الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد جَهدُوا في مَحْو أَعلامِهِ العُلَى
…
وإطْفَاءِ أَنوار له غايَةَ الجَهْدِ
فما نَالَ منْ عَادهُمو مِنْ ذَوِي الرَّدى
…
مُنَاهُم فباءُوا بالخَسارَةِ والطَّردِ
ونالَ ذَوُو الإِسْلامِ عِزًّا وَرَفْعَةً
…
ومَجْدًا بنصر الدِّينِ والكَسْر للضِّدِّ
فَمَا زالَ تأْييدُ الإِلهِ يمدُّهُم
…
بنصرٍ وإِسْعَافٍ على كلِّ ذي حِقْدِ
وأزكى صَلاةً يبهرُ المسكَ عَرفُها
…
على السَّيِّد المعصومِ أَفضلِ من يَهْدِى
وأَصحابهِ والآلِ معْ كُلِّ تَابعٍ
…
وتابِعِهم والتَّابعينَ عَلى الرُّشْدِ
قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله
تلأْلأَ نُورُ الحقِّ في الخلْق وانْتشرْ
…
وآضَ انْتِكاصًا طالِعُ الغيِّ وانْكَدَرْ
وجَلَاّ مَصَابِيح الهَدى كُلَّما دَجَا
…
مِن الشِّرْكِ فانجابتْ غياهِبُ ما اعْتَكَرْ
فأَضْحَى بنَجْدٍ مَهْيَعَ الحَقِّ ناصِعًا
…
بمَهْدِ إِمامٍ قامَ للهِ وانتصَرْ
وأَعْلَنَ بالتَّوحِيدِ للهِ فاعْتلَتْ
…
به المِلَّةُ السَّمَحَا على كُلِّ مَنْ كَفَرْ
وجَاهَدَ في ذاتِ الإِلهِ وما ارْعَوى
…
إِلى زَيغِ خُفَّاشِ البَصَائِر والبَصَرْ
وجادَلَهُ الأَخبارُ فيما أَتى بِه
…
فأَدْحَض بالآياتِ والنَّصِّ والأَثر
زَخَارِفَ زُورٍ لِفَّقُوْهَا بِمَكْرهم
…
ورَامُوا بما قَد لَفَّقُوا الفَوْزَ والظَّفرْ
فأَلْزَمَ كُلاًّ عَجْزَهُ فَتَطَأَطَأَتْ
…
جِباهٌ لَهُ قد غرَّهَا التِّيهُ والصَّعَرْ
وأَظْهرَهُ المَوْلَى على كُلِّ مَنْ بَغى
…
عليهِ وَأَولاهُ مِن العِزِّ مَا بَهَرْ
وسَارَ بحَمْدِ اللهِ في الأَرْضِ ذِكْرُه
…
ولم تَخْلُ أَرضٌ لَيسَ فيها لَهُ خبَرْ
فَعَابَ عليهِ النَّاكِبُونَ عنِ الهُدَى
…
سُلوكَ طَريقِ المُصْطفَى سَيِّدِ البَشرْ
كَحَال الَّذِي أَبْدى معَرَّةَ جَهْلِه
…
ولَيسَ له في العِلْم وِرْدٌ ولا صَدَرْ
هُوَ الأَحْمَقُ الزِنِّديقُ يُوسُفُ مَنْ غدا
…
بمَوضُوعِه أُعْجُوبَةً لِمَنِ اعْتَبرْ
فَفَاه بمَحْضِ الكُفْرِ مُفْتَخِرًا بِه
…
فبُعدًا لِمَنْ قد فاهَ بالكُفْرِ وافْتَخَرْ
ولَوْ أَنَّ منْ يَعوِي يُلقَّمُ صَخْرَةً
…
لأَصْبَحَ صخْرُ الأَرضِ أَغلَى مِن الدُّرَرْ
فأَنْشا عُيوبًا بالفَهَاهَةِ قَدْ وَهَتْ
…
وَوَازَرَ مَنْ قَدْ قَال بالكُفْرِ واشْتَهَرْ
بأَضغاثِ أَخلامٍ وتمويهِ مُفْتَرٍ
…
