المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بحمد الله نبدأ في المقال - مجموعة القصائد الزهديات - جـ ٢

[عبد العزيز السلمان]

فهرس الكتاب

- ‌فَهَا سُنَّةُ المَعْصُومِ خِيرَةِ خَلْقِهِ

- ‌مَقَطَّعَات في التَّزْهِيدِ في الدنيا والحثِ عَلَى صِيَانةِ الوقت

- ‌يُحِبُّ الفَتَى طُول البَقَاءِ كَاَّنَّهُ

- ‌سَلِ المَدائِن عَمَّنْ كَانَ يَمْلِكُهَا

- ‌نَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ

- ‌هذِي مَنَازِلُ أَقْوَامٍ عَهِدْتُهُمُ

- ‌تَرَى الذي اتَّخَذَ الدُنْياَ لَهُ وَطَنًا

- ‌أَلَا أيُها المَغْرورُ في نَومِ غَفْلَةٍ

- ‌إِذَا مَا اللَّيلُ أَظْلَمَ كَابَدُوهُ

- ‌فَبَادِرْ إلى الخَيرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا

- ‌أَجَلُّ ذُنُوبِي عِنْدَ عَفْوِكَ سَيِّدِي

- ‌وَلَما رَأَيتُ لوقْتٍ يُؤْذِنُ صَرْفُهُ

- ‌وَلَيسَ الأَمَانِي لِلْبَقَاءِ وإِن جَرَتْ

- ‌قِفْ بالمَقَابِرِ واذْكُرْ إِنْ وَقَفْتَ بِهَا

- ‌لَعَمْرُكَ مَا حَيٌّ وإنْ طَالَ سَيرُهُ

- ‌قِفْ بالقُبُور ونادِ المُسْتِقرَّ بِهَا

- ‌نُراعُ لِذِكْرِ الموتِ سَاعَةَ ذِكْرِهِ

- ‌سَلامٌ عَلَى أهِل القُبورِ الدَّوارِسِ

- ‌قِفْ بالقُبُورِ وَقُلْ عَلَى سَاحَاتِهَا

- ‌إلامَ تَجرُّ أذَيالَ التَّصَابِي

- ‌خَلتْ دُورُهُمْ مِنْهُمْ وَأقْوَتْ عِراصُهُمْ

- ‌إِنَّ اللَّيَالِي مِنْ أَخْلَاقِهَا الكَدَرُ

- ‌لِلْمَوتِ فَاعْمَلْ بِجِدٍ أَيُّهَا الرَّجُلُ

- ‌كَأُنَ نُجُومًا أَومَضَتْ في الغَيَاهِبِِ

- ‌لَعَمْرُكَ مَا تُغْنِي المَغَانِي وَلَا الغِنَى

- ‌فَكَم وَلَدٍ لِلْوَالِدَينِ مُضَيَّعٌ

- ‌عَلَيكَ بِبرِّ الوَالِدَينِ كِلَيهِمَا

- ‌بِطَيبَةِ رَسْمٍ للرَّسُولِ وَمَعْهَدُ

- ‌نُورٌ مِنَ الرَّحْمنِ أَرْسَلَهُ هَدَى

- ‌خَبَتْ مَصَابِيحُ كُنَّا نَسْتَضِيءُ بِهَا

- ‌فَيَا أَيُّها النّاسِي لِيَومِ رَحِيلِهِ

- ‌تَيَقَنْتُ أنِّي مُذْنِبٌ وَمُحَاسَبٌ

- ‌أَفْنَى شَبَابَكَ كَرُّ الطَّرْفِ والنَّفَسِ

- ‌سَبَقَ القَضَاءُ بكُلِّ مَا هُوَ كَائِنُ

- ‌وفي دُونِ ما عَايَنْتَ مِن فَجَعَاتِهَا

- ‌تَزَوَدْ مَا اسْتَطَعَتْ لِدَارِ خُلْدٍ

- ‌وسَائِرَةٍ لم تَسْرِ في الأرضِ تَبْتَغِي

- ‌فالشَّأنُ لِلأرْوَاحِ بَعْدَ فِراقِهَا

- ‌وإنَّ نَفْخَةَ إسْرافِيلَ ثانِيةً

- ‌وفي الناسِ مَن ظُلْمُ الوَرى عادةٌ لهَ

- ‌تَأَلَّقَ بَرْقُ الحَقِّ في العارضِ النَّجْدِي

- ‌يَأْتِي عَلَى الناسِ إِصْبَاحٌ وَإِمْسَاءٌ

- ‌ثَوَى فِي قُرْيشٍ خَمْسَ عَشْرَةَ حَجَّةً

- ‌عَجِبْتُ لِما تَتَوقُ النفْسُ جَهْلاً

- ‌وَتُحَدِّثُ الأرضُ التِي كُنَّا بهَا

- ‌وَبالقَدَرِ الإِيمان حَتْمٌ وبالقَضَا

- ‌صاحِ اسْتَمِعْ نُصْحًا أتاكَ مُفصَّلاً

- ‌خُنْتُ العُهُودَ وقد عَصَيتُ تَعَمُّدَا

- ‌نَنْسَى المنَايَا عَلَى أَنَّا لَهَا غَرَضٌ

- ‌مَنْ لَيسَ بالبَاكِي ولا المُتَباكي

- ‌«أحِنُّ اشْتِيَاقًا لِلمَسَاجِدِ لا إلى»

