الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كبارهم، لأن حبان تابعي من الخامسة عند الحافظ، وهم جمع لا
يضر جهالتهم كما هو معروف عند أهل العلم. وروايتهم لهذه القصة تدل على أنها
كانت مشهورة عندهم، متداولة بينهم. وقد ذكر لها الحافظ في " الإصابة " شاهدا
من مرسل جعفر بن محمد عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخطى بعرجون
، فأصاب به سواد بن غزية الأنصاري.. فذكر القصة. قلت: وأخرجها ابن سعد في
ترجمة سواد بن غزية (3 / 516 - 517) بسند صحيح عن الحسن مرسلا بلفظ: " رأى
سواد بن عمرو.. " قال ابن سعد: هكذا قال إسماعيل. يعني ابن علية. ومال
الحافظ إلى تعدد القصة. والله أعلم.
2836
- " ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة. قالوا: وكيف تعرفهم يا
رسول الله في كثرة الخلائق؟ قال: أرأيت لو دخلت صيرة فيها خيل دهم بهم وفيها
فرس أغر محجل، أما كنت تعرفه منها؟ قال: بلى. قال: فإن أمتي يومئذ غر من
السجود، محجلون من الوضوء ".
أخرجه أحمد (4 / 189) والضياء المقدسي في " المختارة "(55 / 114 / 1 - 2)
من طرق عن صفوان بن عمرو: حدثنا يزيد بن خمير الرحبي عن عبد الله بن بسر
المازني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره. قلت: وهذا
إسناد صحيح، وهو على شرط مسلم كما قال الضياء، وأخرج الترمذي (607)
الجملة الأخيرة منه، وقال:" حسن صحيح غريب من هذا الوجه ".
والحديث عزاه
السيوطي في " الجامع الكبير " للطبراني في " الكبير " والبيهقي في " الشعب ".
وللجملة المشار إليها شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا. رواه البخاري وغيره.
وفي آخره زيادة: " فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل "، ولكنها مدرجة في
الحديث لا تصح، كما تراه مفصلا في " الضعيفة " (1030) . غريب الحديث: (
الصيرة) : حظيرة تتخذ للدواب من الحجارة وأغصان الشجر، جمعها (صير) . (
دهم) : جمع أدهم، وهو الأسود. (بهم) : جمع بهيم، وهو في الأصل: الذي
لا يخالط لونه لون سواه كما في " النهاية "، أي أن لون هذه الخيل أسود خالص لا
يخالطه لون آخر. (محجل) : هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد،
ويجاوز الأرساغ، ولا يجاوز الركبتين لأنهما موضع الأحجال، وهي الخلاخيل
والقيود، ولا يكون التحجيل باليد أو اليدين ما لم يكن معها رجل أو رجلان. (
تنبيه) : وقعت لفظة (صيرة) في " المسند "(صبرة) ، وهو خطأ مطبعي كنت
نقلته هكذا مع الحديث في كتابي " صفة الصلاة / فضل السجود "، وقيدته في
الحاشية بالضم، وفسرت بـ (الكومة) ، وهذا - والله - منتهى الغفلة، لأن
هذا المعنى لا صلة له بسياق الحديث كما هو ظاهر، ولا غرابة في ذلك، لأنه
يؤكد أنني ألباني حقا! وقد استمر هذا الخطأ في كل طبعات الكتاب حتى