المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحاشر البر الرحيم العاقب - مجموعة القصائد الزهديات - جـ ٢

[عبد العزيز السلمان]

فهرس الكتاب

- ‌فَهَا سُنَّةُ المَعْصُومِ خِيرَةِ خَلْقِهِ

- ‌مَقَطَّعَات في التَّزْهِيدِ في الدنيا والحثِ عَلَى صِيَانةِ الوقت

- ‌يُحِبُّ الفَتَى طُول البَقَاءِ كَاَّنَّهُ

- ‌سَلِ المَدائِن عَمَّنْ كَانَ يَمْلِكُهَا

- ‌نَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ

- ‌هذِي مَنَازِلُ أَقْوَامٍ عَهِدْتُهُمُ

- ‌تَرَى الذي اتَّخَذَ الدُنْياَ لَهُ وَطَنًا

- ‌أَلَا أيُها المَغْرورُ في نَومِ غَفْلَةٍ

- ‌إِذَا مَا اللَّيلُ أَظْلَمَ كَابَدُوهُ

- ‌فَبَادِرْ إلى الخَيرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا

- ‌أَجَلُّ ذُنُوبِي عِنْدَ عَفْوِكَ سَيِّدِي

- ‌وَلَما رَأَيتُ لوقْتٍ يُؤْذِنُ صَرْفُهُ

- ‌وَلَيسَ الأَمَانِي لِلْبَقَاءِ وإِن جَرَتْ

- ‌قِفْ بالمَقَابِرِ واذْكُرْ إِنْ وَقَفْتَ بِهَا

- ‌لَعَمْرُكَ مَا حَيٌّ وإنْ طَالَ سَيرُهُ

- ‌قِفْ بالقُبُور ونادِ المُسْتِقرَّ بِهَا

- ‌نُراعُ لِذِكْرِ الموتِ سَاعَةَ ذِكْرِهِ

- ‌سَلامٌ عَلَى أهِل القُبورِ الدَّوارِسِ

- ‌قِفْ بالقُبُورِ وَقُلْ عَلَى سَاحَاتِهَا

- ‌إلامَ تَجرُّ أذَيالَ التَّصَابِي

- ‌خَلتْ دُورُهُمْ مِنْهُمْ وَأقْوَتْ عِراصُهُمْ

- ‌إِنَّ اللَّيَالِي مِنْ أَخْلَاقِهَا الكَدَرُ

- ‌لِلْمَوتِ فَاعْمَلْ بِجِدٍ أَيُّهَا الرَّجُلُ

- ‌كَأُنَ نُجُومًا أَومَضَتْ في الغَيَاهِبِِ

- ‌لَعَمْرُكَ مَا تُغْنِي المَغَانِي وَلَا الغِنَى

- ‌فَكَم وَلَدٍ لِلْوَالِدَينِ مُضَيَّعٌ

- ‌عَلَيكَ بِبرِّ الوَالِدَينِ كِلَيهِمَا

- ‌بِطَيبَةِ رَسْمٍ للرَّسُولِ وَمَعْهَدُ

- ‌نُورٌ مِنَ الرَّحْمنِ أَرْسَلَهُ هَدَى

- ‌خَبَتْ مَصَابِيحُ كُنَّا نَسْتَضِيءُ بِهَا

- ‌فَيَا أَيُّها النّاسِي لِيَومِ رَحِيلِهِ

- ‌تَيَقَنْتُ أنِّي مُذْنِبٌ وَمُحَاسَبٌ

- ‌أَفْنَى شَبَابَكَ كَرُّ الطَّرْفِ والنَّفَسِ

- ‌سَبَقَ القَضَاءُ بكُلِّ مَا هُوَ كَائِنُ

- ‌وفي دُونِ ما عَايَنْتَ مِن فَجَعَاتِهَا

- ‌تَزَوَدْ مَا اسْتَطَعَتْ لِدَارِ خُلْدٍ

- ‌وسَائِرَةٍ لم تَسْرِ في الأرضِ تَبْتَغِي

- ‌فالشَّأنُ لِلأرْوَاحِ بَعْدَ فِراقِهَا

- ‌وإنَّ نَفْخَةَ إسْرافِيلَ ثانِيةً

- ‌وفي الناسِ مَن ظُلْمُ الوَرى عادةٌ لهَ

- ‌تَأَلَّقَ بَرْقُ الحَقِّ في العارضِ النَّجْدِي

- ‌يَأْتِي عَلَى الناسِ إِصْبَاحٌ وَإِمْسَاءٌ

- ‌ثَوَى فِي قُرْيشٍ خَمْسَ عَشْرَةَ حَجَّةً

- ‌عَجِبْتُ لِما تَتَوقُ النفْسُ جَهْلاً

- ‌وَتُحَدِّثُ الأرضُ التِي كُنَّا بهَا

- ‌وَبالقَدَرِ الإِيمان حَتْمٌ وبالقَضَا

- ‌صاحِ اسْتَمِعْ نُصْحًا أتاكَ مُفصَّلاً

- ‌خُنْتُ العُهُودَ وقد عَصَيتُ تَعَمُّدَا

- ‌نَنْسَى المنَايَا عَلَى أَنَّا لَهَا غَرَضٌ

- ‌مَنْ لَيسَ بالبَاكِي ولا المُتَباكي

- ‌«أحِنُّ اشْتِيَاقًا لِلمَسَاجِدِ لا إلى»

