الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" لا نعلم أسند أشعث بهذا الإسناد إلا هذا الحديث ".
قلت: وأشعث بن سوار مختلف فيه، وأخرج له مسلم في المتابعات، فهو، ممن
يستشهد به. لكن شيخه أشعث لم أعرفه. والله أعلم. هذا وقد صح الحديث من
رواية أبي هريرة مرفوعا نحوه، إلا أنه قال:" وبالمصورين " مكان: " وبمن
قتل نفسا.. "، وقد مضى تخريجه برقم (512) .
2700
- " يا أيها الناس! إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي
ولا عجمي على عربي ولا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى * (إن
أكرمكم عند الله أتقاكم) *، ألا هل بلغت؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال:
فيبلغ الشاهد الغائب ".
أخرجه أبو نعيم في " الحلية "(3 / 100) والبيهقي في " شعب الإيمان " (2 /
88 / 1) من طريق شيبة أبي قلابة القيسي عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر
رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق
خطبة الوداع، فقال: فذكره. وقال أبو نعيم: " غريب من حديث أبي نضرة عن
جابر، لم نكتبه إلا من حديث أبي قلابة عن الجريري عنه ". وقال البيهقي: "
في إسناده بعض من يجهل ". قلت: كأنه يشير إلى شيبة أبي قلابة القيسي، فإني
لم أجد له ترجمة، وقد
أورده الدولابي في " الكنى "(2 / 84) ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا، كما هي عادته على الغالب. ولكنه لم يتفرد به خلافا لما
يشعر به كلام أبي نعيم المتقدم، فقد قال أحمد في " المسند " (5 / 416) :
حدثنا إسماعيل: حدثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة: حدثني من سمع خطبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق، فقال: فذكره. وأخرجه المحاملي في
" الأمالي "(4 / 44 / 2) عن إسماعيل بن إبراهيم به. قلت: وهذا إسناد صحيح
رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير من سمع خطبته صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يسم
، وذلك مما لا يضر، لأنه صحابي، والصحابة كلهم عدول كما هو مقرر في علم "
مصطلح الحديث ". ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الاقتضاء " (ص 69) :
" إسناده صحيح ". وقد توبع إسماعيل، فقال الحارث في " مسنده - زوائده " (ق
9 / 2) : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء: حدثنا سعيد الجريري به. قلت: وهذه
متابعة قوية، فإن عبد الوهاب ثقة من رجال مسلم في " صحيحه ". وخالفها أبو
المنذر الوراق فقال: عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا به دون الآية
وما بعدها. أخرجه أبو الشيخ في " التوبيخ "(259 / 245) والطبراني في "
الأوسط " (1 / 292 / 1 / 4885) وقال: " لم يروه عن الجريري إلا أبو المنذر
الوراق، ولا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد ".
قلت: وهو ضعيف جدا،
لأن أبا المنذر الوراق - واسمه يوسف بن عطية الباهلي - متروك كما في " التقريب
"، لكن قال الهيثمي في " المجمع " (8 / 84) : " رواه الطبراني في " الأوسط "
، والبزار بنحوه.. ورجال البزار رجال (الصحيح) ". كذا قال، وقد وقفت
على إسناد البزار ولفظه بواسطة " زوائد البزار " للعسقلاني (ص 248) أخرجه من
طريق جعفر بن سليمان عن الجريري به، إلا أنه قال: " عن أبي نضرة - قال: ولا
أعلمه إلا - عن أبي سعيد.. ". فذكره مرفوعا مختصرا بلفظ: قال في خطبة خطبها
: " إن أباكم واحد، وإن دينكم واحد، أبوكم آدم، وآدم خلق من تراب ".
وقال البزار: " لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه ". قلت: وهو
صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح كما قال الهيثمي، لولا أنه شك الراوي بعض الشيء
في صحابيه، وذلك مما لا يضر، لأن الصحابة كلهم عدول كما تقدم. والله أعلم
. وللحديث شاهد من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس
يوم فتح مكة، فقال: " يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية
وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: رجل بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين
على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من التراب، قال الله: * (يا
أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى..) * إلى قوله: * (إن أكرمكم عند الله
أتقاكم إن الله عليم خبير) * ".