الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معارضة بدء الأمالي
هذه القصيدة ينبغي لطالب العلم أن يتدبرها لأن فيها من صفات الله الذاتية والفعلية والتفاصيل الشيء الكثير:
وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:
بِحَمْدِ اللهِ نَبْدَأُ في المَقَال
…
ونُثنِي بالمَدِيحِ لِذِي الجَلال
إلهِ العَالِمَينَ وكُلِّ حيٍّ
…
تَفَرَّد بالعُبُودَةِ والكَمَالِ
ومَوصُوفٍ بأوصَافٍ تَعَالَتْ
…
عن التَّشبيه أو ضَرْبِ المِثالِ
ومِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ على نَبِيٍّ
…
هُوَ المَعْصُومُ أحْمَدُ ذُو الجَمَالِ
زَكِيُّ النَّفْسِ مَنْبَعُ كُلِّ خَيرٍ
…
كَرِيمُ المُحتَدَى سَامِي المعَالي
فإنِّي قَدْ رَأَيتُ نِظَامَ شَخْصٍ
…
تَهوَّر في المَقَالَةِ لا يُبالِي
نِظَامًا في العَقِيدَةِ لا سَدِيدًا
…
ولا مَنْظُومُهُ مثل اللآلي
كما قد قاله فيما قد نماه
…
وخال نظامه عالٍ وحالي
وقَدْ أَخْطَا بِمَا أَبْدَاهُ مِمَّا
…
لَهُ قَدْ قَالَ في بَعضِ الأَمَالِي
فَبَعْضٌ قَدْ أَصَابَ القَولَ فِيهِ
…
وبَعْضٌ جَاءَ بالزُّورِ المُحَالِ
فهذا بعضُ ما قَدْ قَالَ فيهَا
…
مِن الزُّورِ المُلَفَّقِ والضَّلالِ
صِفاتُ الذَّاتِ والأَفْعَالِ طُرًّا
…
قَدَيمَاتٌ مَصُونَاتُ الزَّوالِ
فَهَذَا بَعْضُهُ حَقُّ وبَعْضٌ
…
فمِنْ قَولِ المُعْطِّلة الخَوالِي
صِفَاتُ الذَّاتِ لَازِمَةٌ وحقُّ
…
قَدِيمَاتٌ عَدِيمَاتُ المِثَال
فَخُذْ مِنْهُنَّ أَمْثِلَةً وقُلْ لِي
…
جُزِيتَ الخَيرَ مِنْ كُلِّ الخِصَالِ
عَليمٌ قَادِرٌ حيٌّ مُرِيدٌ
…
بَصِيرٌ سَامعٌ لِذَوِي السُؤال
وأفْعَالُ الإِلهِ فإنَّ فِيهَا
…
لأَهِلِ الْحَقِّ مِن أهْلِ الكَمَالِ
كَلامًا فاصلاً لا رَيّبَ فيه
…
وحقًّا عن أَمَاثِلَ ذِي مَعالِ
قَديمٌ نَوعُها إنْ رُمتَ حقًّا
…
وآحَادُ الحَوادِثِ بالفِعالِ
فَيَضْحَكُ ربُّنا مِنْ غيرِ كَيفٍ
…
ويَفْرَحُ ذُو الجَلالِ وذُو الجَمالِ
بِتَوَبَةِ عَبْدِهِ مِمَّا جَنَاهُ
…
ويَسْخَطُ إنْ جَنَى سُوءَ الفِعالِ
ومُنْتَقِمٌ بِمَا قَدْ شَاءَ مِمَّنْ
…
تَعَدَّى واعْتَدَى مِنْ كُلِّ غَالِ
…
ويَرحَمُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ كَيفٍ
…
يُحِبُّ المُحْسِنِين ذَوِي النَّوالِ
ويَغْضَبُ رَبُّنا وكَذَاكَ يَرضَى
…
وأَفْعَالُ الإِلهِ مِنَ الكَمَالِ
ويَخْلُقُ رَبُّنا ويَجِي ويَأْتِي
…
بلا كَيفٍ ويَرْزُقُ ذُو التَّعالِي
ويَنْزِلُ رَبُّنا مِنْ غَيرِ كَيفٍ
…
ويَهْبِطُ ذُو المَعَارِجِ والجَلالِ
ويَقْهَرُ رَبُّنا ويُرَى تَعالَى
…
وذِي الأوصافِ أمْثِلةُ الفِعَالِ
ولسْنَا كالذينَ تَأَوَّلُوهَا
…
بِأَنواعٍ مِن القَولِ المُحَالِ
