الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصيدة في شهر الصيام
عَلَيكَ سَلامُ الله يَا شَهْرُ إنَّنَا
…
رَأينَاكَ مَوسِم لِلْزَّمَانِ اسْتَفْدنَاهُ
عَلَيكَ سَلَامُ الله شَهْرُ صِيَامِنَا
…
وشهْرُ تَلَافِينَا لِوَقْتٍ أضَعْنَاهُ
تَفُوحُ ثُغُورُ الصَّائِمِينَ مَسَاءَهُ
…
فَلا المِسْكُ يَحْكِيهَا بِنَفْحَةِ رَيَّاهُ
عَلَيكَ سَلَامُ الله شَهْرُ قِيَامِنَا
…
وشَهْرٌ بِه القُرْآنُ يَزْهُو بِقُرَّاهُ
تَطِيبُ بِهِ الأصْوَاتُ مِن كُلِ وِجْهَةٍ
…
وتَعْذبُ مِنْهُ بالدِّرَاسَةِ أفْوَاهُ
وتُصْغِي لَهُ الأسْمَاعُ عِنْدَ قِرَاءَةٍ
…
ويَسْتَيقِظُ السَّاهِي بِقُوةِ فحْواهُ
ويَزْدَادُ بالتَّكْرِارِ حُسْنًا وبَهْجَةً
…
كَأنْ لَمْ نَكُنْ قَبْلَ السَّماعِ سَمْعَناهُ
فلِلِهِ شَهْرٌ عَظَّمَ اللهُ فَخْرَهُ
…
بِتَنْزِيلِهِ لَمْ يُحْظَ بالذكْرِ إلَاّ هُو
وللهِ شَهْرٌ في لَيَالِيهِ لَيلَةٌ
…
بِألْفِ هِلَالٍ كَيفَ تُحْصَى مَزَايَاهُ
تُفَتَّحُ أبْوابُ السَّماء كَرَامَةً
…
وجَنَاتُ عَدْنٍ قَدْ أُعِدَّتْ لِلقْيَاهُ
وتُغْلَقُ أبْواب الجحِيم وتُصْفَد الشَّـ
…
ـيَاطِينُ تَكْمِيلاً بِذَاكَ لِسَراهُ
يُنَادِي مُنَادٍ بَاغِي الخَيرِ أقْبِلَنْ
…
ويَا باغِي العُدْوَانِ لا تَنْسَى عُقبَاهُ
فيا لَيتَ شِعْري أيُّنَا مُتَقَبَّلٌ
…
فقُومُوا نُهَنِّيهِ فَمَا كَانَ أهْنَاهُ
ومَنْ ذَا الذِي أضْحَى بَعِيدًا مُطَرَّدًا
…
فَقُومُوا نُعَزِّيهِ فَيَا كَسْرَ قَلْبَاهُ
فَلَنْسأَل الله الكَريمَ بأن لَا يَكُنْ
…
بآخِر عَهْدٍ مِن لِقَاكَ عَهدْنَاهُ
وصَلِّ إله العَالمينَ تَفَضُّلاً
…
عَلَى الصَّادِقِ المَصْدُوقِ خَيرِ بَرَايَاهُ
كَذَا الآل والأصْحَابِ طُرًا ومَن قَفَا
…
سَبِيلهُمُو مُسْتَمْسِكًا بِهُدَاهُ
…
وقال أحَدُ العلماء واعِظًا أحَدَ تَلَامِيذِهِ:
أيَا نَجْلَ إبرَاهِيمَ تَطُلبُ وَاعِظًا
…
وَلَا وَعْظَ كالقُرآنِ والسُّنَّةِ الْغَرَّا
تَدَبَّرْ كتابَ اللهِ عِنْدَ تَهَجُّجٍ
…
وَلَا سِيَّمَا والنَّاسُ في نَومِهِمْ سَكْرَى
يُلَاقْيِكَ مِنْ مَولَاكَ أَكْبَرُ وَاعِظٍ
…
عَلَى قَلْبِكَ الْمُشْتَاقِ أَنْوَارُهُ تَتْرَى
