الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظم الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي، رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله لا يحصى له عددُ
…
ولا يحيط به الأقلام والمِددُ
حَمْدًا لِرَبِي كَثِيرًا دَائِمًا أبَدًا
…
في السِر والجَهْرِ في الدارَينِ مُسْتَرَدُ
مِلْءَ السمواتِ والأَرْضِينَ أجْمَعِهَا
…
ومِلْءَ مَا شَاءَ بَعْدُ الواحِدُ الصَّمَدُ
ثم الصلاةُ على خيرِ الأنامِ رَسُو
…
لِ الله أحَمْدَ مَعْ صَحْبٍ بِهِ سَعدُوا
وأَهْلِ بَيتٍ النَبِي والآلِ قاطِبَةً
…
والتَابِعْينَ الأُلَى لِلدِّينِ هُمْ عَضُدُ
والرُسْلِ أَجْمَعِهِمْ والتَابِعِينَ لهُمْ
…
مِن دُوَنِ أَنْ يَعْدِلُوا عَمَّا إِليهِ هُدُوا
أَزْكَى صَلاةٍ مَعَ التَسْلِيمِ دَائِمَةٍ
…
مَا إنْ لَهَا أَبَدًا حَدٌ ولا أَمَدُ
وبَعْدُ ذِي فِي أُصُولِ الدِينِ «جَوهَرة
…
فَرِيدَةٌ» بِسَنَا التَوحِيرِ تَتَقِدُ
بِشَرْحِ كُلِ عُرَى الإسلامِ كَافِلَةٌ
…
ونَقْضِ كُلِ الذِي أَعْدَاؤُهُ عَقَدُوا
وَمَا أُبَرِئُ نَفْسِي مِن لَوَازِمِهَا
…
وأَحْمَدُ اللهَ مِنْهُ العَونُ والرّشَدُ
واللهَ أَسْأَلُ مِنْهُ رَحْمَةً وهُدَى
…
فَضْلاً ومَا لِي إلَاّ اللهُ مُسْتَنَدُ
مقدمة
في بَرَاءَةِ المتبعين من جراءة المبدعين وافترات المبتدعين
إِنِّي بَرَاءٌ مِن الأَهْوَا ومَا وَلَدَتْ
…
وَوَالدِيهَا الحَيَارَى سَاءَ مَا وَلَدُوا
واللهِ لَسْتُ بجَهْمِيٍ أَخَا جَدَلٍ
…
يَقُولُ فِي اللهِ قَولاً غَيرَ مَا يَرِدُ
يكذِّبون بأسماء الإِله وأو
…
صاف له بل لِذَات الله قد جحدوا
كلا ولست لربِّي من مشبِّهة
…
إذ من يشبهه معبوده جسد
ولا بمعتزليٍّ أو أخا جبر
…
في السيئات على الأقدار ينتقدُ
كلا ولست بشيعي أخا دغل
…
في قلبه لصحاب المصطفى حقدُ
كلا ولا ناصبي ضدَّ ذلك بل
…
حبُّ الصحابة ثم الآل نعتقدُ
وما أرسطو ولا الطوسي أئمَّتنا
…
ولا ابن سبعين ذاك الكاذب الفندُ
ولا ابن سينا وفارابيه قدوتنا
…
ولا الذي لنصوص الشر يستندُ
مؤسس الزيغ والإلحاد حيث يرى
…
كل الخلائق بالباري قد اتحدُوا
…
معبوده كلُّ شيء في الوجود بدا
…
الكلب والقرد والخنزير والأسدُ
ولا الطرائق والأهواء والبدع الـ
…
ـضلال ممن على الوحيين ينتقدُ
ولا نُحكم في النص العقول ولا
…
نتائج المنطق الممحوق تعتمدُ
لكن لنا نصُّ آيات العقول وَمَا
…
عن الرسول رُوي الإِثبات معتمدُ
لنا نصوص الصحيحين اللذين لها
…
أهل الوفاق وأهل الخلف قد شهدوا
والأربع السُنن الغر التي اشتهرت
…
كلٌّ إلى المصطفى يعلو له سندُ
كذا الموطَّا مع المستخرجات لنا
…
كذا المسانيد للمحتج مستندُ
مستمسكين بها مستسلمين لها
…
عنها تذبُّ الهوى إنا لها عضدُ
ولا نصيخ لعصري يفوه بما
…
يناقض الشرع أو إياه يعتقدُ
