الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
".. وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح ". وأخرجه البزار (2
/ 415 / 1996) من طريق أخرى عن ابن عقيل به نحوه، وقال: " لا نعلمه بلفظه
ولا معناه إلا عن ابن الحنفية عن علي ". قلت: وقد خالف الطرق كلها العلاء
الرقي عند الحاكم فقال: ".. ابن عقيل عن أبيه " بدل قوله: ".. عن محمد بن
علي "، وهو ابن الحنفية، وذلك مما يدل على ضعف الرقي، لكن متن الحديث ثابت
برواية الجمع كما ذكرنا، وصحح إسناده أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " (4
/ 351) وذلك من تساهله الذي عرف به، ثم قال: " ولكنه يعارضه ما مضى (769
و953) في تسميتهما، ولعل ما مضى أرجح ". يشير إلى حديث هانىء بن هانىء عن
علي.. نحوه، وفيه: أنه سمى كلا منهما عند ولادتهما: (حربا) . وهذا
الإسناد ضعيف عندي كما بينته في " الضعيفة "(3706) . فالراجح حديثنا هذا.
وله شاهد من حديث سورة بنت مشرح تكلمت عليه في المصدر المذكور.
2710
- " أنت كنت أحق بالسجود من الشجرة ".
أخرجه أبو يعلى في " مسنده "(1 / 298) والطبراني في " المعجم الأوسط " (
رقم 4904) من طريق الجراح بن مخلد: أخبرنا اليمان بن نصر صاحب الدقيق
قال:
أخبرنا عبد الله بن سعد المدني قال: أخبرنا محمد بن المنكدر قال: حدثني محمد
بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت فيما يرى النائم كأني
تحت شجرة، وكأن الشجرة تقرأ * (ص) *: فلما أتت على السجدة سجدت، فقالت في
سجودها: " اللهم اكتب لي بها أجرا، وحط عني بها وزرا، وأحدث لي بها شكرا،
وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته ". فلما أصبحت غدوت على النبي صلى
الله عليه وسلم فأخبرته بذلك، فقال: سجدت أنت يا أبا سعيد؟ فقلت: لا، قال
: (فذكره) ، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة * (ص) * حتى أتى على
السجدة، فقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها. وقال الطبراني عقبه -
والسياق له -: " لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به اليمان بن نصر
". قلت: أعله به الهيثمي فقال (2 / 285) : " قال الذهبي: مجهول ". قلت:
هو تابع في ذلك لابن أبي حاتم (4 / 2 / 311) عن أبيه. لكن قال الحافظ في "
اللسان ": " وذكره ابن حبان في " الثقات " فقال: الكعبي، من أهل البصرة،
يروي عن شيخ عن محمد بن المنكدر. روى عنه يعقوب بن سفيان. وذكر ابن أبي حاتم
في الرواة عنه محمد بن مرزوق والجراح بن مليح ". قلت: ليس في ابن أبي حاتم
ذكر الجراح هذا. فالله أعلم. وقد روى عنه عمرو بن علي هذا الحديث مختصرا جدا
في " تاريخ البخاري "(1 / 1 / 147) .
وأقول: فمثله حسن الحديث إن شاء الله
تعالى لرواية ثلاثة من الثقات عنه، فإعلاله بمن فوقه أولى، كشيخه عبد الله بن
سعد المدني، فإني لم أجد له ترجمة، وقد وقع اسمه في ترجمة اليمان من " الجرح
والتعديل ": " عبد الله بن أبي سعيد المدني "، وقال المعلق عليه: " ك "
سعد " خطأ ". ولعل ما خطأه هو الصواب لمطابقته لما في الكتابين: " مسند أبي
يعلى "، و " المعجم الأوسط ". وشيخ شيخه " محمد بن عبد الرحمن بن عوف "
أورده البخاري في " التاريخ "، وابن أبي حاتم في كتابه برواية ابن المنكدر
وابنه عبد الواحد عنه، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في "
الثقات " من روايتهما عنه. قلت: فعلة هذا الإسناد عندي عبد الله. لكن للحديث
طريق أخرى وشاهد يتقوى بهما إن شاء الله تعالى. أما الطريق فقال عبد الرزاق
في " المصنف "(3 / 337 / 5869) : عن ابن عيينة عن عاصم بن سليمان عن بكر بن
عبد الله المزني: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله!
رأيت كأن رجلا يكتب القرآن وشجرة حذاءه، فلما مر بموضع السجدة التي في * (ص
) * سجدت، وقالت: " اللهم أحدث لي بها شكرا، وأعظم لي بها أجرا، واحطط
بها وزرا ". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فنحن أحق من الشجرة ".
وهذا
إسناد صحيح مرسل، وقد جاء موصولا مختصرا من طرق عن حميد الطويل قال: حدثني
بكر أنه أخبره: أن أبا سعيد الخدري رأى رؤيا أنه يكتب * (ص) *، فلما بلغ إلى
سجدتها قال: رأى الدواة والقلم وكل شيء بحضرته انقلب ساجدا، قال: فقصها
على النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يسجد بها بعد. أخرجه أحمد (3 / 78
و84) من طريق يزيد بن زريع وابن أبي عدي، والحاكم (2 / 432) من طريق حماد
بن سلمة، ثلاثتهم عن حميد به. سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: " على شرط
مسلم ". قلت: هو كذلك بل هو على شرط الشيخين لولا أن ظاهره الإرسال لقوله:
أن أبا سعيد.. ويؤيد ذلك رواية هشيم: أنبأنا حميد الطويل عن بكر بن عبد الله
قال: أخبرني مخبر عن أبي سعيد قال: فذكره، إلا أنه قال: فعدت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأمر بالسجود فيها. أخرجه البيهقي (2 / 320) .
لكن يمكن أن يقال: إن هذه الرواية شاذة لمخالفتها لرواية الثقات الثلاثة، لكن
هذه نفسها ليست متصلة كما ذكرنا. والله أعلم. وأما الشاهد فالدعاء فيه بلفظ
: " اللهم اكتب لي بها عندك أجرا واجعلها لي عندك ذخرا وضع عني بها وزرا،
واقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود ". أخرجه الترمذي (579 و 3420) وابن
ماجه (1 / 325) وابن حبان (691) من طريق ابن خزيمة، والحاكم (1 / 219)
والبيهقي (2 / 320)
والطبراني في " المعجم الكبير "(11 / 149 / 11262)
كلهم من طريق محمد بن يزيد بن خنيس قال: حدثني حسن بن محمد بن عبيد الله بن
أبي يزيد قال: قال لي ابن جريج: يا حسن! حدثني جدك عبيد الله بن أبي يزيد عن
ابن عباس قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله
! إني رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة، فرأيت كأني
قرأت سجدة، فرأيت الشجرة كأنها تسجد بسجودي، فسمعتها وهي تقول: " اللهم
اكتب
…
" إلخ. قال ابن عباس: " فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ
السجدة، فسمعته وهو ساجد يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة ". والسياق
لابن حبان، وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح، رواته مكيون، لم يذكر واحد منهم
بجرح ". ووافقه الذهبي. قلت: وهذا من عجائبه، فإنه قال في ترجمة الحسن
هذا من " الميزان ": " قال العقيلي: لا يتابع عليه. وقال غيره: فيه جهالة
، ما روى عنه سوى ابن خنيس ". وقال في " الكاشف ":" غير حجة ". وأما
الترمذي فقد قال في الموضعين: " حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ".
لكن زاد في الموضع الأول في نسخة: " حسن ".