- ‌يَا أَيُّهَا العَبْدُ قُمْ للهِ مُجْتَهِدًا

- ‌فَهِمُوا عن المَلِكِ الكَرِيم كَلامَهُ

- ‌إِنَّ القَنَاعَةَ كَنْزٌ لَيسَ بالفَانِي

- ‌مثِّلْ وُقُوفَكَ أَيُّهَا المَغْرُورُ

- ‌أَبَعْدَ بَيَاضِ الشِّيبِ أعْمُرُ مَنْزِلاً

- ‌نَخْطو ومَا خَطْوُنَا إلَاّ إلَى الأَجَلِ

- ‌صَلَّ الإلَهُ عَلَى قَومٍ شَهْدتُهُم

- ‌كَأنِّي بِنَفْسِي قد بَلغْتُ مَدَى عُمْري

- ‌يا خائفَ الموتِ لو أَمْسَيتَ خَائِفَهُ

- ‌أَسِيْرُ الْخَطَايَا عِنْدَ بَابِكَ يَقْرَعُ

- ‌وَإِيَّاكَ والدُّنْيَا الدَّنِيَّةَ إِنَّهَا

- ‌يَا نَفْسُ تُوبِى فَإنَّ المَوْتَ قَدْ حَانَا

- ‌سبحانَ مَن حَمِدتْهُ ألْسُنُ البَشَرِ

- ‌سَيْرُ الْمنايَا إلى أعْمَارِنا خبَبُ

- ‌وَكُلُّ مَنْ نَامَ بِلَيْلِ الشَّبابْ

- ‌قَطَّعْتُ مِنْكِ حَبائِل الآمَالِ

- ‌لَقَدْ أَيْقَظَ الإِسْلامُ لِلْمَجدِ والعُلَى

- ‌أَجنِبْ جِيَادًا مِن التَّقْوى مُضَمَّرةٌ

- ‌أَرَى النَّاسَ في الدنّيا، مَعافًى وَمُبتلَى

- ‌يا مَن يريدُ طَريقةً تُدْنيه مِنْ

- ‌لِلْمَوْتِ فَاعْمَلْ بِجِدٍ أَيُّهَا الرَّجُلُ

- ‌أنِسْتُ بِلأَواءِ الزمانِ وَذُلِّهِ

- ‌أَيَا عُلَمَاءُ الدِّيْنِ مَا لِيْ أَرَاكُم

- ‌قِفْ بالقُبُورِ وَقُلْ عَلَى سَاحَاتِهَا

- ‌فُؤادٌ ما يَقِرُ لَهُ قَرَارٌ

- ‌إِنَّ اللَّيَالِيْ مِنْ أَخْلَاقِهَا الكَدَرُ

- ‌أَلَا يَا خَائِضًا بَحْرَ الأمانِي

- ‌يا غافلاً عن سَاعَةٍ مَقْرُونَةٍ

- ‌على الدِّينِ فلْيبْكِي ذوُو العِلم والهُدى

- ‌وَاللهُ حرَّم مُكْثَ مَنْ هو مُسْلمٌ

- ‌هو اللهُ معبودُ العبادِ فعَامِلِ

- ‌ثارَ القَرِيضُ بِخَاطرِي فَدعُونِي

- ‌أَما آنَ عَمَّا أَنْتَ فيه مَتَابُ

- ‌يَا مُلَبِّسِي بالنُّطْقِ ثَوبَ كَرَامَةٍ

- ‌أَرَى وخَطَّ المَشِيبِ دَليلُ سَيرٍ

- ‌تُغازِلُنِي المَنِيَّةُ من قَريبٍ

- ‌أَيَعْتَزُّ الفَتَى بِالْمَالِ زَهْوًا

- ‌الشَّيبُ نَبَّهَ ذَا النُّهَى فَتَنَبَّها

- ‌قدْ بَلَغْتَ السِّتِّينَ ويحَكَ فاعْلَمْ

- ‌يَا رَبِّ حَقِّقْ تَوبَتِي بِقَبُولِهَا

- ‌سِرْ على مَهلِك يا من قد عقل

- ‌أَحمامَةَ البَيدا أَطَلْتِ بُكاكِ

- ‌مَنْ لَيسَ بالبَاكِي ولا الْمُتَباكي

- ‌لو كنتُ في ديني من الأبْطالِ

- ‌أَلا خَبَرُ بِمُنتَزِحِ النَّواحي

- ‌لِمَاذَا أَنْتَ تَغْفُلُ عن رَقيبٍ

- ‌حِيَلُ البِلَى تَأْتِي على المُحْتَالِ

- ‌فما لَكَ لَيسَ يَعملُ فيكَ وَعْظٌ

- ‌أَلَا قُلْ لِذَي جَهْلٍ بِكَلِّ الحَقائِقِ

- ‌فيا أَيُّها الغَادِي على ظَهْرِ ضَامرٍ

- ‌سيروا على نجب العزائم واجعلوا

- ‌بِحَمْدِ اللهِ نَبْدَأُ في المَقَال

- ‌وَإذَا أَرَدتْ تَرى مًَصَارِعَ مَن ثَوَى

- ‌بِعزِّكَ ياذَ الكبْريَا والمَراحِم

- ‌أَسْتَغفِرِ الله عَمَا كَانَ مِن زَلَلِ

- ‌متفرقات كلها حولَ الثناء على الله جلَّ وعلا وتقدس

- ‌لَكَ الحمدُ اللَّهم يَا خَيرَ وَاهِب

- ‌الحَمْدُ للهِ العَظِيمِ عَرْشُهُ

- ‌دَعْ عَنْكَ ذِكْرَ الهَوَى وَالمُولَعِينَ بِهِ

- ‌يَا طَالِبًا لِعُلُوم الشَّرعِ مُجْتَهِدًا

- ‌إني أرى الناس عن دِينٍ لهمْ رَغِبُوا

- ‌وَمِلةَ إبْرَاهِيمَ فاسْلُكْ طَرِيقَها

- ‌المرء لابد لو قد عاش من قفس

- ‌كثيرُ الوَرَى مالُوا وقَدْ رَفَضُوا الأُخْرَا

- ‌إلهي أقِلْ مِنَّا العِثَارَ فإنَّنَّا

- ‌بِمَا قَدَّمَتْ أَيدِي الوَرَى سَتُعَذَّبُ

- ‌يَا مَن عَلَا وتَعَالَى عَن خَلِيقَتِهِ

- ‌قَريحُ القَلْبِ مِن وَجَعِ الذُنُوبِ

- ‌تَحَرَّزْ مِن الدُنيا فإنَّ فِنَاءَهَا

- ‌عَجِبْتُ لِجَازِع بَاكٍ مُصَابٍ

- ‌أعَاذِل ذَرِيني وانْفِرَادِي عَن الوَرَى

- ‌إنَّ الذَينَ بَنَوا مَشِيدًا واعْتَلَوا

- ‌المَوتُ لَا وَالدًا يُبْقِي وَلَا وَلَدَا

- ‌ذَهَبَ الذيِنَ عَليهِمُ وُجْدِي

- ‌جَنْبِي تَجَافَى عَن الوَسَادِ

- ‌يَا طَالِبَ الصَّفْوِ في الدنيا بلا كَدَرِ

- ‌الحَمْدُ للهِ حَمْدًا لَا نَفَادَ لَهُ

- ‌ثم اعْتَقِدْ كاعْتِقَادٍ لِلْهُداةِ مَضَوا

- ‌حَورَاءُ زَارتْنِي فَطَالَ تَجَلُّدِي

- ‌أَحُسَينُ إِنِّي وَاعِظٌ وَمَؤَدِّبُ

- ‌عَلَيكَ سَلامُ الله يَا شَهْرُ إنَّنَا

- ‌أيَا نَجْلَ إبرَاهِيمَ تَطُلبُ وَاعِظًا

- ‌حَمْدًا لِرَبٍّ قَاهِرٍ مَنَّانِ

- ‌قدْ قالَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَسَارِعُوا

- ‌خَفَافِيشُ هَذَا الوَقْتِ كَانَ لَهَا ضَرَرْ

- ‌تَأَوَّبَنَي لَيلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ

- ‌كَانَ الضِّيَاءَ وكَانَ النَّوْرَ نَتْبَعُهُ

- ‌أَلا يَا لَقَومِ هَلْ لِمَا حُمَّ دَافِعُ

- ‌وقُلْ إنْ يَكُنْ يَومٌ بأُحْدٍ يَعُدُّهُ

- ‌دَوام الوَرَى مَا لَا يكُوْنُ لِرَئِمِ

- ‌طَارَتْ بِنَا لِدِيَارِ البَيْنِ أطْيَارُ

- ‌مَنْ أحَسَّ لِي أهْلَ الْقُبورِ وَمَنْ رَأى

- ‌لِدُوا لِلْمَوْتِ وَابْنوا لِلْخَرابِ

- ‌ألَا مَنْ لنَفْسٍ في الهَوَى قد تَمَادَتِ

- ‌سَلامٌ على قبْرِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ

- ‌كأنَّا وإنْ كُنَّا نِيَامًا عن الرَّدَى

- ‌الخَيْرُ والشَّرُ عاداتٌ وأهْواءُ

- ‌لَعَمْرُكَ ما الدُّنْيا بِدارِ بَقاءِ

- ‌أَلَا نَحْنُ في دارٍ قَليلٍ بَقاؤُها

- ‌أَلَا في سَبيل اللهِ ما فاتَ مِنْ عُمْري

- ‌كَأَنَّكَ قَدْ جاوَرْتَ أهْلَ الْمَقابِرِ

- ‌الْمَرْءُ آفَتُهُ هَوى الدُّنْيا

- ‌أَلَا للهِ أَنْتَ مَتى تَتوبُ

- ‌أَمَعَ المَماتِ يَطِيْبُ عَيْشُكَ يا أَخِيْ

- ‌قَدْ سَمِعْنا الْوَعْظَ لَوْ يَنْفَعُنا

- ‌الْمَنايا تَجوسُ كلِّ الْبِلادِ

- ‌أَلا كُلُّ مَوْلودٍ فَلِلْمَوْتِ يُولَدُ

- ‌تَبَارَكَ مَنْ فَخْري بأنَّي لَهُ عَبْدُ

- ‌أَرى الشَّيْءَ أحْيانًا بِقَلْبي مُعَلَّقا

- ‌الرِّفْقُ يَبْلُغُ ما لا يَبْلُغُ الْخَرَقُ

