الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرجه أحمد وغيره،
وقد خرجته في هذا المجلد برقم (2995) ، ومختصرا في المجلد الثاني (840) .
2739
- " قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول
الله! إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير [فنحن فيه] ، [
وجاء بك] ، فهل بعد هذا الخير من شر [كما كان قبله؟] . [قال: " يا حذيفة
تعلم كتاب الله واتبع ما فيه، (ثلاث مرات) ". قال: قلت: يا رسول الله!
أبعد هذا الشر من خير؟] . قال: " نعم. [قلت: فما العصمة منه؟ قال: "
السيف "] . قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ (وفي طريق: قلت: وهل بعد
السيف بقية؟) قال: " نعم، وفيه (وفي طريق: تكون إمارة (وفي لفظ:
جماعة) على أقذاء، وهدنة على) دخن ".
قلت: وما دخنه؟ قال: " قوم (
وفي طريق أخرى: يكون بعدي أئمة [يستنون بغير سنتي و] ، يهدون بغير هديي،
تعرف منهم وتنكر، [وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين، في جثمان إنس]
". (وفي أخرى: الهدنة على دخن ما هي؟ قال: " لا ترجع قلوب أقوام على الذي
كانت عليه ") . قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: " نعم، [فتنة عمياء
صماء، عليها] دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ". قلت: يا
رسول الله! صفهم لنا. قال: " هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا ". قلت: [
يا رسول الله!] فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: " تلتزم جماعة المسلمين
وإمامهم، [تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع] ".
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: " فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو
أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ". (وفي طريق) : " فإن
تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم ".
(وفي أخرى)
: " فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة، فالزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ
مالك، فإن لم تر خليفة فاهرب [في الأرض] حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل
شجرة ". [قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: " ثم يخرج الدجال ". قال: قلت: فبم
يجيء؟ قال: " بنهر - أو قال: ماء ونار - فمن دخل نهره حط أجره ووجب وزره،
ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره ". [قلت: يا رسول الله: فما بعد الدجال؟
قال: " عيسى ابن مريم "] . قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: " لو أنتجت فرسا لم
تركب فلوها حتى تقوم الساعة "] ".
قلت: هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ونصحه لأمته،
ما أحوج المسلمين إليه للخلاص من الفرقة والحزبية التي فرقت جمعهم، وشتت
شملهم، وأذهبت شوكتهم، فكان ذلك من أسباب تمكن العدو منهم، مصداق قوله
تبارك وتعالى: * (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) *. وقد جاء مطولا
ومختصرا من طرق، جمعت هنا فوائدها، وضممت إليه زوائدها في أماكنها المناسبة
للسياق، وهو للإمام البخاري في " كتاب الفتن ".
الأولى: عن الوليد بن مسلم
: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع
أبا إدريس الخولاني يقول: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: فذكره. أخرجه
البخاري (3606 و 7084) ومسلم (6 / 20) وأبو عوانة (5 / 574 - 576)
والطبراني في " مسند الشاميين "(ص 109 / 1) والداني في " الفتن " (ق 4 / 1
) وابن ماجه ببعضه (2 / 475) . ولمسلم منه الزيادة السادسة والتاسعة.
ولأبي عوانة منه الزيادة الثانية والسادسة. الثانية: عن معاوية بن سلام:
حدثنا زيد بن سلام عن أبي سلام قال: قال حذيفة:.. فذكره مختصرا. أخرجه مسلم
، وفيه الزيادة الأولى وما في الطريق الأخرى، والزيادة السابعة والعاشرة.
وقد أعل بالانقطاع، وقد وصله الطبراني في " المعجم الأوسط " (1 / 162 / 2 /
3039) من طريق عمر بن راشد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن
أبيه عن جده عن حذيفة بالزيادة التي في الطريق الأخرى والسابعة والعاشرة.
وذكره السيوطي في " الجامع الكبير "(4 / 361) أتم منه من رواية ابن عساكر.
