الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" رواه البزار والطبراني في " الأوسط
"، ورجال الطبراني رجال " الصحيح "، خلا الهيثم بن جميل، وهو ثقة، وشيخ
الطبراني أحمد بن مسعود الخياط المقدسي ليس هو في الميزان ". قلت: يشير إلى
تمشيته، وقد تابعه جمع من الثقات منهم الإمام أحمد كما تقدم. والحديث قواه
عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام "، وقد ذهب بعض السلف إلى العمل به، فروى
ابن أبي شيبة في " المصنف "(8 / 235 - 236) عن محمد بن سيرين قال: " لو
أعلم أنه لم يعق عني لعققت عن نفسي ". وإسناده صحيح إن كان أشعث الراوي له عن
ابن سيرين هو ابن عبد الله الحداني أو ابن عبد الملك الحمراني، وكلاهما بصري
ثقة. وأما إن كان ابن سوار الكوفي فهو ضعيف، وثلاثتهم رووا عن ابن سيرين،
وعنهم حفص - وهو ابن غياث - وهو الراوي لهذا الأثر عن أشعث! وذكر ابن حزم
في " المحلى "(8 / 322) من طريق الربيع بن صبيح عن الحسن البصري: " إذا لم
يعق عنك، فعق عن نفسك وإن كنت رجلا ". وهذا إسناد حسن.
2727
- " من قال: أستغفر الله
…
الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثا
غفرت له ذنوبه وإن كان فارا من الزحف ".
جاء من حديث عبد الله بن مسعود وزيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبي
بكر الصديق وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك والبراء بن عازب
. 1 - أما حديث ابن مسعود فيرويه محمد بن سابق عن إسرائيل عن أبي سنان عن أبي
الأحوص عنه مرفوعا به وزاد " العظيم " مكان النقط، ويأتي بيان ما فيه.
أخرجه الحاكم (1 / 511) وقال: " صحيح على شرط الشيخين ". وأقره المنذري
في " الترغيب "(2 / 269) ، ثم الذهبي في " التلخيص "، لكنه قال: " قلت:
أبو سنان هو ضرار بن مرة لم يخرج له البخاري ". يعني أنه من أفراد مسلم، وهو
كما قال، وهو ثقة كسائر رجاله، وهم مترجمون في " التهذيب " غير شيخ الحاكم
: بكر بن محمد الصيرفي، وهو المروزي الدخمسيني، وهو لقبه، وكان فاضلا
عالما، وله ترجمة جيدة في " أنساب السمعاني "، ووصفه الحافظ الذهبي في "
تذكرة الحفاظ " بأنه محدث مرو، وذكر وفاته سنة (345) . وشيخه في هذا
الحديث ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد "(4 / 250 - 251) برواية جمع من
الحفاظ الثقات عنه، وقال: " وكان ثقة أمينا، توفي سنة تسع وسبعين
ومائتين ". ثم رأيت الحاكم قد أخرجه في مكان آخر (2 / 117 - 118) من طريق
محمد بن يوسف الفريابي: حدثنا إسرائيل به دون لفظ " العظيم "، وقال: " صحيح
على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي. وأقره النووي في " الرياض " (664 / 1882)
.
2 -
وأما حديث زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيرويه بلال بن يسار
ابن زيد عن أبيه عن جده مرفوعا به دون قوله: " ثلاثا ". أخرجه أبو داود
والترمذي وابن أبي خيثمة في " التاريخ "(250 - مصورة الجامعة الإسلامية)
وابن سعد (7 / 66) واستغربه الترمذي، وجود إسناده المنذري، وفيه جهالة
كما بينته في " صحيح أبي داود "(1358) ولكنه صحيح بما قبله، وما بعده.
3 -
وأما حديث أبي بكر فيرويه عروة بن زهير البجلي عن ثابت البناني عن أنس ابن
مالك عنه به. أخرجه ابن عدي في " الكامل "(ق 260 / 1) وقال: " عروة هذا
لا أعرف له غير هذا الحديث. وقال البخاري: لا يتابع عليه ". ونقل العقيلي
(3 / 364) عن البخاري أنه قال: " منكر الحديث ". وأما ابن حبان فذكره في "
الثقات " (7 / 288) ! 4 - وأما حديث أبي هريرة، فيرويه بشر بن رافع عن محمد
بن عبد الله عن أبيه عنه مرفوعا به. أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 /
303) . قلت: وهذا إسناد ضعيف لضعف بشر بن رافع. ومحمد بن عبد الله لم
أعرفه، ومن المحتمل أنه محمد بن عبيد الله مصغرا وهو محمد بن عبيد الله بن
أبي رافع الهاشمي مولاهم، فإن لأبيه رواية عن أبي هريرة، فإن يكن هو فهو ضعيف أيضا.