ولَكِنَّا سنُجْرِيهَا كَمَا قَدْ
…
أَتَى في النَّصِّ والسُّوَرِ العَوالِي
وأَهْلُ البَغْيِ مِنْ بَطْرٍ وغَيٍّ
…
يُسَمُّونَ الصِّفاتِ لِذِى الكَمالِ
حُلُولَ حَوادِثٍ بَغْيًا وقَصْدًا
…
لِتَنْفِيرِ الوَرَى عَنِ ذِى الفِعَالِ
ومِمَّا قَالَ فيما كَانَ أَمْلَى
…
وذَاتًا عن جِهَاتِ السِّتِ خَالِ
تَعَالى اللهُ عَمَّا قَالَ هَذا
…
فَذَا قَولٌ لأَربابِ الضَّلالِ
فإنَّ الله مِن غَيرِ امْتِرَاءٍ
…
على السَّبعِ العُلى والعَرشِ عَالِ
على العَرْشِ اسْتَوى مِن غَيرِ كَيفٍ
…
فإنَّ الله جَلَّ عَنِ المِثَالِ
وعَنْهَا بَايِنٌ ولَهُ تَعالى
…
عُلوُّ الذَّاتِ مِنْ فَوقِ العَوالي
وقَهْرٌ لِلْخَلائِقِ والبَرايَا
…
وقَدْرٌ والكَمَالُ لِذِى الجَمَالِ
ومَعْنَىً بَاطِلٌ لا شَكَّ فِيهِ
…
ومِنْهِ اغْترَّ أربابُ الضَّلالِ
ولابْنِ القَّيِّمِ الثِّقةِ المُزَكَّى
…
بإتْقَانٍ وحِفْظٍ واحْتِفَالِ
كَلامٌ في البَدَائعِ مُسْتَبِينٌ
…
بِتَفْصِلِ لِلَيلِ الشَّكِّ جَالِ
ويَعْسُرُ نَظْمُ ما قَد قَالَ فيها
…
مِن التَّفصيلِ في هذَا المَجَال
فَقَوَّى قَولَ أهلِ الحقِّ فيه
…
وأَوهَى قَولَ أَهْلِ الاعتزَال
فَرَاجِعْهُ تَجْدْ قَولاً سدِيدًا
…
مُفِيدًا شَافيًا سَهْلَ المَنَالِ
وأَنَّ الله جَلَّ لَهُ صِفاتٌ
…
وأَسماءٌ تَعَالَتْ عَنْ مِثَالِ
وتَكْفِي سُورَةُ الإِخلاص وصفًا
…
لِرَبِّي ذِى المَعَارِج والجَلالِ
وما قَدْ جَاء في الآيَاتِ يَومًا
…
عَنْ المعصومِ صَحَّ بلا اخْتِلالِ
وفيما قَالَه الرَّحْمنُ رَبِّي
…
وما أَبْدَى الرَّسولُ مِن المَقَالِ
شِفَاءٌ لِلْسِّقَامِ وفيهِ بُرءٌ
…
ومُقْنِعُ كُلِّ أَرْبَابِ الكَمَالِ
ورُؤْيا المُؤمنينَ لَهُ تَعَالى
…
أَتَتْ بالنَّصِّ عَنّ صَحْبٍ وآلِ
…
عنِ المعصومِ عِشْرِينًا وبِضْعًا
…
أَحَادِيثًا صِحَاحًا كاللَّئَالِي
وفي القُرآنِ ذَلِكَ مُستَبينٌ
…
فَيَا بُعْدًا لأَهْلِ الاعْتِزَالِ
لَقَدْ جَاءُوا من الكُفرانِ أَمرًا
…
يَهُدُّ الرَّاسياتِ مِنَ الجِبَالِ
وإنَّ المُؤْمِنِينَ لِفَي نَعِيمٍ
…
نَعِيمٍ لا يَصِيرُ إلَى زَوالِ
وإنَّ أَلَذَّ مَا يَلْقَونَ فِيهَا
…
مِن الَّذَّاتِ رُؤْيَةُ ذِى الجَمَالِ
ونُؤمنُ بالإِلهِ الحَقِّ ربًّا
…
عَظِيمًا قَدْ تَفَرَّدَ بالكَمَالِ
إلهًا وَاحِدًا صَمَدًا سَمِيعًا
…
بَصِيرا ذَا المَعَارِجِ والجَلالِ
قَدِيرًا ماجِدًا فَرْدًا كَرِيمًا
…
عَلِيمًا واسِعًا حَكَمَ الفِعَالِ
لَهُ الأَسماءُ والأَوصَافُ جَلَّتْ
…
عن التَّشْبِيهِ أو ضَرْبِ المِثَالِ
ونُؤْمِنُ أَنَّمَا قَدْ شَاءَ رَبِّي
…
فَحَقٌّ كَائِنٌ في كُلِّ حَالِ
وإنْ مَا شَاءَهُ أَحَدٌ ومَا لَمْ
…
يَشَأْهُ اللهُ كَانَ مِن المُحَالِ
وأَقَسامُ الإِرادَةِ إنْ تُرِدْها