- ‌يَا أَيُّهَا العَبْدُ قُمْ للهِ مُجْتَهِدًا

- ‌فَهِمُوا عن المَلِكِ الكَرِيم كَلامَهُ

- ‌إِنَّ القَنَاعَةَ كَنْزٌ لَيسَ بالفَانِي

- ‌مثِّلْ وُقُوفَكَ أَيُّهَا المَغْرُورُ

- ‌أَبَعْدَ بَيَاضِ الشِّيبِ أعْمُرُ مَنْزِلاً

- ‌نَخْطو ومَا خَطْوُنَا إلَاّ إلَى الأَجَلِ

- ‌صَلَّ الإلَهُ عَلَى قَومٍ شَهْدتُهُم

- ‌كَأنِّي بِنَفْسِي قد بَلغْتُ مَدَى عُمْري

- ‌يا خائفَ الموتِ لو أَمْسَيتَ خَائِفَهُ

- ‌أَسِيْرُ الْخَطَايَا عِنْدَ بَابِكَ يَقْرَعُ

- ‌وَإِيَّاكَ والدُّنْيَا الدَّنِيَّةَ إِنَّهَا

- ‌يَا نَفْسُ تُوبِى فَإنَّ المَوْتَ قَدْ حَانَا

- ‌سبحانَ مَن حَمِدتْهُ ألْسُنُ البَشَرِ

- ‌سَيْرُ الْمنايَا إلى أعْمَارِنا خبَبُ

- ‌وَكُلُّ مَنْ نَامَ بِلَيْلِ الشَّبابْ

- ‌قَطَّعْتُ مِنْكِ حَبائِل الآمَالِ

- ‌لَقَدْ أَيْقَظَ الإِسْلامُ لِلْمَجدِ والعُلَى

- ‌أَجنِبْ جِيَادًا مِن التَّقْوى مُضَمَّرةٌ

- ‌أَرَى النَّاسَ في الدنّيا، مَعافًى وَمُبتلَى

- ‌يا مَن يريدُ طَريقةً تُدْنيه مِنْ

- ‌لِلْمَوْتِ فَاعْمَلْ بِجِدٍ أَيُّهَا الرَّجُلُ

- ‌أنِسْتُ بِلأَواءِ الزمانِ وَذُلِّهِ

- ‌أَيَا عُلَمَاءُ الدِّيْنِ مَا لِيْ أَرَاكُم

- ‌قِفْ بالقُبُورِ وَقُلْ عَلَى سَاحَاتِهَا

- ‌فُؤادٌ ما يَقِرُ لَهُ قَرَارٌ

- ‌إِنَّ اللَّيَالِيْ مِنْ أَخْلَاقِهَا الكَدَرُ

- ‌أَلَا يَا خَائِضًا بَحْرَ الأمانِي

- ‌يا غافلاً عن سَاعَةٍ مَقْرُونَةٍ

- ‌على الدِّينِ فلْيبْكِي ذوُو العِلم والهُدى

- ‌وَاللهُ حرَّم مُكْثَ مَنْ هو مُسْلمٌ

- ‌هو اللهُ معبودُ العبادِ فعَامِلِ

- ‌ثارَ القَرِيضُ بِخَاطرِي فَدعُونِي

- ‌أَما آنَ عَمَّا أَنْتَ فيه مَتَابُ

- ‌يَا مُلَبِّسِي بالنُّطْقِ ثَوبَ كَرَامَةٍ

- ‌أَرَى وخَطَّ المَشِيبِ دَليلُ سَيرٍ

- ‌تُغازِلُنِي المَنِيَّةُ من قَريبٍ

- ‌أَيَعْتَزُّ الفَتَى بِالْمَالِ زَهْوًا

- ‌الشَّيبُ نَبَّهَ ذَا النُّهَى فَتَنَبَّها

- ‌قدْ بَلَغْتَ السِّتِّينَ ويحَكَ فاعْلَمْ

- ‌يَا رَبِّ حَقِّقْ تَوبَتِي بِقَبُولِهَا

- ‌سِرْ على مَهلِك يا من قد عقل

- ‌أَحمامَةَ البَيدا أَطَلْتِ بُكاكِ

- ‌مَنْ لَيسَ بالبَاكِي ولا الْمُتَباكي

- ‌لو كنتُ في ديني من الأبْطالِ

- ‌أَلا خَبَرُ بِمُنتَزِحِ النَّواحي

- ‌لِمَاذَا أَنْتَ تَغْفُلُ عن رَقيبٍ

- ‌حِيَلُ البِلَى تَأْتِي على المُحْتَالِ

- ‌فما لَكَ لَيسَ يَعملُ فيكَ وَعْظٌ

- ‌أَلَا قُلْ لِذَي جَهْلٍ بِكَلِّ الحَقائِقِ

- ‌فيا أَيُّها الغَادِي على ظَهْرِ ضَامرٍ

- ‌سيروا على نجب العزائم واجعلوا

- ‌بِحَمْدِ اللهِ نَبْدَأُ في المَقَال

- ‌وَإذَا أَرَدتْ تَرى مًَصَارِعَ مَن ثَوَى

- ‌بِعزِّكَ ياذَ الكبْريَا والمَراحِم

- ‌أَسْتَغفِرِ الله عَمَا كَانَ مِن زَلَلِ

- ‌متفرقات كلها حولَ الثناء على الله جلَّ وعلا وتقدس

- ‌لَكَ الحمدُ اللَّهم يَا خَيرَ وَاهِب

- ‌الحَمْدُ للهِ العَظِيمِ عَرْشُهُ

- ‌دَعْ عَنْكَ ذِكْرَ الهَوَى وَالمُولَعِينَ بِهِ

- ‌يَا طَالِبًا لِعُلُوم الشَّرعِ مُجْتَهِدًا

- ‌إني أرى الناس عن دِينٍ لهمْ رَغِبُوا

- ‌وَمِلةَ إبْرَاهِيمَ فاسْلُكْ طَرِيقَها

- ‌المرء لابد لو قد عاش من قفس

- ‌كثيرُ الوَرَى مالُوا وقَدْ رَفَضُوا الأُخْرَا

- ‌إلهي أقِلْ مِنَّا العِثَارَ فإنَّنَّا

- ‌بِمَا قَدَّمَتْ أَيدِي الوَرَى سَتُعَذَّبُ

- ‌يَا مَن عَلَا وتَعَالَى عَن خَلِيقَتِهِ

- ‌قَريحُ القَلْبِ مِن وَجَعِ الذُنُوبِ

- ‌تَحَرَّزْ مِن الدُنيا فإنَّ فِنَاءَهَا

- ‌عَجِبْتُ لِجَازِع بَاكٍ مُصَابٍ

- ‌أعَاذِل ذَرِيني وانْفِرَادِي عَن الوَرَى

- ‌إنَّ الذَينَ بَنَوا مَشِيدًا واعْتَلَوا

- ‌المَوتُ لَا وَالدًا يُبْقِي وَلَا وَلَدَا

- ‌ذَهَبَ الذيِنَ عَليهِمُ وُجْدِي

- ‌جَنْبِي تَجَافَى عَن الوَسَادِ

- ‌يَا طَالِبَ الصَّفْوِ في الدنيا بلا كَدَرِ

- ‌الحَمْدُ للهِ حَمْدًا لَا نَفَادَ لَهُ

- ‌ثم اعْتَقِدْ كاعْتِقَادٍ لِلْهُداةِ مَضَوا

- ‌حَورَاءُ زَارتْنِي فَطَالَ تَجَلُّدِي

- ‌أَحُسَينُ إِنِّي وَاعِظٌ وَمَؤَدِّبُ

- ‌عَلَيكَ سَلامُ الله يَا شَهْرُ إنَّنَا

- ‌أيَا نَجْلَ إبرَاهِيمَ تَطُلبُ وَاعِظًا

- ‌حَمْدًا لِرَبٍّ قَاهِرٍ مَنَّانِ

- ‌قدْ قالَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَسَارِعُوا

- ‌خَفَافِيشُ هَذَا الوَقْتِ كَانَ لَهَا ضَرَرْ

- ‌تَأَوَّبَنَي لَيلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ

- ‌كَانَ الضِّيَاءَ وكَانَ النَّوْرَ نَتْبَعُهُ

- ‌أَلا يَا لَقَومِ هَلْ لِمَا حُمَّ دَافِعُ

- ‌وقُلْ إنْ يَكُنْ يَومٌ بأُحْدٍ يَعُدُّهُ

- ‌دَوام الوَرَى مَا لَا يكُوْنُ لِرَئِمِ

- ‌طَارَتْ بِنَا لِدِيَارِ البَيْنِ أطْيَارُ

- ‌مَنْ أحَسَّ لِي أهْلَ الْقُبورِ وَمَنْ رَأى

- ‌لِدُوا لِلْمَوْتِ وَابْنوا لِلْخَرابِ

- ‌ألَا مَنْ لنَفْسٍ في الهَوَى قد تَمَادَتِ

- ‌سَلامٌ على قبْرِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ

- ‌كأنَّا وإنْ كُنَّا نِيَامًا عن الرَّدَى

- ‌الخَيْرُ والشَّرُ عاداتٌ وأهْواءُ

- ‌لَعَمْرُكَ ما الدُّنْيا بِدارِ بَقاءِ

- ‌أَلَا نَحْنُ في دارٍ قَليلٍ بَقاؤُها

- ‌أَلَا في سَبيل اللهِ ما فاتَ مِنْ عُمْري

- ‌كَأَنَّكَ قَدْ جاوَرْتَ أهْلَ الْمَقابِرِ

- ‌الْمَرْءُ آفَتُهُ هَوى الدُّنْيا

- ‌أَلَا للهِ أَنْتَ مَتى تَتوبُ

- ‌أَمَعَ المَماتِ يَطِيْبُ عَيْشُكَ يا أَخِيْ

- ‌قَدْ سَمِعْنا الْوَعْظَ لَوْ يَنْفَعُنا

- ‌الْمَنايا تَجوسُ كلِّ الْبِلادِ

- ‌أَلا كُلُّ مَوْلودٍ فَلِلْمَوْتِ يُولَدُ

- ‌تَبَارَكَ مَنْ فَخْري بأنَّي لَهُ عَبْدُ

- ‌أَرى الشَّيْءَ أحْيانًا بِقَلْبي مُعَلَّقا

- ‌الرِّفْقُ يَبْلُغُ ما لا يَبْلُغُ الْخَرَقُ