- ‌نَسِيتُ مَنيِتَّي وَخَدَعْتُ نَفْسِي

- ‌مَا يَدْفَعُ الْمَوْتَ أرْصَادٌ وَلا حَرَسُ

- ‌اللهُ كافٍ فَمالي دونَهُ كافِ

- ‌مَنْ نافَسَ النَّاسَ لم يَسْلَمْ مِنَ النَّاسِ

- ‌عِبَرُ الدُّنْيا لَنا مَكْشوفَةٌ

- ‌أَلَا رُب ذِي أَجَلٍ قَدْ حَضَرْ

- ‌طُولُ التَّعاشُرِ بَيْنَ النّاسِ مَمُولُ

- ‌أيا عَجَبا لِلناسِ في طُولِ ما سَهَوْا

- ‌مَتى تتَقَضّى حاجَةُ الْمُتَكَلِّفِ

- ‌ما لِلْفَتى مانِعٌ مِنَ الْقَدَرِ

- ‌رَضِيتَ لِنَفْسِك سَوْءَاتِها

- ‌الْحِرْصُ لُؤْمٌ وَمِثْلَهُ الطَّمَعُ

- ‌كأَنَّني بِالدّيارِ قَدْ خَرِبَتْ

- ‌إيّاكَ أعْني يا بْنَ آدَمَ فَاسْتَمِعْ

- ‌مَا لِيْ أُفَرِّطُ فِيْمَا يَنْبَغي ما لِي

- ‌لا تَعْجَبَنَّ مِنَ الأَيّامِ وَالدُّوَلِ

- ‌سَلِ الْقَصْرَ أوْدى أَهلُهُ أَيْنَ أهْلُهُ

- ‌أَهلَ الْقُبورِ عَلَيْكُمُ مِنِّي السَّلامْ

- ‌لِعَظيمٍ مِنَ الأُمورِ خُلِقْنا

- ‌سَمَّيْتَ نَفْسَكَ بالْكلامِ حَكيما

- ‌لَا يَذْهَبَنَّ بَكَ الأَمَلْ

- ‌أَلا هَلْ إِلى طولِ الْحَياةِ سَبيلُ

- ‌أَرَاعَكَ نَقْصٌ مِنْكَ لَمّا وَجَدْتَهُ

- ‌سَتَنْقَطِعُ الدُّنْيا بِنُقْصانِ ناقِصٍ

- ‌إنا لَفي دارِ تَنْغِيصِ وتَنْكيدِ

- ‌يا نَفْسُ ما هوَ إلَاّ صَبْرُ أيّامِ

- ‌أيا عَجَبَ الدُّنْيا لِعَيْنٍ تَعَجَّبَتْ

- ‌حِيَلُ الْبِلَى تَأْتِي عَلَى المُحْتَالِ

- ‌تَعالى الْواحِدُ الصَّمَدُ الْجَليلُ

- ‌سَبَقَ القضاءُ بِكل ما هُوَ كائِنُ

- ‌ايتِ الْقُبورَ فَنادِها أصْواتَا

- ‌ألَيْسَ قَريبًا كُلُّ ما هُوَ آتِ

- ‌جَمَعْتَ مِن الدُّنْيا وحُزْتَ ومُنِّيتها

- ‌تَمَسَّكْ بالتُّقى حَتّى تَموتا

- ‌كَأنَّ المَنايا قَدْ قَرَعَنْ صِفَاتِي

- ‌يا رُبَّ عَيْشٍ كانَ يُغْبَطُ أهْلُهُ

- ‌يا رُبَّ شَهْوَةِ ساعَةٍ قَدْ أعْقَبَتْ

- ‌اهْرَبْ بِنَفْسكَ مِنْ دُنْيًا مُظَلِّلَةٍ

- ‌أَلَا مَنْ لِمَهْمومٍ الْفُؤادِ حَزينِهِ

- ‌أتَدْري أَيُّ ذُلٍّ السُؤالِ

- ‌كَأَنِّي بالتُّرابِ عَلَيْكَ رَدْما

- ‌إنْ قَدَّرَ اللهُ أمرًا كانَ مَفْعولا

- ‌تَنَكَّبْتُ جَهْلي فاسْترَاحَ ذَوُو عَذْلي

- ‌شَرِهْتُ فَلَسْتُ أَرْضى بِالْقَليلِ

- ‌اِمْهَدْ لِنَفْسِكَ واذْكُرْ ساعَةَ الأَجَلِ

- ‌نعَى نَفْسِي إليَّ مِن اللَّيَالِيْ

- ‌ما لي رَأَيْتُكَ راكِبًا لِهَواكَا

- ‌أَيَا جامِعِي الدُّنْيا لِمَنْ تَجْمَعُونَها

- ‌بَلِيْتَ ومَا تَبْلَى ثِيَابُ صِبَاكَا

- ‌الوَقْتُ ذُو دُوَلٍ والْمَوْتُ ذُو عِلَلٍ

- ‌اكْرَهْ لِغَيْرك مَا لِنَفْسِكَ تَكَرْهُ

- ‌تَصَّبرْ عَنِ الدُّنْيا وَدَعَْ كُلَّ تائِه

- ‌كَأنْ قَدْ عَجلَ الأَقْوامُ غَسْلَكْ

- ‌كَأنَّ يَقينَنا بِالْمَوْتِ شَكُّ

- ‌أَلَمْ تري يا دُنْيا تَصَرُّفَ حالِكِ

- ‌أُحِبُّ مِنَ الإِخوْانِ كُلّ مُؤاتِ

- ‌أَشْرِبْ فُؤادَكَ بِغْضَةَ اللَّذاتِ

- ‌كَأنَّك في أُهَيْلِكَ قَدْ أُتيتا

- ‌مِسْكينُ مَنْ غَرَّتِ الدُّنيا بِآمالِهْ

- ‌أَمَا وَاللهِ إنَّ الظُلْمَ لُؤمٌ

- ‌لَقَدْ طَالَ يا دُنْيَا إليْكِ رُكُونِي

- ‌مَنْ يَعِشْ يَكْبَرْ وَمَنْ يَكْبَرْ يَمُتْ

- ‌الْحَمْدُ للهِ اللَّطيفِ بِنا

- ‌رُوَيْدَكَ لا تَسْتَبْطِ ما هُوْ كائِنٌ

- ‌أَلَحَّتْ مُقِيْمَاتٌ عَلَينا مُلِحّاتُ

- ‌الحمدُ للهِ عَلَى تَقْدِيْرِهِ

- ‌رَغِيفُ خُبْز يابِسٍ

- ‌ألا مَنْ لي بِأُنْسُكَ يا أُخَيَّا

- ‌كَأنَّ الأَرْضَ قَدْ طُوِيَتْ عَلَيَّا

- ‌إنَّ السَّلامَةَ أنْ تَرْضى بِما قُضِيا

- ‌يا مَنْ يُسَرُّ بِنَفْسِهِ وَشَبابِهِ

- ‌تَخَفَّفْ مِنَ الدُّنْيا لَعَلَّكَ أنْ تَنْجُو

- ‌الْحَمْدُ للهِ كُلٌّ زائِلٌ بالِ

- ‌ألا رُبَّ أحزانٍ شَجاني طُروقُها

- ‌أَحْمَدُ اللهَ عَلى كُلِّ حالِ

- ‌سَقَى اللهُ عَبَّادانَ غَيْثًا مُجَلِّلَا

- ‌قُلْ لأَهْلِ الإِكْثارِ وَالإِقْلالِ

- ‌غَفَلْتُ ولَيْسَ الْمَوْتُ عَنّي بِغافِلِ

- ‌طالَما احْلَوَّ لِي مَعاشي وَطابا

- ‌كَمْ لِلْحَوادِثِ مِنْ صُروفِ عَجائِبِ

- ‌تَبارَكَ رَبُّ لا يَزالُ وَلَمْ يَزَلْ

- ‌ما يُرْتَجى بِالشَّيْءِ لَيْسَ بِنافِعِ

- ‌الشَّيْءُ مَحْروصٌ عَلَيْهِ إذا اَمْتَنَعْ

- ‌أَمَّا بُيوتُكَ في الدُّنْيَا فَوَاسِعَةٌ

- ‌أَلَا إِنَّ وَهْنَ الشَّيْبِ فيكَ لَمُسْرِعُ

- ‌جَزَعْتُ ولكِنْ ما يَرُدُّ لِيَ الْجَزَعْ

- ‌ألَا كُلُّ ما هُوَ آتٍ قَريبُ

- ‌أنَلْهو وأيّامُنا تَذْهَبُ

- ‌لِمَ لا نُبادِرُ ما نَراهُ يَفوتُ

- ‌يا رُبَّ رِزْقٍ قَدْ أَتى مِنْ سَبَبْ

- ‌لَقَدْ لَعِبْتُ وَجَدَّ الْمَوْتُ في طَلَبي

- ‌يا نَفْسُ أَيْنَ أَبَي وَأَيْنَ أَبُو أَبِي

- ‌بَكَيْتُ عَلى الشَّبابِ بِدَمْعِ عَيْني

- ‌طَلَبْتُكِ يا دُنْيا فَأَعْذَرْتُ في الطَّلَبْ

- ‌نُنافِسُ في الدُّنْيا وَنَحْنُ نَعيبُها

- ‌لَشَتَّانَ ما بَيْنَ الْمَخافَةِ والأَمْنِ

- ‌للهِ عاقِبَةُ الأُمورِ جَميعا

- ‌رَجَعْتُ إلى نَفْسي بِفِكْري لَعَلَّها

- ‌أَلَمْ يَأْنِ لي يا نَفْسُ أنْ أَتَنَبَّها

- ‌عَجَبًا عَجَبْتُ لِغَفْلَةِ الإِنْسانِ

- ‌يا وَاعِظَ النَّاسِ قَدْ أَصْبَحْتَ مُتَّهَمًا

- ‌تَزَوَّدْ مِن الدُنَيا مُسِرًّا وَمُعْلِنا

- ‌أُفِّ لِلدُّنْيا فَلَيْسَتْ لي بِدارْ

- ‌إنَّ دارًا نَحْنُ فيها لَدارُ

- ‌لِلنّاسِ في السَّبْقِ بَعْدَ الْيَوْمِ مِضْمارُ

- ‌أَلَا يا نَفْسُ ما أَرْجو بِدارِ

- ‌لأَمْرٍ ما خُلِقْتَ فَما الْغُرورُ

- ‌أجَلُ الْفتى مِمْا يُؤَمِّلُ أَسْرَعُ

- ‌يا ساكِنَ الدُّنْيا لَقَدْ أوْطَنْتَها

- ‌أَلا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ أَنْتَ إذا الْقُوى

- ‌لِيَبْكِ عَلى نَفْسِهِ مَنْ بَكى

- ‌أيا رَبِّ يا ذَا الْعَرْشِ أنْتَ رَحِيمُ

- ‌اعْلَمْ بأنِّكَ لا أبَا لَكَ في الذي