…
فأَرْبَعَةٌ مُوَضَّحةٌ لِتَالِ
فَمَا قَدْ شَاءَهُ شَرْعًا ودِينَا
…
مِن العَبْدِ المُوَفَّق لِلْكَمَالِ
بِمَا وَقَع المقدَّرُ مِن قَضَاءٍ
…
بِذَلِكَ في الوُجُودِ بِلا اخْتِلالِ
مِن الطَّاعَاتِ فَهْو لَهَأ مُحِبُّ
…
إلهي رَاضِيًا بالامْتِثَالِ
فَهَذَا قَدْ أَرَادَ اللهُ دِينًا
…
وشَرْعًا كَونَه في كُلِّ حَالِ
ورَبُّ العَرشِ كَوَّنَها فَكَانَتْ
…
ولَولَا ذَاكَ مَا كَانَتْ بِحَالِ
وثانيهَا الَّذِي قَدْ شَاءَ دِينًا
…
مِن الكُفَّار أَصْحَابِ الوَبَالِ
مِن الطَّاعَاتِ لَو وَقَعتْ وصَارَتْ
…
عَلى وَفْقِ المحَبَّةِ بالفِعَالِ
ولكنْ لَمْ تَقَعْ مِنْهُم فَباءُوا
…
لَعَمْرِيِ بالخَسَارِ وبالنَّكَالِ
وثالُثهَا الَّذِي قَدْ شَاءَ كَونًا
…
بِتَقْدِيرِ الحَوَادِثِ لِلْوَبَالِ
كَفِعْلٍ لِلْمَعَاصِي أو مُبَاحٍ
…
فَلَمْ يأْمُرْ بِهَا رَبُّ العَوالي
ولَمْ يَرْضَ بِهَا مِنهُم وكَانَتْ
…
عَلى غَيرِ المحبَّة لِلْفِعَالِ
فإنَّ الله لا يَرْضَى بِكُفْرٍ
…
ولا يَرْضَى الفَوَاحِشَ ذُو الجَلالِ
فَلَولَا أنَّهُ قَدْ شَاءَ هَذا
…
وقَدَّرَ خلْقَهُ في كُلَّ حَالِ
لَمَا كَانَتْ ولَمْ تُوجَدْ عِيانًا
…
فَمَا قَدْ شَاءَ كَانَ بلا اخْتِلالِ
ورَابعُهَا الَّذِي مَا شَاءَ رَبِّي
…
لَهُ كَونًا ولا دِينَا بِحَالِ
…
فَذا مَا لَمْ يَكُن مِن نَوعِ هَذا
…
ولا هَذَا وهَذَا في المِثَالِ
كأَنْواعِ المَعَاصِي أو مُباحٍ
…
فهذا الحَقُّ عنْ أهْلِ الكَمَالِ
فَخُذْ بالحقِّ واسْمُ إلَى المَعَالِي
…
ودَع قَولَ المُخبِّطِ ذَ الخَيَالِ
ولِلْعَبْدِ المَشِيئَةُ وَهْيَ حَقُّ
…
أَتَتْ بالنَّصِّ فِي أيٍ لِتَالِ
وبَعْدَ مَشِيئَةٍ وَهْيَ حَقُّ
…
هُدِيتَ الرُّشْدَ في كُلِّ الخِلَالِ
وأعْمَالُ العِبَادِ لهُم عَلَيهَا
…
لَعمْرِي قُدْرَةٌ بالافْتعَالِ
ومَا الأَفْعَالُ إلَاّ باخْتيَارٍ
…
ورَبِّي ذُو المَعَارِجِ والجَلالِ
لِذَلِكَ خَالِقٌ ولَهمْ كَمَا قَدْ
…
أَتَى في النَّصِّ فاسْمَعْ لِلْمَقَالِ
ونُؤْمِنُ بالكِتَابِ كَمَا أَتَانَا
…
وبِالرُّسْلِ الكِرَامِ ذَوِي الكَمَالِ
ونُؤْمِنُ بالقَضَا خَيرًا وشَرًا
…
وبالقَدَرِ المُقَدَّرِ لا نُبَالي
وأَمْلَاكِ الإِلهِ وإنَّ مِنْهم
…
لَعَمْرِي مُصْطَفَينَ لِذِي الجَلالِ
وإنَّ الجنَّةَ العُليَا مَئَآبٌ
…
لأَهْلِ الخَيرِ مِنْ غَيرِ انْتِقَالِ
وإنَّ النَّارَ حَقُّ قَدْ أُعِدَّتْ
…
لأَهْلِ الكُفْرِ أصْحَابِ الوَبَالِ
وإنَّ شَفَاعَةَ المَعْصُومِ حَقُّ
…
لأَصْحَابِ الكَبَائِرِ عَنْ نَكَالِ
ونُؤْمنُ بالحِسَابِ وذَاكَ حَقُّ
…
وكُلُّ سَوفَ يُجْزَى بانْتِحَالِ
وكُلُّ سَوفَ يُؤتَى يَومَ حَشْرٍ
…
كِتَابًا باليَمِينِ أوِ الشِّمَالِ
