الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلنا معه، وفضل منها
فضلة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر لهم وارحمهم
وبارك عليهم، ووسع عليهم في أرزاقهم ". أخرجه أحمد (4 / 688) وإسناده
ثلاثي صحيح، وأخرجه هو ومسلم (6 / 122) من طريق يزيد بن جعفر بن عبد الله
بن بسر مختصرا. وله عند أحمد وغيره طرق أخرى، يزيد بعضهم على بعض. (فائدة
) : القرن: أهل كل زمان، واختلفوا في تحديده على أقوال ذكرها ابن الأثير
وغيره، منها أنه مائة سنة، وهذا الحديث يشهد له، وإليه مال الحافظ في "
الفتح " (7 / 4) ، فقال: " وقد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم (!)
ما يدل على أن القرن مائة، وهو المشهور ". وعزوه لمسلم وهم، سببه أن أصله
فيه كما سبقت الإشارة إليه.
2661
- " أنفق بلال! ولا تخش من ذي العرش إقلالا ".
روي من حديث أبي هريرة وبلال بن رباح وعبد الله بن مسعود وعائشة. 1 -
أما حديث أبي هريرة فيرويه عنه محمد بن سيرين، وله عنه طرق: الأولى: أخرجه
الطبراني في " المعجم الكبير "(1 / 101 / 1) والقطيعي في " جزء الألف دينار
" (ق 40 / 1) قالا: حدثنا جعفر الفريابي قال: حدثنا بشر بن سيحان قال:
حدثنا حرب بن ميمون عن هشام بن حسان بن حسان عن ابن سيرين عنه مرفوعا به.
وأخرجه أبو نعيم في " الحلية "(2 / 280 و 6 / 274) من طريق أخرى عن الفريابي
وغيره عن بشر به. وأخرجه أبو يعلى في " مسنده "(4 / 1437) : حدثنا بشر بن
سيحان به، وزاد: " عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا، فأخرج إليه
صبرا من تمر، فقال: ما هذا يا بلال! قال: تمر ادخرته يا رسول الله! قال:
أما خفت أن تسمع له بخارا في جهنم؟ !! أنفق
…
" إلخ. قلت: وهذا إسناد جيد
، رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير بشر بن سيحان، وهو أبو
علي الثقفي البصري. كتب عنه أبو حاتم وقال: " ما به بأس، كان من العباد ".
وكذلك روى عنه أبو زرعة، وسئل عنه فقال:" شيخ بصري صالح "، كما في "
الجرح والتعديل " (1 / 1 / 358) . وفات هذا الحافظ فلم يذكره في ترجمته من
" اللسان "، وإنما قال:" قال ابن حبان في " الثقات ": ربما أغرب ".
الثانية: عن بكار بن محمد السيريني حدثنا عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين به
وفيه القصة. أخرجه البزار (4 / 251 / 3655) والطبراني في " الكبير " (1 /
101 / 1) و " الأوسط "(4 / 486 - الجامعة الإسلامية) وأبو نعيم في "
الحلية " (2 / 180) والبيهقي في " الدلائل " (1 / 347) . وأبو صالح
الحربي في " الفوائد العوالي "(ق 175 / 2) والعقيلي في " الضعفاء "(ص 55) في ترجمة بكار هذا، وساق له حديثين آخرين، وقال:
" لا يتابع عليها "،
وقال في هذا: " الرواية فيه مضطربة من غير حديث ابن عون أيضا ". قلت: وله
ترجمة في " الميزان " و " اللسان "، والجمهور على تضعيفه. الثالثة: عن
مبارك بن فضالة عن يونس بن عبيد عن محمد بن سيرين به. أخرجه البزار (4 / 251
/ 3654) والطبراني في " الكبير " أيضا، وأبو سعيد ابن الأعرابي في " معجمه
" (ق 76 / 2) وأبو محمد المخلدي في " الفوائد " (ق 245 / 1) وقال البزار
: " تفرد به مبارك، وإسناده حسن ". قلت: هو كذلك لولا أن المبارك هذا كان
يدلس كما في " التقريب " وغيره. نعم هو حسن، بل صحيح لغيره. والحديث قال
المنذري (2 / 40) والهيثمي (10 / 241) : " رواه البزار وأبو يعلى
والطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وإسناده حسن ". ولم يذكر المنذري
البزار. 2 - وأما حديث بلال فيرويه محمد بن الحسن الأسدي: أخبرنا إسرائيل عن
أبي إسحاق عن مسروق عنه. أخرجه البزار (3653 - كشف) والطبراني (1 / 107 /
1) ، وقال البزار:" لم يقل: " عن بلال " إلا محمد بن الحسن، ورواه غيره
عن مسروق مرسلا ". قلت: وهو محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي، قال
الحافظ: " صدوق، فيه لين ".
وقد خالفه سفيان، فقال: عن إسحاق به مرسلا لم
يذكر فيه بلالا. أخرجه ابن قتيبة في " غريب الحديث "(1 / 90 / 1) . وتابعه
زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به. أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " (ق 14
/ 1) . فهو إسناد مرسل صحيح إن كان أبو إسحاق حفظه، فإنه كان اختلط، وقد
خولف في إسناده وهو الآتي. 3 - وأما حديث ابن مسعود فيرويه قيس بن الربيع عن
أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عنه. أخرجه البزار (3653 - كشف الأستار)
وابن الأعرابي (122 / 2) والطبراني (1 / 100 / 2 و 3 / 72 / 1) والقضاعي
(ق 64 / 2) وقال البزار: " كذا رواه قيس، ورواه عنه جماعة هكذا،
وخالفهم يحيى بن كثير عن قيس عن عائشة بدل عبد الله ". قلت: قد روي عنها من
طريق أخرى، وهو التالي. 4 - وأما حديث عائشة فيرويه سفيان بن وكيع: حدثنا
حسين بن علي عن زائدة عن الأعمش عن طلحة عن خيثمة عن مسروق عنها. أخرجه محمد
بن الحسين الحراني في " الفوائد "(ق 29 / 1) . قلت: ورجاله ثقات غير سفيان
بن وكيع فهو ضعيف. وجملة القول أن الحديث صحيح بمجموع طرقه، كيف والطريق
الأولى من الحديث الأول لا ينزل عن مرتبة الحسن، كما سبق.