- ‌لَقَدْ فَازَ المُوَفَّقُ لِلْصَّوابِ

- ‌لا والِدٌ خالِدٌ وَلا وَلَدُ

- ‌ألا لِلْمَوْتِ كَأْسٌ أيُّ كأسِ

- ‌أتَطْمَعُ أنْ تُخلَّدَ لا أبا لَكْ

- ‌كُلُ امْرِئٍ فكما يدين يُدَان

- ‌كُلُّ حَيٍّ إِلى الْمَماتِ يَصيرُ

- ‌الظنُّ يُخْطِيءُ تَارَةً ويُصِيْبُ

- ‌ألا إنَّ رَبي قَوِيٌّ مَجيدُ

- ‌لِِطائِرِ كُلِّ حادِثَةٍ وُقوعُ

- ‌ما رَأيْتُ الْعيْشَ يَصْفو لأحَدْ

- ‌إنَّ الْقَريرَةَ عَيْنُهُ عَبْدُ

- ‌أيا نَفْسُ مَهْما لَمْ يَدُمُ فَذَرِيهِ

- ‌إنَّ الْحَوادِثَ لا مَحالَةَ آتِيَهْ

- ‌طُوْبَي لِعَبْدٍ أَكْمَلَ الفَرْضَا

- ‌لأبْكِيَنَّ عَلى نَفْسي وَحُقَّ لِيَهْ

- ‌أَيْنَ الْقُرونُ الْماضِيَهْ

- ‌خَرَّبْتَ دَارَ مُقَامٍ كُنْتَ تَنْزلُهَا

- ‌ألَمْ تَرَ أنَّ الْحَقَّ أَبْلَجُ لائِحُ

- ‌انْظُرْ لِنَفْسِكَ يا شَقِي

- ‌للهِ دَرُّ ذَوي الْعُقولِ الْمُشْعِباتِ

- ‌مِنَ النّاسِ مَيْتٌ وهْوَ حَيٌّ بِذِكْرِهِ

- ‌الْمَوْتُ لا والِدًا يُبْقي ولا وَلَدا

- ‌تَخَفَّفْ مِنَ الدُّّنْيا لَعَلَّكَ تُفْلِتُ

- ‌أَلَا أيْنَ الأُلى سَلَفوا

- ‌يُسْلِمُ الْمَرْءَ أَخُوهُ

- ‌سَتْباشِرُ الأجداث وَحدَكْ

- ‌إنَّ السَّلاطِيْنَ الذين اعْتَلَوْا

- ‌أَشَدُّ الْجِهادِ جِهادُ الْهَوى

- ‌نَصَبْتِ لَنا دُوْنَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيا

- ‌أَمَا مِنَ الْمَوْتِ لِحَيِّ نَجَا

- ‌ومَا مِن فتًى إلا سَيَبْلَى جَدِيْدُهُ

- ‌مَا أَقْرَبَ المَوْتَ جِدَّا

- ‌أَلَا إِنَّ لي يَومًا أُدانُ كما دِنْتُ

- ‌هَلْ عَلى نَفْسِهِ امْرُؤُ مَحْزُونُ

- ‌طالَ شُغْلِي بِغَيرِ ما يَعْنِينِي

- ‌إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي

- ‌نَهْنِهْ دُمُوعَكَ كُلُّ حَيٍّ فَانِ

- ‌أينَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا أينَ أينَا

- ‌سُكْرُ الشَّبابِ جُنونُ

- ‌لِمَنْ طَلَلٌ أُسائِلُهُ

- ‌خانَكَ الطَّرْفُ الطَّموحُ

- ‌أَيُّهَا الرَّاقِدُ ذَا اللَّيلَ التَّمَامْ

- ‌عَجِبْتُ لِذِي اغْتِرَارٍ واعْتِزَازٍ

- ‌يَوَدُّ الفَتَى طُولَ البَقَاءِ وطُولُهِ

- ‌قَضَاءٌ مِن الرحمنِ لَيسَ لَهُ رَدُّ

- ‌نُحْ وابْكِ فالمعروف أقْفَرَ رَسْمُهُ

- ‌دَعِ الدُنْيَا لِطَالِبهَا

- ‌يا قَسْوةَ القَلْبِ مَالِي حِيلةٌ فِيكَ

- ‌ما هذه الأرواح في أشباحِها

- ‌أتَهْزَأُ بالدُعَاءِ وتَزدَرِيهِ

- ‌نَموتُ جَميعاً كُلُّنا غَيرَ ما شَكِّ

- ‌أفْنَيتَ عُمْرَكَ باغَتِرارِك

- ‌رَأَيتُ الشَّيبَ يَعْدُوكَا

- ‌الْمَرْءُ مُسْتَأْئِرٌ بِما مَلَكا

- ‌الْخَلْقُ مُخْتَلِفٌ جَواهِرُهُ

- ‌أخٌ طالمَا سَرَّني ذِكْرُهُ

- ‌يا ساكَنِ الْقَبْرِ عَنْ قَليلِ

- ‌رُوِيدَكَ لا تَسْتَبْطِ مَأ هُوَ كائِنٌ

- ‌مُؤَاخاةُ الْفَتى الْبَطِرَ الْبَطِينِ

- ‌يا أيُّها الْمُتَسَمِّنُ

- ‌عَجَبًا لأَرْبابِ الْعُقولِ

- ‌عَجَبًا ما يَنْقَضى مِنى لِمَنْ

- ‌يا نَفْسُ قَدْ أُزِفَ الرَّحيلُ

- ‌أَرى الْمَوتَ لي حَيثُ اعْتَمَدْتُ كَمينَا

- ‌كُنْ عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنِّ مَنْ ظَنّا

- ‌الْجودُ لا يَنْفَكُّ حامِدُهُ

- ‌سَكَنٌ يَبْقَى لَهُ سَكَنُ

- ‌نَهْنِهْ دُموعَكَ كُلُّ حَيٍّ فَانِ

- ‌أيا مَنْ بَينَ باطيةٍ وَدَنِّ

- ‌ولَمَّا رَأيتُ الشَّيبَ حَلّ بِمَفْرِقِي

- ‌أينَ الْقُرونُ بنَوُ الْقُرونِ

- ‌فَيا مَنْ باتَ يَنْمُوا بالخَطَايَا

- ‌نَغَّصَ الموتُ كُلَّ لَذَّةِ عَيش

- ‌أَينَ الْمَفَرُّ مِنَ الْقَضا

- ‌مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيا تَحَيَّرَ فيها

- ‌يا نَفْسُ أنّى تُؤْفَكِينا

- ‌لَتَجْدَ عَنَّ الْمَنايا كُلَّ عِرْنِينِ

- ‌تَفَكَّرْ قَبْلَ أنْ تَنْدَمْ

- ‌ولَقَدْ بَكَيتُ وعَزَّ مَهْلِكُ جَعْفَرٍ

- ‌نَامَ العُيونُ ودَمْعُ عَينِكَ يُهْمِلُ

- ‌الْمَرْءُ يَطْلُبُ وَالْمَنِيَّةُ تَطْلُبُهْ

- ‌حِلْمُ الْفَتى مِما يُزَيِّنُهُ

- ‌عَجِبْتُ لِلنّارِ نامَ راهِبُها

- ‌ما كُلُّ ما تَشْتَهي يَكُونُ

- ‌ما استَعبَدَ الْحِرْصُ مَنْ لَهُ أدَبُ

- ‌لا عُذْرَ لِي قَدْ أتَى المشِيبُ

- ‌سُبْحانَ عَلامِ الْغُيوبِ

- ‌لا تَجْزَعَنَّ مِن الهُزَالِ فَرُبَّما

- ‌فآليتُ لا أرْثى لَهَا مِنْ كَلالَةٍ

- ‌لا تُخْدَعَنَّ فلِلْحَبِيبِ دَلَائلُ

- ‌إذَا قَرُبَتِ الساعةُ يَا لَهَا

- ‌إلامَ تَجرُّ أذَيال التَّصَابِي

- ‌عَجبْتُ لأَمرِ اللهِ واللهِ قادرُ

- ‌أجِدَّكَ مَا لِعَينكَ لا تَنَامُ

- ‌مَا زِلْتُ مُذْ وَضَعَ الفِرَاشَ لِجَنْبِهِ

- ‌أَلَا طَرَقَ النَّاعِي بِلَيلٍ فراعَي

- ‌عَينَيَّ جُودًا طِوَالَ الدهرِ وَانْهَمِرِا

- ‌ألَا يَا عََينُ ويحَكِ أسْعِدِينِي

- ‌لُهِفَ قَلْبِي وبِتُّ كالمَسْلُوبِ

- ‌أفاطِمُ فابْكِي ولا تَسْأمِي

- ‌قَومٌ هُمُ شَهدوا بَدْرًا بأجْمَعِهِمْ

- ‌وأَنَّا مَعَ الهَادِي النبي مُحمَّدٍ

- ‌ذَكَرْتُ مَحَلَّ الربع مِن عَرَفَاتِ

- ‌أمِنْ بَعْدِ تَكْفِينْ النبي ودَفْنِهِ

- ‌الحَمْدُ للهِ الجميلِ المُفْضِلِ

- ‌فَيا سَامِعَ الدُعا، وَيَا رَافِع السَّما

- ‌ولكِنْ بِبَدْرٍ سَائِلُو مَن لَقِيتمُ

- ‌عَرَفْتُ دِيَارَ زَينبَ بالكَثِبِ

- ‌أَسَائِلةٌ أصْحَابَ أُحْدٍ مَخَافَةً

- ‌طَرَقْتْ هُمُومُكَ فالرُقَادُ مُسَهِّدُ

- ‌بَكَتْ عَيِنِي وَحُقَّ لَهَا بُكَاهَا

- ‌سَائِلْ قُريشًا غَداةَ السفحِ مِن أُحُدٍ

- ‌وخَيلٌ تراها بالفَضَاءِ كأنَّها

- ‌أعْرِضْ عَن العوراءِ إنْ أُسْمِعْتَهَا

- ‌أَأَلْمَمَ أمْرًا كَانَ مِن أعْجَبِ الدَّهْرِ

- ‌أَبْلِغْ قُرَيشًا وخَيرُ القَولِ أصْدَقُهُ

- ‌ثَوَى في قُرَيش خَمْسَ عَشْرة حَجَّةً

- ‌أيقِظْ جُفُونَكَ يَا مِسْكَينُ مِن سِنَةٍ

-

- ‌[مقتطفات على حرف الهجاء]

- ‌[حرف الألف]

