الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرجه مسلم (5 / 94) وأبو
داود (2 / 149) وأحمد (2 / 277) عن داود بن قيس عن موسى بن يسار عن أبي
هريرة مرفوعا. (مشفوها) فسره ما بعده (قليلا) قال في " النهاية ": "
المشفوه: القليل، وأصله الماء الذي كثرت عليه الشفاه حتى قل ". وله شاهد
من حديث جابر يرويه أبو الزبير أنه سأل جابرا عن خادم الرجل إذا كفاه المشقة
والحر، فقال: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعوه فإن كره أحد أن يطعم
معه فليطعمه أكلة في يده. أخرجه أحمد (3 / 346) : حدثنا موسى حدثنا ابن
لهيعة عن أبي الزبير به. قال الحافظ في " الفتح "(9 / 478) بعد أن عزاه
لأحمد: " وإسناده حسن ". قلت: ابن لهيعة سيىء الحفظ، وقد توبع، فأخرجه
البخاري في " الأدب المفرد "(30) : حدثنا محمد بن سلام قال: أخبرنا مخلد بن
يزيد قال: أنبأنا ابن جريج قال: حدثني أبو الزبير به. وهذا سند صحيح على
شرطه في الصحيح. وابن جريج وابن الزبير مدلسان، لكنهما قد صرحا بالتحديث.
2570
- " إذا لبست نعليك فابدأ باليمنى وإذا خلعت فابدأ باليسرى وليكن اليمنى أول ما
تنتعل، واليسرى آخر ما تحفى، ولا تمش في نعل واحد، اخلعهما جميعا أو
البسهما جميعا ".
رواه أبو عمر بن منده في " المنتخب من الفوائد "(265 / 2) عن عتاب بن
بشير
عن خصيف عن محمد بن عجلان، قال عتاب: ثم لقيت محمد بن عجلان فحدثني به عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا. قلت: وهذا سند حسن في الشواهد،
خصيف - وهو ابن عبد الرحمن الجزري - ضعفه أحمد وغيره، وعتاب بن بشير ومحمد
بن عجلان ثقتان، في حفظهما ضعف لا ينزل حديثهما عن رتبة الحسن إن شاء الله
تعالى. وقد توبع، فقال أحمد (2 / 245) : حدثنا سفيان عن أبي الزناد به.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وتابعه مالك في " الموطأ "(3 / 105) عن
أبي الزناد به. ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5431 - الإحسان) وكذا البخاري
ومسلم (6 / 153) وله طرق أخرى عن أبي هريرة نحوه، تقدم أحدها برقم (1117)
. واعلم أن ما في هذا الحديث من الأدب في الانتعال، والتفريق بين البدء به
والخلع، هو مما غفل عنه أكثر المسلمين في هذا الزمان لغلبة الجهل بالسنة،
وفقدان المربين للناس عليها، وفيهم بعض من يزعم أنه من الدعاة إلى الإسلام،
بل وفيهم من يقول في هذا الأدب: إنه من القشور، وتوافه الأمور! فلا تغتر
بهم أيها المسلم، فإنهم - والله - بالإسلام جاهلون، وله معادون من حيث
يشعرون أو لا يشعرون، وقديما قيل: من جهل شيئا عاداه. ومن عجيب أمرهم أنهم
يطنطنون في خطبهم ومحاضراتهم بوجوب تبني الإسلام كلا لا يتجزأ، فإذا بهم أول
من يكفر بما إليه يدعون، وإن ذلك لبين في أعمالهم وأزيائهم، فتراهم أو ترى
الأكثرين منهم لا يهتمون بالتزيي بزي نبيهم صلى الله عليه وسلم، وإنما
بالتشبه بحسن البنا وأمثاله: لحية قصيرة، وكرافيت (عقدة العنق) ، وبعضهم
تكاد لحيتهم تكون على مذهب العوام في بعض البلاد: " خير الذقون إشارة تكون "!
مع تزييه بلباس أهل العلم، العمامة والجبة، وقد تكون كالخرج، وطويلة
الذيل كلباس النساء! فإنا لله وإنا إليه راجعون.