي مع قوله المتقدم فيه:" مقبول "، وقد
عرفت السبب، وهو - والله أعلم - أنه لم يقف على توثيق ابن حبان وقول الذهبي
المتقدم فيه: " صدوق ". الطريق الثانية: عن ابن أبي خالد عمن حدثه عن الربيع
بن أنس مرفوعا بلفظ: " كل بناء وبال على أهله يوم القيامة إلا مسجدا يذكر فيه
، أو بيت، وقال بيديه ". وفيه القصة باختصار مع زيادة " رحمه الله ".
أخرجه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل "(3 / 25 / 2) : حدثنا عبد الرحمن بن
صالح العتكي قال: حدثنا المحاربي عن ابن أبي خالد.. قلت: وهذا إسناد رجاله
ثقات غير الذي لم يسم، وابن أبي خالد هو إسماعيل، والمحاربي اسمه عبد
الرحمن بن محمد، وقد رمي بالتدليس. وأخرجه البيهقي (10707) من طريق قيس
بن الربيع عن أبي حمزة عن أنس. وأبو حمزة لم أعرفه، ويحتمل أنه جار شعبة
فقد ذكره المزي في الرواة عن أنس، وهو ثقة. الثالثة: عن عطاء بن جبلة:
حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن أنس قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في بعض طرق المدينة فإذا قبة
…
الحديث نحو لفظ الطريق الأولى، وفيه
زيادة: " يرحمه الله "(مرتين) . أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1 /
139) . وعطاء هذا قال ابن أبي حاتم (3 / 1 / 331) عن أبيه: " ليس بالقوي،
يكتب حديثه ". ونقله الذهبي في " الميزان "، وزاد عليه في " اللسان ": "
وقال البرذعي عن أبي زرعة: منكر الحديث ". وهذا في " سؤالاته " (ص 350)
المطبوع. وأزيد أنا فأقول: قال الخطيب في ترجمته من " التاريخ " (12 / 295
) : " وبلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد أنه قال ليحيى بن معين: ما
تقول في عطاء بن جبلة الفزاري؟ قال: ليس بشيء ". الرابعة: عن إسحاق بن أبي
طلحة عن أنس به مختصرا، وفيه زيادة:" يرحمه الله "(مرتين) .
أخرجه ابن
ماجه (4161) : حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا
عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة: حدثني إسحاق بن أبي طلحة.. كذا قال: " عيسى
بن عبد الأعلى بن أبي فروة ". وقد ذكر الذهبي وغيره أنه لا يعرف، وقد جاء
هكذا مسمى في حديث آخر في صلاة العيد في المسجد يوم المطر، وهو من رواية
الوليد أيضا عنه، وهو مخرج في " ضعيف أبي داود "(212) ، فلا أدري ممن
الخطأ؟ أهو من الوليد نفسه، أم من العباس بن عثمان الراوي عنه. فقد قال ابن
حبان في " ثقاته "(8 / 511) : " ربما خالف "، وقد خالفه محمد بن جعفر
الرملي فقال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الله ابن
أبي فروة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة به مختصرا.