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف اللام ألف

-

- ‌حرف الياء

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف اللام ألف

- ‌حرف الياء

- ‌اقْرأْ كتاب الله أن رمت الهدى

- ‌نَموتُ جَمِيعًا كُلُّنا غَيرَ مَا شَكٌ

- ‌يا سَائِلِي عَن مَذْهَبي وعَقِيدتِي

- ‌واعجبًا لِلْمرءِ في لَذَّتَهْ

- ‌لا تُورِدَّنَ عَلى سَمْعِي مِن الكَلِمِ

- ‌دَعُوتَ إلى دار السلام فَلَبينَا

- ‌جَميعُ الثَّنا والحمدُ بالشكْرِ أكْملُ

- ‌إني امْرُءٌ لَيسَ في دَينِي لِغَامِزَةٍ

- ‌الحمد لله ربِ العالمين عَلَى

- ‌يا طالب العلم لا تبغِ به بدلاً

- ‌عُجْ بالمَعَالِمِ والرُبُوعْ

- ‌أيا مَنْ عُمْرُهُ طَالْ

- ‌يَا صَاحِب العَقلِ السَّلِيمْ

- ‌لَا نِلْتُ مِمَّا أَرْتَجِيهِ سُرُورَا

- ‌شَمِّر عَسَى أَنْ يَنْفَعَ التَّشْمِيرُ

- ‌وَإِيَاكَ والدُّنْيَا الدَّنِيَّةَ إِنَّهَا

- ‌سَأَحْمَدُ رَبِّي طَاعَةً وَتَعَبُّدًا

- ‌أَمَّا المشِيبُ فقد كَسَاكَ رِدَاؤُه

- ‌يا رب صلِّ على من حل بالحرم

- ‌أَتْعِصِى اللهَ وهو يَرَاكَ جَهْرًا

- ‌تَتُوبُ من الذُنُوبِ إِذَا مَرِضْتَا

- ‌فَيا وَيحَ مَن شَبَّتْ على الزَّيغِ نَفْسُهُ

- ‌وَكَيفَ قَرَّتْ لأَهْل العِلمِ أَعْيُنُهم

- ‌للهِ دَرُّ السَّادَة العُبَّادِ

- ‌يَا مَن يُعَاهِدْ ويَنْكُثْ

- ‌أسَفِي عَلَى فَقْدِ الرَّسُولِ طَوِيلُ

- ‌لَو جَرَى الدَمْع عَلَى قَدْرِ المصاب

- ‌كَيفَ تَلْتَذُ جُفُوني بالمنام

- ‌يَا سَائلاً عن حَمِيدِ الهَدْي والسنُنِ

- ‌وَيحَكْ تَنَبَّهْ لِنَفْسِكْ

- ‌شبابٌ تَولَّى ما إليهِ سَبِيلُ

- ‌أَسَفِي على زَمَنِ الشباب الزَّائِلِ

- ‌كُنْ من الدنيا على وَجَلِ

- ‌إذَا دَانَتْ لَكَ الدُّوَل

- ‌إذَا شَرُفتْ نَفْسُ الفتى عافتِ الذُّلاّ

- ‌يا عَينِ فَابْكي ولا تَسْأمي

- ‌لَمَّا رَأيتُ نَبِيّنَا مُتجَدِّلاً

- ‌باتَتْ تَأوّبُني هُمُومٌ حُشدٌ

- ‌تَطَاوَلَ لَيلِي واعْتَرَتْني القَوَارِعُ

- ‌والله مَا حَمَلَتْ أنْثَى ولا وَضَعَتْ

- ‌مَا بالُ عَينِكَ لا تَنَامُ! كأنّما

- ‌يَا عَينِ جُودِي بدَمْعٍ مِنْكِ إسْبالِ

- ‌يَا عَينِ فَابكي بدَمْعٍ ذَرَى

- ‌ألا يا رَسولَ الله كُنْتَ حَبَيبَنَا

- ‌يا عَينِ جودي، ما بقِيتِ، بعَبرَةٍ

- ‌أعَينَيَّ جُودا بالدّموعِ السّوَاجِمِ

- ‌أعَينَي جْودا بدَمّعٍ سَجَمْ

- ‌أرِقْتُ فَبِتُّ لَيلي كالسّلِيبِ

- ‌عَينِ جُودِي بدّمْعَةٍ تَسْكَابِ

- ‌آبَ لَيلي عَلَيّ بالتّسْهَادِ

- ‌يا عينِ جودي بدمعٍ منكِ وَابتَدرِي

- ‌أشَابَ ذُؤَابَتي وَأذَلّ رُكْني

- ‌ألا يَا عَينِ بَكِّي لَا تَمَلِّي

- ‌قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أنباءٌ وهَنبَثَةٌ

- ‌أمْسَتْ مراكِبُهُ أوحَشَتْ

- ‌ضرَمَتْ حِبَالَكَ بَعد وصلك زينبُ

- ‌الحمد لله لا يحصى له عددُ

- ‌ألا قُلِ لِذِي جَهْلٍ تَهوَّرْ في الرَّدَى

- ‌تلأْلأَ نُورُ الحقِّ في الخلْق وانْتشرْ

- ‌على قلةِ الداعي وقلةِ ذي الفهمِ

- ‌تلأَلأَ نورُ الحقِّ في الخلق واستما

- ‌وَإيَّاكَ شُرْبًا لِلْخُمُورِ فَإِنَّهَا

- ‌أعوُذُ برَبِّ العرشِ مِن كُلِّ فِتْنَةٍ

- ‌ضَلالٌ ما يُؤَمِّلهُ اللئَامُ

- ‌ألا فَذَرَاني من جهولٍ وغاشمٍ

- ‌يلوم أُناسٌ أَن نَظمتُ روايةً

- ‌يا أيها الباغي على اتباعه

- ‌ألا بلغن عنى لِحَيٍ رسَالَةً

- ‌لا تَطْلُبَنْ مِن غَيرِ ربكِ حَاجَةً

- ‌يا طالب الحق المبين ومؤثرا

- ‌يا من يريد ولاية الرحمن

- ‌وَإْذَا بَدتَ فِي حُلَّةٍ مِن لُبْسِهَا

- ‌وَلَقَدْ رَوَينَا أَنَّ شُغْلَهُم الذِي

- ‌أَوَ مَا سَمِعْتَ مُنَادِيَ الإِيمَانِ

- ‌أو ما علمت بأنه سبحانه

- ‌ويرونه سبحانه من فوقهم

- ‌الحاشر البر الرحيم العاقب

الفصل: ‌بحمد الله نبدأ في المقال

معارضة بدء الأمالي

هذه القصيدة ينبغي لطالب العلم أن يتدبرها لأن فيها من صفات الله الذاتية والفعلية والتفاصيل الشيء الكثير:

وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:

