الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مختلف فيه
كما قال البوصيري في " الزوائد "(274 / 2 - مصورة المكتب) وحسن إسناده!
وقال الذهبي في " الضعفاء ": " صويلح، ضعفه النسائي وغيره ". وفي " الكاشف
": " ضعفه النسائي، ووثقه غيره ". وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعفوه
في روايته عن علي بن يزيد الألهاني ". قلت: فهو حسن الحديث في غير روايته عن
الألهاني. والله أعلم.
2778
- " هلاك أمتي في الكتاب واللبن. قالوا: يا رسول الله ما الكتاب واللبن؟ قال
: يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل الله عز وجل، ويحبون اللبن
فيدعون الجماعات والجمع، ويبدون ".
أخرجه الإمام أحمد (4 / 155) : حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة عن أبي
قبيل قال: لم أسمع من عقبة بن عامر إلا هذا الحديث، قال ابن لهيعة: وحدثنيه
يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وأخرجه ابن عبد الحكم في " فتوح مصر "
(293)
: حدثناه المقرىء وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة عن
أبي قبيل وحده. قلت: وهذا الحديث من أحاديث ابن لهيعة الصحيحة، لأنه من
رواية أبي عبد الرحمن عنه، واسمه عبد الله بن يزيد المقرىء المكي، وهو ثقة
من رجال
الشيخين ومن كبار شيوخ البخاري، وقد ذكروا أنه من العبادلة الذين
رووا عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه وأنه صحيح الحديث فيما رووه عنه. وقد روى
هذا بإسنادين: الأول: عن أبي قبيل عن عقبة. والآخر: عن يزيد بن أبي حبيب
عن أبي الخير عن عقبة. وهذا إسناد صحيح، لأن من فوق ابن لهيعة ثقتان من رجال
الشيخين أيضا، وأبو الخير اسمه مرثد بن عبد الله اليزني. وأما إسناده الأول
فحسن لأن أبا قبيل واسمه حيي بن هاني المعافري وثقه جماعة منهم أحمد، وضعفه
بعضهم، وقال الحافظ في " التقريب ":" صدوق يهم ". فهو حسن الحديث على
الأقل، والله أعلم. والحديث أخرجه الفسوي في " التاريخ "(2 / 507) وأبو
يعلى في " مسنده "(2 / 284 رقم 1746 ط) والهروي في " ذم الكلام " (2 / 28
/ 1) وابن عبد البر في " جامع بيان العلم "(2 / 193) كلهم عن عبد الله بن
يزيد به، إلا أن الهروي زاد في الإسناد بين ابن لهيعة وأبي قبيل: عقبة
الحضرمي، وهي زيادة شاذة لتصريح الجماعة في روايتهم بسماع ابن لهيعة لهذا
الحديث من أبي قبيل، ولو صحت لم تضر لأن عقبة هذا - وهو ابن مسلم التجيبي -
ثقة بلا خلاف. ثم أخرجه أحمد (4 / 146) والطبراني في " المعجم الكبير " (
17 / 296 / 816) من طريقين آخرين عن ابن لهيعة به دون ذكر عقبة الحضرمي.
وتابعه أبو السمح عند أحمد (4 / 156) ومن طريق ابن عبد البر، والطبراني (
818) ، ولفظه مخالف لحديث الترجمة، ولذلك خرجته في " الضعيفة "(1779) .
والليث - وهو ابن سعد - عند الطبراني (815) وابن عبد البر. ومالك بن
الخير الزيادي عند الطبراني (817) . فهذه المتابعات من هؤلاء لابن لهيعة تؤكد
أنه قد حفظ هذا الحديث، فالحمد لله. (فائدة) : ترجم ابن عبد البر لهذا
الحديث بقوله: " باب فيمن تأول القرآن أو تدبره وهو جاهل بالسنة ". ثم قال
تحته: " أهل البدع أجمع أضربوا عن السنن، وتأولوا الكتاب على غير ما بينت
السنة، فضلوا وأضلوا. نعوذ بالله من الخذلان، ونسأله التوفيق والعصمة ".
قلت: ومن ضلالهم تغافلهم عن قوله تعالى في كتابه موجها إلى نبيه صلى الله
عليه وسلم: * (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) *. ثم إن
الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " لـ (حم، هب، وأبو نصر السجزي في
" الإبانة " عن عقبة بن عامر) . ولم يورده في " الجامع الصغير ". (تنبيه)
: وقع من بعضهم حول هذا الحديث أوهام لابد من بيانها: لقد ضعفه الهيثمي في "
مجمع الزوائد " بقوله (8 / 104 - 105) : " رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة وهو
لين، وبقية رجاله ثقات ".