ونُؤْمِنُ أنَّ أعْمالَ البَرايَا
…
سَتُوزَنُ غَيرَ أصْحَابِ الضَّلالِ
فَلَيستْ تُوزنُ الأَعْمَالُ منهُم
…
كَأَهْلِ الخَيرِ مِنْ أهْلِ الكَمَالِ
ولَكِنْ كَي لِتُحْصَى ثُمَّ يُلْقَى
…
إلى قَعْرِ النُّهى بِذَوِي النّكَالِ
ونُؤمِنُ أَنَّنَا لَا شَكَّ نَجْرِيَ
…
على مَتْنِ الصِّرَاطِ بكُلُّ حَالِ
فَنَاجٍ سَالمٌ مِنْ كُلِّ شَرٍّ
…
وهَاوٍ هَالِكٌ لِلنَّارِ صَالِ
وأنَّ البَعْثَ بَعْدَ الموتِ حَقُّ
…
لِيَومِ الحَشْرِ مَوعِدُ ذِي الجَلالِ
ومِعْرَاجُ الرَّسول إليهِ حَقُّ
…
بِذَاتِ المُصطفَى نَحْوَ العَوالِ
وفي المِعْرَاجِ رَدٌّ مُسْتَبِينٌ
…
على الجَهميَّة المُغَلِ الغَوالِي
ومَنْ يَنحُو طَرِيقَتَهُمْ بِبَغْي
…
وعُدْوَانٍ وقَولٍ ذِي وَبَالِ
"
بَِأْوِيلٍ وتَحْرِيفٍ وهَذا
…
هُوَ التَّعْطِيلُ عِنْدَ ذَوِي الكَمَالِ
وأنَّ الحَوضَ لِلْمَعْصُومِ حَقُّ
…
لأَهْلِ الخَيرِ لا أَهْلِ الضَّلالِ
…
ونُؤمِنُ أَنَّهُ مِنْ غَيرِ شَكٍّ
…
سَيَأْتي الفَاتِنَانِ بكُلِّ حَالِ
إلى المَقْبُورِ ثمَّةَ يَسْألانِهِ
…
فَنَاجٍ بالثَّبَاتِ بِلا اخْتِلالِ
سِوَى مَنْ كَانَ يَومًا ذَا مَعَاصٍ
…
سَيَلْقَى غِبَّها بَعْدَ السُّؤَالِ
إذَا مَا لَمْ تُكَفِّرْ تِلْكَ عَنْهُ
…
بأشياءَ مُمَحَّصَةٍ بِحَالِ
وآخَرُ بالشَّقَاوَةِ سَوفَ يَلْقَى
…
عَذَابَ القَبْرِ مِنْ سُوءٍ الفِعَالِ
ونُؤمِنُ بالَّذِي كانُوا عَلَيهِ
…
خِيارُ النَّاسِ مِنْ صَحْبٍ وآلِ
كَذَاكَ التَّابعُونَ وتَابِعُوهُمْ
…
عَلَى دِينِ الهُدَى والانْتِحَالِ
وإنَّ الفَضْلَ لِلْخُلَفَاءِ حَقُّ
…
وتَقْدِيمَ الخِلافَةِ بالتَّوَالِي
أَبُو بَكْرٍ فَفَارُوقُ البَرايَا
…
فَذُو النُورَينِ ثُمَّ عَليُّ عَالِ
عَلى مَنْ بَعْدَه وهُمُوا فَهُمْ هُمْ
…
نُجُومُ الأَرْضِ كَالدُّرَرِ الغَوالِي
وكَالأَعْلَامِ لِلْحَيرَانِ بَلْ هُمْ
…
هُدَاةٌ كَالرَّعَانِ مِنَ الجِبالِ
وكُلِّ كَرَامَةٍ ثَبَتَتْ بِحَقٍّ
…
فَحَقُّ لِلْولِّي بلا اخْتلالِ
نَوالٌ مِن كَرِيمٍ حَيثُ كَانُوا
…
بِطَاعَةِ رَبِّهم أهْلَ انْفِعَالِ
ولَيسَ لَهُمْ نَوالٌ أَو حِبَاءٌ
…
لِمَنْ وَالَاهُمُو مِنْ ذِي الخَيَالِ
ونَوعٌ وهُوَ ما قَدْ كَانَ يَجْرِي
…
لأَهْلِ الخَيرِ مِن أهْلِ الكَمَالِ
مِن الرَّحمنِ تكْرِمَةً وفَضْلاً
…
لِشَخْصٍ ذِي تُقى سَامِي المَعَالي
ولَكِنْ لَيسَ يُوجِبُ أنْ سَيُدْعَى
…
وَيُرْجَى أو يُخَافُ بِكُلِّ حَالِ
فَمَا في العَقْلِ مَا يَقْضِي بِهَذَا
…
ولا فِي الشَّرعِ يَا أَهْلَ الوَبَالِ
وفَارقُ ذَلِكَ النَّوعَينِ أمْرٌ
…
هُوَ الفَصْلُ المُحَكَّمُ في المَقَالِ
سُلُوكُ طَرِيقَةِ المَعْصُومِ حَقًّا
…
وتَوحِيدٌ بإخْلاصِ الفِعَالِ
