الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَحَقُّ نَبِيِّ اللهِ طَاعَةُ أمْرِهِ
…
وتَصْدِيقُهُ والانْتِهَا مِن مُشَافِقِ
وتَوقيرهُ والاتَباعُ لِهَدْيِه
…
فأمَّأ الَّذِي للهِ رَبِّ الخَلائِقِ
فذلِكَ مُخْتَصُّ بهِ دُونَ عَبْدِهِ
…
فَدَعْ عَنْكَ ما قَدْ أحْدَثُوا مِنْ شَقَاشِقِ
وصلَّى على المعصومِ ربُّ وإلهُ
…
وأصحابُه أهلُ العُلَى والسَّوابِقِ
وقال رحمه الله:
فيا أَيُّها الغَادِي على ظَهْرِ ضَامرٍ
…
تَجُوبُ فيافِي البيدِ وخدًا بلا مَلَلْ
تَحَمَّلْ هَدَاكَ اللهُ منِّي رِسَالةً
…
نَصِيحَةَ ذِي وُدٍّ إلى كُلِّ مَن عَقَلْ
ورامَ نَجَاةَ النَّفسِ مِن هَفَواتِهَا
…
ومِنْ كُلِّ مكروهٍ يُسِيءُ ومِنْ زَلَلْ
فَمَنْ كَانَ ذَا قَلْبٍ سَلِيمٍ مُوَفَّقٍ
…
خَلىٍّ مِنَ الأَهوا ومِنْ مُعضِل الخَطَلْ
تَوخَّ الَّذي يُنِجيهِ يَومَ مَعَادِه
…
وفي هَذه الدُّنيا يَكُونُ عَلَى وَجَلْ
فإنَّ إرَادَاتِ النُّفُوسِ كثيرَةٌ
…
فَمَنْ رَامَ نَهْجًا لِلْنَّجاةِ عَن الخَلَلْ
فإنَّ طَرِيقَ الرُّشْدِ لِلْحَقِّ نَيِّرٌ
…
يَبِينُ لِذي قَلْبٍ سليمٍ مِن الدَّغَلْ
فَفِي سُنَّةِ المَعْصُومِ خِيرَةِ خَلْقِه
…
وأَصْحَابِه والتَّابعينَ مِنَ الأُوَلْ
نَجَاةٌ عن الإِفراطِ في الدِّينِ عِنْدَمَا
…
يَقُولُ الفَتَى في الدين قولاً ويَنْتَحلْ
وفيها عنِ التَّفريطِ مَا يَزَعُ الفَتَى
…
ويَزْجُرُه مِنْ جَهْلِهِ وعَنِ الجَدَلْ
فهذا كلامُ الله جل جلاله
…
وذِي سُنَّةُ المَعْصُومِ تُتْلى لِمَنْ سَأَلْ
مُدَوَّنةٌ مَعْلُومَةٌ يَقتَدِي بِهَا
…
أُولُو العلمِ والتَّقوى إلى خَيرِ مُنْتَحَلْ
وقَدْ أَوضحُ الأَعْلَامُ مِنْ كُلِّ عَالِمٍ
…
مَعَالِمهَا لِلْسَالِكينَ بلَا خَلَلْ
وقَدْ بَيَّنُوا أَحْكَامَ منْ كَانَ كَافِرًا
…
وحُكْمَ التِّولِّي والمُوَالاةِ والعِلَلْ
فَمَنْ رَامَ تَكْفِيرًا بِغَيرِ مكّفِّرٍ
…
فَعِلَّتُه الإِفْرَاطُ في القَولِ والعَمَلْ
وقَدْ سَلَكَتْ - أَعْنِي الخَوارِجَ - في الوَرَى
…
طَرِيقًا إلى ذِي المَسْلَكِ الوَعْرِ والوَحَلْ
بِهِ مَرقُوا مِنْ دِينِهم ولأَجْلِهِ
…
غَدَوا مِنْ شِرارِ النَّاسِ في شَرِ مُنْتَحَلْ
ومَنْ لَمْ يُكَفِّرْ مَنْ أَتَى بمُكفِّرٍ
…