- ‌نَسِيتُ مَنيِتَّي وَخَدَعْتُ نَفْسِي

- ‌مَا يَدْفَعُ الْمَوْتَ أرْصَادٌ وَلا حَرَسُ

- ‌اللهُ كافٍ فَمالي دونَهُ كافِ

- ‌مَنْ نافَسَ النَّاسَ لم يَسْلَمْ مِنَ النَّاسِ

- ‌عِبَرُ الدُّنْيا لَنا مَكْشوفَةٌ

- ‌أَلَا رُب ذِي أَجَلٍ قَدْ حَضَرْ

- ‌طُولُ التَّعاشُرِ بَيْنَ النّاسِ مَمُولُ

- ‌أيا عَجَبا لِلناسِ في طُولِ ما سَهَوْا

- ‌مَتى تتَقَضّى حاجَةُ الْمُتَكَلِّفِ

- ‌ما لِلْفَتى مانِعٌ مِنَ الْقَدَرِ

- ‌رَضِيتَ لِنَفْسِك سَوْءَاتِها

- ‌الْحِرْصُ لُؤْمٌ وَمِثْلَهُ الطَّمَعُ

- ‌كأَنَّني بِالدّيارِ قَدْ خَرِبَتْ

- ‌إيّاكَ أعْني يا بْنَ آدَمَ فَاسْتَمِعْ

- ‌مَا لِيْ أُفَرِّطُ فِيْمَا يَنْبَغي ما لِي

- ‌لا تَعْجَبَنَّ مِنَ الأَيّامِ وَالدُّوَلِ

- ‌سَلِ الْقَصْرَ أوْدى أَهلُهُ أَيْنَ أهْلُهُ

- ‌أَهلَ الْقُبورِ عَلَيْكُمُ مِنِّي السَّلامْ

- ‌لِعَظيمٍ مِنَ الأُمورِ خُلِقْنا

- ‌سَمَّيْتَ نَفْسَكَ بالْكلامِ حَكيما

- ‌لَا يَذْهَبَنَّ بَكَ الأَمَلْ

- ‌أَلا هَلْ إِلى طولِ الْحَياةِ سَبيلُ

- ‌أَرَاعَكَ نَقْصٌ مِنْكَ لَمّا وَجَدْتَهُ

- ‌سَتَنْقَطِعُ الدُّنْيا بِنُقْصانِ ناقِصٍ

- ‌إنا لَفي دارِ تَنْغِيصِ وتَنْكيدِ

- ‌يا نَفْسُ ما هوَ إلَاّ صَبْرُ أيّامِ

- ‌أيا عَجَبَ الدُّنْيا لِعَيْنٍ تَعَجَّبَتْ

- ‌حِيَلُ الْبِلَى تَأْتِي عَلَى المُحْتَالِ

- ‌تَعالى الْواحِدُ الصَّمَدُ الْجَليلُ

- ‌سَبَقَ القضاءُ بِكل ما هُوَ كائِنُ

- ‌ايتِ الْقُبورَ فَنادِها أصْواتَا

- ‌ألَيْسَ قَريبًا كُلُّ ما هُوَ آتِ

- ‌جَمَعْتَ مِن الدُّنْيا وحُزْتَ ومُنِّيتها

- ‌تَمَسَّكْ بالتُّقى حَتّى تَموتا

- ‌كَأنَّ المَنايا قَدْ قَرَعَنْ صِفَاتِي

- ‌يا رُبَّ عَيْشٍ كانَ يُغْبَطُ أهْلُهُ

- ‌يا رُبَّ شَهْوَةِ ساعَةٍ قَدْ أعْقَبَتْ

- ‌اهْرَبْ بِنَفْسكَ مِنْ دُنْيًا مُظَلِّلَةٍ

- ‌أَلَا مَنْ لِمَهْمومٍ الْفُؤادِ حَزينِهِ

- ‌أتَدْري أَيُّ ذُلٍّ السُؤالِ

- ‌كَأَنِّي بالتُّرابِ عَلَيْكَ رَدْما

- ‌إنْ قَدَّرَ اللهُ أمرًا كانَ مَفْعولا

- ‌تَنَكَّبْتُ جَهْلي فاسْترَاحَ ذَوُو عَذْلي

- ‌شَرِهْتُ فَلَسْتُ أَرْضى بِالْقَليلِ

- ‌اِمْهَدْ لِنَفْسِكَ واذْكُرْ ساعَةَ الأَجَلِ

- ‌نعَى نَفْسِي إليَّ مِن اللَّيَالِيْ

- ‌ما لي رَأَيْتُكَ راكِبًا لِهَواكَا

- ‌أَيَا جامِعِي الدُّنْيا لِمَنْ تَجْمَعُونَها

- ‌بَلِيْتَ ومَا تَبْلَى ثِيَابُ صِبَاكَا

- ‌الوَقْتُ ذُو دُوَلٍ والْمَوْتُ ذُو عِلَلٍ

- ‌اكْرَهْ لِغَيْرك مَا لِنَفْسِكَ تَكَرْهُ

- ‌تَصَّبرْ عَنِ الدُّنْيا وَدَعَْ كُلَّ تائِه

- ‌كَأنْ قَدْ عَجلَ الأَقْوامُ غَسْلَكْ

- ‌كَأنَّ يَقينَنا بِالْمَوْتِ شَكُّ

- ‌أَلَمْ تري يا دُنْيا تَصَرُّفَ حالِكِ

- ‌أُحِبُّ مِنَ الإِخوْانِ كُلّ مُؤاتِ

- ‌أَشْرِبْ فُؤادَكَ بِغْضَةَ اللَّذاتِ

- ‌كَأنَّك في أُهَيْلِكَ قَدْ أُتيتا

- ‌مِسْكينُ مَنْ غَرَّتِ الدُّنيا بِآمالِهْ

- ‌أَمَا وَاللهِ إنَّ الظُلْمَ لُؤمٌ

- ‌لَقَدْ طَالَ يا دُنْيَا إليْكِ رُكُونِي

- ‌مَنْ يَعِشْ يَكْبَرْ وَمَنْ يَكْبَرْ يَمُتْ

- ‌الْحَمْدُ للهِ اللَّطيفِ بِنا

- ‌رُوَيْدَكَ لا تَسْتَبْطِ ما هُوْ كائِنٌ

- ‌أَلَحَّتْ مُقِيْمَاتٌ عَلَينا مُلِحّاتُ

- ‌الحمدُ للهِ عَلَى تَقْدِيْرِهِ

- ‌رَغِيفُ خُبْز يابِسٍ

- ‌ألا مَنْ لي بِأُنْسُكَ يا أُخَيَّا

- ‌كَأنَّ الأَرْضَ قَدْ طُوِيَتْ عَلَيَّا

- ‌إنَّ السَّلامَةَ أنْ تَرْضى بِما قُضِيا

- ‌يا مَنْ يُسَرُّ بِنَفْسِهِ وَشَبابِهِ

- ‌تَخَفَّفْ مِنَ الدُّنْيا لَعَلَّكَ أنْ تَنْجُو

- ‌الْحَمْدُ للهِ كُلٌّ زائِلٌ بالِ

- ‌ألا رُبَّ أحزانٍ شَجاني طُروقُها

- ‌أَحْمَدُ اللهَ عَلى كُلِّ حالِ

- ‌سَقَى اللهُ عَبَّادانَ غَيْثًا مُجَلِّلَا

- ‌قُلْ لأَهْلِ الإِكْثارِ وَالإِقْلالِ

- ‌غَفَلْتُ ولَيْسَ الْمَوْتُ عَنّي بِغافِلِ

- ‌طالَما احْلَوَّ لِي مَعاشي وَطابا

- ‌كَمْ لِلْحَوادِثِ مِنْ صُروفِ عَجائِبِ

- ‌تَبارَكَ رَبُّ لا يَزالُ وَلَمْ يَزَلْ

- ‌ما يُرْتَجى بِالشَّيْءِ لَيْسَ بِنافِعِ

- ‌الشَّيْءُ مَحْروصٌ عَلَيْهِ إذا اَمْتَنَعْ

- ‌أَمَّا بُيوتُكَ في الدُّنْيَا فَوَاسِعَةٌ

- ‌أَلَا إِنَّ وَهْنَ الشَّيْبِ فيكَ لَمُسْرِعُ

- ‌جَزَعْتُ ولكِنْ ما يَرُدُّ لِيَ الْجَزَعْ

- ‌ألَا كُلُّ ما هُوَ آتٍ قَريبُ

- ‌أنَلْهو وأيّامُنا تَذْهَبُ

- ‌لِمَ لا نُبادِرُ ما نَراهُ يَفوتُ

- ‌يا رُبَّ رِزْقٍ قَدْ أَتى مِنْ سَبَبْ

- ‌لَقَدْ لَعِبْتُ وَجَدَّ الْمَوْتُ في طَلَبي

- ‌يا نَفْسُ أَيْنَ أَبَي وَأَيْنَ أَبُو أَبِي

- ‌بَكَيْتُ عَلى الشَّبابِ بِدَمْعِ عَيْني

- ‌طَلَبْتُكِ يا دُنْيا فَأَعْذَرْتُ في الطَّلَبْ

- ‌نُنافِسُ في الدُّنْيا وَنَحْنُ نَعيبُها

- ‌لَشَتَّانَ ما بَيْنَ الْمَخافَةِ والأَمْنِ

- ‌للهِ عاقِبَةُ الأُمورِ جَميعا

- ‌رَجَعْتُ إلى نَفْسي بِفِكْري لَعَلَّها

- ‌أَلَمْ يَأْنِ لي يا نَفْسُ أنْ أَتَنَبَّها

- ‌عَجَبًا عَجَبْتُ لِغَفْلَةِ الإِنْسانِ

- ‌يا وَاعِظَ النَّاسِ قَدْ أَصْبَحْتَ مُتَّهَمًا

- ‌تَزَوَّدْ مِن الدُنَيا مُسِرًّا وَمُعْلِنا

- ‌أُفِّ لِلدُّنْيا فَلَيْسَتْ لي بِدارْ

- ‌إنَّ دارًا نَحْنُ فيها لَدارُ

- ‌لِلنّاسِ في السَّبْقِ بَعْدَ الْيَوْمِ مِضْمارُ

- ‌أَلَا يا نَفْسُ ما أَرْجو بِدارِ

- ‌لأَمْرٍ ما خُلِقْتَ فَما الْغُرورُ

- ‌أجَلُ الْفتى مِمْا يُؤَمِّلُ أَسْرَعُ

- ‌يا ساكِنَ الدُّنْيا لَقَدْ أوْطَنْتَها

- ‌أَلا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ أَنْتَ إذا الْقُوى

- ‌لِيَبْكِ عَلى نَفْسِهِ مَنْ بَكى

- ‌أيا رَبِّ يا ذَا الْعَرْشِ أنْتَ رَحِيمُ

- ‌اعْلَمْ بأنِّكَ لا أبَا لَكَ في الذي

