الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2949
- " لا شيء في الهام، والعين حق، وأصدق الطير الفأل ".
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد "(914) و " التاريخ " (2 / 1 / 107 - 108
) والترمذي (2 / 6) وأحمد (4 / 67 و 5 / 70 و 379) وابن سعد (7 / 66)
وأبو يعلى في " مسنده "(582) وفي " المفاريد "(2 / 13 / 2) والطبراني
(1 / 175 / 2) من طرق عن يحيى بن أبي كثير: حدثني حية بن حابس التميمي:
حدثني أبي مرفوعا. وقال الترمذي: " حديث غريب. وروى شيبان عن يحيى بن أبي
كثير عن حية بن حابس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعلي
بن المبارك وحرب بن شداد لا يذكران فيه: عن أبي هريرة ". قلت: وإنما
استغربه الترمذي لأن حية بن حابس غير مشهور بالعدالة، بل لم يرو عنه غير يحيى
بن أبي كثير كما في " الميزان ". وفي " التقريب ": " مقبول ". يعني عند
المتابعة، وإلا فلين الحديث. ثم قال:" ووهم من زعم أن له صحبة ". لكن
لغالب الحديث شاهد، يرويه أبو معشر عن محمد بن قيس عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ:
" أصدق الطيرة الفأل، والعين حق ". أخرجه أحمد (2 / 289) . وإسناده حسن
في الشواهد، أبو معشر اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي،
وهو ضعيف من قبل حفظه
. والشطر الأول منه رواه عبد الرزاق (10 / 406) عن الأعمش مرفوعا. ورجاله
ثقات إلا أنه معضل. وجملة " العين حق " متفق عليها من حديث أبي هريرة، وقد
سبق تخريجها (1248) وصحت من حديث ابن عباس أيضا، وقد مضى (1250 و 1251)
. ثم وقفت على شاهد للجملة الأولى، ولكنه مما لا يفرح به، لأنه يرويه عفير
بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ حديث الترجمة. أخرجه
الطبراني في " المعجم الكبير "(8 / 192 / 7686) . قلت: ورجاله ثقات غير
عفير بن معدان، فهو متروك، وقد تقدمت له عدة أحاديث موضوعة تدل على حاله،
فراجع فهارس المجلدات الأربعة المطبوعة. ثم استدركت فقلت: إن قوله: " لا شيء
في الهام ". هو في المعنى مثل قوله صلى الله عليه وسلم: " لا هامة "، وهذا
قد ثبت في جملة من الأحاديث الصحيحة عند الشيخين وغيرهما من حديث أبي هريرة
وغيره، وقد سبق تخريجها بالأرقام التالية (780 و 782 و 783 و 785 و 789)
وفي بعضها بلفظ: ".. ولا هام ". وإذا كان الأمر كذلك، فقد قررت إيراد
الحديث في هذه السلسلة الصحيحة لمجموع هذه الشواهد بعد أن كنت أوردته في " ضعيف
الجامع الصغير " (6309 - الطبعة الأولى الشرعية) . ولذلك حولته إلى " صحيح
الجامع "، كما أوردته في كتابي الجديد من مشروع تقريب السنة بين يدي الأمة: "
صحيح الأدب المفرد " تحت (355 - باب الفأل - 411) ، وأنا على وشك الانتهاء
منه إن شاء الله تعالى. ثم انتهيت منه،
وصدر هو وقسيمه " ضعيف الأدب المفرد
". والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. واعلم أن (هام) هو جمع (هامة)
، قال ابن الأثير في " النهاية ": " الهامة: الرأس، واسم طائر، وهو
المراد في الحديث. وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل. وقيل
: هي البومة. وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير
هامة، فتقول: اسقوني، فإذا أدرك بثأره طارت.. ". وبهذه المناسبة لابد لي
من التنبيه على خطأين فاحشين وقعا في هذه اللفظة (هام) من بعض الناس أحدهم من
أهل العلم، وهو الشيخ فضل الله الجيلاني في شرحه لكتاب " الأدب المفرد "
للإمام البخاري، فقد تحرفت في متنه إلى (الهوام) ! وهو في ذلك تبع لنسخة
الطبعة الهندية سنة (1306 هـ)(ص 131) ، ثم اشتط الشيخ الجيلاني في الخطأ
حين فسره بقوله (2 / 367) : " (الهوام) جمع هام اسم طير من طير الليل.. "
!! والصواب: أن (هام) هو الجمع، مفرده (هامة) كما في " القاموس " وغيره
. وأما (الهوام) فهو جمع (الهامة) وهي الدابة، وكل ذي سم يقتل سمه كما
في كتب اللغة. وأما الخطأ الآخر، فهو ما صدر من زهير الشاويش صاحب المكتب
الإسلامي، فإنه أعاد طبع كتابي المذكور آنفا " ضعيف الجامع الصغير " طبعة
ثانية دون إذني وعلمي، فوقعت له فيه أمور عجيبة، وتصرفات غريبة، وتعليقات
وحواش تنبئ عن اعتداء صارخ على مؤلفه وادعاء للعلم مهلك، وحسبي الآن