يرى الطبيعة في الأشيا مؤثرة
…
أين الطبيعة يا مخذول إذ وجدوا
وما مجلاتهم وردى ولا صدري
…
وما لمعتنقيها في الفلاح يدُ
إذ يدخلون بها عاداتهم وسجا
…
ياهم وحكم طواغيت لهم طردوا
محسنين لها كيما تروج على
…
عمي البصائر ممن فاته الرشدُ
من أحلَّ ذلك قد أضحى زنادقة
…
كثيرهم لسبيل الغي قد قصدوا
يرون أن تبرز الأنثى بزينتها
…
وبيعها البضع تأجيلاً وتنتقدُ
من أجل ذلك بالإِفرنج قد شغفوا
…
بهم تزيوا وفي زي التقى زهدوا
وبالعوائد منهم كلها اتصفوا
…
وفطرة الله تغييرًا لها اعتمدوا
على صحائفهم يا صاح قد عكفوا
…
ولو تلوت كتاب الله ما سجدوا
وعن تدبُّر حُكم الشرع قد صرفوا
…
وفي المجلات كل الذوق قد وجدوا
وللشوارب أعفوا واللحى نتفوا
…
تشبهًا ومجاراة وما اتأدوا
قالوا رقيَّا فقلنا للحضيض نعم
…
تفضونَ منه إلى سجّين مؤتصدُ
ثقافة مِن سماج ساء ما ألفوا
…
حضارة من مروج هم لها عمدوا
عصرية عصرت خبثًا فحاصلها
…
سم نقيع ويا أغمار فازدردوا
موت وسمَّوه تجديد الحياة فيا
…
ليت الدعاة لها في الرمس قد لحدوا
دعاة سوء إلى السوأى تشابهت الـ
…
ـقلوب منهم وفي الإضلال قد جهدوا
ما بين مستعلن منهم ومستتر!
…
ومستبد ومن بالغير محتشدُ
لهم إلى دركات الشر أهويةٌ
…
لكن إلى درجات الخير ما صعدوا
…
وفي الضلالات والأهوا لهم شبه
…
وعن سبيل الهدي والحقِّ قد بلدوا
صمٌّ ولم سمعوا بكمٌ ولو نطقوا
…
عميٌ ولو نظروا بهت بما شهدوا
عموا عن الحق صموا عن تدبُّره
…
عن قوله خرسوا في غيهم سمدوا
كأنهم إذ ترى خشب مسندة
…
وتحسب القوم أيقاظًا وقد رقدوا
باعوا بها الدين طوعًا عن تراض وما
…
بالوا بذا حيث عند الله قد كسدوا
يا غربة الدين والمستمسكين به
…
كقابض الجمر صبرًا وهو يتقدُ
المقبلين عليه عند غربته
…
والمصلحين إذا ما غيرهم فسدوا
إن أعرض الناس عن تبيانه نطقوا
…
به وإن أحجموا عن نصره نهدوا
هذا وقد آن نظم العقد معتصمًا
…
بالله حسبي عليه جلَّ أعتمدُ
أبواب أمور الدين
والذين قول بقلب واللسان وأعمـ
…
ـال بقلب وبالأركان معتمدُ
يزداد بالذِّكر والطاعات ثم له
…
بالذنب والغفلة النقصان مطردُ
وأهله فيه مفضول وفاضله
…
منهم ظلوم وسبَّاق ومقتصدُ
وهاك ما سأل الرُّوح الأمين رسو
…
لَ الله عن شرحه والصحب قد شهدوا
فكان ذاك الجواب الدِّين أجمعه
…
فافهمه عقدًا صفا ما شابهُ عقدُ
باب الإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته
بالله نؤمن فرد واحد أحد
…
ولم يلد لا ولم يولد هو الصمدُ
ولا إله ولا رب سواه ولم
…
يكن له كفوًا من خلقه أحدُ
حي سميع بصير جل مقتدر
…
عدل حكيم عليم قاهر صمدُ
هو العلي هو الأعلى هو المتعا
…
لي كل معنى علوّ الله نعتقدُ
قهرًا وقدرًا وذاتًا جلَّ خالقنا
…
ما حلّ فينا ولا بالخلق متحِدُ
في سبع آيٍ من القرآن صرح بـ «اسـ
…
ـتوى على العرش» ربي فهو منفردُ