- ‌لَقَدْ فَازَ المُوَفَّقُ لِلْصَّوابِ

- ‌لا والِدٌ خالِدٌ وَلا وَلَدُ

- ‌ألا لِلْمَوْتِ كَأْسٌ أيُّ كأسِ

- ‌أتَطْمَعُ أنْ تُخلَّدَ لا أبا لَكْ

- ‌كُلُ امْرِئٍ فكما يدين يُدَان

- ‌كُلُّ حَيٍّ إِلى الْمَماتِ يَصيرُ

- ‌الظنُّ يُخْطِيءُ تَارَةً ويُصِيْبُ

- ‌ألا إنَّ رَبي قَوِيٌّ مَجيدُ

- ‌لِِطائِرِ كُلِّ حادِثَةٍ وُقوعُ

- ‌ما رَأيْتُ الْعيْشَ يَصْفو لأحَدْ

- ‌إنَّ الْقَريرَةَ عَيْنُهُ عَبْدُ

- ‌أيا نَفْسُ مَهْما لَمْ يَدُمُ فَذَرِيهِ

- ‌إنَّ الْحَوادِثَ لا مَحالَةَ آتِيَهْ

- ‌طُوْبَي لِعَبْدٍ أَكْمَلَ الفَرْضَا

- ‌لأبْكِيَنَّ عَلى نَفْسي وَحُقَّ لِيَهْ

- ‌أَيْنَ الْقُرونُ الْماضِيَهْ

- ‌خَرَّبْتَ دَارَ مُقَامٍ كُنْتَ تَنْزلُهَا

- ‌ألَمْ تَرَ أنَّ الْحَقَّ أَبْلَجُ لائِحُ

- ‌انْظُرْ لِنَفْسِكَ يا شَقِي

- ‌للهِ دَرُّ ذَوي الْعُقولِ الْمُشْعِباتِ

- ‌مِنَ النّاسِ مَيْتٌ وهْوَ حَيٌّ بِذِكْرِهِ

- ‌الْمَوْتُ لا والِدًا يُبْقي ولا وَلَدا

- ‌تَخَفَّفْ مِنَ الدُّّنْيا لَعَلَّكَ تُفْلِتُ

- ‌أَلَا أيْنَ الأُلى سَلَفوا

- ‌يُسْلِمُ الْمَرْءَ أَخُوهُ

- ‌سَتْباشِرُ الأجداث وَحدَكْ

- ‌إنَّ السَّلاطِيْنَ الذين اعْتَلَوْا

- ‌أَشَدُّ الْجِهادِ جِهادُ الْهَوى

- ‌نَصَبْتِ لَنا دُوْنَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيا

- ‌أَمَا مِنَ الْمَوْتِ لِحَيِّ نَجَا

- ‌ومَا مِن فتًى إلا سَيَبْلَى جَدِيْدُهُ

- ‌مَا أَقْرَبَ المَوْتَ جِدَّا

- ‌أَلَا إِنَّ لي يَومًا أُدانُ كما دِنْتُ

- ‌هَلْ عَلى نَفْسِهِ امْرُؤُ مَحْزُونُ

- ‌طالَ شُغْلِي بِغَيرِ ما يَعْنِينِي

- ‌إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي

- ‌نَهْنِهْ دُمُوعَكَ كُلُّ حَيٍّ فَانِ

- ‌أينَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا أينَ أينَا

- ‌سُكْرُ الشَّبابِ جُنونُ

- ‌لِمَنْ طَلَلٌ أُسائِلُهُ

- ‌خانَكَ الطَّرْفُ الطَّموحُ

- ‌أَيُّهَا الرَّاقِدُ ذَا اللَّيلَ التَّمَامْ

- ‌عَجِبْتُ لِذِي اغْتِرَارٍ واعْتِزَازٍ

- ‌يَوَدُّ الفَتَى طُولَ البَقَاءِ وطُولُهِ

- ‌قَضَاءٌ مِن الرحمنِ لَيسَ لَهُ رَدُّ

- ‌نُحْ وابْكِ فالمعروف أقْفَرَ رَسْمُهُ

- ‌دَعِ الدُنْيَا لِطَالِبهَا

- ‌يا قَسْوةَ القَلْبِ مَالِي حِيلةٌ فِيكَ

- ‌ما هذه الأرواح في أشباحِها

- ‌أتَهْزَأُ بالدُعَاءِ وتَزدَرِيهِ

- ‌نَموتُ جَميعاً كُلُّنا غَيرَ ما شَكِّ

- ‌أفْنَيتَ عُمْرَكَ باغَتِرارِك

- ‌رَأَيتُ الشَّيبَ يَعْدُوكَا

- ‌الْمَرْءُ مُسْتَأْئِرٌ بِما مَلَكا

- ‌الْخَلْقُ مُخْتَلِفٌ جَواهِرُهُ

- ‌أخٌ طالمَا سَرَّني ذِكْرُهُ

- ‌يا ساكَنِ الْقَبْرِ عَنْ قَليلِ

- ‌رُوِيدَكَ لا تَسْتَبْطِ مَأ هُوَ كائِنٌ

- ‌مُؤَاخاةُ الْفَتى الْبَطِرَ الْبَطِينِ

- ‌يا أيُّها الْمُتَسَمِّنُ

- ‌عَجَبًا لأَرْبابِ الْعُقولِ

- ‌عَجَبًا ما يَنْقَضى مِنى لِمَنْ

- ‌يا نَفْسُ قَدْ أُزِفَ الرَّحيلُ

- ‌أَرى الْمَوتَ لي حَيثُ اعْتَمَدْتُ كَمينَا

- ‌كُنْ عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنِّ مَنْ ظَنّا

- ‌الْجودُ لا يَنْفَكُّ حامِدُهُ

- ‌سَكَنٌ يَبْقَى لَهُ سَكَنُ

- ‌نَهْنِهْ دُموعَكَ كُلُّ حَيٍّ فَانِ

- ‌أيا مَنْ بَينَ باطيةٍ وَدَنِّ

- ‌ولَمَّا رَأيتُ الشَّيبَ حَلّ بِمَفْرِقِي

- ‌أينَ الْقُرونُ بنَوُ الْقُرونِ

- ‌فَيا مَنْ باتَ يَنْمُوا بالخَطَايَا

- ‌نَغَّصَ الموتُ كُلَّ لَذَّةِ عَيش

- ‌أَينَ الْمَفَرُّ مِنَ الْقَضا

- ‌مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيا تَحَيَّرَ فيها

- ‌يا نَفْسُ أنّى تُؤْفَكِينا

- ‌لَتَجْدَ عَنَّ الْمَنايا كُلَّ عِرْنِينِ

- ‌تَفَكَّرْ قَبْلَ أنْ تَنْدَمْ

- ‌ولَقَدْ بَكَيتُ وعَزَّ مَهْلِكُ جَعْفَرٍ

- ‌نَامَ العُيونُ ودَمْعُ عَينِكَ يُهْمِلُ

- ‌الْمَرْءُ يَطْلُبُ وَالْمَنِيَّةُ تَطْلُبُهْ

- ‌حِلْمُ الْفَتى مِما يُزَيِّنُهُ

- ‌عَجِبْتُ لِلنّارِ نامَ راهِبُها

- ‌ما كُلُّ ما تَشْتَهي يَكُونُ

- ‌ما استَعبَدَ الْحِرْصُ مَنْ لَهُ أدَبُ

- ‌لا عُذْرَ لِي قَدْ أتَى المشِيبُ

- ‌سُبْحانَ عَلامِ الْغُيوبِ

- ‌لا تَجْزَعَنَّ مِن الهُزَالِ فَرُبَّما

- ‌فآليتُ لا أرْثى لَهَا مِنْ كَلالَةٍ

- ‌لا تُخْدَعَنَّ فلِلْحَبِيبِ دَلَائلُ

- ‌إذَا قَرُبَتِ الساعةُ يَا لَهَا

- ‌إلامَ تَجرُّ أذَيال التَّصَابِي

- ‌عَجبْتُ لأَمرِ اللهِ واللهِ قادرُ

- ‌أجِدَّكَ مَا لِعَينكَ لا تَنَامُ

- ‌مَا زِلْتُ مُذْ وَضَعَ الفِرَاشَ لِجَنْبِهِ

- ‌أَلَا طَرَقَ النَّاعِي بِلَيلٍ فراعَي

- ‌عَينَيَّ جُودًا طِوَالَ الدهرِ وَانْهَمِرِا

- ‌ألَا يَا عََينُ ويحَكِ أسْعِدِينِي

- ‌لُهِفَ قَلْبِي وبِتُّ كالمَسْلُوبِ

- ‌أفاطِمُ فابْكِي ولا تَسْأمِي

- ‌قَومٌ هُمُ شَهدوا بَدْرًا بأجْمَعِهِمْ

- ‌وأَنَّا مَعَ الهَادِي النبي مُحمَّدٍ

- ‌ذَكَرْتُ مَحَلَّ الربع مِن عَرَفَاتِ

- ‌أمِنْ بَعْدِ تَكْفِينْ النبي ودَفْنِهِ

- ‌الحَمْدُ للهِ الجميلِ المُفْضِلِ

- ‌فَيا سَامِعَ الدُعا، وَيَا رَافِع السَّما

- ‌ولكِنْ بِبَدْرٍ سَائِلُو مَن لَقِيتمُ

- ‌عَرَفْتُ دِيَارَ زَينبَ بالكَثِبِ

- ‌أَسَائِلةٌ أصْحَابَ أُحْدٍ مَخَافَةً

- ‌طَرَقْتْ هُمُومُكَ فالرُقَادُ مُسَهِّدُ

- ‌بَكَتْ عَيِنِي وَحُقَّ لَهَا بُكَاهَا

- ‌سَائِلْ قُريشًا غَداةَ السفحِ مِن أُحُدٍ

- ‌وخَيلٌ تراها بالفَضَاءِ كأنَّها

- ‌أعْرِضْ عَن العوراءِ إنْ أُسْمِعْتَهَا

- ‌أَأَلْمَمَ أمْرًا كَانَ مِن أعْجَبِ الدَّهْرِ

- ‌أَبْلِغْ قُرَيشًا وخَيرُ القَولِ أصْدَقُهُ

- ‌ثَوَى في قُرَيش خَمْسَ عَشْرة حَجَّةً

- ‌أيقِظْ جُفُونَكَ يَا مِسْكَينُ مِن سِنَةٍ

-

- ‌[مقتطفات على حرف الهجاء]