وتَخْبيطِ معتوهٍ وتخليطِ منْ سَكِرْ
وَلا كَالْغَوِيِّ الفارسيِّ الَّذِي انْتَحى
…
مقَالةَ جَهْمٍ واقَتْفَى مِنْه بالأَثَرْ
…
فإِنَّهما قَالَا مَسَائِلَ قد وَهَتْ
…
وقد لفَّقَا فيها مِنَ الكُفْرِ ما سَطَرْ
فقالا بأَنَّ المُصْطفَى سيِّدَ الوَرَى
…
لَفِي قَبْرِه حَيٌّ يُشَاهِدُ مَنْ حَضَرْ
ويَسْمَعُ مَن يَدْعُو ويَكْشِفُ كَرْبَه
…
إذا ما دُعي بَلْ عنده النَّفعُ والضَّرَرْ
ويأْكُلُ في القَبْرِ الشَّريفِ وإِنَّهُ
…
يَصُومُ بِه بَلْ قَدْ يَحُجُّ ويَعْتَمِرْ
وَكُلُّ جَمِيْعِ الأَنبيِاءِ فَثَابِتٌ
…
لهُمُ إلهٌ في كُلِّ ما خُطِّ أَوْ سُطِرْ
وقالَا بأَنَّ الإِسْتِوَا لَيسَ ثابتًا
…
ولَيسَ إلهُ العرشِ مِنْ فَوقِه اسْتَقَرْ
فسُبحانَكَ اللَّهُمَّ تَسِبْيحَ مُثْبِتٍ
…
لأَسماءِ قهَّارٍ وَأوصَافِ مُقْتَدِرْ
لَقَدْ بَلغَا في غايَةِ الكفرِ مَبْلغًا
…
تَلَكَّأَ عنه الفَهْمُ والوَهُمُ وانْبَهَرْ
فَكُفْرُ أَبي جَهْلٍ وأَجْلافٍ قَوْمِه
…
لَقَدْ قَصَّرُوا في الكُفرِ عَنْ بَعْضِ مَا ذَكَرْ
أَلَمْ يَسْمَعَا ما قَالَهُ جَلَّ ذِكْرُه
…
وأَنزَلَهُ في مُحْكَمِ الآيِ والسُّوَرْ
بَتكْفيرِ مَنْ يَدْعُو سِوَاهُ برَهْبَةٍ
…
ورَغْبَةِ مَلْهُوفٍ وإمْلاقِ مُفْتَقِرْ
فَقَدْ جَاءَ في الآياتِ في غَيرِ مَوْضعٍ
…
وما لَيسَ في هَذي القَصِيدةِ مُنْحَصِرْ
ومنْ يَسَتغِثْ يَومًا بغَيرِ إِلههِ
…
ويَدعُوه أَو يَرجُو سِوى اللهِ مِنْ بَشَرْ
يُحِبُّ كَحُبِّ اللهِ مَن هُو مُشْرِكٌ
…
بِهِ مُستِعينٌ وَاجِلُ القَلْب مُقْشَعِرْ
فَذَلِكَ بالرَّحمنِ جل جلاله
…
تعالى عن الأَمثالِ والنِّدِّ قَدْ كَفَرْ
ولا شَكَّ في تَكْفِيرِ مَنْ ذاكَ شأْنُه
…
ونَاهِيْكَ مِن كُفرٍ تَجَهَّمَ واعْتَكرْ
فَلِلهِ حَقٌّ لا يكونُ لِغَيْرِهِ
…
بإخلاصِ توحِيدٍ وإِفرادِ مُقْتَدِر
ولِلْمُصْطفَى تَصْدِيقُه واتِّبَاعُه
…
وتَعزِيرهُ بَلْ نَقْتَفِي ما لَهُ أَمَرْ
ونَجْتَنِبُ المنهِىَّ سَمْعًا وطاعَةً
…
ولا نَقْتَفِي ما قَدْ نَهى عنه أَو زَجَرْ
ودَعْواهُما أَنَّ النَّبيَّ محمَّدًا
…
لِفَي القبرِ حيٌّ لم يَمت مَوْتَةَ البَشَرْ
مُكَابَرةٌ للهِ جل جلاله
…
ولِلْوحْي والمعصومِ والصَّحبُ والفِطَرْ
أَباللهِ أَمْ بالوحْي أَمْ بكلَيْهِما
…
وبالمصطَفى الهَادِي أَمْ السَّادَةِ الغُرَرْ
تَجارَيْتُما أَمْ سُخْرِيَاءُ بِوَحْيِه
…
أَمَا لَكُمَا عن مَهْيَعِ الكُفرِ مُزْدَجَرْ