ولفظ فوق أتى مع اقتران بمن
…
ودونها لمريد الحق مستندُ
وفي السماء اتلها في الملك وانسجه
…
وكم حديثًا بما يعلو به السندُ
وتعرج الرُّوح والأملاك صاعدةً
…
أما إلى ربهم نحو العلى صعدوا
وهكذا يصعد المقبول من عملٍ
…
من العباد لمن إياه قد عبدوا
كذا عروج رسول الله حين سرى
…
قل لي إلى من له قد كان مصطعدُ
…
وحين خُطبته في جمعٍ حُجته
…
أشار رأسٌ له نحو العُلى ويدُ
أليس يشهد ربُّ العرش جلَّ على
…
تبليغه ثم أهل الجمع قد شهدوا
وسُنَّ رفع المصلِّي في تشهده
…
سبابة لعلو الله يعتقدُ
وكل داع إلى من رافع يده
…
إلا إلى من يجي من عنده المددُ
وكم لهذا براهينا مؤيدة
…
وحين يسمعها الجهمي يرتعدُ
ونحن نثبت ما الوحيان تثبته
…
من أنَّ ذا العرش فوق العرش منفردُ
يدنو كما شاء ممَّن شا ويفعل ما
…
يشا ولا كيف في وصفٍ له يَرِدُ
مستيقنين بما دلَّت عليه ومِن
…
ثلاثة الأوجه أعلم ذكرها يردُ
دلَّت على ذات مولانا مطابقة
…
به تليق بها الرحمن منفردُ
كذا تضمَّنت المشتقَّ من صفة
…
نحو العليم بعلمٍ ثم تطردُ
كذلك استلزمت باقي الصفات كما
…
للقدرة استلزم الرحمن والصمدُ
وكل ما جاء في الوحيين من صفة
…
لله نثبتها والنص نعتمِدُ
صفات ذات وأفعال نمرُّ ولا
…
نقول كيف ولا ننفي كمن جحدوا
لكن على ما بمولانا يليق كما
…
أراده وعناه الله نعتقدُ
وفي الشهادة علم القلب مشترط
…
يقينه أنقد قبول ليس يفتقدُ
إخلاصك الصدق فيها مع محبتها
…
كذا الولا والبرا فيها لها عُمَدُ
فيه تُوالي أولي التقوى وتنصرهم
…
وكلُّ أعدائه إنا لهم لعدو
فصل
والشرك جعلك ندا للإِله ولم
…
يشارك الله في تخليقنا أحدُ
تدعوه ترجوه تخشاه وتقصده
…
لدفع شر ومنه الخير ترتفدُ
وعلمه بك مع سَمعِ الدعاء وقد
…
رةٍ وسلطان غيب فيه تعتقدُ
مثل الألي بدا الأموات قد هتفوا
…
يرجون نجدتهم من بعد ما لُحدوا
وكم نذروا وقربانًا لهم سرقوا
…
ظلمًا ومن أنفَس المنقوش كم نقدوا
وكم قِبابًا عليها زخرفت ولها
…
أعلى النسيج كساء ليس يفتقدُ
فهم يلوذون في دفع الشرور بها
…
كما لها في قضا الحاجات قد قصدوا
ويصرفون لها كل العبادة دو
…
ن الله جهرًا وللتوحيد قد جحدوا
إن لم تكن هذه الأفعال يا علما
…
شركًا فما الشرك قولوا لي أو ابتعدوا
…
إن لم تكن هذه شركًا فليس على
…
وجه البسيطة شرط قط ينتقدُ
باب الإيمان بالملائكة
وبالملائكة الرسل الكرام عبا
…
د الله نؤمن خابوا من لهم عبدوا
من دون ربي تعالى والتباب لمن
…
كانوا له ولهم والمرسلين عدو
بل هم عباد كرام يعملون بأمـ
…
ـر الله ليس له ندٌّ ولا ولدُ
منهم أمينٌ لِوَحْيِ الله يبلغه
…
لرسله وهو جبريل به يغدُ
وللرياح وقَطر والسحاب فمـ
…
ـكيال بذاك إليه الكَيل والعددُ
كذلك بالصُّور إسرافيل وُكِّل وهـ
…
ـو الآن منتظر أن يأذن الصمدُ
وحاملو العرش مع من حولهم ذكروا