- ‌[حرف الألف]

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف اللام ألف

-

- ‌حرف الياء

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف اللام ألف

- ‌حرف الياء

- ‌اقْرأْ كتاب الله أن رمت الهدى

- ‌نَموتُ جَمِيعًا كُلُّنا غَيرَ مَا شَكٌ

- ‌يا سَائِلِي عَن مَذْهَبي وعَقِيدتِي

- ‌واعجبًا لِلْمرءِ في لَذَّتَهْ

- ‌لا تُورِدَّنَ عَلى سَمْعِي مِن الكَلِمِ

- ‌دَعُوتَ إلى دار السلام فَلَبينَا

- ‌جَميعُ الثَّنا والحمدُ بالشكْرِ أكْملُ

- ‌إني امْرُءٌ لَيسَ في دَينِي لِغَامِزَةٍ

- ‌الحمد لله ربِ العالمين عَلَى

- ‌يا طالب العلم لا تبغِ به بدلاً

- ‌عُجْ بالمَعَالِمِ والرُبُوعْ

- ‌أيا مَنْ عُمْرُهُ طَالْ

- ‌يَا صَاحِب العَقلِ السَّلِيمْ

- ‌لَا نِلْتُ مِمَّا أَرْتَجِيهِ سُرُورَا

- ‌شَمِّر عَسَى أَنْ يَنْفَعَ التَّشْمِيرُ

- ‌وَإِيَاكَ والدُّنْيَا الدَّنِيَّةَ إِنَّهَا

- ‌سَأَحْمَدُ رَبِّي طَاعَةً وَتَعَبُّدًا

- ‌أَمَّا المشِيبُ فقد كَسَاكَ رِدَاؤُه

- ‌يا رب صلِّ على من حل بالحرم

- ‌أَتْعِصِى اللهَ وهو يَرَاكَ جَهْرًا

- ‌تَتُوبُ من الذُنُوبِ إِذَا مَرِضْتَا

- ‌فَيا وَيحَ مَن شَبَّتْ على الزَّيغِ نَفْسُهُ

- ‌وَكَيفَ قَرَّتْ لأَهْل العِلمِ أَعْيُنُهم

- ‌للهِ دَرُّ السَّادَة العُبَّادِ

- ‌يَا مَن يُعَاهِدْ ويَنْكُثْ

- ‌أسَفِي عَلَى فَقْدِ الرَّسُولِ طَوِيلُ

- ‌لَو جَرَى الدَمْع عَلَى قَدْرِ المصاب

- ‌كَيفَ تَلْتَذُ جُفُوني بالمنام

- ‌يَا سَائلاً عن حَمِيدِ الهَدْي والسنُنِ

- ‌وَيحَكْ تَنَبَّهْ لِنَفْسِكْ

- ‌شبابٌ تَولَّى ما إليهِ سَبِيلُ

- ‌أَسَفِي على زَمَنِ الشباب الزَّائِلِ

- ‌كُنْ من الدنيا على وَجَلِ

- ‌إذَا دَانَتْ لَكَ الدُّوَل

- ‌إذَا شَرُفتْ نَفْسُ الفتى عافتِ الذُّلاّ

- ‌يا عَينِ فَابْكي ولا تَسْأمي

- ‌لَمَّا رَأيتُ نَبِيّنَا مُتجَدِّلاً

- ‌باتَتْ تَأوّبُني هُمُومٌ حُشدٌ

- ‌تَطَاوَلَ لَيلِي واعْتَرَتْني القَوَارِعُ

- ‌والله مَا حَمَلَتْ أنْثَى ولا وَضَعَتْ

- ‌مَا بالُ عَينِكَ لا تَنَامُ! كأنّما

- ‌يَا عَينِ جُودِي بدَمْعٍ مِنْكِ إسْبالِ

- ‌يَا عَينِ فَابكي بدَمْعٍ ذَرَى

- ‌ألا يا رَسولَ الله كُنْتَ حَبَيبَنَا

- ‌يا عَينِ جودي، ما بقِيتِ، بعَبرَةٍ

- ‌أعَينَيَّ جُودا بالدّموعِ السّوَاجِمِ

- ‌أعَينَي جْودا بدَمّعٍ سَجَمْ

- ‌أرِقْتُ فَبِتُّ لَيلي كالسّلِيبِ

- ‌عَينِ جُودِي بدّمْعَةٍ تَسْكَابِ

- ‌آبَ لَيلي عَلَيّ بالتّسْهَادِ

- ‌يا عينِ جودي بدمعٍ منكِ وَابتَدرِي

- ‌أشَابَ ذُؤَابَتي وَأذَلّ رُكْني

- ‌ألا يَا عَينِ بَكِّي لَا تَمَلِّي

- ‌قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أنباءٌ وهَنبَثَةٌ

- ‌أمْسَتْ مراكِبُهُ أوحَشَتْ

- ‌ضرَمَتْ حِبَالَكَ بَعد وصلك زينبُ

- ‌الحمد لله لا يحصى له عددُ

- ‌ألا قُلِ لِذِي جَهْلٍ تَهوَّرْ في الرَّدَى

- ‌تلأْلأَ نُورُ الحقِّ في الخلْق وانْتشرْ

- ‌على قلةِ الداعي وقلةِ ذي الفهمِ

- ‌تلأَلأَ نورُ الحقِّ في الخلق واستما

- ‌وَإيَّاكَ شُرْبًا لِلْخُمُورِ فَإِنَّهَا

- ‌أعوُذُ برَبِّ العرشِ مِن كُلِّ فِتْنَةٍ

- ‌ضَلالٌ ما يُؤَمِّلهُ اللئَامُ

- ‌ألا فَذَرَاني من جهولٍ وغاشمٍ

- ‌يلوم أُناسٌ أَن نَظمتُ روايةً

- ‌يا أيها الباغي على اتباعه

- ‌ألا بلغن عنى لِحَيٍ رسَالَةً

- ‌لا تَطْلُبَنْ مِن غَيرِ ربكِ حَاجَةً

- ‌يا طالب الحق المبين ومؤثرا

- ‌يا من يريد ولاية الرحمن

- ‌وَإْذَا بَدتَ فِي حُلَّةٍ مِن لُبْسِهَا

- ‌وَلَقَدْ رَوَينَا أَنَّ شُغْلَهُم الذِي

- ‌أَوَ مَا سَمِعْتَ مُنَادِيَ الإِيمَانِ

- ‌أو ما علمت بأنه سبحانه

- ‌ويرونه سبحانه من فوقهم

- ‌الحاشر البر الرحيم العاقب

الفصل: ‌الحاشر البر الرحيم العاقب

أبيات في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:

‌الحاشر البر الرحيم العاقب

الـ

ـماحِي رُسُوَمَ الشرك والتكذِيبِ

ذو المعجزاتِ فَكُلُ ذُي بَصَرٍ غَدَا

لِصَوابِهَا بالعين ذَا تَصْوِيبِ

كالشمس ضَاءَتْ للأَنَامِ وأَشْرَقَتْ

إلَاّ عن المكْفُوفِ والمَحْجُوبِ

وانْشَقَّ بَدْرُ التِّمِ مُعْجِزَةً لَهُ

وبِهِ أَتَاهُ النَّصْرُ قَبْلَ مَغِيبِ

وبِفَتْحِ مَكَّةَ قد عَفَا مِمَّنْ هَفَا

فأَتوهُ بالتَّرغِيبِ والتَّرْهِيبِ

وأَزَالَ بالتَّوحِيدِ ما عَبَدُوهُ مِنْ

صَنَمٍ بِرَأْيِ ثابتٍ وصَليبِ

وسَقَى الطُغَاةَ كَئوُسَ حَتْف عَجَّلَتْ

لِلْمُؤْمِنينَ ذَهَابَ غَيظِ قُلُوبِ

لَمْ يَحْتَمُوا مِنْ مِيمٍ طَعْنَاتٍ وَلَا

أَلِفَاتِ ضَرْباتٍ بلَام حُرُوبِ

نَطَقَ الجَمادُ بكفِّهِ وبِهِ جَرَا

مَاءٌ كَما يَنْصَبُّ مِنْ أنْبُوبِ

والعَينُ أورَدَهَا وجَادَ بِهَا كَما

قَدْ رَدَّهَا كالشمسِ بعد غُرُوبِ

وَلَهُ مَنَاقِبُ أَعْجَزَتْ عَن عَدِّهَا

مِنْ حَافظٍ واعٍ ومِن حَيسُوبِ

يا سَيِّدَ الرُسْلِ الذي مِنْهَاجُهُ

فَاقَ الوَرَى بالفضل والتَّهْذِيبِ

أُسْرِي بِجِسْمِكَ لِلْسَّماءَ فَبُشِّرتْ

أَمْلَاكُهَا وحَبَتْكَ بالتَّرْحِيبَ

فَعَلَوتَ ثُمَّ دَنوتَ ثَم بَلَغتَ مَا

لَا يَنْبَغِي لِسِوَاكَ مِن تَقْرِيبِ

وخُصِصْتَ فَضْلاً بالشَفَاعَةِ في غَدٍ

ومَقَامِكِ المَحْمُودِ والمَحْبُوبِ

والأَنْبِيَاء وَقَدْ رُفِعْتَ جَلَالَةً

في الحَشْرِ تَحْتَ لِوَائِكَ المنْصُوبِ

يَحْبُونَ رَبَّكَ مِن مَحَامِدِهِ الَّتِي

تُعْطَى بها ما شِئْتَ مِن مَطْلُوبِ

ويَقُولُ قُلْ يُسْمَعْ وسَلْ تُعْطَى المُنى

واشْفَعْ تُشَفَّعْ في رَهِين ذُنُوبِ

صَلَّى عليكَ وسَلَّم اللهُ الذي

أعْطَاكَ فَضّلاً لَيسَ بالمَحْسُوبِ

وعَلى القَرَابَةِ والصحَابِة كُلِّهِم

ما أُتْبعَ المَفْرُوضُ بالمَنْدُوبِ

ما أطْرَبَتْ أمْدَاحُهُم مُدَّاحَهُمْ

واشْتَاقَ مَهْجُورٌ إلى مَحْبُوبِ

ص: 579

قال ابن القيم رحمه الله:

«فصل في بيَان توحيد الأنبياء والمرسلين

ومُخَالَفَتِهِ لتوحيد الملاحدة والمُعَطِّلِين»

فاسْمَعْ إذن تَوحِيدَ رُسْل الله ثم

اجْعَلْهُ داخلَ كِفَّةِ المِيزَانِ

مَعَ هَذِه الأنْواعِ وانْظُرْ أيَّها

أولىَ لَدَى المِيزَانِ بالرُجحانِ

توحِيدُهُم نَوعَان قَولِي وفِعْـ

ـليٌ كِلا نَوَعَيهِ ذُو بُرهَانِ

فالأوَلُ القَولِيُّ ذُو نَوعَين أيضـ

ـًا في كِتابِ الله مَوجُودَانِ

إحْدَاهُمَا سَلْبٌ وذَا نَوعَانِ

أيضًا فِيه مذْكُورَانِ

سَلْبُ النَّقَائِصِ والعُيُوبِ جَمِيعِها

عَنْهُ هُما نوعانِ مَعْقُولانِ

سَلْبُ لِمُتِّصَّلٍ ومُنْفَصِلٍ هُمَا

نَوعانِ مَعْرُوفانِ أمَّا الثانِي

سَلْبُ الشرِيكِ مَعَ الظِهير مَعَ

الشفيعِ بدُونِ إذْنِ المالِكِ الدَّيانِ

وكذاك سَلْبُ الزوجِ والولد الذِي

نَسَبُوا إليهِ عابِدُو الصُلْبَانِ

وكذاكَ نَفْيُ الكُفْءِ أيضًا

والوَلِي لنا سِوَى الرحمن ذِي الغُفْرِانِ

والأَولُ التنزيهُ لِلرِحْمنِ عن

وَصْفِ العُيُوبِ وكلِّ ذِي نُقْصَانِ

كالموتِ والإِعياءِ والتَّعَبِ الذِي

يَنْفي اقْتدُارَ الخَالِقِ المَنَّانِ

والنومِ والسنة التي هِيَ أصْلهُ

وعُزَوبِ شيءٍ عنه في الأكْوَانِ

وكَذلِكَ العَبَثُ الذي تَنْفِيهِ

حِكْمَتُهُ وَحَمْدُ اللهِ ذِي الإتْقَانِ

وكَذَاكَ تَرْكُ الخَلْقِ إهْمَالاً سُدى

لا يُبْعَثُونَ إلىَ مَعَادٍ ثانِ

كَلَاّ ولا أمْرٌ ولا نَهْيٌ

عَليهم مِن إله قادِرٍ دَيَّانِ

وكَذَاكَ ظُلْمُ عِبَادَةِ وهُوَ

الغَنِيُّ فَمَا لَهُ والظُلْمُ للإِنْسَانِ

وكَذاكَ غَفْلَتُهُ تَعَالى وهَو عَلَاّ

مُ الغُيوبِ فظاهِرُ البطلانِ

وكَذَلِكَ النِسيَانُ جَلَّ إلهُنَا

لا يَعْتَرِيهِ قَطُ مِن نِسْيَانِ

ص: 580

وكذَاكَ حَاجَتُهُ إلى طَعْمٍ وَرِزْ

قٍ وهُوَ رَزَّاقٌ بلا حُسْبانِ

هَذا وثاني نَوعَي السَّلْبِ الذِي

هُوَ أوَّلُ الأنْوَاعِ في الأوزانِ

تَنْزِيهُ أوصَافِ الكَمَالِ لَهُ عن

التَّشْبيهِ والتَمثيلِ والنُكْرِانِ

لَسْنَا نُشَبّهُ وصْفَهُ بِصِفاتِنَا

إنَّ المُشَبِّهَ عابِدُ الأوثانِ

كَلَاّ ولا نُخْلِيهِ مِن أوصَافِهِ

إِنَّ المُعَطَّلَ عَابِدُ البُهْتَانِ

مَنْ مَثَّلَ اللهَ العظيمَ بِخَلْقِهِ

فَهْوَ النَّسِيبُ لِمُشْرِكٍ نَصْرَانِي

أو عَطَّلَ الرحمنَ عَن أوصَافِهِ

فَهْوَ الكَفُورُ ولَيسَ ذا إيمَانِ

«فصل في النوع الثاني من النوع الأول وهو الثُبوت»

هَذا ومِن تَوحِيدهم إثْباتُ أو

صَافِ الكَمالِ لِربنا الرحمنِ

كَعُلُوِّهُ سُبْحَانَه فَوقَ السَّما

وَاتِ العُلَى بل فَوقَ كُلِّ مَكَانِ

فهو العَلِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ

إذْ يَسْتَحْيلُ خِلافُ ذا بِبَيَانِ

وهو الذي حقًّا على العرش اسْتَوى

قَدْ قَامَ بالتَّدْبيرِ للأكْوانِ

حيٌّ مُرْيدٌ قَادرٌ مُتَكَلِّمٌ

ذُو رَحْمَةٍ وإرَادةٍ وحَنَانِ

هُوَ أولٌ هو آخَرٌ هو ظَاهرٌ

هو باطنٌ هيَ أرْبعٌ بوزانِ

ما قَبْلَهُ شَيءٌ كَذَا ما بَعْدَهُ

شَيءٌ تعالى اللهُ ذُو السَلطَانِ

ما فَوقَه شيءٌ كَذَا ما دُونَه

شيءٌ وذا تَفْسِيرُ ذِي البُرهَانِ

فانْظُرْ إلى تَفْسِيرِهِ بتَدَبُّرٍ

وتبَصُّرٍ وتَعَقُلٍ لِمَعَانِ

وانْظْر إلى ما فِيهِ من أنْواعِ

مَعْرِفَة لِخَالِقِنَا العظيم الشانِ

وهو العَليُّ فَكَلُ أنواعِ

العُلُوِّ لَهُ فثابِتَةٌ بلا نُكّرانِ

وهو العظيمُ بِكُلِ مَعْنَىً يُوجبُ

التَّعْظِيمَ لا يُحْصِيه مِن إنْسَانِ

وهو الجليلُ فكُلُ أوصَافِ الجَلَا

لِ لَهُ مَحَقّقَةٌ بَلا بَطْلانِ

ص: 581

وهو الجميلُ على الحقيةِ كَيفَ لا

وَجَمَالُ سَائِرِ هَذِه الأكْوانِ

مِن بَعْضِ آثار الجميلِ فَرَبُّها

أولَى وأجْدَرُ عَندَ ذِيَ العِرفان

فَجمَالَهُ بالذاتِ والأوصَافِ

والأفْعالِ والأسْمَاءِ والبُرهَانِ

لا شَيءَ يُشْبِهُ ذَاتَه وصفاتِه

سُبْحَانَهُ عن إفْكِ ذِي البُهْتَانِ

وهو المجيدُ صِفَاتُه أوصَافُ تَعْظِـ

ـيمٍ فشأنُ الوَصْفِ أعظمُ شَانِ

وهو السميعُ يَرى ويَسمعُ كُلَّ ما

في الكَون مِن سِرٍّ ومِن إعْلانِ

ولِكُلِ صَوتٍ منه سَمْعٌ حَاضِرٌ

فالسِّرُ والإعلانُ مُسْتَويَانِ

والسَّمْعُ منه واسعُ الأصْواتِ لا

يَخفَى عَليه بَعِيدُها والدانِي

وهو البصيرُ يَرى دَبِيبَ النَمّلْةِ

السَّوداءِ تحتَ الصَخرِ والصُّوانِ

ويَرَى مجارِي القُوتِ في أعْضَائِها

ويَرَى بياضَ عُروقها بعِيانِ

ويَرَى خَياناتِ العُيونِ بلَحْظِها

ويَرَى كذاكَ تَقَلُّبَ الأجْفَانِ

وهو العليمُ أحَاطَ عِلْمًا بالذِي

في الكَونِ مِن سِرِّ إعْلانِ

وبكُلِ شيءٍ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ

فَهْوَ المحيطُ ولَيسَ ذَا نِسْيَانِ

وكذاكَ يَعلمُ ما يكونُ غَدًا ومَا

قد كانَ والموجودَ في ذَا الآنِ

وَكذاكَ أَمْرٌ لَمْ يَكُنْ لَو كَانَ كَيـ

ـفَ يَكُونُ ذَاكَ الأَمْرُ ذَا إمْكَانِ

«فصل»