فَمَنْ يَسْلُكْ طَرِيقَتَهُ بِصِدْقٍ
…
فَمِنْ أَهْلِ الوَلَا لَا ذِي الضَّلالِ
ومَنْ يَسْلُكْ سِوَاهَا كَانَ حَتْمًا
…
بِلَا شَكٍّ يُخَالِجُ ذَا انْسِلالِ
ونُؤْمِنُ أَنَّ عِيسَى سَوفَ يأْتِي
…
لِقَتْلِ الأَعْوَرِ البَاغِي المُحالِ
ويَقْتُلُ لِلْيَهُودِ وَكُلِّ بَاغٍ
…
ويَحْكُمُ بالشَّريعَةِ لا يُبَالِي
ورَبِّي خَالِقٌ مُحْيٍ مُمِيتٌ
…
هُوَ الحَقُّ المُقَدرُ ذُو التَّعَالِي
وبالأسْبَابِ يَخْلُقُ لا كَقَولٍ
…
لِقَومٍ عِنْدَها قَولُ الضَّلالِ
وفي القُرْآن ذَلِكَ مُسْتَبِينٌ
…
فَأَنْبأَنَا بِهِ والحَقُّ جَالِ
…
لِرَيبِ الشَكِّ عَنْ كُلِّ اعْتِقَادٍ
…
صَحِيحٍ عن أَمَاثِلَ ذِي مَقَالِ
على هَذَا ابنُ حَنْبَلَ وهْوَ قَولٌ
…
لأَهْلِ الحقِّ مِن أَهْلِ الكَمَالِ
ومَنْ يَنْسُبْ إليه غَيرَ هَذا
…
فَقَدْ أَخْطَا خَطَاءً ذَا وَبَالَ
ومِمَّا قَالَ فِيمَا زَاغَ فيه
…
وأعْنِي في القَصِيدةِ ذَا الأَمالِي
ومَا أَفْعَال خَيرٍ في حِسَابٍ
…
مِن الإِيمانِ مَفْرُوضُ الوِصَالِ
بَلِ الأعْمَالُ والأفْعَالُ حَقٌ
…
مِن الإِيمانِ فاحْفَظْ لِي مَقالِي
يَزِيدُ بِطَاعَةِ الإِنسانِ يَومًا
…
ويَنقصُ بالمَعَاصِي ذِي الوَبَالِ
وهَذا قَولُ أَهْلِ الحَقِّ مِمَّن
…
هُمُ الأَعلامُ مِن أهْلِ الكَمَالِ
ودَعنِي مِن خُرافَاتٍ وَهَمْطٍ
…
لأَربابِ الجَهَالَةِ والضَّلالِ
وإنَّ السُّحتَ رِزْقٌ لا حَلَالٌ
…
حَرَامٌ كُلُّهُ لا كَالحلالِ
وتَكْفِيرٌ بِذَنْبٍ لا نَرَاه
…
لأهْلِ القِبْلةِ المُثْلىَ بحالِ
ولَكِنْ مَنْ أَتَى كُفرًا بَواحًا
…
وأَشْرَكَ في العِبَادَةِ لا نُبَالِي
وإنَّ الهِجْرَةَ المُثَلَى لَفَرْضٌ
…
عَلى ذِي قُدْرَةٍ بالانْتِقَالِ
ولم تُنْسَخْ بِحُكْمِ الفَتْحِ بَلْ ذَا
…
بِذَاكَ الوَقْتِ والإِسلامُ عَالِ
فإنْ عادَتْ وصَارَت دارَ كفرٍ
…
فهاجِرْ لا تطفِّف باعْتِزالِ
لأَنَّ المُصْطَفى قَدْ قَالَ ما قَدْ
…
رَوَى الإِثباتُ مِن أهْلِ الكَمَال
بِذكْرٍ بالبَراءةِ مِنْ مُقيمٍ
…
بِدَارِ الكفر بَينَ ذَوي الضَّلالِ
وذَا مِنْ مُسْلِمٍ إذْ جَاءَ ذَنْبٌ
…
كَبِيرٌ بالإِقَامَةِ لا يُبَالِي
رَوَى ذَا الترْمِذيُّ كَذَاكَ جَاءَتْ
…
بِهِ الآيَاتُ وَاضِحَةُ لِتَالِ
وجُمْلةُ كُلِّ مُعْتَقَدٍ صَحِيحٌ
…
رَوَاهُ النَّاسُ عَن صَحْبٍ وآلِ
وعن سَلَفٍ رَوَى خَلَفٌ ثِقَاتٌ
…
لَنَا بالنَّقلِ عَنْهُم باحْتِفَالِ
فإنَّا باعْتِقَادٍ واحْتِفَالٍ
…
لَهُ بالأَخْذِ في كُلِّ الخِلَالِ
فإن رُمتَ النَّجَاةَ غَدًا وتَرْجُو
…
نَعِيمًا لا يَصِيرُ إلى زَوَالِ
نَعِيمًا لَا يَبِيدُ ولَيسَ يَفْنَى
…
بِدَارِ الخُلْدِ في غُرَفٍ عَوالِ
وحُورًا في الجِنَانِ مُنعَّماتٍ
…
مَلِيحَاتِ التَّبَعُّلِ والدَّلالِ