…
وزائرو بيته المعمور ما افتقدوا
والحافظون عينًا الكاتبون لِما
…
نسعى وفي الحشر إذ يؤتى بهم شهدوا
وآخرون بحفظ العبد قد وُكِلوا
…
حتى إذا جاءه المقدور لم يفدوا
والموت وكل حقًا بالوفاة لرُو
…
ح العبد قيضًا إذا منها خلا الجسدُ
ومنكرٌ ونكير وكِّلا بسؤا
…
ل العبد في القبر عمَّا كان يعتقدُ
كذاك رضوان في أعوانه خزنوا
…
لجنة الخلد يشري من بها وعدوا
كذا زبانية النيران يقدمهم
…
في شأنها مالك بالغيظ يتقدُ
وآخرون فسيَّاحون حيث أتوا
…
مجالس الذكر حفُّوا من بها قعدوا
وغيرهم من جنود ليس يعلمها
…
إلا العليم الخبير الواحد الأحدُ
باب الإيمان بكُتب الله المنزلة
وكتبه بالهدى والحق منزلة
…
نورًا وذكرى وبشرى للذين هُدوا
ثم القرآن كلامُ الله ليس كما
…
قال الذين على الإِلحاد قد مردوا
جعدٌ وجُهْم وبِشر ثم شيعتهم
…
إلَاّ فبُعدًا لهم بُعدًا وقد بعدوا
تكلَّم الله رب العالمين به
…
قولاً وأنزله وحيًا به الرشد
نتلوه نسمعه نراه نكتبه
…
خطًّا ونحفظهً بالقلب نعتقدُ
وكلُّ أفعالنا مخلوقة وكذا
…
آلاتنا الرق والأقلام والمددُ
وليس مخلوقًا القرآن حيث تُلي
…
أو خُط فهو كلام الله مستردُ
والواقفون فشر نِحلة وكذا
…
لفظية ساء ما راحوا وما قصدوا
…
باب الإيمان بالرسل عليهم السلام
والرسل حق بلا تفريق بينهم
…
وكلهم للصراط المستقيم هُدوا
وبالخوارق والإعجاز أيدهم
…
ربي على الحق ما خانوا وما فندوا
وفضَّل الله بعض المرسلين على
…
بعض بما يشاء في الدنيا وما وُعدوا
من ذاك أعطى لإبراهيم خلَّته
…
كذا لأحمد لم يشركهما أحد
وكلم الله موسى دون واسطة
…
حقًا وخطَّ له التوراة فاعتمدوا
وكان عيسى بإذن الله يبرئ من
…
عِلَاّت سوء ويُحيي الميت قد فُقدوا
والكل في دعوة التوحيد ما اختلفوا
…
أمَّا الفروع ففيها النسخ قد تجدُ
إلَاّ شريعتنا الغرا فليس لها
…
من ناسخ ما رسَى في أرضه أحدُ
إذا كان أحمد ختم المرسلين فمَن
…
مِن بعده رام وحيًا كاذبٌ فندُ
وكان بعثته للخلق قاطبة
…
كان النبيون أحياء لها قصدوا
باب الإيمان باليوم الآخر
واليوم الآخر حقٌّ ثم ساعته
…
بمنتهى علمها الرحمن منفردُ
والموت حقٌّ ومن جاءت منيته
…
بأي حتف فبالمقدور مفتقدُ
ما أن له عنه من مستأخر أبدًا
…
كلا ولا عنه من مستقدم يجدُ
كل إلا أجل يجري على قدر
…
ما لامرئ عن قضاء الله ملتحدُ
وفتنة القبر حقٌّ والعذاب به
…
لكافر ونعيم للألي سعدوا
وللقيامة آيات إذا وجبت
…
فليس من توبة تجدي وتلتحِدُ
من ذاك أن تستبين الشمسُ طالعةً
…
من حيث مغربها والخلق قد شهدوا
كذاك دابة للأرض تكلمهم
…
جهرًا وتُفرِّق بالتمييز من تجدُ
نزول عيسى لدجال فيقتله
…
وفتح سد عباد ما لهم عددُ
كذا الدخان وريح وهي مرسلة
…
لقبض أنفس من للدين يعتقدُ
وغيرها من أمور في الكتاب جرت
…
ذكرى وصحَّ بها في السنة السندُ
