الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حبان (5378
) ومن حديث ابن عمر من طرق عند مسلم (6 / 95 - 97) وابن حبان (5379 و 5387
) وعنده عن أبي هريرة (5380) ومن طريق أخرى عنه نحوه (5377) . والحديث
ظاهر في تحريم نبيذ الجر، وقد صرح بالتحريم ابن عمر في رواية لمسلم عنه،
وفيه تصديق ابن عباس إياه، وقال:" الجر: كل شيء يصنع من المدر ". و (
المدر) : التراب. وقال ابن الأثير في " النهاية ": " وهو الإناء المعروف
من الفخار، وأراد بالنهي: عن الجرار المدهونة لأنها أسرع في الشدة والتخمير
". وقد اختلف العلماء في حكم الانتباذ في الجرار على مذاهب ذكرها الحافظ في "
الفتح " (10 / 58 - 62) ، فمن شاء الوقوف عليها رجع إليه. والذي يبدو لي -
والله أعلم - أن النهي معلل بخشية تحول النبيذ في الجرار إلى مسكر دون أن يشعر
المنتبذ، فإذا وجدت الخشية بالنسبة لبعض الناس، أو في بعض البلاد وجد المنع،
وإلا جاز، وفي هذه الحالة يأتي قوله صلى الله عليه وسلم: ".. ونهيتكم عن
الأشربة ألا تشربوا إلا في ظروف الأدم، فاشربوا في كل وعاء، غير أن لا تشربوا
مسكرا ". رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في " أحكام الجنائز " (ص 178 - 179)
وغيره.
2952
- " كيف أصبحت يا فلان؟ قال: أحمد الله إليك يا رسول الله! فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: هذا الذي أردت منك ".
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط "(1 / 265 / 1 / 4538) من طريق
محمد بن
أبي السري العسقلاني قال: أخبرنا رشدين بن سعد عن زهرة بن معبد عن أبي عبد
الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم
لرجل.. فذكره، وقال: " لا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا
الإسناد، تفرد به محمد بن أبي السري ". قلت: هو محمد بن المتوكل بن عبد
الرحمن الهاشمي مولاهم العسقلاني المعروف بابن أبي السري، قال الحافظ الذهبي:
" حافظ وثق، ولينه أبو حاتم ". وقال الحافظ العسقلاني في " التقريب ": "
صدوق عارف، له أوهام كثيرة ". قلت: فمثله يستشهد به. ومثله شيخه رشدين بن
سعد، وبه أعله الحافظ العراقي، فقال في " تخريج الإحياء " (4 / 84) : "
ضعفه الجمهور لسوء حفظه ". وتبعه تلميذه الهيثمي، فقال في " المجمع " (8 /
46) : " رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه رشدين بن سعد، وهو ضعيف ".
وقال في موضع آخر (10 / 140) : " رواه الطبراني، وإسناده حسن "! كذا قال:
وفيه نظر من وجهين: الأول: أنه أطلق العزو للطبراني، وهو يعني أنه في "
المعجم الكبير "، وفي
الموضع الأول عزاه إلى " الأوسط "، وكذلك أطلق العزو
للطبراني شيخه العراقي، ومن المؤسف أن مسند عبد الله بن عمرو من " المعجم
الكبير " لم يطبع بعد حتى نتمكن من الجزم بأن عزوه إليه وهم. والله أعلم (1)
. والوجه الآخر: تحسينه لإسناده، مع تضعيفه لراويه رشدين في الموضع الأول.