وهو الحميدُ فكِلُ حَمْدٍ واقعٍ

أو كَانَ مَفْرُوضًا مَدَى الأزْمَانِ

مَلأَ الوجودَ جَميعَهُ ونَظَيرَهُ

مِنْ غَيرِ ما عَدٍّ ولا حُسْبَانِ

وهو أهْلهُ سُبْحَانَهُ وبِحَمْدِهِ

كُلُ المحامِدِ وصْفُ ذِي الإِحسَانِ

«فصل»

وهو المِكُلّمُ عَبْدَهُ مُوسَى

بتَكْليمِ الخِطابِ وَقَبْلَهُ الأبَوانِ

كَلِماتُه جَلَّتْ عن الإحصاء

والتَّعْدَادِ بَلْ عن حَصْرِ ذِي الحسْبَانِ

ص: 582

لَو أنَّ أشْجَارَ البِلادِ جَمِيعهَا

والأَقْلَامُ تَكْتَبُهَا بكَلِّ بَنَانِ

والبَحْرَ تُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ

لِكَتابَةِ الكَلمَاتِ كُلَّ زَمَانِ

نَفِدَتْ ولَمْ تَنْفَدْ بِهَا كَلِمَاتُهُ

لَيسَ الكَلامُ مِن الإِله بفانِ

وهو القديرُ ولَيسَ يُعْجزه إذا

ما رَامَ شَيئا قَطُّ ذُو سُلْطانِ

وهو القويُّ لَهُ القُوَى جَمْعًا تَعا

لَى رَبُّ ذِي الأكْوانِ

وهو الغَنيُّ بذَاتِه فغناهُ ذَا

تيٌّ لَهُ كالجُودِ والإِحْسَانِ

وَهو العزيز فلن يُرام جنابه

أنَّى يُرام جناب ذي السلطان

وهو العزيزُ القاهرُ الغلَاّبُ لم

يَغْلِبْه شيءٌ هَذه صِفَتَانِ

وهو العزْيزُ بقُوةٍ هِيَ وَصْفُهُ

فالِعَزُّ حِينَئِذٍ ثَلَاثُ مَعَانِ

وهْيَ التي كَمَلُتْ لَهُ سُبْحَانَهُ

مِن كُلَّ وَجْهٍ عادِمِ النُقْصَانِ

وهو الحكيمُ وذاكَ مِن أوصَافِهِ

نَوعانِ أيضًا مَا هُمَا عَدَمانَ

حِكَمٌ وأحْكامٌ فَكُلٌ مِنْهُما

نَوعانِ أَيْضًا ثَابتَا البُرْهَانِ

والحُكْمُ شَرْعَيٌ وكَونيٌ ولا

يَتَلازَمان ومَا هُما سِيَّانِ

بَلْ ذَاكَ يُوجَدُ دُونَ هَذا مُفْردًا

والعكْسُ أَيْضًا ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ

لَنْ يَخْلُو المربُوبُ مِن إحْدَاهُمَا

أو مِنْهُمَا بَلْ لَيسَ يَنْتَفِيَانِ

لَكنَّما الشَّرْعِيٌ مَحْبُوبٌ لَهُ

أبَدًا ولَنْ يَخْلُو مِن الأكْوانِ

هُوَ أمْرُهُ الدِينيُ جاءَتْ رُسْلُهُ

بِقِيَامِهِ في سَائِرِ الأزْمَانِ

لَكِنَّما الكَونِيُّ فَهْوَ قَضَاؤُهُ

فَي خَلْقِهِ بالعَدْلِ والإِحْسَانِ

هُو كُلُّه حَقٌ وعَدْلٌ ذُو رِضًا

والشأنُ في المقَضِيِّ كُلَّ الشانِ

فلذاكَ نَرضَى بالقَضَاءِ ونَسْخَطُ

الْمَقْضِيَّ حِينَ يكونُ بالعِصْيَانِ

فالله يَرْضَى بالقَضَاءِ ويَسْخَطُ

الْمَقْضِيَّ مَا الأمْرانِ مُتَّحِدَانِ

فَقَضَاؤُهُ صِفَةٌ بِهِ قَامَتْ ومَا

الْمَقْضِيُّ إلَاّ صَنْعَةُ الإِنْسانِ

ص: 583

والكَونُ مَحْبُوبٌ ومَبْغُوضٌ لَهُ

وكَلاهُمَا بِمَشِيئِةِ الرَّحْمِنِ

هَذا البَيَانُ يُزِيلُ لَبْسًا طَالَمَا

هَلَكَتْ عَلَيهِ النَّاسُ كُلَّ زَمَانِ

ويَحِلُّ مَا قَدْ عَقَّدَوا بأُصُولِهم

وبُحُوثِهِم فافْهَمْهُ فَهْمَ بَيَانِ

مَنْ وافقَ الكَونَّيَّ وافَقَ سُخْطَهُ

أو لَمْ يُوافَقْ طَاعَةَ الدَّيَانِ

فلذاكَ لا يَعْدُوهُ ذَمٌّ أو فَوَا

تُ الحَمْدِ مَعْ أجْرٍ ومَعْ رِضْوانِ

ومُوَافِقُ الدِينِيُ لا يَعْدُوهُ أجْرٌ

بَلْ لَهُ عِنْدَ الصَوَابِ اثْنَان

«فصل»

والحِكْمَةُ العُلْيا عَلَى نَوعَينِ أيـ

ـضَاً حُصِّلَا بِقَواطِعِ البُرْهَانِ

إحْدَاهُمَا في خَلْقِهِ سُبْحَانَهُ

نَوعانِ أيضَا لَيسَ يَفْتَرِقَانِ

إحْكَامُ هَذا الخَلْقِ إذْا إيجَادُهُ

في غَايةِ الإحْكامِ والإتْقَانِ

وصُدُورُهُ مِن أجْلِ غَاياتٍ لَهُ

ولَهُ عَلَيهَا حَمْدُ كُلِّ لِسَانِ

والحكمةُ الأخْرى فحكمةُ شَرْعِهِ

أيضًا وفيها ذَانكَ الوَصْفَانِ

غَايَاتُها الَّلائِي حُمِدْنَ وكَونُهَا

في غايةِ الإتقانِ والإِحْسَانِ

«فصل»

وهو الحَيِّيُ فَلَيسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ

عندَ التَّجَاهْرِ مِنه بالعِصْيَانِ

لَكِنَّه يُلقِي عَليه سِتْرَهُ

فَهُوَ السَّتِيرُ وصاحِبُ الغُفْرانِ

وهو الحكيمُ فلا يُعَاجِلُ عَبْدَهُ

بعُقُوبة لَيتُوبَ مِن عِصيانِ

وهو العَفُوُّ فَعَفْوهُ وَسَعَ الوَرَى

لَولَاهُ غَارَ الأرضُ بالسُكانِ

وهو الصَّبُورُ علَى أذَى أعْدَائِهِ

شَتَمُوهُ بَلْ نَسَبُوهُ لِلْبُهْتَانِ

قالُوا لَهُ ولَدٌ ولَيسَ يُعْيَدُنَا

شَتْمًا وتَكذِيبًا مِن الإِنْسانِ

ص: 584

هَذا وذَاكَ بِسَمْعِهِ وبِعِلْمِهِ

لَو شَاءَ عَاجَلهُم بِكُلِ هَوَانِ

لكن يُعَافِيهم ويَرْزُقْهُمُ وهُمْ

يُؤْذُونَهُ بالشِّرْكِ والكُفْرَانِ

«فصل»

وهو الرقِيبُ عَلَى الخَواطِر واللَّوَا

حِظِ كَيفَ بالأفْعَالِ بالأرَكَانِ

وهو الحفيظُ عليهم وهُو الكَفِيلُ

بحفظِهِم مِن كُلِ أمْرٍ عَانِ

وهو اللِطيفُ بِعَبْدِهِ ولِعَبْدِهِ

واللُّطْفُ في أوصَافِهِ نَوعانِ

إدْرَاكُ أسْرارِ الأمُورِ بِخبْرَةٍ

واللُّطْفُ عِنْدَ مَوَاقِعِ الإِحْسَانِ

فَيُرِيكَ عِزَّتَهُ ويَبْدِي لطفهُ

والعَبْدُ في الغَفَلاتِ عن ذا الشانِ

«فصل»

وهو الرفيقُ يُحبُّ أهْلَ الرِفْقِ بَلْ

يَعُطِيهُم بالرِفقِ فَوقَ أمَانِ

وهو القَرِيبُ وقُرْبُهُ المَختَصُّ

بالدّاعِي وعَابِدِهِ عَلَى الإِيمَانِ

وهو المجيَبُ يَقُولُ مَن يَدعُو أُجِبْهُ

أنا المجِيبُ لِكُلِّ مَن نَادَانِي

وهو المجيبُ لِدَعْوَةِ المضْطَرِّ إذْ

يَدْعُوهُ في سِرٍّ وفي إعْلانِ

وهو الجَوادُ فَجُودُهُ عَمَّ الوُجُوِ

د جَمِيعَهُ بالفَضْلِ والإِحْسَانِ

وهو الجَوادُ فلا يُخَيِّبُ سَائِلاً

وَلَو أنَّهُ مِن أُمَّةِ الكُفْرانِ

وهو المغيثُ لِكُلِّ مَخْلُوقَاتِهِ

وكَذَا يَجُيبُ إغَاثَةَ اللَّهفَانِ

«فصل»

