الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا مما يؤكد لكل قارىء لبيب منصف أن الرجل من أهل
الأهواء، فإن من علاماتهم أنهم يذكرون ما لهم، ويكتمون ما عليهم. ورابعا:
مما يؤكد أنه منهم، أنه إذا كان الحديث لا يخالف هواه قواه ولو كان من هذه
الرواية، فقد خرج حديثا آخر من هذا الوجه، ثم قال:(1 / 93) : " وقال
الترمذي: " حسن غريب ". وهو كما قال "! ولقد كان الأولى به - لو كان عنده
شيء من هذا العلم بعيدا عن الغرضية والمخالفة والهوى - أن يبادر إلى بيان
شذوذ زيادة: " أو نقص " لمباينتها لرواية سفيان المحفوظة، ولشاهدها من حديث
ابن عباس، وللسنة العملية التي جرى عليها النبي صلى الله عليه وسلم من
الاقتصار أحيانا على دون الثلاث كما تقدم، ولكن أنى له ذلك وقد أوقف نفسه
لهدم السنة وتضعيفها؟! والله المستعان.
2981
- " تخصر بهذه حتى تلقاني، وأقل الناس المتخصرون. قاله لعبد الله بن أنيس
الجهني ".
أخرجه أبو نعيم في " الحلية "(2 / 5 - 6) و " أخبار أصبهان " (1 / 189 -
190) : حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم
بن محمد بن الحسن حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر حدثنا عبد العزيز بن محمد عن
يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن كعب عن عبد الله بن أنيس الجهني أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من لي بخالد بن نبيح؟ ". رجل من هذيل،
وهو يومئذ قبل (عرفة) بـ (عرنة)، قال عبد الله بن أنيس: أنا يا رسول
الله! انعته لي، قال:
" إذا رأيته هبته ". قال: يا رسول الله! والذي بعثك
بالحق ما هبت شيئا قط. قال: فخرج عبد الله بن أنيس حتى أتى جبال (عرفة) قبل
أن تغيب الشمس، قال عبد الله: فلقيت رجلا، فرعبت منه حين رأيته، فعرفت حين
رعبت منه أنه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: من الرجل؟ فقلت
: باغي حاجة، هل من مبيت؟ قال: نعم، فالحق، فرحت في أثره فصليت العصر
ركعتين خفيفتين، وأشفقت أن يراني، ثم لحقته، فضربته بالسيف، ثم خرجت،
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته. قال محمد بن كعب: فأعطاه رسول
الله صلى الله عليه وسلم مخصرة، فقال:(فذكره) . قال محمد بن كعب: فلما
توفي عبد الله بن أنيس أمر بها فوضعت على بطنه وكفن، ودفن ودفنت معه. قلت
: وهذا إسناد جيد، ذكره أبو نعيم في ترجمة (إبراهيم بن محمد بن الحسن) من "
الأخبار "، وقال: " يعرف بـ (ابن متويه)
…
كان من العباد والفضلاء،
يصوم الدهر ". وأورده الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (2 / 740) ووصفه بـ: "
الحافظ القدوة.. وقال أبو الشيخ: كان من معادن الصدق ". وله ترجمة في "
السير " أيضا (14 / 142 - 143) . والقاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم
هو الحافظ العسال، ترجمه أبو نعيم في " الأخبار " بقوله (2 / 283) :