أَعِنْدَكُمَا أَنَّ الصَّحَابَة قد بَغَوْا
…
بجعلِهمُو مِنْ فوقِه التربُ والحجَرْ
إذَا كَانَ حِيًّا قَادِرًا ذَا إِرَادَةٍ
…
يُشاهِدُهم تَاللهِ ما ذَاكَ في الفِطَرْ
وقد أَخْطَئُوا لَمَّا بِعَمِّ نَبيِّهِمْ
…
بدَعْوتِه اسْتَسْقَوْا عن الجُدْبِ بالْمَطرْ
وقَدْ صَارَ خُلْفٌ في المسائِلِ بَعْدَه
…
كَتَوْرِيْثِ ذِي الأَرحامِ والجدَّ في أَخَرْ
…
فَلَمْ يَحْضُرُوْا حَوْلَ الضَّرِيْحِ لِيُفْتِهم
…
ويَحْكُمَ فِيْمَا بَينَهم كانَ قَدْ شَجَرْ
أَهَذَا جَفَاءٌ وانْتِقَاصٌ لِقَدْرِهِ
…
مِن الصَّحبِ أَمْ هذَا هُو الحَقُّ يا بَقَرْ
وأَمَّا حَيَاةُ الأَنبيَاءِ في قُبُورِهمْ
…
فمَا صَحَّ في تَحْقِيْقِها النَّصُّ والخَبرْ
ولكِنَّهُم أَحْيَا وأَكمَلُ حَالةً
…
مِن الشُّهَدا يا فاقِدَ الرُّشدِ والنَّظَرْ
وأَمَّا الَّذين استُشْهِدُوا فكَما أَتَى
…
بِه النَّصُّ في أَرْوَاحِهم وقَد اشْتَهَرْ
بِأَجوافِ طَيرٍ جَاءَ في النِّصِّ إنَّها
…
لَتَسْرحُ في الجنَّاتِ تَعْلَقُ للثَّمرْ
وذلكَ عندَ اللهِ لا في قُبورِهم
…
وفي جَنَّةِ الْفِردَوسِ فافْهم لِما ذُكِرْ
ومَنْ قال في الأَجداثِ كانَتْ حياتُهم
…
فقد كابَرَ القرآنَ عَمْدًا وقد كَفرْ
وإسْرَاؤُهُ بالمُصْطَفَى فِبَذَاتِه
…
إِلى ربِّهِ لا شَكٍّ في ذلَكَ الخَبَرْ
وأَمَّ جَميعَ الأَنبياءِ بإيلِيا
…
وصلَّى بِهِم فِيهَا وفي ذَاكَ مُفْتخَرْ
وقد قِيلَ في المَعْمُورِ كانَتْ صَلاتُه
…
ولَكِن لِلْحُفَّاظِ في ضَبْطِها نَظَرْ
وأَسْرى به نَحْو السَّمواتِ صاعِدًا
…
إلى الملِكِ الأَعلَى فَسُبْحَانَ مَن قَهُرْ
ولَيسَ دَلِيلاً أَنَّهم في قُبورِهم
…
يُصَلُّونَ لا واللهِ ما ذَاك في الأَثَرْ
ولا أنَّهُمْ أَحْيَا كَمِثْلِ حَيَاتِهم
…
بأَبْدَانِهم بَلْ تِلْكَ أَقْوالُ مَنْ فَجَرْ
وَلَمْ يَرَهُ الْمُخْتَارُ ثَمَّ بِعَيْنِه
…
فقدْ جَاءَ في الأَخبارِ ما هُو مُعْتَبرْ
فَرُؤيتُهُ لله جل جلاله
…
فمُطْلَقَةٌ حَقًّا كَمَا جَاءَ في الأَثَرْ
وإِلَاّ فرؤْيَا بالفُؤادِ لرَبِّنَا
…
مُقَيَّدَةٌ هَذَا كَلَامُ ذَوِي النَّظَرْ
كَأَحْمَدَ والحَبْرِ بْنِ عَباس قَبْلَهَ
…
مَعَ العُلَمَاءِ الجِلَّةِ السَّادَةِ الغُرَرْ
ونَفَيُ اسْتِوَاءِ الرَّبِّ مِن فَوقِ عرشهِ
…
فَكُفرٌ وتَعْطِيْلٌ لِمَنْ بَرَأَ البَشَرْ
فَنَشْهَدُ أَنَّ اللهَ جَلَّ بِذَاتِهِ