والنفخ في الصور حقٌّ أولاً فزع
…
فصعقة فقيام بعدما رقدوا
والوزن بالقسط والأعمال محضرة
…
في الصحف تنشر والأشهاد قد شهدوا
والجسر ما بين ظهراني الجحيم كما
…
في النص إن أحد إلا لها قد يَرِدُ
يجوزه الناس بالأعمال تحملهم
…
عليهم ليس القوى ذو العدِّ والعُدَدُ
…
كالبرق والطرف أو مرِّ الرياح وكالـ
…
ـجياد أو كركاب النوق تنشردُ
وذاك يعدو وذا يمشي عليه وذا
…
زحفًا وذا كبَّ في نار به تقدُ
والنار حقٌّ وجنات النعيم ولا
…
تقول نفنى ولا ذا الآن تُفتقدُ
هذي لأعدائه قد أُرصدت أبدًا
…
وذي لأحبابه والكلُّ قد خلدوا
وحوض أحمد قد أعطاه خالقه
…
غوثًا لأمته في الحشر إذا تَرِدُ
والرسل تحت لواء الحمد تحشر إذ
…
ذاك اللوا لختام الرسل ينعقدُ
كذا المقام له المحمود حيث به
…
في شأنه كلُّ أهل الجمع إذ وفدوا
وفي عصاة أولي التوحيد يخرجهم
…
من الجحيم ويدريهم بما سجدوا
وبعده يشفع الأملاك والشهدا
…
والأنبياء وأتباع لهم سعدوا
فيخرجونهمو فحمًا قد امتحشوا
…
من الجحيم قد اسودّوا وقد خمدوا
فيطرحون بنهر يَنبُتون به
…
نبتَ الحبوب بسيل جاءَ يطَّرِدُ
ثم الشفاعة ملكٌ للإِله ولا
…
شريك جلَّ له في ملكه أحدُ
فليس يشفع إلَاّ من يشاء وفي
…
من شاء حين يشاء الواحد الصمدُ
ويخرج الله أقوامًا برحمته
…
بلا شفاعة لا يُحصَى لهم عددُ
وليس يخلد في نار الجحيم سوى
…
من كان بالكفر عن مولاه يبتعدُ
يا عظم ما ركبوا يا سوء ما نكبوا
…
عن ربهم حجبوا من فضله بعدوا
باب الإيمان بالنظر إلى الله عز وجل في الدار الآخرة
والمؤمنون يرون الله خالقهم
…
يوم اللقا وعده الصدق الذي وعدوا
يرونه في مقام الحشر حين ينا
…
ديهم ليتبع الأقوام ما عبدوا
فيتبع المجرم الأنداد تقدمهم
…
إلى جهنم وردا ساء ما وردوا
والمؤمنون لمولاهم قد انتظروا
…
إذا تجلى لهم سبحانه سجدوا
إلا المنافق يبقى ظهره طبقًا
…
إذ في الحياة إذا قيل اسجدوا مردوا
كذا لزيادة في يوم المزيد إذا
…
على النجائب للرحمن قد وفدوا
فالأنبياء كذا الصديق والشهدا
…
على منابر نور في العلا قعدوا
وغيرهم من أولي التقوى مجالسهم
…
كثبان مسك ألَاّ يا نَعمت المهدُ
من فوقهم أشرف الرحمن جلَّ ونا
…
داهم سلام عليكم كلهم شهدوا
يرونه جهرةً لا يمترون كما
…
للشمس صحوا يرى من ما به رَمدُ
…
هناك يذهل كل عن نعيمهمو
…
بذا النعيم فيا نُعمى لهم حَمِدوا
وذا لهم أبدًا في كلِّ جمعتهم
…
بشرى وطوبى لمن في وفدهم يفدُ
باب الإيمان بالقدر خيره وشره
كذلك بالقدر المقدور نؤمن مِن
…
خير وشر وذا في ديننا عُمدُ
ولا منافاة بين الشرع والقدر الـ
…
ـمحتوم لكن أولو الأهواء قد مردوا
فإنَّ الإيمان بالأقدار مرتبط
…
بالشرع ذا دون هذا ليس ينعقدُ
إياه نعبد إذعانًا لشرعته
…
بالنهي منزجرين الأمر نعتمدُ
ونستعين على كلِّ الأمور به
…
إذ كُلُّها قدرٌ من عنده ترِدُ
