الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأَسْرَعْتُ في دِيني وَلَمْ اقْضِ بُغْيَتي
…
هَرَبْتُ بِدِيْني مِنْكِ إِنْ نَفَعَ الْهَرَبْ
تَخَلْيْتُ مِما فيكِ جُهْدي وَطاقَتي
…
كَما يَتَخَلّى الْقَوْمُ مِنْ عَرَّةِ الْجَرَبْ
فَما تَمَّ لي يَوْمًا إِلى اللَّيْلِ مَنْظَرٌ
…
أُسَرُّ بِهِ لَمْ يَعْتَرِضْ دونَهُ شَغَبْ
وَإِنّي لَمِمَّنْ خَيَّبَ اللهُ سَعْيَهُ
…
إِذا كُنْتُ أرْعى لَقْحَةً مُرَّةَ الْحَلَبْ
أرى لَكَ أنْ لا تَسْتَطيبَ لِخِلَّةٍ
…
كَأَنَّكَ فيها قَدْ أمِنْتَ مِنَ الْعَطَبْ
ألَمْ تَرَها دارَ افْتراقٍ وَفَجْعَةٍ
…
إِذا ذَهَبَ الإِنْسانُ فيها فَقَدْ ذَهَبْ
أُقَلِّبُ طَرْفي مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ
…
لأَعْلَمَ ما في النَّفْسِ وَالْقَلْبُ يَنْقَلِبْ
وَسَرْبَلْتُ أخْلاقي قُنوعًا وَعِفَّةً
…
فَعِنْدي بِأَخْلاقي كُنوزٌ مِنَ الذَّهَبْ
فَلَمْ أَرَ خُلْقًا كَالْقُنوعِ لأَهْلِهِ
…
وَأنْ يُجْمِلَ الإِنْسانُ ما عاشَ في الطَّلَبْ
وَلَمْ أرَ فَضْلاً تَمَّ إلَاّ بِشِيمَةٍ
…
وَلَمْ أَرَ عَقْلاً صَحَّ إلَاّ عَلَى أَدَبْ
وَلَمْ أَرَ في الأَعْداءِ حِيْنَ خَبَرْتُهُمْ
…
عَدْوًّا لِعَقْلِ الْمَرْءِ أَعْدَى مِنَ الْغَضَبْ
…
وَلَمْ أرَ بَيْنَ الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ خُلْطَةً
…
وَلَمْ أرَ بَيْنَ الْحَيِّ وَالْمَيْتِ مِنْ سَبَبْ
وقال رحمه الله:
نُنافِسُ في الدُّنْيا وَنَحْنُ نَعيبُها
…
لَقَدْ حَذَّرَتْناها لَعَمْري خُطوبُها
وَما نَحْسَبُ السّاعاتِ تُقْطَعُ مُدَّةً
…
على أنَّها فينا سَريعٌ دَبيبُها
وِإنّي لِمَمَّنْ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَالْبِلى
…
ويُعْجِبُني رَوْحُ الْحَيَاةِ وطيبُها
فَحَتّى مَتى حَتّى مَتى وإلى مَتى
…
يَدومُ طُلوعُ الشَّمْسِ ثُمَّ غُروبُها
أيَا هادِمَ اللَّذاتِ ما مِنْكَ مَهْرَبٌ
…
تُحاذِرُ نَفْسي مِنْكَ ما سَيُصيبُها
كَأني بِرَهْطي يَحْمِلونَ جَنازَتي
…
إلى حُفْرَةٍ يُحثى عَلَيَّ كَثيبُها
فَكَمْ ثَمَّ مِنْ مُسْتَرْجِعٍ مُتوجِّعٍ
…
وباكِيَةٍ يَعْلو عَلَيَّ نَحيبُها
وداعِيَةٍ حَرَّى تُنادي وإِنَّني
…
لَفي غَفْلَةٍ عَنْ صَوْتِها ما أُجيبُها
رَايْتُ الْمَنايا قُسِّمتْ بَيْنَ أنْفُسٍ
…
وَنَفْسي سَيَأْتي بَعْدَهُنَّ نَصيبُها