فَعِلَّتُه التَّفريطُ إذ كَانَ قَدْ جَهِلْ
فإنْ كَانَ فيمَا يَعْلَمُ النَّاسُ أَنَّه
…
مِن الدِّين بالعِلمِ الضَّرُورِيِّ قَدْ حَصَلْ
كَمِثْلِ الدُّعَا والحُبِّ والخوفِ والرَّجَا
…
وسَائِرِ مَا يَأْتي بِهِ العَبدُ مِنْ عَمَلْ
وذَلِكَ مُخْتَصُّ بِحَقِّ إلَهِنَا
…
فَصَرْفُ الفَتَى لِلْغَيرِ، هَذا مِنَ العَضَلْ
وفَاعلُ هذَا كَافِرٌ لاعتِدَائِه
…
وتَكْفِيرُهُ لا شَكَّ فيهِ ولا جَدَلْ
وإن كَانَ هذَا في خُصًوصِ مَسَائلٍ
…
يَجِيءُ بِها مَنْ زَلَّ في الدِّين واسْتَزَلْ
كَمَا هوَ في الأَهواءِ والبِدعِ الَّتي
…
مَسَائِلُها تَخْفَى عَلَى بَعْضِ مَنْ نَقَلْ
فَيَخْفَى عَليهِ الحَقُّ عندَ اجْتِهَادِهِ
…
ولَيسَ جليًّا حُكْمُهَا لِمَنْ اسْتَدَلْ
ولَيسَ ضَرُورِيًا مِنَ الدِينِ فالَّذي
…
عليه تَقيُّ الدِّين إن كَانَ قَدْ جَهِلْ
وعن خَطَأٍ أَو كَانَ ذَا بتَأَوُّلٍ
…
فَذَا القَول كُفْرٌ والمعيَّنُ لَمْ يَقُلْ
بِتَكْفِيرِهِ حَتَّى يُقَامَ بِحُجَّةٍ
…
عَلِيهِ فيأْتي أَو يَئُوبَ فيعْتَدِلْ
وغَيرُ تقىِّ الدِّينِ قَالَ بِكُفْرِهِ
…
ونَحْنُ إلى مَا قَالَهُ الشَّيخُ نَنْتَحِلْ
وأَصلُ بَلاءِ القومِ حَيثُ تَورَّطُوا
…
هُوَ الجَهْلُ في حُكمِ المُوالاةِ عَنْ زَللْ
…
فمَا فَرَّقُوا بَينَ التَّولِّي وحُكْمِهِ
…
وَبينَ المُوالاةِ التي هي في العملْ
أَخَفُّ ومنها ما يُكْفِّرُ فِعْلُهُ
…
ومنها يكُونُ دُونَ ذلِكَ في الخَلَلْ
وفي الهجرِ إذْ لا يُحْسِنُونَ لِفِعْلِهِ
…
ولا مَعَ مِنْ هذَا يَعامَل مَنْ فَعلْ
فلِلْهَجْر وَقْتٌ فيهِ يُهْجَرُ منِ أَتَى
…
بِمَا يُوجب الهِجرانَ مِنْ غير مَا مَهَلْ
وَوَقْتٌ يُرَاعَى فيهِ مَا هو رَاجحٌ
…
وأَصْلَحُ للدِّنيا ولِلْدِّينِ والمَحَلْ
وشخصٌ بِهذَا لا يُعَامَلُ جهرَةً
…
لِدَرْءِ الفَسَادِ المستفادِ مِنَ الزَّلَلْ
ويُهجرُ شخصٌ حيثُ يَرتَدعُ الوَرَى
…
ويَنْزَجِرُ الغَوَاغَاءُ مِن أَمَّةِ السُّفَلْ
ويَنْجَعُ في المهجورِ مِنْ غَيرِ عِلَّةٍ
…
يَجيءُ بِهَا المهجُورُ مِنْ سائِرِ العَضَلْ
إلى غَيرِ هَذا مِنْ مَفَاسِدِهِ الَّتِي
…
يَئُولُ بِهَا الآتِي إلى مُعضِلٍ جَلَلْ
وقَدْ قَالَ أَهْلُ العلمِ مِنْ كُلِّ عَالمٍ
…
وقَرَّرَهُ حَبْرٌ إمامٌ هُوَ الأَجَلْ