فَلَا تُشْرِكْ بِرَبِّكَ قَطُّ شَيئًا
…
وأَخْلِصْ في العِبَادَةِ والفِعَالِ
ولا تَذْهِبْ إلى الأمْواتِ جَهْلا
…
لِنَفْعٍ أو لِضُرٍّ أو نَوَالِ
…
ولا تَجْعَلُ وسَائِط تَرتَجِيهِمْ
…
فإنَّ الله رَبَّكَ ذَا الكَمَالِ
عَلِيمٌ قَادِرٌ بَرُّ كَرِيمٌ
…
بَصِيرٌ سَامِعٌ لِذَوِي السُّؤَالِ
ولَيسَ بِعَاجِزٍ فيُعَانُ حَاشَا
…
ولَيسَ بِغَائِبٍ أو ذِي اشْتغَالِ
فلا يَدْرِي بأحْوَالِ البَّرايا
…
فَتَدْعُو مَنْ يُخَبِّرُ بالسُّؤَالِ
فَتَجْعَلُهُ الوَسَاطَةُ إنَّ هَذَا
…
لَعَمْرِي مِنْ مَزَلَاّتِ الضَّلالِ
وهَذا يَقْتَضِي أنْ لَيسَ رَبِّي
…
مُرِيدَ النَّفعِ أو بَذلَ النَّوالِ
ولا الإِحسانُ إلَاّ مِنْ شفيعٍ
…
يُحَرِّكُه فَيَعْطِفُ ذُو الجَلالِ
لِحَاجتِهِ ورغبَتِه إليهِ
…
وهَذَا لا يكونُ لِذِي الكَمَالِ
أَلَيسَ اللهُ خَالقَ كُلِّ شيءٍ
…
ومَالِكَهُ وَرَبُّكَ ذُو التَّعَالِي
ومَنْ ذَا شَأْنُهُ ولَهُ البَرَايَا
…
بأجمَعِها الأسَافِلُ والأَعالِي
أكَانَ يَكُونُ عَونًا أو شَفْيِعًا
…
يُخبِّرُ بالغَوامِضِ والفِعَالِ
ويُكرهُه على ما لَيسَ يَرْضَى
…
تَعالى ذُو المَعَارج والمعالِي
أَكَانَ يَكُونُ من يَخشاهُ رَبِّي
…
ويرجْوه لتبليغِ المَقالِ
ويشفعُ عنده كرهًا عليه
…
كَمَا عندَ الملوكِ من الموَالِي
لِحَاجَتِهم ورغبَتهم إليهم
…
لخوفٍ أو رَجاءٍ أو نَوالِ
تَعالَى اللهُ خَالِقُنَا تَعالى
…
تَقَدَّسَ بَل تَعَاظَمَ ذْو الجَلالِ
أَلَيسَ اللهُ يَسْمَعُ مَنْ يُنَاجِي
…
كَمَنْ يَدْعُو بِصَوتٍ بالسُّؤَالِ
وأَصْوَاتُ الجَمِيعِ كَصَوتِ فَردٍ
…
لَدَى الرَّحمنِ وهْوَ عَلىَ العَوالِي
فَلَا يَشْغَلْه سَمْعٌ عن سَمَاعٍ
…
لِمَنْ يَدْعُو ويَهْتِفُ بانْتِهَالِ
ولا يَتَبَّرمُ الرحْمن رَبِّي
…
بالْحَاحِ المُلِحِّينَ المَوَالِي
ولا يُغْلِطْه كَثرةُ سَائِلِيهُ
…
جَميعًا بالتَّضَرُّعِ والسُّؤَالِ
بِكُلِّ تَفَنُّنِ الحَاجَاتِ مِنْهم
…
وأصْنَافِ اللُّغَاتِ بِلَا اخْتِلالِ
فَيُعطِي مَن يَشَاء ما قَدْ يَشَاءُ
…
ويَمْنَعُ مَا يَشَاءُ مِن النَّوالِ
أَلَيسَ اللهُ يُبْصِرُ كُلَّ شَيءٍ
…
بِلَا شَكٍّ ويُبْصِرُ ذُو الجَلالِ
دَبِيبَ النَّمْلَةِ السَّودَا تَعالى
…
وأَعْطَى تِلْكَ في ظُلَم اللَّيالِي
عَلَى صَخْرٍ أَصَمَّ ذَوِي سَوَادٍ
…
شَدِيدٍ حَالِكٍ مِثْلِ الكُحَالِ
ومُجْرِي القُوتَ في الأعْضَاءِ مِنْها
…
وأَعْضَاءِ البعُوضِ بِكُلِّ حَالِ
…
ومَدَّ جَنَاحَهِ في جُنْحِ لَيلٍ
…
وأعْرَاقُ النِّياطِ بلا اخْتلالِ
ويَعلمُ ما أَسَرَّ العبدُ حُقًا
…
وأخْفَى مِنْهُ فاسْمعْ للمقالِ
فَمَنْ ذَا شَأْنُه أَيَصِحُّ شَرْعًا
…
وعَقْلاً أنْ يُشَارِكَه المَوالِي
مَعَاذَ اللهِ مَا هَذا بِحَقٍّ