وَأَقْبِلْ عَلَى الفِقْهِ المُعَظَّمِ قَدْرُهُ
…
هُوَ الْمَنْهَجُ المأْمُونُ والْحُجَّةُ الْكُبْرَى
تَكُنْ نافِعًا لِلْمُسْلِمِينَ وَحَيثُمَا
…
تَحِلُّ عَلَى قَومٍ تَكُنْ فيهِمُ صَدْرًا
وَلَا تُضِعِ الأَوقَاتَ فِي غَيرِ صَالِحٍ
…
فَمنْ ضَيَّعَ الأوقَاتَ نَالَ بِهَا خُسْرَا
فعُمْرُ الْفَتَى ما عاشَ مَزْرَعُ سَعْيِهِ
…
فَمنْ لمْ يُرَاعِ الوقْت لَا يَعْمُرُ الأُخْرَى
وَلَا تَصْحَبَنَّ النَّاسَ إِلَاّ بِحَالَةٍ
…
تُصِيبُ حَلَالَ الرِّزْق أَو تَكْسِب الأجْرَا
وفي كلِّ عَقْدٍ أَنْتَ مُجْرِيهِ فابْنِهِ
…
عَلَى الشَّرْعِ حَتَّى لا تُصِيبَ بِهِ وِزْرا
وقال أحَدُ العُلماءِ رحمه الله حَاثًا أحَدَ تَلامِذَتِهِ عَلَى طَلب العلم ومُوصيه بوصايا نافِعَةٍ:
أَيَا نَجْلَ الأمَاثِلِ آلٍِ بَكْرٍ
…
وَمَنْ نَالَ الْفَخَارَ بغَيرِ نُكْرِ
تفَنَّنْ في العُلُومِ فكلُّ فَضْلٍ
…
حَواهُ العلْمُ في بَرٍّ وَبَحْرِ
ولا تسْأمْ وَلَا تطْلَبْ سَوَاهُ
…
وقابِلْهُ بتَقْرِيرٍ وفِكْرِ
وجانِبْ جاهِلاً عنْهُ تلَاهَى
…
بِأنْوَاعِ المكاسِبِ خَوفَ فَقْرِ
فَإِنَّ الرِّزْقَ قَدَّرَهُ إِلهِي
…
فلْلأَسْبَابِ تَغْطِيَةٌ لِسِرِّ
فَإِنْ نَنْظُرْ لأَسْبَابِ البَرايَا
…
لِجلْبِ مَعِيشَةٍ أَو دَفْعِ ضُرِّ
وَجَدْنَا العلْمَ أَقْوَاهَا لِدَفْعٍ
…
وَأَحْظَاهَا بِمَكْرُمَةٍ وَيُسْرِ
فَقَدْ سَجَدَ الملَائِكُ حِينَ أَرْبَى
…
عليهِمْ آدَمٌ بالْعِلْمِ فَادْرِ
وكمْ بالعلْمِ نَالَ الْعِزَّ قَومٌ
…
وَكمْ بالعِلْمِ أَثْرَى بَعْدَ عُسْرِ
وَأَعْنِي عِلْمَ شرْعِ اللهِ فِينَا
…
وَلَا أَعْنِي بِهِ عِلْمًا لِعَصْرِ
فإنَّ تَعَلُّمَ العصْرِيِّ جَهْلٌ
…
يُوَافِقُ كُلَّ مَفْتُونٍ وَدَهْرِي
فَلَا تَطْلُبْ بعِلْمِ اللهِ دُنْيَا
…
ففِي هذَا الْهَوانُ وكلُّ خُسْرِ
وَدُنْيَاكَ الَّتِي لَا بُدَّ نُطْهَا
…
بأمْثَلِ مَنْ تَرَى يَسْعى بأَجْرِ
وَلَا تَحْزَنْ على ما فَاتَ مِنْهَا
…
وَقَدْ عُوِّضْتَ عَنْهَا بالأَبَرِّ
وما قَدْ فَاتَ لَمْ يَذْهَبْ ولكنْ
…
تراهُ في الصَّحِيفَةِ يومَ نشْرِ
…
وَإِنْ تَعْفُ فإِنَّ العَفْوَ خَيرٌ
…
وَخَيرُ النَّاسِ ذُو عَفْوٍ وَصَبْرِ