نعم هو حسن ببعض الشواهد التي سأذكرها. فروى الفضيل بن عمرو قال: لقي النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه فقال: كيف أنت؟ قال: صالح. قال: كيف
أنت؟ قال: بخير أحمد الله تعالى. قال: " هذا الذي أردت منك ". أخرجه
الطبراني في " الدعاء "(3 / 1668 / 1939) بإسناد رجاله كلهم ثقات، فهو صحيح
لولا أن الفضيل هذا من أتباع التابعين، وفي " ثقاتهم " أورده ابن حبان (7 /
314) وقال: " يروي المقاطيع ". وهو من رجال مسلم. وقد صح موقوفا على عمر
، فالظاهر أنه تلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال مالك في " الموطأ " (
3 / 133) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه سمع عمر بن
الخطاب، وسلم عليه رجل فرد عليه السلام، ثم سأل عمر
(1) ثم طبع جزء من " معجم عبد الله بن عمرو "، وإذا الحديث فيه (21 / 37)
بإسناده في " الأوسط "، فصح العزو إلى " المعجم الكبير " أيضا، ولم يصح
تحسينه لإسناده! . اهـ.
الرجل: كيف أنت؟ فقال
: أحمد الله إليك. فقال عمر: ذلك الذي أردت منك. وإسناده صحيح، وكذلك قال
الحافظ العراقي. ومن طريق مالك أخرجه البخاري في " الأدب المفرد "(1132)
والبيهقي في " الشعب "(4 / 109 / 4450) . وقد روي مرفوعا من طريق همام بن
يحيى وحماد بن سلمة كلاهما عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أن رجلا كان
يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم عليه، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" كيف أصبحت؟ ". فيقول: أحمد إليك الله، وأحمد الله إليك. فكان النبي صلى
الله عليه وسلم يدعو له. فجاء يوما، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "
كيف أنت يا فلان؟ ". قال: بخير إن شكرت! فسكت النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال الرجل: يا نبي الله! كنت تسألني فتدعو لي، وإنك سألتني اليوم فلم تدع
لي؟ قال: " إني كنت أسألك فتشكر الله، وإني سألتك اليوم فشككت في الشكر ".
أخرجه ابن أبي الدنيا في " الشكر "(28 / 38) ومن طريقه البيهقي في " الشعب
" (4 / 109 / 4449) عن همام، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (65 /
184) عن حماد. وقد روي مسندا، فقال أحمد (3 / 241) : أخبرنا مؤمل حدثنا
حماد يعني ابن سلمة: حدثنا إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك:
أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يلقى رجلا.. الحديث نحوه، وزاد في آخره: ".. فسكت عنك
". وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير مؤمل، وفيه ضعف ولاسيما إذا خالف
الثقات، قال الحافظ:" صدوق سيىء الحفظ ". وقال الهيثمي في " المجمع " (8
/ 183) : " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير مؤمل بن إسماعيل، وهو ثقة،
وفيه ضعف ". هذا، وقد رويت أحاديث كثيرة عن جمع من الصحابة، وفي مناسبات
عديدة في قوله صلى الله عليه وسلم: " كيف أصبحت ". من طرق مختلفة لا تخلو من
مقال، لا داعي لإخراجها، ففي ما تقدم كفاية، ولكن من المفيد أن أشير إلى
مصادرها: " مصنف ابن أبي شيبة "(11 / 42 و 43) ، " السنة " لابن أبي عاصم (
1 / 180 / 415) ، " عمل اليوم والليلة "(180 - 183) ، " المعجم الكبير " (
5 / 156 / 4887) ، " الحلية "(1 / 242) ، وغيرهم. وعمل بذلك السلف كما
يدل على ذلك توارد الآثار بذلك، وقد أخرج طائفة منها الإمام البخاري في "
الأدب المفرد " (1134 و 1135) وفيه (1133) حديث مرفوع في إجابة الرسول صلى
الله عليه وسلم لمن قال له: " كيف أصبحت؟ " من رواية جابر رضي الله عنه، كنت
أوردته فيما ضعفته من " سنن ابن ماجه "، ثم وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة
فحسنته به، وبناء عليه جعلته في " صحيح الأدب المفرد "(878 / 1133) الذي
أنا وشيك الانتهاء منه إن شاء الله تعالى. ثم صدر والحمد لله تعالى كما تقدم.