أحاط علمًا بها ربي وقدَّرها
…
دقًّا وجلا ومن يشقى ومن سعدوا
من قبل إيجادها حقًا وسطرها
…
في اللوح جفَّت بها الأقلام والمددُ
كيفية وزمان والمكان فلا
…
يعدو امرؤ ما قضاه الواحد الصمدُ
بقول «كُن» ما يشا أمضى بقدرته
…
بالخلق والأمر رب العرش منفردُ
وقدرة العبد حقًّا مع مشيئته
…
لكن لما شاء منه الله نعتقدُ
إذا كان ذاتًا وفعلاً كلُّه عدم
…
إلا إذا جاءه من ربه المددُ
من يهده الله فهو المهتدى وكذا
…
من شاء إضلالَه أنَّى له الرشدُ
مجمل أركان الإسلام
هذا وقد بني الإسلام فادر على
…
خمس دعائم فاحفظ إنها العمدُ
هي الشهادة فاعلم والصلاة مع الـ
…
ـزكاة والصوم ثم الحج فاعتمدوا
وذروة الدين أعلاها الجهاد حمى
…
لحقه ولأهل الكفر مضطهدُ
جامع وصف الإحسان
هذا والإحسان في سرٍ وفي علن
…
أصل ومعتاد عن خير الورى يردُ
إن تعبد الله باستحضار رؤيته
…
إياك ثم كمن إياه قد شهدوا
باب
نواقض الإسلام، أعاذنا الله منها
وليس يخرج من الإسلام داخله
…
إلا بإنكار ما فيه به يردُ
أما المعاصي التي من دون ذاك فلا
…
تكفير إلا لمن للحل يعتقدُ
والكفر إن كان عن جهل الكفور فتكـ
…
ـذيب ككفر قريش حينما مردوا
…
أو كان عن علمه فهو الجحود ككفـ
…
ـار اليهود الألي بالمصطفى جحدوا
أو بالإِباء مع الإقرار فهو عِنا
…
د كالرحيم إذ الأملاك قد سجدوا
أو أبطن الكفر بالإسلام مستترًا
…
فهو النفاق فهذي أربع تَردُ
مقابلات لقول القلب مع عمل
…
مسه وقول لسان معه ينعقدُ
كذا لسائر أعمال الجوارح فاعـ
…
ـلم أربع قابلتها فاستوى العددُ
باب شرك دون شرك وكفر دون كفر
…
وظلم دون ظلم وفسوق دون فسوق ونفاق دون نفاق
والشرك قد جاء منه أصغر وهو الـ
…
ـرياء ممن سوى الرحمن ما عبدوا
كمن يصلي لربي ثم زينتها
…
لما يرى أن إليه قاعد أحدُ
كذلك الحلف بالمخلوق من وثن
…
كذا الأمانة والآباء والولدُ
وبالشهادة فالساهي يكفر كي
…
يقر في القلب معناها ويرتصدُ
ونحو لولا فلان كان كيت وما
…
شاء الإله وشئت الكل منتقَدُ
وهكذا كلُّ لفظ فيه تسوية
…
بالله جلَّ ولكن ليس يعتقدُ
ولانتفاء التساوي جاز «ثم» مكا
…
ن الواو نصًا وأهل العلم ما انتقدوا
والكفر والظلم فاعلم والفسوق كذا
…
النفاق كل على نوعين قد يردُ
فالكفر بالله معلوم وسمي بالـ
…
ـكفر القتال الذي الإسلام يعتمدُ
والظلم للشرك وصف ثم أطلق في
…
تظالم الخلق منه الغشُّ والحسدُ
والفسق في وصف إبليس اللعين أتى
…
وقاذف ما عن الإسلام يبتعدُ
كذا النفاق أتى في الكفر أقبحه
…
وجاء في وصف ذي خلف لما يعدُ
أو خاصموا فجروا أو عاهدوا غدروا
…
والخائنين ومن إن حدَّثوا فندوا
باب معنى النصوص
…
التي فيها نفي الإيمان عن مرتكب بعض المعاصي
وحيث ما نفي الإيمان في أثر
…
عمن عصى من التوحيد قد عقدوا
فالمستحل أو المقصود فارقه
…
إيمانه حالة العصيان يصطعدُ
