الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَدْ نِلْتَ مِنْ شَرْخِ الشَّبابِ وَسُكْرِهِ
…
وَلَقَدْ رَأَيْتَ الشّيْبَ كَيْفَ نَعاكا
لنْ تَستَريحَ مِنَ التَّعَبُّدِ لِلْمُنى
…
حَتَّى تُقَطِّعَ بالعْزاءِ مَناكا
وبَّخْتَ عَبْدَكَ بالْعَمى فأفَدْتَهُ
…
بَصَرًا وأنتَ مُحَسِّنٌ لِعَمَاكا
كَفَتِيلَةِ الْمِصْباحِ تُحْرقُ نَفْسَها
…
وتُنيرُ واقِدَها وأنتَ كَذاكا
ومِنَ السَّعادَةِ أَنْ تَعفَّ عَنِ الْخَنا
…
وتُنيلَ خَيْرَكَ أوْ تَكُفَّ أذاكا
وقال:
أَيَا جامِعِي الدُّنْيا لِمَنْ تَجْمَعُونَها
…
وتَبنُونَ فيها الدُّورَ لا تَسْكُنونَها
وَكمْ مِنْ مُلوكٍ قَدْ رَأَيْنا تَحَصَّنَتْ
…
فَعَطَّلَتِ الأيّامُ مِنْها حُصُونَها
وَكَمْ مِنْ ظُنونٍ لِلنُّفوسِ كَثيرَةٍ
…
فَكَذَّبَتِ الأَحْداثُ مِنْها ظُنونَها
وَإنَّ الْعُيونَ قَدْ تَرى غَيْرَ أَنَّهُ
…
كَأنَّ الْقُلوبَ لمْ تصَدِّقْ عُيونَها
أَلَا رُبّ آمالٍ إذا قيلَ قَدْ دَنَتْ
…
رَأَيْتَ صُروفَ الدَّهْرِ قَدْ حُلْنَ دُونَها
أَيا آمِنَ الأيّامِ مُسْتَأْنِسًا بِهِا
…
كَأَنَّكَ قَدْ وَاجَهْتَ مِنْها خَؤٌونَها
لَعَمْرُكَ ما تَنْفَكُّ تَهْدي جَنازَةً
…
إِلى عَسْكَرِ الأَمْواتٍ حَتّى تَكونَها
ذَوِي الودِّ مِنْ أهْلِ الْقُبورِ عَلَيْكمُ
…
سَلامٌ أَمَا مِنْ دَعْوَةٍ تَسْمَعُونَها
سَكَنْتُمْ ظُهورَ الأَرْضِ حِينًا بِنَضْرَةٍ
…
فمَا لَبِثَتْ حَتّى سَكَنْتُمْ بُطونَها
وَكُنْتُمْ أُناسًا مِثْلَنا في سَبيلِنا
…
تَضِنُّونَ بِالدُّنْيا وَتَسْتَحْسِنُونَها
وَما زَالَتِ الدُّنْيا مَحَلّ تَرَحُّل
…
تَجُوسُ الْمَنايا سَهْلَها وحُزُونْهَا
وَلِلنَّاسِ آجالٌ قِصارٌ سَتَنْقَضي
…
وَلِلنَّاسِ أرْزاقٌ سَيَسْتَكْملونَها
وقال رحمه الله:
بَلِيْتَ ومَا تَبْلَى ثِيَابُ صِبَاكَا
…
كَفَاكَ مِنَ اللَّهْوِ المُضِرِّ كَفَاكَا
ألَمْ تَرَ أَنَّ الشَّيْبَ قَدْ قامَ ناعِيًا
…
مَقامَ الشَّبابِ الْغَضِّ ثُم نَعاكا
تَسَمَّعْ وَدَعْ مَنْ أَغْلَقَ الْغَيّ سَمْعَهُ
…
كأني بِداعٍ قَدْ أتى فَدَعاكا