الثالثة: عن سبيع - ويقال: خالد - بن خالد اليشكري عن حذيفة به. أخرجه أبو
عوانة (5 / 476) وأبو داود (4244 - 4247) والنسائي في " الكبرى " (5 /
17 / 8032) والطيالسي في " مسنده "(442 و 443)
وعبد الرزاق في " المصنف "
(11 / 341 / 20711) وابن أبي شيبة (15 / 8 / 18960 و 18961 و 18980)
وأحمد (5 / 386 - 387 و 403 و 404 و 406) والحاكم (4 / 432 - 433) من طرق
عنه لكن بعضهم سماه خالد بن خالد اليشكري، وهو ثقة، وثقه ابن حبان والعجلي
، وروى عنه جمع من الثقات، فقول الحافظ فيه:" مقبول " غير مقبول، ولذلك
لما قال الحاكم عقب الحديث: " صحيح الإسناد "، وافقه الذهبي. وأما قول
الشيخ الكشميري في " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " بعد أن عزاه (ص 210)
لابن أبي شيبة وابن عساكر: " وبعض ألفاظه يتحد مع ما عند البخاري، فهو قوي
إن شاء الله تعالى ". فمما لا وزن له عند العارفين بطرق التصحيح والتضعيف،
لأن اتحاد بعض ألفاظه بما عند البخاري لا يستلزم تقوية الحديث برمته، بل قد
يكون العكس في كثير من الأحيان، وهو المعروف عندهم بالحديث الشاذ أو المنكر،
ويأتي الإشارة إلى لفظة منها قريبا، وقد خرجت في " الضعيفة " نماذج كثيرة من
ذلك، يمكن لمن يريد التحقيق أن يتطلبها في المجلدات المطبوعة منها، وفي
المجلد الثاني عشر منها نماذج أخرى كثيرة برقم (5513 و 5514 و 5527 و 5542
و5543 و 5544 و 5547 و 5552 و 5553 و 5554) . ومثله قول الشيخ عبد الله
الغماري في " عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام "(ص 102) ونقله
الشيخ أبو غدة في تعليقه على " التصريح ": " وهو حديث صحيح "! أقول: لا
قيمة لهذا أيضا لأنه مجرد دعوى يستطيعها كل أحد مهما كان جاهلا بهذا العلم
الشريف، وقد رأيت الغماري هذا واسع الخطو في تصحيح ما لا
يصح من الحديث في
كتابه الذي سماه: " الكنز الثمين "، وقد تعقبته في كثير من أحاديثه، وبينت
ضعفها ووضع بعضها في المجلد المشار إليه من " الضعيفة " برقم (5532 و 5533
و5534 و 5535 و 5536 و 5537 و 5538 و 5539) ، وفي غيره أمثلة أخرى. والله
المستعان. وقد بينت لك آنفا أن إسناد الحديث صحيح لمجيئه من طرق صحيحة عن
سبيع، ولأن هذا ثقة، ولأن أبا عوانة صححه أيضا بإخراجه إياه في " صحيحه "،
وهو " المستخرج على صحيح مسلم "، وتصحيح الحاكم أيضا والذهبي، وإنما رددت
قول الحافظ فيه: " مقبول " لأنه يعني عند المتابعة، وإلا فهو لين الحديث
عنده، كما نص عليه في مقدمة " التقريب ". وكأنه لم يستقر على ذلك، فقد
رأيته في " فتح الباري "(13 / 35 - 36) ذكر جملا من هذه الطريق لم ترد في
غيرها، فدل ذلك على أن سبيعا هذا ليس لين الحديث عنده، لأن القاعدة عنده أن
لا يسكت على ضعيف. والله أعلم. قلت: وفي هذه الطريق الزيادات الأخرى
والروايات المشار إليها بقولي: " وفي طريق.. " مما لم يذكر في الطرق المتقدمة
، موزعة على مخرجيها، وفيها أيضا الزيادة الثلاثة. وفي بعض الطرق رواية
مستنكرة بلفظ: " خليفة الله في الأرض " تقدم الكلام عليها تحت حديث صخر بن بدر
عن سبيع برقم (1791) . الرابعة: عن حميد بن هلال عن عبد الرحمن بن قرط عن
حذيفة مختصرا. أخرجه النسائي في " الكبرى "(5 / 18 / 8033) وابن ماجه (2
/ 476) والحاكم (4 / 432) عن أبي عامر صالح بن رستم عن حميد بن هلال عن عبد
الرحمن بن قرط عن حذيفة. وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي!