…
ولا في العَقْلِ عِنْدَ ذَوِي الكَمَالِ
أَفِي مَعْقُولِ ذِي حُجْرٍ عُدُولٍ
…
إلى مَيتٍ رَمِيمٍ ذٍي اغْتِفَالِ
عَدِيمِ السَّمعِ لَيسَ يَراهُ يَومًا
…
عَدِيمَ العِلمِ لَيسَ بِذِي نَوالِ
وَيتْرُكُ عَالمًا حَيًّا قَدِيرًا
…
بَصِيرًا سَامعًا في كُلِّ حَالِ
كَرِيمًا مُحْسنًا بَرًّا جَوادًا
…
رَحِيمًا ذُو الفَواضِلِ والنَّوالِ
لَعَمِري إنَّ مَنْ يَأْتِي بِهَذَا
…
لَذُو خَبَلٍ مِن الإِسلامِ خَالِ
وعَقلٌ يَرْتَضِي هَذَا لَعَمْرِي
…
سَقِيمٌ زَائِغٌ وَاهِ المَقَالِ
وأَهلُوَه أضلُّ النَّاسِ طُرًّا
…
وأسفهُهُم وأَولى بالنَّكَالِ
فلا يَغُرُوكَ إقرارٌ بِمَا قَدْ
…
أَقرَّ المشركون ذَوُو الضَّلالِ
بأَنَّ الله خَالِقُ كُلِّ شيءٍ
…
ومَالِكُه وذا باقْتِلالِ
ورَزَّاقٌ مُدَبِّرُ كُلِّ أَمْرٍ
…
وَحيٌّ قَادِرٌ رَبُّ العَوَالِي
فَهَذَا قَدْ أَقَرَّ بِهِ قُريشٌ
…
فَلَمْ يَنَفَعْهُمُوا فاسْمَعْ مَقالِي
وهُمْ يَدْعُونَ غَيرَ اللهِ جَهْرًا
…
وجَهْلاً بالمُهَيمِنِ ذِي الجَلَالِ
ولِلأَشَجارِ والأَحْجَارِ كَانَتْ
…
عِبَادَتُهم بِذَبْحٍ مَعْ سُؤالِ
وللأمواتِ هَذا كَانَ مِنْهُمْ
…
بِخَوفٍ مَعْ رَجَاءٍ وانْذِلَالِ
ونَذْرٍ واسْتِغَاثَةِ مُسْتَضَامٍ
…
فَبَاءُوا بالوَبَالِ وبالنَّكَالِ
وإنَّ الحَقَّ إنْ تَسْلُكْهُ تَنْجُو
…
مِنَ الإِشراكِ ذِي الدَّاءِ العُضَالِ
طَرِيقُ المصْطفى المَعْصُومِ حَقًّا
…
بِتَوحِيدِ المُهَيمِنِ ذِي الكَمَالِ
بأَفْعَالٍ لَهُ وَحِّدْهُ فِيهَا
…
وبالأَفْعَالِ مِنْكَ بلا اخْتِلالِ
بأَنْواعِ العِبَادةِ مِنْ رَجَاءٍ
…
وخَوفٍ وَالتَّوَكُّل والسُّؤَالِ
وذبْحٍ واسْتِغاثَةِ مُسْتَغِيثٍ
…
ونَذْرٍ واسْتِعَانَةِ ذِي الجَلالِ
ولا تَخْضَعْ لِغَيرِ الله طُرًّا
…
ولا تَخْشَاه في كُلِّ الفِعالِ
وبالرَّغْباءِ والرَّهْبَاءِ مِنْه
…
بِتَعظِيمٍ وحُبٍّ وانْذِلَالِ
لِربِّكَ لَا لِمَخْلُوقٍ ومَيتٍ
…
ضَعِيفٍ عَاجِزٍ في كُلِّ حَالِ
…
فَوَحِّدْهُ وأفْرِدْهُ بِهَذِا
…
ودَعْنَا مِن مَزَلَاّتِ الضَّلالِ
وَأوضَاعٍ لأفَّاك جَهولٍ
…
حِكَايَاتٍ مُلفَّقَةٍ لِغالِ
وكُلُّ طَرِيقَةٍ خَرَجَتْ وزَاغَتْ
…
عَنِ المَشْرُوعِ بالقَولِ المُحَالِ
فإنَّا مِنْ طَرَائِقِهِمْ بَرَاءٌ
…
إلىَ الله المُهَيمِنِ ذِي الجَلالِ
فَتَبْرأُ مِنْ ذَوِي الإِشْراك طُرًّا
…
ومِن جَهْمِيَّةٍ مُغْلٍ غَوالِ
ومِنْ كُلِّ الرَّوافضِ حَيثُ زَاغْوا
…
فَهُمْ أَهْلُ المَنَاكِرِ والضَّلالِ
ومِنْ قولِ النَّواصِبِ حَيثُ ضَلَّتْ
…
حُلُومُهمُو بِقَولٍ ذِي وَبَالِ
ومِنْ قولِ الخوارجِ قَدْ بَرِئْنَا
…
ويَا بُعدًا لأَهْلِ الاعْتِزَالِ
بِما قَالُوهُ وانتَحَلُوهُ مِمَّا
…