أو المراد به نفي الكمال وعن
…
تفسيرها بعض أهل العلم قد قصدوا
تكون أرهب أما أن نكفره
…
فقد رددنا على القرآن إذ نجدُ
…
أن أثبت الله للجاني الأخوة والإ
…
يمان ما قال فيه كافر وعدو
باب التوبة وشروطها
وتقبل التوبة - اعلم - قبل حشرجة الـ
…
ـصدور من كل ذنب ناله أحدُ
شروطها يا أخي الإِقلاع مع ندم
…
ولا يعود له بل عنه يبتعدُ
وإن يكن فيه حق الآدمي فتحـ
…
ـلُّ حيث أمكن وليعرض له القُوَدُ
باب حكم السحر والكهانة
…
والتنجيم والتطير والاستسقاء بالأنواء والعين
والسحر حق وقوعًا باطل عملاً
…
فمنه حِرز ومنه النفث والعقدُ
وحُكمه الكفر في نصِّ الكتاب أتى
…
وحُدَّ فاعله بالسيف يحتصدُ
ثم الكهانة كفرٌ والتطير والـ
…
ـتنجيم والنوء ممَّن فيه يعتقدُ
والعين حقٌّ وبالمقدور ثورتها
…
وليغتسل عائن منها لمن يجدُ
باب
…
حكم الرقي والتعاليق
ثم الرقي إن تكن بالوحي دون تصـ
…
ـرف ولا صرف قلب ليس ينتقدُ
وللصحابة خلف في تعليق آ
…
يات الكتاب ووردٌ للنبي يَردُ
والمنع أولى فأمَّا ما عداه فلا
…
خلاف في منعه إذ فيه مستندُ
باب الخلاف ومحبة الصحابة
…
وأهل البيت رضي الله عنهم
ثم الخليفة من بعد النبي هو الـ
…
ـصديق أسعد من بالمصطفى سعدوا
وبعده عمر الفاروق ذاك أبو
…
حفص له الضد والأعوان قد شهدوا
كذاك عثمان ذو النورين ثالثهم
…
يظلمه باء أهل البغي إذ قصدوا
كذا عليٌّ أبو السبطين رابعهم
…
بالحقِّ معتضد للكفر مضطهدُ
فهؤلاء بلا شكٍّ خلافتهم
…
بمقتضى النص والإِجماعِ منعقدُ
وأهل بيت النبي والصحب قاطبةً
…
عنهم نذبُّ وحب القوم نعتقدُ
والحق في فتنة بين الصحاب جرت
…
هو السكوت وأن الكلَّ مجتهدُ
والنصر أن أبا السبطين كان هو الـ
…
ـمحقُّ من رد هذا قوله فندُ
…
تبًا لرافضه سحقًا لناصية
…
قُبحًا لمارقةٍ ضلُّوا وما رشدوا
باب
…
وجوب طاعة أولي الأمر
ثم الأئمَّة في المعروف طاعتهم
…
مفروضة وفِي العهد الذي عقدوا
ولا يجوز خروج بالسلاح عليـ
…
ـهم ما أقاموا على السمحاء واقتصدوا
أما إذا أظهروا الكفر البواح فقا
…
تلوا أئمَّة كفر حيثما وجدوا
باب وجوب النصيحة في الدين
…
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ثم النصيحة قل فرض بكل معا
…
نيها هي الدين فاعلم إذ هي العمدُ
لله والرسل والقرآن ثم ولا
…
ة الأمر ثم عموم المسلمين هدوا
والأمر بالعرف مع علم به ولعفو
…
خذ وأعرض عن الجهال يتَّئدوا
كذلك النهي عن نكر ومورده
…
قول فسخطًا إذا لم تستطعه يدُ
باب
…
الشرع وأصول الفقه
والشرع ما أذن الله العظيم به
…
من الكتاب وآثار النبي تردُ
مما رَوى العدل محفوظًا ومتصلاً
…
عن مثله صحَّ مرفوعًا به السندُ
والقول والفعل والتقرير حيث أتى
…
عن الرسول فللتشريع يُعتمدُ
إلا إذا جاء برهان يُخصِّصه
…
المصطفى أو بشخص فيه ينفردُ
والأصل في الأمر فاعلم للوجوب فلا