…
عَلَى عَرْشِه مِن فَوقِ سَبْعِ قَدْ اسْتَقَرْ
عَلَيْهِ عَلَا سبحَانَهُ وبِحَمْدِهِ
…
ومُرتَفِعًا مِن فَوقِه عَزٍّ مَنْ قَهَرْ
عُلوًّا وقَهْرًا واقْتِدَارًا بِذَاتِه
…
كَمَا هُو مَذْكُورٌ عن السَّادَةِ الغُرَرْ
فَفِي سَبْعٍ آياتٍ مِن الذِّكرِ قدْ أَتَى
…
وبالنَّقلِ عن خَيْرِ البَريَّةِ قد صَدَرْ
تَعَالَى عن التَّشبيهِ والمِثْلِ لِلْوَرَى
…
فَلَيْسَ لَهُ مِثْلٌ فَيُذْكَرُ أَو يَذَرْ
ولا كُفْوَا في أَسْمَائِه وصِفاتِهِ
…
ومَن كَيَّفَ البَارِي فقد كَابَر الفِطَر
وقد كَانَ مِعْرَاجُ الرَّسولِ حَقِيْقَةً
…
وفِيْهِ دَلِيْلٌ واضِحٌ لِمَنْ افْتَكَرْ
على أنَّه فوقَ السموات قَدْ علَا
…
عَلى عَرْشِهِ بالذَّاتِ والقَدْرِ والقَهَرْ
…
وَيْنزِلُ في الثُّلْثِ الأَخِيْرِ إِلهنَا
…
إلى سَمَاءِ الدُّنْيا يُنادِي إِلى السَّحَرْ
أَهَلْ تائبٌ مِنْ ذَنْبِهِ مُتَضَرَّعٌ
…
فأَغْفِرُ مَا يَأْتِي به قَلَّ أَوْ كَثُرْ
وهَلْ سَائِلٌ يَدْعُو فأكْشَفُ كُرْبَهُ
…
فإِنِّى أَنَا الوَهَّابُ والوَاسِعُ الأَبرْ
فَسُبْحانَهُ مِنْ عَالِمٍ حَاطَ عِلْمُهُ
…
بِكُلِّ جَمِيْعِ الخلْقِ في البَرِّ والبَحَرْ
ويَسْمَعُ أَصْواتَ الخلائِقِ كُلِّهَا
…
وُيْبصِرُ مَشْيَ الذَّرِّ بالليلِ في الحَجرْ
وَكُلُّ أَحَادِيْثِ الصِّفاتِ فإِنَّها
…
تَمُرُّ كَمَا جَاءَتْ عَلىَ وَقْفِ مَا أَمَرْ
ولا نتَجَارَى كالَّذين تَعَمَّقُوا
…
وَرَامُوا بِتأْوِيلاتِهِمْ نَفْيَ ما أقَرْ
وهَذا اعْتِقادٌ لِلأَئِمَّةِ قَبْلَنا
…
أُولئِكَ هُمْ أَهلُ الدِّرَايَةِ والنَّظَرْ
كأَحْمَدَ والنُعْمَانِ ثمَّتْ مالَكُ
…
كَذَاكَ الإِمَامُ الشافِعيّ الذِي نَصَرْ
وَمَنْ قَبْلَهُمْ مِنْ تَابِعيٍّ على الهُدَى
…
وقَبْلَهُمُ الأَمجَادُ والسَّادةُ الغُرَرْ
أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّبيِّ مُحَمِّدٍ
…
لَنَا نَقَلُوا الإِثْبَاتِ عن سَيِّدِ البَشَرْ
وَكُلُّ إِمامٍ لِلأَئِمَّةِ تَابِعٌ
…
نفَوْا بِدْعَةَ الجَهْمِي مَا مِنْهُ قَدْ ظَهَرْ
فَوَازَرَ جَهْمًا فِرْقَةُ الغَيِّ واقْتَفَوْا
…
بآثارِهِ فاللهُ يُدْخِلُهُمْ سَقَرُ
ولا غَرْوَ أَنْ يَهْجُو العِدَا كُلُّ مَنْ دَعَا
…
إِلى المِلَّةِ السّمْحَاءِ واللهَ قد نَصَرْ
فَلَيْسَ يَضرٌّ السُّحبَ سَبٌّ لِمُلْحدٍ
…
كَمَا لا يَضُرُّ الصُّحبَ كَلْبٌ إِذا نَهَرْ