وَإِنْ تُضْطَرَّ في حالٍ لِشَيءٍ
…
فسَلْ أَقوَى وَأَرْحَمَ كلَّ بَرِّ
قَرِيبٌ مِنْكَ إِنْ تَدْعُوهُ يَسْرِى
…
لَهُ التَّصْرِيفُ في خَلْقٍ وَأَمْرِ
وَحَسِّنْ بالإِلهِ الْبَرِّ ظَنًّا
…
تَجِدْهُ عِنْدَ ذَاكَ لِكلِّ بَرِّ
وعظِّمْ أَمْرَهُ في كُلِّ حَالٍ
…
تُعَظَّمْ في الأنَامِ بِكلِّ قدْرِ
وَقَرِّبْ نَفْسكَ الدُّنْيَا إِلَيهِ
…
بأخْلَاقٍ يَرَاهَا كُلُّ حَبْرِ
تَرَاهَا في الْكِتَابِ عَلَيكَ تُتْلَى
…
فَحَقِّقْهَا وَرَاقِبْها بحَصْرِ
وجاهِدْ نَفْسَكَ الدُّنْيَا عَلَيهَا
…
لتَحْظَى بالْكمَالِ وَطِيبِ ذِكْرِ
وَجَانِبْ لِلْفُضُولِ وَكُلِّ لَغْوٍ
…
ففِي هذَا إِضَاعَةُ كُلِّ حُرِّ
وأعْطِ الْجَارَ وَالْقُرْبَى حُقُوقًا
…
قضَاهَا اللهُ في آياتِ ذِكْرِ
وَصَفِّ النَّفْسَ مِنْ حَسَدٍ وَبَغْيٍ
…
وَلَاقِ النَّاسَ في لُطْفِ وَبِشْرِ
وبالْمَعْرُوفِ فأمُرْ لَا تُبَالِى
…
وَقُمْ بالنَّهْىِ عَنْ فُحْشٍ وَنُكْرِ
وَتِلْكَ نَصِيحَةٌ جَاءَتْ إلَيكُمْ
…
دَعَاها حُبُّكُمْ يا آلَ بَكْرِ
فأنتُمْ قُرَّةٌ لِلعَينِ دُمْتُمْ
…
على نَهْجِ الرَّشَادِ بِكلِّ عَصْرِ
* * *
وقال:
كَذبَتْ أُرُبَّا حِينَ أنْكَرَتِ السَّمَا
…
كشَّافُهَا لِقُلُوبِهَا ذَاتِ الْعَمَى
إِنَّ السَّماءَ لِلُطْفِها كَزُجَاجَةٍ
…
تخْفى لَدَى الْجَارِي فَجرِّبْ تَعْلَمَا
وَاقْرَأْ لِتُهْدَى آيَةَ الصَّرْحِ الَّذِي
…
سَوَّى سُلَيمَانٌ عَلَى حُوتٍ وَمَا
وَانْظُرْ إِلَى الصَّرْحِ اخْتَفَى مَعَ قُرْبِهِ
…
فكَيفَ لَا تَخْفَى على بُعْدٍ سَمَا
لكنْ غبَارُ الْجَوِّ يُخْفِى لُطْفَهَا
…
فلِذَا أُرِينَاهَا إِرَاءً مُحْكمًا
...........................................
…
..............................................
......................................
…
............................................
واعْلَمْ إِذَا قَدْ سُلِّمَتْ هذِى لهُمْ
…
فالدِّينُ قدْ جَثُّوهُ جَثٍّا مُعْظَمَا
وَانْظرْ ورَاجِعْ بعْدُ ما قد حَرَّفُوا
…
آىَ الكِتَابِ تَعَنُّنَا وتَعَظُّمَا
بَلْ كَذَّبُوا الرُّسْلَ الكِرامَ وَجَهَّلُوا
…
خَيرَ الأَنَامِ مُحَمَّدًا ما أعْظَمَا