‌بِحَمْدِ اللهِ نَبْدَأُ في المَقَال

ونُثنِي بالمَدِيحِ لِذِي الجَلال

إلهِ العَالِمَينَ وكُلِّ حيٍّ

تَفَرَّد بالعُبُودَةِ والكَمَالِ

ومَوصُوفٍ بأوصَافٍ تَعَالَتْ

عن التَّشبيه أو ضَرْبِ المِثالِ

ومِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ على نَبِيٍّ

هُوَ المَعْصُومُ أحْمَدُ ذُو الجَمَالِ

زَكِيُّ النَّفْسِ مَنْبَعُ كُلِّ خَيرٍ

كَرِيمُ المُحتَدَى سَامِي المعَالي

فإنِّي قَدْ رَأَيتُ نِظَامَ شَخْصٍ

تَهوَّر في المَقَالَةِ لا يُبالِي

نِظَامًا في العَقِيدَةِ لا سَدِيدًا

ولا مَنْظُومُهُ مثل اللآلي

كما قد قاله فيما قد نماه

وخال نظامه عالٍ وحالي

وقَدْ أَخْطَا بِمَا أَبْدَاهُ مِمَّا

لَهُ قَدْ قَالَ في بَعضِ الأَمَالِي

فَبَعْضٌ قَدْ أَصَابَ القَولَ فِيهِ

وبَعْضٌ جَاءَ بالزُّورِ المُحَالِ

فهذا بعضُ ما قَدْ قَالَ فيهَا

مِن الزُّورِ المُلَفَّقِ والضَّلالِ

صِفاتُ الذَّاتِ والأَفْعَالِ طُرًّا

قَدَيمَاتٌ مَصُونَاتُ الزَّوالِ

فَهَذَا بَعْضُهُ حَقُّ وبَعْضٌ

فمِنْ قَولِ المُعْطِّلة الخَوالِي

صِفَاتُ الذَّاتِ لَازِمَةٌ وحقُّ

قَدِيمَاتٌ عَدِيمَاتُ المِثَال

فَخُذْ مِنْهُنَّ أَمْثِلَةً وقُلْ لِي

جُزِيتَ الخَيرَ مِنْ كُلِّ الخِصَالِ

عَليمٌ قَادِرٌ حيٌّ مُرِيدٌ

بَصِيرٌ سَامعٌ لِذَوِي السُؤال

وأفْعَالُ الإِلهِ فإنَّ فِيهَا

لأَهِلِ الْحَقِّ مِن أهْلِ الكَمَالِ

كَلامًا فاصلاً لا رَيّبَ فيه

وحقًّا عن أَمَاثِلَ ذِي مَعالِ

قَديمٌ نَوعُها إنْ رُمتَ حقًّا

وآحَادُ الحَوادِثِ بالفِعالِ

فَيَضْحَكُ ربُّنا مِنْ غيرِ كَيفٍ

ويَفْرَحُ ذُو الجَلالِ وذُو الجَمالِ

ص: 161

بِتَوَبَةِ عَبْدِهِ مِمَّا جَنَاهُ

ويَسْخَطُ إنْ جَنَى سُوءَ الفِعالِ

ومُنْتَقِمٌ بِمَا قَدْ شَاءَ مِمَّنْ

تَعَدَّى واعْتَدَى مِنْ كُلِّ غَالِ

ويَرحَمُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ كَيفٍ

يُحِبُّ المُحْسِنِين ذَوِي النَّوالِ

ويَغْضَبُ رَبُّنا وكَذَاكَ يَرضَى

وأَفْعَالُ الإِلهِ مِنَ الكَمَالِ

ويَخْلُقُ رَبُّنا ويَجِي ويَأْتِي

بلا كَيفٍ ويَرْزُقُ ذُو التَّعالِي

ويَنْزِلُ رَبُّنا مِنْ غَيرِ كَيفٍ

ويَهْبِطُ ذُو المَعَارِجِ والجَلالِ

ويَقْهَرُ رَبُّنا ويُرَى تَعالَى

وذِي الأوصافِ أمْثِلةُ الفِعَالِ

ولسْنَا كالذينَ تَأَوَّلُوهَا

بِأَنواعٍ مِن القَولِ المُحَالِ

ولَكِنَّا سنُجْرِيهَا كَمَا قَدْ

أَتَى في النَّصِّ والسُّوَرِ العَوالِي

وأَهْلُ البَغْيِ مِنْ بَطْرٍ وغَيٍّ

يُسَمُّونَ الصِّفاتِ لِذِى الكَمالِ

حُلُولَ حَوادِثٍ بَغْيًا وقَصْدًا

لِتَنْفِيرِ الوَرَى عَنِ ذِى الفِعَالِ

ومِمَّا قَالَ فيما كَانَ أَمْلَى

وذَاتًا عن جِهَاتِ السِّتِ خَالِ

تَعَالى اللهُ عَمَّا قَالَ هَذا

فَذَا قَولٌ لأَربابِ الضَّلالِ

فإنَّ الله مِن غَيرِ امْتِرَاءٍ

على السَّبعِ العُلى والعَرشِ عَالِ

على العَرْشِ اسْتَوى مِن غَيرِ كَيفٍ

فإنَّ الله جَلَّ عَنِ المِثَالِ

وعَنْهَا بَايِنٌ ولَهُ تَعالى

عُلوُّ الذَّاتِ مِنْ فَوقِ العَوالي

وقَهْرٌ لِلْخَلائِقِ والبَرايَا

وقَدْرٌ والكَمَالُ لِذِى الجَمَالِ

ومَعْنَىً بَاطِلٌ لا شَكَّ فِيهِ

ومِنْهِ اغْترَّ أربابُ الضَّلالِ

ولابْنِ القَّيِّمِ الثِّقةِ المُزَكَّى

بإتْقَانٍ وحِفْظٍ واحْتِفَالِ

كَلامٌ في البَدَائعِ مُسْتَبِينٌ

بِتَفْصِلِ لِلَيلِ الشَّكِّ جَالِ

ويَعْسُرُ نَظْمُ ما قَد قَالَ فيها

مِن التَّفصيلِ في هذَا المَجَال

فَقَوَّى قَولَ أهلِ الحقِّ فيه

وأَوهَى قَولَ أَهْلِ الاعتزَال

فَرَاجِعْهُ تَجْدْ قَولاً سدِيدًا

مُفِيدًا شَافيًا سَهْلَ المَنَالِ

ص: 162

وأَنَّ الله جَلَّ لَهُ صِفاتٌ

وأَسماءٌ تَعَالَتْ عَنْ مِثَالِ

وتَكْفِي سُورَةُ الإِخلاص وصفًا

لِرَبِّي ذِى المَعَارِج والجَلالِ

وما قَدْ جَاء في الآيَاتِ يَومًا

عَنْ المعصومِ صَحَّ بلا اخْتِلالِ

وفيما قَالَه الرَّحْمنُ رَبِّي

وما أَبْدَى الرَّسولُ مِن المَقَالِ

شِفَاءٌ لِلْسِّقَامِ وفيهِ بُرءٌ

ومُقْنِعُ كُلِّ أَرْبَابِ الكَمَالِ

ورُؤْيا المُؤمنينَ لَهُ تَعَالى

أَتَتْ بالنَّصِّ عَنّ صَحْبٍ وآلِ

عنِ المعصومِ عِشْرِينًا وبِضْعًا

أَحَادِيثًا صِحَاحًا كاللَّئَالِي

وفي القُرآنِ ذَلِكَ مُستَبينٌ

فَيَا بُعْدًا لأَهْلِ الاعْتِزَالِ

لَقَدْ جَاءُوا من الكُفرانِ أَمرًا

يَهُدُّ الرَّاسياتِ مِنَ الجِبَالِ

وإنَّ المُؤْمِنِينَ لِفَي نَعِيمٍ

نَعِيمٍ لا يَصِيرُ إلَى زَوالِ

وإنَّ أَلَذَّ مَا يَلْقَونَ فِيهَا

مِن الَّذَّاتِ رُؤْيَةُ ذِى الجَمَالِ

ونُؤمنُ بالإِلهِ الحَقِّ ربًّا

عَظِيمًا قَدْ تَفَرَّدَ بالكَمَالِ

إلهًا وَاحِدًا صَمَدًا سَمِيعًا

بَصِيرا ذَا المَعَارِجِ والجَلالِ

قَدِيرًا ماجِدًا فَرْدًا كَرِيمًا

عَلِيمًا واسِعًا حَكَمَ الفِعَالِ

لَهُ الأَسماءُ والأَوصَافُ جَلَّتْ

عن التَّشْبِيهِ أو ضَرْبِ المِثَالِ

ونُؤْمِنُ أَنَّمَا قَدْ شَاءَ رَبِّي

فَحَقٌّ كَائِنٌ في كُلِّ حَالِ

وإنْ مَا شَاءَهُ أَحَدٌ ومَا لَمْ

يَشَأْهُ اللهُ كَانَ مِن المُحَالِ

وأَقَسامُ الإِرادَةِ إنْ تُرِدْها

فأَرْبَعَةٌ مُوَضَّحةٌ لِتَالِ

فَمَا قَدْ شَاءَهُ شَرْعًا ودِينَا

مِن العَبْدِ المُوَفَّق لِلْكَمَالِ

بِمَا وَقَع المقدَّرُ مِن قَضَاءٍ

بِذَلِكَ في الوُجُودِ بِلا اخْتِلالِ

مِن الطَّاعَاتِ فَهْو لَهَأ مُحِبُّ

إلهي رَاضِيًا بالامْتِثَالِ

فَهَذَا قَدْ أَرَادَ اللهُ دِينًا

وشَرْعًا كَونَه في كُلِّ حَالِ

ورَبُّ العَرشِ كَوَّنَها فَكَانَتْ

ولَولَا ذَاكَ مَا كَانَتْ بِحَالِ

ص: 163

وثانيهَا الَّذِي قَدْ شَاءَ دِينًا

مِن الكُفَّار أَصْحَابِ الوَبَالِ

مِن الطَّاعَاتِ لَو وَقَعتْ وصَارَتْ

عَلى وَفْقِ المحَبَّةِ بالفِعَالِ

ولكنْ لَمْ تَقَعْ مِنْهُم فَباءُوا

لَعَمْرِيِ بالخَسَارِ وبالنَّكَالِ

وثالُثهَا الَّذِي قَدْ شَاءَ كَونًا

بِتَقْدِيرِ الحَوَادِثِ لِلْوَبَالِ

كَفِعْلٍ لِلْمَعَاصِي أو مُبَاحٍ

فَلَمْ يأْمُرْ بِهَا رَبُّ العَوالي

ولَمْ يَرْضَ بِهَا مِنهُم وكَانَتْ

عَلى غَيرِ المحبَّة لِلْفِعَالِ

فإنَّ الله لا يَرْضَى بِكُفْرٍ

ولا يَرْضَى الفَوَاحِشَ ذُو الجَلالِ

فَلَولَا أنَّهُ قَدْ شَاءَ هَذا

وقَدَّرَ خلْقَهُ في كُلَّ حَالِ

لَمَا كَانَتْ ولَمْ تُوجَدْ عِيانًا

فَمَا قَدْ شَاءَ كَانَ بلا اخْتِلالِ

ورَابعُهَا الَّذِي مَا شَاءَ رَبِّي

لَهُ كَونًا ولا دِينَا بِحَالِ

فَذا مَا لَمْ يَكُن مِن نَوعِ هَذا

ولا هَذَا وهَذَا في المِثَالِ

كأَنْواعِ المَعَاصِي أو مُباحٍ

فهذا الحَقُّ عنْ أهْلِ الكَمَالِ

فَخُذْ بالحقِّ واسْمُ إلَى المَعَالِي

ودَع قَولَ المُخبِّطِ ذَ الخَيَالِ

ولِلْعَبْدِ المَشِيئَةُ وَهْيَ حَقُّ

أَتَتْ بالنَّصِّ فِي أيٍ لِتَالِ

وبَعْدَ مَشِيئَةٍ وَهْيَ حَقُّ

هُدِيتَ الرُّشْدَ في كُلِّ الخِلَالِ

وأعْمَالُ العِبَادِ لهُم عَلَيهَا

لَعمْرِي قُدْرَةٌ بالافْتعَالِ

ومَا الأَفْعَالُ إلَاّ باخْتيَارٍ

ورَبِّي ذُو المَعَارِجِ والجَلالِ

لِذَلِكَ خَالِقٌ ولَهمْ كَمَا قَدْ

أَتَى في النَّصِّ فاسْمَعْ لِلْمَقَالِ

ونُؤْمِنُ بالكِتَابِ كَمَا أَتَانَا

وبِالرُّسْلِ الكِرَامِ ذَوِي الكَمَالِ

ونُؤْمِنُ بالقَضَا خَيرًا وشَرًا

وبالقَدَرِ المُقَدَّرِ لا نُبَالي

وأَمْلَاكِ الإِلهِ وإنَّ مِنْهم

لَعَمْرِي مُصْطَفَينَ لِذِي الجَلالِ

وإنَّ الجنَّةَ العُليَا مَئَآبٌ

لأَهْلِ الخَيرِ مِنْ غَيرِ انْتِقَالِ

وإنَّ النَّارَ حَقُّ قَدْ أُعِدَّتْ

لأَهْلِ الكُفْرِ أصْحَابِ الوَبَالِ

ص: 164

وإنَّ شَفَاعَةَ المَعْصُومِ حَقُّ

لأَصْحَابِ الكَبَائِرِ عَنْ نَكَالِ

ونُؤْمنُ بالحِسَابِ وذَاكَ حَقُّ

وكُلُّ سَوفَ يُجْزَى بانْتِحَالِ

وكُلُّ سَوفَ يُؤتَى يَومَ حَشْرٍ

كِتَابًا باليَمِينِ أوِ الشِّمَالِ

ونُؤْمِنُ أنَّ أعْمالَ البَرايَا

سَتُوزَنُ غَيرَ أصْحَابِ الضَّلالِ

فَلَيستْ تُوزنُ الأَعْمَالُ منهُم

كَأَهْلِ الخَيرِ مِنْ أهْلِ الكَمَالِ

ولَكِنْ كَي لِتُحْصَى ثُمَّ يُلْقَى

إلى قَعْرِ النُّهى بِذَوِي النّكَالِ

ونُؤمِنُ أَنَّنَا لَا شَكَّ نَجْرِيَ

على مَتْنِ الصِّرَاطِ بكُلُّ حَالِ

فَنَاجٍ سَالمٌ مِنْ كُلِّ شَرٍّ

وهَاوٍ هَالِكٌ لِلنَّارِ صَالِ

وأنَّ البَعْثَ بَعْدَ الموتِ حَقُّ

لِيَومِ الحَشْرِ مَوعِدُ ذِي الجَلالِ

ومِعْرَاجُ الرَّسول إليهِ حَقُّ

بِذَاتِ المُصطفَى نَحْوَ العَوالِ

وفي المِعْرَاجِ رَدٌّ مُسْتَبِينٌ

على الجَهميَّة المُغَلِ الغَوالِي

ومَنْ يَنحُو طَرِيقَتَهُمْ بِبَغْي

وعُدْوَانٍ وقَولٍ ذِي وَبَالِ

"