يُخَالِفُ دِينَ أَرْبَابِ الكَمَالِ
فَقَدْ جَاءُوا مِنَ الكُفْرَان أَمْرًا
…
عَظِيمًا واجْتِرَاءً بالمُحَالِ
ونَبْرأُ مِن أَشَاعِرَةٍ غُوَاةٍ
…
قَفَوا جَهْمًا بِرَأْي وانْتَحَالِ
ومِنْ جَبْرِيَّةٍ كَفَرَتْ وَضَلتْ
…
ونَبْرأُ جَهْرَةً مِنْ كُلِّ غَالِ
كَنَا في قُدْرَةِ الرَّحمنِ رَبِّي
…
وتَقْدِيرِ المُهَيمِنِ ذِي الجَلَالِ
ومِنْ قَولِ ابْنِ كُلَاّب بَرِئْنَا
…
فَلَسْنَا مِنْهُمُو أَبَدًا بِحَالِ
ومِنْ قَولِ ابْنِ كَرَّامٍ ومِمَّن
…
نُمِي بالاقْتِرانِ ذَوي الضَّلالِ
وأَهْلِ الوَحْدةِ الكُفَّارِ إذْ هُمْ
…
أَضَلُّ النَّاسِ في كُلِّ الخِلَالِ
ومِن أَهْلِ الحُلولِ ذَوِي المَخَازِي
…
فقدْ جَاءُوا بِقَولٍ ذِي وَبَالِ
ومِمَّنْ قَالَ بالإِرجَاءِ يَومًا
…
ومِن كُلِّ ابْتِداعٍ في وانْتِحَالِ
يُخَالفُ شَرْعَ أَحمدَ ذِي المعَالِي
…
وأَصْحَابٍ كِرَامٍ ثُمَّ آلِ
ونَبْرأُ مِنْ طَرَائِقَ مُحْدَثاتٍ
…
مَلاهٍ مِنْ مَلاعِبِ ذِي الضَّلالِ
بألحانٍ وتَصْدِيَةٍ ورَقْصِ
…
ومِزْمارٍ ودُفٍّ ذِي اغْتِيَالِ
وأَذكَارٍ مُلَفَقَّةٍ وشِعْرٍ
…
بأَصوَاتٍ تَرُوقُ لِذِي الخَبَالِ
فَحِينًا كالكِلابِ لَدَى انْتِحَالٍ
…
وحِينًا كالحَمِيرِ أو البِغَالِ
وتَلْقَى الشَّيخَ فِيهمْ مِثْلَ قِرْدٍ
…
يُلَاعبُهُمْ ويَرْقُصُ في المَجَالِ
بأيِّ شَرِيعَةٍ جَاءَتْ بِهذَا
…
فَلَمْ نَسْمَعْهُ في العُصُرِ الخَوالِي
فأمَّا عَنْ ذَوِي التَّقْوى فَحَاشَا
…
فَهُمْ أَهْلُ التُّقَى والاِبْتِهَالِ
وأَهْلُ الاتِّباعِ ولَيسَ مِنْهُمْ
…
لَعَمْرِي ذُو ابْتِدَاعٍ في انتحالِ
…
وكَانَ سُلُوكُهم حقًّا عَلَى مَا
…
عَليِه الشَّرعُ دَلَّ مِنَ الكَمَالِ
بأَذكَارِ وأَورَادٍ رَوَوهَا
…
عن الإِثباتِ عنْ صَحْبٍ وآلِ
وحَالٍ يَشْهدُ الشَّرْعُ المُزكَّى
…
لَهُ بالاقْتِضَا في كُلِّ حَالِ
ومَعْ هَذَا إذا مَا جَاءَ حَالٌ
…
بأَمْرٍ وَارِدٍ لِذَوِي الكَمَالِ
مِن النُكَتِ الَّتِي لِلْقُومِ تُرْوَى
…
وتُعْرَضُ في الفَنَا فِي ذي المَجالِ
أَبَوا أنْ يَقْبَلُوهَا ذَاكَ إلَاّ
…
بِحُكْمِ الشَّاهِدَينِ بلا اخْتِلالِ
كِتَابُ الله أو نَصُّ صَحِيحٌ
…
صَرِيحٌ واضِحٌ لِذَوي المَعَالِي
وقدْ قَالُوا ولا يَغْرُرْكَ شَخْصٌ
…
إلى الآفاقِ طَارَ ولا يُبَالِي
ويَمْشِي فَوقَ ظَهْرِ الماءِ رَهْوًا
…
ويَأْتِي بالخَوَارِقِ بالفِعَالِ
ولَمْ يَكُ سَالِكًا في نَهْجِ مَنْ قَدْ
…
أَتَى بالشَّرعِ في كُلِّ الخِصَالِ
فَذلكَ مِنْ شَيَاطِينِ غُوَاةٍ
…
لِمَنْ وَالاهُمُو مِنْ كُلِّ غَالِ
فَدَعْ عَنْكَ ابْتِدَاعًا واخْتِرَاعًا
…
وسِرْ في إثْرِ أصْحَابِ الكَمَالِ
ولَمْ نَسْتوعِبْ المَفْرُوضَ لَكِنْ
…
ذَكَرْنَا جُمْلةً فِي ذَا المَجَالِ