5 -
وأما حديث أبي سعيد الخدري فيرويه عثمان بن هارون القرشي: حدثنا
عصام بن قدامة عن عطية العوفي عنه مرفوعا به، إلا أنه قال: " غفر له ذنوبه
ولو كانت عدد رمل عالج، وغثاء البحر، وعدد نجوم السماء ". أخرجه الطبراني
في " الدعاء "(1784) وابن عساكر في " تاريخ دمشق "(14 / 353 / 1 - 2) .
قلت: وعطية العوفي ضعيف. وعثمان بن هارون القرشي لم أجد له ترجمة. وتابعه
أشعث بن شعبة عند الطبراني، وهو لين. 6 - وأما حديث أنس فيرويه دينار بن
عبد الله عنه به مرفوعا. أخرجه ابن عساكر (14 / 358 / 2) . قلت: وهذا
إسناد ضعيف بمرة، دينار بن عبد الله، تالف متهم كما قال الذهبي، وقال ابن
حبان (1 / 295) : " شيخ، كان يروي عن أنس أشياء موضوعة، لا يحل ذكره في
الكتب ولا كتابة ما رواه إلا على سبيل القدح فيه ". قلت: فلا يجوز الاستشهاد
به ولا كرامة. 7 - وأما حديث البراء فيرويه عمرو بن الحصين بإسناد له واه
عنه به، إلا أنه زاد:" في دبر كل صلاة ". وهي زيادة باطلة تفرد بها ابن
الحصين هذا، وهو وشيخه متروكان، ولذلك خرجت حديثهما في " الضعيفة " (4546
) ، فلا داعي لإعادة تخريجه. وبالجملة فالحديث من طريق ابن مسعود صحيح،
وطرقه الأخرى غالبها
واهية، وما بقي منها إن لم يزده قوة، فلا يضره. وقد
عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " بلفظ الترمذي المتقدم لابن عساكر عن أنس، ش
عن ابن مسعود وجابر موقوفا عليهما. ولم أقف على إسناد جابر. وأما (ابن
مسعود) ، فأخرجه في " المصنف "(10 / 300 / 9499) من طريق إسماعيل عن أبي
سنان بإسناده المتقدم عنه، لكن أوقفه، ولا يضر المرفوع لأنه في حكمه. وقد
وجدت له شاهدا مختصرا جدا، من رواية داود بن الزبرقان عن الوراق عن نافع عن
ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه: " قولوا:
سبحان الله وبحمده مائة مرة، من قالها مرة كتبت له عشرا ومن قالها عشرا كتبت
له مائة ومن قالها مائة كتبت له ألفا، ومن زاد زاده، ومن استغفر الله غفر
له ". رواه الترمذي (3466) وقال: " حديث حسن غريب ". كذا قال، وأقره
الشوكاني في " تحفة الذاكرين "(ص 237 و 254) ! وفيه نظر من وجهين: الأول:
مطر الوراق، قال الحافظ:" صدوق كثير الخطأ ". والآخر: داود بن الزبرقان،
قال الحافظ: " متروك، وكذبه الأزدي ". لكن قد أفاد الحافظ المزي في "
التحفة " (6 / 232) أن النسائي أخرجه في " اليوم والليلة " من طريق روح بن
القاسم والمثنى بن يزيد عن مطر به نحوه.
وروح ابن القاسم ثقة من رجال
الشيخين، لكن لا أدري إذا كان في روايته موضع الشاهد منه، وهو قوله في آخره
: " ومن استغفر الله غفر له ". فإن الكتاب المذكور: " اليوم والليلة "
للنسائي لم يتيسر لي بعد أن أحصل على نسخة منه، وقد طبع حديثا، فإن وجد فيها
فهو شاهد لا بأس به على اختصاره، وإلا فلا يصلح للاستشهاد به، لشدة ضعف ابن
الزبرقان به. والله أعلم. (تنبيه) : لفظة (العظيم) المشار إليها بنقط في
حديث الترجمة لم ترد عند السيوطي في " الجامع الكبير "، وقد عزاه للحاكم،
فينبغي التثبت منها، لاسيما ولم أرها في شيء من الروايات الأخرى على ضعفها.
ثم وقفت على كتاب " عمل اليوم والليلة " للنسائي بتحقيق الدكتور فاروق حمادة،
فرأيت حديث مطر فيه (212 / 160) بلفظ: " اذكروا عباد الله، فإن العبد إذا
قال: سبحان الله وبحمده، كتب الله له بها عشرا ومن عشر إلى مائة، ومن
مائة إلى ألف، فمن زاد زاد الله له ". وليس فيه جملة الاستغفار كما ترى.
قلت: ومطر - وهو الوراق - مختلف فيه، وقال الحافظ:" صدوق كثير الخطأ ".
هذا. وأما لفظة " العظيم "، فقد بدا لي أنها مقحمة من بعض النساخ للأمور
التالية: أولا: أنها لم تذكر في " الجامع الكبير " كما تقدم. ثانيا: لم
تذكر أيضا في " الرياض "، وقد عزاه للحاكم كما تقدم.