وهو من أوهامهما، فإن عبد الرحمن بن قرط مجهول كما في " التقريب "، وأشار
إلى ذلك الذهبي نفسه بقوله في " الميزان ": " تفرد عنه حميد بن هلال ".
وصالح بن رستم صدوق كثير الخطأ، وأخرج له مسلم متابعة، وقد خالفه في إسناده
من الثقات سليمان بن المغيرة فقال: عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم الليثي قال
: أتينا اليشكري.. الحديث. فجعل نصر بن عاصم مكان عبد الرحمن بن قرط، وهو
الصواب. أخرجه أبو داود وأحمد وغيرهما، وهو الطريق التي قبلها. الخامسة:
عن يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني عن عبد الملك بن ميسرة عن زيد بن وهب
عن حذيفة مختصرا، وفيه:" هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء فيها ".
والزيادة الثامنة، وقوله: " ولأن تموت يا حذيفة عاضا على جذع خير من أن
تستجيب إلى أحد منهم ". أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1 / 202 / 2 / 3674)
وقال: " لم يروه عن عبد الملك بن ميسرة إلا أبو خالد الدالاني ". قلت: وهو
صدوق يخطىء كثيرا، وكان يدلس كما في " التقريب "، فمن الممكن أن يكون أخطأ
في إسناده، وأما المتن فلا، لموافقته بعض ما في الطريق الثالثة. غريب
الحديث: 1 - " السيف " أي تحصل العصمة باستعمال السيف. قال قتادة: المراد
بهذه الطائفة هم الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في زمن خلافة
الصديق رضي الله عنه. ذكره
في " المرقاة "(5 / 143) وقتادة أحد رواة حديث
سبيع عند عبد الرزاق وغيره. 2 - " بقية " أي من الشر أو الخير، يعني هل يبقى
الإسلام بعد محاربتنا إياهم؟ 3 - " أقذاء " قال ابن الأثير: جمع قذى و (
القذى) جمع قذاة، وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو
وسخ أو غير ذلك. أراد اجتماعهم يكون على فساد في قلوبهم، فشبه بقذى العين
والماء والشراب. 4 - " دخن " أي على ضغائن. قاله قتادة، وقد جاءت مفسرة في
غير طريقه بلفظ: " لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه " كما ذكرته في
المتن. 5 - " جذل " بكسر الجيم وسكون المعجمة بعدها لام، عود ينصب لتحتك به
الإبل. كذا في " الفتح "(13 / 36) . 6 - " فلوها " قال ابن الأثير: الفلو
: المهر الصغير. فائدة هامة: قال الحافظ ابن حجر عن الطبري: " وفي الحديث
أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا، فلا يتبع أحدا في الفرقة
ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر، وعلى ذلك يتنزل ما جاء
في سائر الأحاديث، وبه يجمع بين ما ظاهره الاختلاف منها ". (تنبيه) : وقع
للحافظ وغيره بعض الأوهام فوجب التنبيه عليها. أولا: قال: زاد مسلم في
رواية أبي الأسود عن حذيفة: " فنحن فيه ". والصواب (الأسود) فإنه يعني
رواية أبي سلام عنه، وهي الطريق الثانية. وأبو سلام اسمه ممطور، ولقبه
الأسود. وعلى الصواب وقع في " عمدة القاري "(24 / 194) ومن الغريب أنه
تكرر هذا الخطأ في " الفتح " في صفحة أخرى أربع مرات، مما يدل أنه ليس خطأ
مطبعيا.