بَِأْوِيلٍ وتَحْرِيفٍ وهَذا

هُوَ التَّعْطِيلُ عِنْدَ ذَوِي الكَمَالِ

وأنَّ الحَوضَ لِلْمَعْصُومِ حَقُّ

لأَهْلِ الخَيرِ لا أَهْلِ الضَّلالِ

ونُؤمِنُ أَنَّهُ مِنْ غَيرِ شَكٍّ

سَيَأْتي الفَاتِنَانِ بكُلِّ حَالِ

إلى المَقْبُورِ ثمَّةَ يَسْألانِهِ

فَنَاجٍ بالثَّبَاتِ بِلا اخْتِلالِ

سِوَى مَنْ كَانَ يَومًا ذَا مَعَاصٍ

سَيَلْقَى غِبَّها بَعْدَ السُّؤَالِ

إذَا مَا لَمْ تُكَفِّرْ تِلْكَ عَنْهُ

بأشياءَ مُمَحَّصَةٍ بِحَالِ

وآخَرُ بالشَّقَاوَةِ سَوفَ يَلْقَى

عَذَابَ القَبْرِ مِنْ سُوءٍ الفِعَالِ

ونُؤمِنُ بالَّذِي كانُوا عَلَيهِ

خِيارُ النَّاسِ مِنْ صَحْبٍ وآلِ

كَذَاكَ التَّابعُونَ وتَابِعُوهُمْ

عَلَى دِينِ الهُدَى والانْتِحَالِ

وإنَّ الفَضْلَ لِلْخُلَفَاءِ حَقُّ

وتَقْدِيمَ الخِلافَةِ بالتَّوَالِي

أَبُو بَكْرٍ فَفَارُوقُ البَرايَا

فَذُو النُورَينِ ثُمَّ عَليُّ عَالِ

ص: 165

عَلى مَنْ بَعْدَه وهُمُوا فَهُمْ هُمْ

نُجُومُ الأَرْضِ كَالدُّرَرِ الغَوالِي

وكَالأَعْلَامِ لِلْحَيرَانِ بَلْ هُمْ

هُدَاةٌ كَالرَّعَانِ مِنَ الجِبالِ

وكُلِّ كَرَامَةٍ ثَبَتَتْ بِحَقٍّ

فَحَقُّ لِلْولِّي بلا اخْتلالِ

نَوالٌ مِن كَرِيمٍ حَيثُ كَانُوا

بِطَاعَةِ رَبِّهم أهْلَ انْفِعَالِ

ولَيسَ لَهُمْ نَوالٌ أَو حِبَاءٌ

لِمَنْ وَالَاهُمُو مِنْ ذِي الخَيَالِ

ونَوعٌ وهُوَ ما قَدْ كَانَ يَجْرِي

لأَهْلِ الخَيرِ مِن أهْلِ الكَمَالِ

مِن الرَّحمنِ تكْرِمَةً وفَضْلاً

لِشَخْصٍ ذِي تُقى سَامِي المَعَالي

ولَكِنْ لَيسَ يُوجِبُ أنْ سَيُدْعَى

وَيُرْجَى أو يُخَافُ بِكُلِّ حَالِ

فَمَا في العَقْلِ مَا يَقْضِي بِهَذَا

ولا فِي الشَّرعِ يَا أَهْلَ الوَبَالِ

وفَارقُ ذَلِكَ النَّوعَينِ أمْرٌ

هُوَ الفَصْلُ المُحَكَّمُ في المَقَالِ

سُلُوكُ طَرِيقَةِ المَعْصُومِ حَقًّا

وتَوحِيدٌ بإخْلاصِ الفِعَالِ

فَمَنْ يَسْلُكْ طَرِيقَتَهُ بِصِدْقٍ

فَمِنْ أَهْلِ الوَلَا لَا ذِي الضَّلالِ

ومَنْ يَسْلُكْ سِوَاهَا كَانَ حَتْمًا

بِلَا شَكٍّ يُخَالِجُ ذَا انْسِلالِ

ونُؤْمِنُ أَنَّ عِيسَى سَوفَ يأْتِي

لِقَتْلِ الأَعْوَرِ البَاغِي المُحالِ

ويَقْتُلُ لِلْيَهُودِ وَكُلِّ بَاغٍ

ويَحْكُمُ بالشَّريعَةِ لا يُبَالِي

ورَبِّي خَالِقٌ مُحْيٍ مُمِيتٌ

هُوَ الحَقُّ المُقَدرُ ذُو التَّعَالِي

وبالأسْبَابِ يَخْلُقُ لا كَقَولٍ

لِقَومٍ عِنْدَها قَولُ الضَّلالِ

وفي القُرْآن ذَلِكَ مُسْتَبِينٌ

فَأَنْبأَنَا بِهِ والحَقُّ جَالِ

لِرَيبِ الشَكِّ عَنْ كُلِّ اعْتِقَادٍ

صَحِيحٍ عن أَمَاثِلَ ذِي مَقَالِ

على هَذَا ابنُ حَنْبَلَ وهْوَ قَولٌ

لأَهْلِ الحقِّ مِن أَهْلِ الكَمَالِ

ومَنْ يَنْسُبْ إليه غَيرَ هَذا

فَقَدْ أَخْطَا خَطَاءً ذَا وَبَالَ

ص: 166

ومِمَّا قَالَ فِيمَا زَاغَ فيه

وأعْنِي في القَصِيدةِ ذَا الأَمالِي

ومَا أَفْعَال خَيرٍ في حِسَابٍ

مِن الإِيمانِ مَفْرُوضُ الوِصَالِ

بَلِ الأعْمَالُ والأفْعَالُ حَقٌ

مِن الإِيمانِ فاحْفَظْ لِي مَقالِي

يَزِيدُ بِطَاعَةِ الإِنسانِ يَومًا

ويَنقصُ بالمَعَاصِي ذِي الوَبَالِ

وهَذا قَولُ أَهْلِ الحَقِّ مِمَّن

هُمُ الأَعلامُ مِن أهْلِ الكَمَالِ

ودَعنِي مِن خُرافَاتٍ وَهَمْطٍ

لأَربابِ الجَهَالَةِ والضَّلالِ

وإنَّ السُّحتَ رِزْقٌ لا حَلَالٌ

حَرَامٌ كُلُّهُ لا كَالحلالِ

وتَكْفِيرٌ بِذَنْبٍ لا نَرَاه

لأهْلِ القِبْلةِ المُثْلىَ بحالِ

ولَكِنْ مَنْ أَتَى كُفرًا بَواحًا

وأَشْرَكَ في العِبَادَةِ لا نُبَالِي

وإنَّ الهِجْرَةَ المُثَلَى لَفَرْضٌ

عَلى ذِي قُدْرَةٍ بالانْتِقَالِ

ولم تُنْسَخْ بِحُكْمِ الفَتْحِ بَلْ ذَا

بِذَاكَ الوَقْتِ والإِسلامُ عَالِ

فإنْ عادَتْ وصَارَت دارَ كفرٍ

فهاجِرْ لا تطفِّف باعْتِزالِ

لأَنَّ المُصْطَفى قَدْ قَالَ ما قَدْ

رَوَى الإِثباتُ مِن أهْلِ الكَمَال

بِذكْرٍ بالبَراءةِ مِنْ مُقيمٍ

بِدَارِ الكفر بَينَ ذَوي الضَّلالِ

وذَا مِنْ مُسْلِمٍ إذْ جَاءَ ذَنْبٌ

كَبِيرٌ بالإِقَامَةِ لا يُبَالِي

رَوَى ذَا الترْمِذيُّ كَذَاكَ جَاءَتْ

بِهِ الآيَاتُ وَاضِحَةُ لِتَالِ

وجُمْلةُ كُلِّ مُعْتَقَدٍ صَحِيحٌ

رَوَاهُ النَّاسُ عَن صَحْبٍ وآلِ

وعن سَلَفٍ رَوَى خَلَفٌ ثِقَاتٌ

لَنَا بالنَّقلِ عَنْهُم باحْتِفَالِ

فإنَّا باعْتِقَادٍ واحْتِفَالٍ

لَهُ بالأَخْذِ في كُلِّ الخِلَالِ

فإن رُمتَ النَّجَاةَ غَدًا وتَرْجُو

نَعِيمًا لا يَصِيرُ إلى زَوَالِ

نَعِيمًا لَا يَبِيدُ ولَيسَ يَفْنَى

بِدَارِ الخُلْدِ في غُرَفٍ عَوالِ

وحُورًا في الجِنَانِ مُنعَّماتٍ

مَلِيحَاتِ التَّبَعُّلِ والدَّلالِ

فَلَا تُشْرِكْ بِرَبِّكَ قَطُّ شَيئًا

وأَخْلِصْ في العِبَادَةِ والفِعَالِ

ولا تَذْهِبْ إلى الأمْواتِ جَهْلا

لِنَفْعٍ أو لِضُرٍّ أو نَوَالِ

ص: 167

ولا تَجْعَلُ وسَائِط تَرتَجِيهِمْ

فإنَّ الله رَبَّكَ ذَا الكَمَالِ

عَلِيمٌ قَادِرٌ بَرُّ كَرِيمٌ

بَصِيرٌ سَامِعٌ لِذَوِي السُّؤَالِ

ولَيسَ بِعَاجِزٍ فيُعَانُ حَاشَا

ولَيسَ بِغَائِبٍ أو ذِي اشْتغَالِ

فلا يَدْرِي بأحْوَالِ البَّرايا

فَتَدْعُو مَنْ يُخَبِّرُ بالسُّؤَالِ

فَتَجْعَلُهُ الوَسَاطَةُ إنَّ هَذَا

لَعَمْرِي مِنْ مَزَلَاّتِ الضَّلالِ

وهَذا يَقْتَضِي أنْ لَيسَ رَبِّي

مُرِيدَ النَّفعِ أو بَذلَ النَّوالِ

ولا الإِحسانُ إلَاّ مِنْ شفيعٍ

يُحَرِّكُه فَيَعْطِفُ ذُو الجَلالِ

لِحَاجتِهِ ورغبَتِه إليهِ

وهَذَا لا يكونُ لِذِي الكَمَالِ

أَلَيسَ اللهُ خَالقَ كُلِّ شيءٍ

ومَالِكَهُ وَرَبُّكَ ذُو التَّعَالِي

ومَنْ ذَا شَأْنُهُ ولَهُ البَرَايَا

بأجمَعِها الأسَافِلُ والأَعالِي

أكَانَ يَكُونُ عَونًا أو شَفْيِعًا

يُخبِّرُ بالغَوامِضِ والفِعَالِ

ويُكرهُه على ما لَيسَ يَرْضَى

تَعالى ذُو المَعَارج والمعالِي

أَكَانَ يَكُونُ من يَخشاهُ رَبِّي

ويرجْوه لتبليغِ المَقالِ

ويشفعُ عنده كرهًا عليه

كَمَا عندَ الملوكِ من الموَالِي

لِحَاجَتِهم ورغبَتهم إليهم

لخوفٍ أو رَجاءٍ أو نَوالِ

تَعالَى اللهُ خَالِقُنَا تَعالى

تَقَدَّسَ بَل تَعَاظَمَ ذْو الجَلالِ

أَلَيسَ اللهُ يَسْمَعُ مَنْ يُنَاجِي

كَمَنْ يَدْعُو بِصَوتٍ بالسُّؤَالِ

وأَصْوَاتُ الجَمِيعِ كَصَوتِ فَردٍ

لَدَى الرَّحمنِ وهْوَ عَلىَ العَوالِي

فَلَا يَشْغَلْه سَمْعٌ عن سَمَاعٍ

لِمَنْ يَدْعُو ويَهْتِفُ بانْتِهَالِ