…
يصل للمندوب إذ لا صارف يردُ
والنهي للحظر إذ لا نص يصرفه
…
إلى الكراهة هذا الحق يُعَتقدُ
ومستوى الطرفين أدع المباح فلا
…
يلام في فعله أو تركه أحدُ
وما به يُنتفى حكم فمانعه
…
وعكسه سبب يدريه مجتهدُ
والشرط ما رُتب الإِجزا وصحته
…
عليه أو نفي حكم حين يفتقدُ
ونافذ وبه اعتدَّ الصحيح كما
…
نقيضه باطلٌ ليست له عمدُ
ثم الوسيلة تعطي حكم غايتها
…
فرضًا وندبًا وحظرًا عنه يبتعدُ
والرخصة الإِذن في أصل لمعذرة
…
وضدها عزمة بالأصل تنعقدُ
…
والأصل أن نصوص الشرع محكمةٍ
…
إلا إذا جا بنقل الأصل مستندُ
وأيُّ نص أتى مثل يعارضه
…
وأمكن الجمع فهو الحقُّ يعتمدُ
وحيث لا ودريت الآخر اقضِ به
…
نسخًا لحكم الذي من قبله يَرِدُ
أولاً فرجِّح متى تبدو قرائن تر
…
جيح عليها احتوى مَتن أو السندُ
والمطلق أحمل على فحوى مقيدِه
…
وخصَّ ما عمَّ بالتخصيص إذ تجدُ
والحظر قدم على داعي إباحته
…
كذا على النفي فالإِثبات معتضدُ
هكذا الصريح على المفهوم فاقضِ به
…
وهكذا فاعتبر إن أنت منتقدُ
وأيُّ فرع أنت في الأصل علَّته
…
أو كان أولى بها فالحكم يطَّردُ
ولا تقدم أقاويل الرجال على
…
نصِّ الشريعة كالغالين إذ جحدوا
ولا تقلِّد وكن في الحق متبعًا
…
إن اتباعك فالتعلُّم هو الرشدُ
إذ الأئمة بالتقليد ما أذنوا
…
لكن نرد المورد العذب الذي وردوا
ولتستعن بمفهوم القوم إن لهم
…
بصائر كم بها ينحل متعقَّدُ
وأعلم الأمة الصحب الألي حضروا
…
مواقع الشرع والتنزيل قد شهدوا
أدرى الأنام بتفسير الكتاب وأفـ
…
ـعال الرسول وأقوالٍ له تردُ
إجماعهم حجة قطعًا وخلفهمو
…
لم يعده الحق فليعلمه مجتهدُ
اردد أقاويلهم نحو النصوص فما
…
يوافق النصَّ فهو الحق معتضدُ
ما لم تجد فيه نصًّا قدم الخلفا
…
إذ هم بنص رسول الله قد رشدوا
فالتابعون بإحسانٍ فتابعهم
…
من الأئمَّة للحقِّ المبين هدوا
كالسبعة الأنجم الزهر الذين يرى
…
إجماعهم مالك كالنص يعتمدُ
وابن المبارك والبصري هو الحسن الـ
…
ـمرضي حقًا وحمَّادًا همو حمدوا
كذاك سفيان مع سفيان ثم فتى الأ
…
وزاع فاعلم ومن أقرانهم عددُ
ثم الأئمَّة نعمان ومالكهم
…
والشافعي أحمد في ديننًا عمدُ
وغيرهم من أولي التقوى الذين لهم
…
بصائر بضياء الوحي تتَّقدُ
أولئك القوم يحيا القلب إن ذُكروا
…
ويذكر الله إن ذكرهمو تردُ
أئمَّة النقل والتفسير ليس لهم
…
سوى الكتاب ونصُّ المصطفى سندُ
أحبار ملَّته أنصار سنَّته
…
لا يعدلون بها ما قاله أحدُ
أعلامها نشروا أحكامها نصروا
…
أعداءها كسروا نقالها نقدوا
…
هم الرجوم لسراق الحديث كما
…
لكلِّ مسترق شهب السما رصدُ
بدور تم سوى أن البدور لها
…
غيبوبة أبدًا والنقص مطردُ
وهم مدى الدهر ما زالت مآثرهم
…
في جدَّةٍ وانجلاء منذما وسدوا
أولئك الملأ الغرُّ الألى ملئا الـ
…
أقطار علمًا وغير النص ما اعتقدوا