الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2996
- " كان إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى
جدك، ولا إله غيرك ".
أخرجه الطبراني في " الدعاء "(2 / 1034 / 506) : حدثنا محمود بن محمد
الواسطي: حدثنا زكريا بن يحيى، زحمويه: حدثنا الفضل بن موسى السيناني، عن
حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد
صحيح، رجاله كلهم ثقات معروفون غير محمود بن محمد الواسطي، وهو (ابن منويه
- بنون -) الحافظ المفيد العالم، كما في " سير الذهبي "(14 / 242) وهو من
شيوخ الطبراني المعروفين، فقد روى له في " المعجم الأوسط " (2 / 192 / 2 -
198 / 2) أكثر من مائة حديث، وهذه أرقامها من نسختي المصورة والمرقمة
بترقيمي (7945 - 8047) ، على أنه لم يتفرد به كما يأتي. وشيخه زكريا بن
يحيى، و (زحمويه) لقبه كما في " التبصير "(2 / 595) للحافظ، وذكر في "
اللسان " أنه ثقة، روى عنه أبو زرعة وأبو يعلى.. وأخرج له ابن حبان في "
صحيحه ". قلت: وفاته أنه ذكره في " الثقات " (8 / 253) وقال: " كان من
المتقنين ". وقد أكثر عنه في " صحيحه "، فانظر أرقام أحاديثه في " فهرس
المؤسسة " (18 / 132) . وكذلك أكثر عنه بحشل في " تاريخ واسط "، وترجم له
ترجمة مختصرة، وكناه بأبي محمد، وقال (ص 197) : " كان أبيض الرأس
واللحية ". وقال عنه:
" ولد سنة (185) ". وتوفي سنة (235) . ومن فوقه
من رجال الشيخين. وقد تابع الفضل بن موسى أبو خالد، أخرجه الدارقطني في "
سننه " (1 / 300 / 12) ، وابن أبي حاتم في " العلل " (1 / 135 / 374)
معلقا من طريق محمد بن الصلت: حدثنا أبو خالد به. وذكر الزيلعي في " نصب
الراية " (1 / 320) عن الدارقطني أنه قال: " إسناده كلهم ثقات ". قلت:
محمد بن الصلت هذا هو أبو جعفر الكوفي الأصم، ثقة بلا خلاف ومن شيوخ البخاري
، ولولا أن الراوي عنه (الحسين بن علي بن الأسود العجلي) في رواية الدارقطني
فيه ضعف لقويت إسناده، فلعله هو الذي حمل أبا حاتم أن يقول عقب الحديث: " هذا
كذب لا أصل له، ومحمد بن الصلت، لا بأس به، كتبت عنه ". وقال فيه فيما
رواه عنه ابنه في " الجرح "(2 / 1 / 56) : " صدوق ". ولكن لم يتبين لي وجه
تكذيبه الحديث مع سلامة إسناده من كذاب، أنا أدري أنه كما أن الكذوب قد يصدق،
كما في الحديث المعروف، فكذلك الصدوق قد يكذب كما في حديث أبي السنابل، بمعنى
أنه قد يقول خطأ الكذب المخالف للواقع، ولكني والله لا أدري - ولا أحسب أنه
يمكنني يوما أن أدري - أنه يمكن أن يقال في حديث الصدوق: " كذب لا أصل له "،
وليس في متنه ما يستنكر
فضلا عن أن يكذب، وله من الطرق والشواهد وجريان
عمل السلف عليه، ما يقطع الواقف على ذلك أن الحديث صحيح له أصل أصيل، ولذلك
قال الترمذي في " سننه "(1 / 325) بعد أن ساق بعض شواهده: " وهكذا روي عن
عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من
التابعين وغيرهم ". فالذي يبدو لي - والله أعلم - أن ذلك زلة من زلات
العلماء - إن لم يكن سبق قلم - فيجب أن يتقى. ولقد بلغ اهتمام عمر الفاروق
بإذاعة هذا الحديث وتبليغه إلى الناس إلى درجة أنه كان يرفع صوته بما فيه
ليتعلمه الناس، كما رواه الأئمة الحفاظ وصححوه كما تراه مخرجا في " إرواء
الغليل " (2 / 52) ، وهو يعلم أن السنة الإسرار بدعاء الاستفتاح حرصا منه
على تعليمهم، وعملا بالسنة الأخرى الثابتة في " الصحيح " أنه كان يسمعهم
الآية أحيانا في صلاة الظهر والعصر. ومن طرق الحديث عن أنس ما رواه مخلد بن
يزيد عن عائذ بن شريح عنه بلفظ: " كان إذا استفتح الصلاة يكبر ثم يقول.. "
فذكره. أخرجه الطبراني في " الدعاء "(505) وفي " الأوسط " (1 / 171 /
3190) ، وقال في " الأوسط ": " لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به
مخلد بن يزيد ". كذا قال: ولم يتذكر الطريق الأولى، وقال الهيثمي في هذه (
2 / 107) : " رواه الطبراني في " الأوسط "، ورجاله موثوقون ".
كذا قال! (
عائذ بن شريح) وما علمت أحدا وثقه، حتى ولا ابن حبان، وقد قال الذهبي في
" المغني ": " لم أر لهم تضعيفا ولا توثيقا، إلا قول أبي حاتم: " في حديثه
ضعف ". قلت: وما هو بحجة ". قلت: وقد روى عنه جماعة كما في " الجرح " (3
/ 2 / 16) ، فمن الممكن الاستشهاد به، على أن الحجة قائمة برواية الثقتين أبي
خالد - وهو الأحمر - سليمان الأحمر، والفضل بن موسى المتابع له عن حميد عن
أنس. وقد قال الحافظ في " الدراية "(2 / 129) : " وهذه متابعة جيدة
لرواية أبي خالد الأحمر. والله أعلم ". وفيه إشارة قوية إلى رد قول أبي
حاتم المتقدم، وهو حري بذلك لما سبق بيانه، وقد أشار إشارة لطيفة إلى رفضه
إياه، بقوله في " التلخيص " فيه (1 / 230) :" وضعفها ". فلم ينشرح لنقل
نص قوله المذكور، لشدته وبعده عن الصواب، ولكنه مع ذلك فقد خلط بين طريق
وطريق، فقال بعد أن خرج الحديث من رواية أصحاب السنن وغيرهم عن أبي سعيد
وغيره: " وعن أنس نحوه. رواه الدارقطني، وفيه الحسين بن علي بن الأسود
وفيه مقال. وله طريق أخرى ذكرها ابن أبي حاتم في " العلل " عن أبيه وضعفها "
. قلت: وقد عرفت من تخريجنا هذا أن طريق أبي حاتم هي طريق الدارقطني كلاهما
أخرجه من طريق محمد بن الصلت، فتنبه.