ولا يَتَبَّرمُ الرحْمن رَبِّي

بالْحَاحِ المُلِحِّينَ المَوَالِي

ولا يُغْلِطْه كَثرةُ سَائِلِيهُ

جَميعًا بالتَّضَرُّعِ والسُّؤَالِ

بِكُلِّ تَفَنُّنِ الحَاجَاتِ مِنْهم

وأصْنَافِ اللُّغَاتِ بِلَا اخْتِلالِ

فَيُعطِي مَن يَشَاء ما قَدْ يَشَاءُ

ويَمْنَعُ مَا يَشَاءُ مِن النَّوالِ

أَلَيسَ اللهُ يُبْصِرُ كُلَّ شَيءٍ

بِلَا شَكٍّ ويُبْصِرُ ذُو الجَلالِ

ص: 168

دَبِيبَ النَّمْلَةِ السَّودَا تَعالى

وأَعْطَى تِلْكَ في ظُلَم اللَّيالِي

عَلَى صَخْرٍ أَصَمَّ ذَوِي سَوَادٍ

شَدِيدٍ حَالِكٍ مِثْلِ الكُحَالِ

ومُجْرِي القُوتَ في الأعْضَاءِ مِنْها

وأَعْضَاءِ البعُوضِ بِكُلِّ حَالِ

ومَدَّ جَنَاحَهِ في جُنْحِ لَيلٍ

وأعْرَاقُ النِّياطِ بلا اخْتلالِ

ويَعلمُ ما أَسَرَّ العبدُ حُقًا

وأخْفَى مِنْهُ فاسْمعْ للمقالِ

فَمَنْ ذَا شَأْنُه أَيَصِحُّ شَرْعًا

وعَقْلاً أنْ يُشَارِكَه المَوالِي

مَعَاذَ اللهِ مَا هَذا بِحَقٍّ

ولا في العَقْلِ عِنْدَ ذَوِي الكَمَالِ

أَفِي مَعْقُولِ ذِي حُجْرٍ عُدُولٍ

إلى مَيتٍ رَمِيمٍ ذٍي اغْتِفَالِ

عَدِيمِ السَّمعِ لَيسَ يَراهُ يَومًا

عَدِيمَ العِلمِ لَيسَ بِذِي نَوالِ

وَيتْرُكُ عَالمًا حَيًّا قَدِيرًا

بَصِيرًا سَامعًا في كُلِّ حَالِ

كَرِيمًا مُحْسنًا بَرًّا جَوادًا

رَحِيمًا ذُو الفَواضِلِ والنَّوالِ

لَعَمِري إنَّ مَنْ يَأْتِي بِهَذَا

لَذُو خَبَلٍ مِن الإِسلامِ خَالِ

وعَقلٌ يَرْتَضِي هَذَا لَعَمْرِي

سَقِيمٌ زَائِغٌ وَاهِ المَقَالِ

وأَهلُوَه أضلُّ النَّاسِ طُرًّا

وأسفهُهُم وأَولى بالنَّكَالِ

فلا يَغُرُوكَ إقرارٌ بِمَا قَدْ

أَقرَّ المشركون ذَوُو الضَّلالِ

بأَنَّ الله خَالِقُ كُلِّ شيءٍ

ومَالِكُه وذا باقْتِلالِ

ورَزَّاقٌ مُدَبِّرُ كُلِّ أَمْرٍ

وَحيٌّ قَادِرٌ رَبُّ العَوَالِي

فَهَذَا قَدْ أَقَرَّ بِهِ قُريشٌ

فَلَمْ يَنَفَعْهُمُوا فاسْمَعْ مَقالِي

وهُمْ يَدْعُونَ غَيرَ اللهِ جَهْرًا

وجَهْلاً بالمُهَيمِنِ ذِي الجَلَالِ

ولِلأَشَجارِ والأَحْجَارِ كَانَتْ

عِبَادَتُهم بِذَبْحٍ مَعْ سُؤالِ

وللأمواتِ هَذا كَانَ مِنْهُمْ

بِخَوفٍ مَعْ رَجَاءٍ وانْذِلَالِ

ونَذْرٍ واسْتِغَاثَةِ مُسْتَضَامٍ

فَبَاءُوا بالوَبَالِ وبالنَّكَالِ

وإنَّ الحَقَّ إنْ تَسْلُكْهُ تَنْجُو

مِنَ الإِشراكِ ذِي الدَّاءِ العُضَالِ

ص: 169

طَرِيقُ المصْطفى المَعْصُومِ حَقًّا

بِتَوحِيدِ المُهَيمِنِ ذِي الكَمَالِ

بأَفْعَالٍ لَهُ وَحِّدْهُ فِيهَا

وبالأَفْعَالِ مِنْكَ بلا اخْتِلالِ

بأَنْواعِ العِبَادةِ مِنْ رَجَاءٍ

وخَوفٍ وَالتَّوَكُّل والسُّؤَالِ

وذبْحٍ واسْتِغاثَةِ مُسْتَغِيثٍ

ونَذْرٍ واسْتِعَانَةِ ذِي الجَلالِ

ولا تَخْضَعْ لِغَيرِ الله طُرًّا

ولا تَخْشَاه في كُلِّ الفِعالِ

وبالرَّغْباءِ والرَّهْبَاءِ مِنْه

بِتَعظِيمٍ وحُبٍّ وانْذِلَالِ

لِربِّكَ لَا لِمَخْلُوقٍ ومَيتٍ

ضَعِيفٍ عَاجِزٍ في كُلِّ حَالِ

فَوَحِّدْهُ وأفْرِدْهُ بِهَذِا

ودَعْنَا مِن مَزَلَاّتِ الضَّلالِ

وَأوضَاعٍ لأفَّاك جَهولٍ

حِكَايَاتٍ مُلفَّقَةٍ لِغالِ

وكُلُّ طَرِيقَةٍ خَرَجَتْ وزَاغَتْ

عَنِ المَشْرُوعِ بالقَولِ المُحَالِ

فإنَّا مِنْ طَرَائِقِهِمْ بَرَاءٌ

إلىَ الله المُهَيمِنِ ذِي الجَلالِ

فَتَبْرأُ مِنْ ذَوِي الإِشْراك طُرًّا

ومِن جَهْمِيَّةٍ مُغْلٍ غَوالِ

ومِنْ كُلِّ الرَّوافضِ حَيثُ زَاغْوا

فَهُمْ أَهْلُ المَنَاكِرِ والضَّلالِ

ومِنْ قولِ النَّواصِبِ حَيثُ ضَلَّتْ

حُلُومُهمُو بِقَولٍ ذِي وَبَالِ

ومِنْ قولِ الخوارجِ قَدْ بَرِئْنَا

ويَا بُعدًا لأَهْلِ الاعْتِزَالِ

بِما قَالُوهُ وانتَحَلُوهُ مِمَّا

يُخَالِفُ دِينَ أَرْبَابِ الكَمَالِ

فَقَدْ جَاءُوا مِنَ الكُفْرَان أَمْرًا

عَظِيمًا واجْتِرَاءً بالمُحَالِ

ونَبْرأُ مِن أَشَاعِرَةٍ غُوَاةٍ

قَفَوا جَهْمًا بِرَأْي وانْتَحَالِ

ومِنْ جَبْرِيَّةٍ كَفَرَتْ وَضَلتْ

ونَبْرأُ جَهْرَةً مِنْ كُلِّ غَالِ

كَنَا في قُدْرَةِ الرَّحمنِ رَبِّي

وتَقْدِيرِ المُهَيمِنِ ذِي الجَلَالِ

ومِنْ قَولِ ابْنِ كُلَاّب بَرِئْنَا

فَلَسْنَا مِنْهُمُو أَبَدًا بِحَالِ

ومِنْ قَولِ ابْنِ كَرَّامٍ ومِمَّن

نُمِي بالاقْتِرانِ ذَوي الضَّلالِ

وأَهْلِ الوَحْدةِ الكُفَّارِ إذْ هُمْ

أَضَلُّ النَّاسِ في كُلِّ الخِلَالِ

ومِن أَهْلِ الحُلولِ ذَوِي المَخَازِي

فقدْ جَاءُوا بِقَولٍ ذِي وَبَالِ

ص: 170

ومِمَّنْ قَالَ بالإِرجَاءِ يَومًا

ومِن كُلِّ ابْتِداعٍ في وانْتِحَالِ

يُخَالفُ شَرْعَ أَحمدَ ذِي المعَالِي

وأَصْحَابٍ كِرَامٍ ثُمَّ آلِ

ونَبْرأُ مِنْ طَرَائِقَ مُحْدَثاتٍ

مَلاهٍ مِنْ مَلاعِبِ ذِي الضَّلالِ

بألحانٍ وتَصْدِيَةٍ ورَقْصِ

ومِزْمارٍ ودُفٍّ ذِي اغْتِيَالِ

وأَذكَارٍ مُلَفَقَّةٍ وشِعْرٍ

بأَصوَاتٍ تَرُوقُ لِذِي الخَبَالِ

فَحِينًا كالكِلابِ لَدَى انْتِحَالٍ

وحِينًا كالحَمِيرِ أو البِغَالِ

وتَلْقَى الشَّيخَ فِيهمْ مِثْلَ قِرْدٍ

يُلَاعبُهُمْ ويَرْقُصُ في المَجَالِ

بأيِّ شَرِيعَةٍ جَاءَتْ بِهذَا

فَلَمْ نَسْمَعْهُ في العُصُرِ الخَوالِي

فأمَّا عَنْ ذَوِي التَّقْوى فَحَاشَا

فَهُمْ أَهْلُ التُّقَى والاِبْتِهَالِ

وأَهْلُ الاتِّباعِ ولَيسَ مِنْهُمْ

لَعَمْرِي ذُو ابْتِدَاعٍ في انتحالِ

وكَانَ سُلُوكُهم حقًّا عَلَى مَا

عَليِه الشَّرعُ دَلَّ مِنَ الكَمَالِ

بأَذكَارِ وأَورَادٍ رَوَوهَا

عن الإِثباتِ عنْ صَحْبٍ وآلِ

وحَالٍ يَشْهدُ الشَّرْعُ المُزكَّى

لَهُ بالاقْتِضَا في كُلِّ حَالِ

ومَعْ هَذَا إذا مَا جَاءَ حَالٌ

بأَمْرٍ وَارِدٍ لِذَوِي الكَمَالِ

مِن النُكَتِ الَّتِي لِلْقُومِ تُرْوَى

وتُعْرَضُ في الفَنَا فِي ذي المَجالِ

أَبَوا أنْ يَقْبَلُوهَا ذَاكَ إلَاّ

بِحُكْمِ الشَّاهِدَينِ بلا اخْتِلالِ

كِتَابُ الله أو نَصُّ صَحِيحٌ

صَرِيحٌ واضِحٌ لِذَوي المَعَالِي

وقدْ قَالُوا ولا يَغْرُرْكَ شَخْصٌ

إلى الآفاقِ طَارَ ولا يُبَالِي

ويَمْشِي فَوقَ ظَهْرِ الماءِ رَهْوًا

ويَأْتِي بالخَوَارِقِ بالفِعَالِ

ولَمْ يَكُ سَالِكًا في نَهْجِ مَنْ قَدْ

أَتَى بالشَّرعِ في كُلِّ الخِصَالِ

فَذلكَ مِنْ شَيَاطِينِ غُوَاةٍ

لِمَنْ وَالاهُمُو مِنْ كُلِّ غَالِ

فَدَعْ عَنْكَ ابْتِدَاعًا واخْتِرَاعًا

وسِرْ في إثْرِ أصْحَابِ الكَمَالِ

ولَمْ نَسْتوعِبْ المَفْرُوضَ لَكِنْ

ذَكَرْنَا جُمْلةً فِي ذَا المَجَالِ

ص: 171