وهو الوَدُودُ يُحِبُّهُم ويُحبُّهُ

أحْبَابُهُ والفَضْلُ لِلْمَنَّانِ

وهو الذي جَعَلَ المحبة في قُلُو

بِهِمَ وجَازَاهُم بِحُبِّ ثَانِ

هَذا هُوَ الإِحْسَانُ حَقًّا لَا مُعَا

وَضَةً ولا لِتَوقُّعِ الشُكْرِانِ

لكن يُحبُّ شَكُورَهُم وشُكُورُهُمْ

لَا لاحِتَياجٍ مِنْهُ لِلشُّكْرانِ

ص: 585

وهو الشُكُورُ فلنْ يَضَيِّعَ سَعْيَهُمْ

لَكِنْ يُضاعِفهُ بلا حُسْبَانِ

ما لِلْعِبَادِ عليه حَقٌّ واجبٌ

هُو أوجَبَ الأجرَ العَظِيمَ الشانِ

كَلَاّ ولا عَمَلٌ لَديه ضَائعُ

إن كَانَ بالإخلاصِ والإِحِسانِ

إنْ عُذبُوا فبِعَدْلِهِ أو نُعِّمُوا

فبفَضَلِهِ والحَمْدُ للرَّحمنِ

«فصلٍ»

وهو الغفورُ فَلو أتَى بقُرابَها

مِن غَيرَ شِرْكٍ بَلْ مِن العِصَيانِ

لاقَاهُ بالغُفْران مِلءَ قُرابِها

سُبْحَانَهُ هو وَاسعُ الغُفْرانِ

وكَذِلكَ التّّوابُ مِن أوصَافِهِ

والتَّوبُ في أوصَافِهِ نوعانِ

إذْنٌ بِتَوبةِ عَبْدِهِ وقَبُولِهَا

بَعْدَ المتَابِ بمنَّةِ المَنَانِ

«فصل»

وهو الإِلهُ السيدُ الصمدُ الذي

صَمَدَتْ إليه الخلقُ بالإذِعانِ

الكاملُ الأوصَافِ مِن كُل الوُجُو

هـ كَمَالُهُ ما فيه مِن نُقْصَانِ

وكَذِلكَ القَهارُ مِن أوصَافِهِ

فالخلقُ مَقْهُورُونَ بالسُلْطانِ

لَو لَمْ يَكُنْ حَيًّا عَزْيزًا قادرًا

ما كَانَ مِن قَهْرٍ ولا سُلْطانِ

وكَذلِكَ الجبارُ مِن أوصَافِهِ

والجَبْرُ في أوصَافِهِ قِسْمَانِ

جَبْرُ الضعيفِ وكُلَّ قَلبٍ قد غَدا

ذَا كَسْرةٍ فالجَبْرُ منهُ دَانِ

والثاني جَبْرُ القَهرِ بالعزِّ الذي

لَا يَنْبَغِي لِسِواهُ مِن إنْسانِ

ولَهُ مَسَمًّى ثالثٌ وهُوَ العُلُوُّ

فَلَيسَ يَدْنُو مِنْه مِن إنْسَانِ

مِن قَولِهمْ جَبَّارَةٌ لِلْنَّخْلةِ

العُلْيا التي فاتَتْ لِكُلِ بَنانِ

ص: 586

«فصل»

وهو الحَسِيبُ كِفَايةً وحَمَايةً

والحَسْبُ كَافي العَبْدُ كُلَّ أوانِ

وهو الرشيدُ فقولهُ وفعالُهُ

رُشْدٌ وَرَبُكَ مُرْشِدُ الحَيرانِ

وكلاهُما حَقٌ فهذا وَصْفُهُ

والفعلُ للإرشاد ذَاكَ الثانِي

والعَدْلُ مِن أوصَافِهِ في فِعْلِهِ

وَمَقَالِه والحُكْمُ بالميزانِ

فَعَلى الصِراطِ المستقيم إلهنَا

قَولاً وفِعْلاً ذَاكَ في القُرآنِ

«فصل»

هَذا وِمن أوصَافِهِ القُدُوسُ ذُو

التَّنْزِيهِ بالتعظُّمِ للرَّحْمنِ

وهو السلامُ عَلَى الحقيقِة سالمٌ

مَن كلِ تَمثيلٍ ومِن نُقْصَانِ

والبَرُ في أوصَافِهِ سُبْحَانه

هو كَثرةُ الخيراتِ والإِحسانِ

صَدَرَتْ عن البِرِّ الذي هو وَصْفُهُ

فالبِرُّ حِينَئِذٍ لَه نَوعانِ

وصفٌ وفعلُ فهو بَرٌ مُحْسِنٌ

مُولِي الجميلَ ودائمُ الإِحْسِانِ

وكَذلِكَ الوهابُ مِن أسمائِهِ

فانْظر مَوَاهِبَهُ مَدَى الأَزَمَانِ

أهْلُ السمواتِ العُلىَ والأرضِ عن

تِلكَ المواهبِ لَيسَ يَنْفَكَّانِ

وكَذلِكَ الفتاحُ مِن أسمائِهِ

والفَتْحُ في أوصَافِهِ أمْرانِ

فَتْحٌ بحكْمٍ وهو شرعُ إلهنِا

والفَتحُ بالأقدارِ فَتْحٌ ثانِ

والربُ فَتَّاحٌ بِذَينِ كِليهما

عَدْلاً وإحسانًا مِن الرحمنِ

وكَذلِكَ الرزاقُ مِن أوصَافِهِ

والرزقُ مِن أفعالِهِ نَوعانِ

رِزْقٌ عَلَى يَدِ عبدِهِ ورَسُولِهِ

نوعانِ أَيْضًا ذَان مَعْرُوفانِ

رِزْقُ القُلُوبِ العِلمُ والإِيمانُ

والرِزْقُ المُعَدُّ لِهذِهِ الأبْدانِ

هَذا هُو الرزقُ الحلالُ وَرَبُنَا

رَزَّاقُهُ والفَضْلُ لِلْمَنَّانِ

والثَّانِي سَوقُ القوتِ للأعْضاءِ في

تِلْكَ المجارِي سَوقُهُ بوزانِ

ص: 587

هذا يكونُ مِن الحلال كما يكُو

نُ مِن الحرامِ كِلاهُمَا رَزْقانِ

واللهُ رَازِقُه بِهَذا الاعْتَبا

ر ولَيسَ بالإطَلاقِ دُون بَيَانِ

«فصل»

هَذَا ومن أوصافِهِ القَيُومُ

والقَيُومُ في أوصَافِهِ أمْرَانِ

أحَدُهُمَا القَيُومُ قَامَ بِنَفْسِهِ

والكونُ قَامَ به هُمَا الأمْرَانِ

فالأوَّلُ اسْتِغْنَاؤُهُ عن غَيرِهِ

والفَقْرُ من كُلِّ إليهِ الثانِي

والوصفُ بالقَيومِ ذُو شأنٍ عَظَيمٍ

هكذا مَوصُوفُه أَيْضًا عَظيمٌ الشانِ

والحيُ يَتْلُوهُ فأوصَافُ الكَمَا

لِ هُمَا لأفْقِ سَمَائها قُطْبانِ

فالحيُ والقَيُومُ لَنْ تَتَخَلَّفَ

الأوصَافُ أصَلاً عَنهُمَا بِبَيانِ

هو قابضٌ هو باسطٌ هو خَافِضٌ

هو رافعٌ بالعَدْلِ والمِيزانِ

وهو المعزُّ لأهْلِ طَاعَتِه وذَا

عِزٌّ حقِيقيٌّ بِلا بُطْلانِ

وهو المذلُّ لِمَنْ يَشَاءُ بِذِلِةِ الدا

رَين ذُلُّ شَقَا وذُلُّ هَوانِ

هُوَ مَانعٌ مُعْطٍ فهذا فَضْلُهُ

والمنعُ عَينُ العَدْلِ لِلْمنَانِ

يُعْطَي برَحْمِتِهِ ويَمْنَعُ مَن يَشَا

ءُ بِحِكْمِتِهِ واللهُ ذُو سُلطانِ

«فصل»

والنورُ من أسمائِهِ أَيْضًا ومِن

أوصَافِهِ سُبْحَانَ ذِي البُرهَانِ

قال ابنُ مَسعودٍ كَلَامًا قَدْ حَكا

هُ الدارِمي عَنْهُ بِلا نُكرانِ

ما عندهَ لَيلٌ يكونُ ولا نَها

رٌ قُلْتُ تحتَ الفُلْكِ يُوجَدُ ذانِ

نُورُ السمواتِ العُلى مِن نُورِهِ

والأرْضِ كَيفَ النجَمُ والقَمرانِ

من نُور وَجْهِ الربِ جل جلاله

وكذا حَكاهُ الحافظُ الطبراني

ص: 588

فِبه اسْتَنارَ العرشُ والكُرسيُ مَعْ

سَبْعِ الطِباقِ وسَائِرِ الأكْوانِ

وكِتابُهِ نُورٌ كَذلِكَ شَرْعُهُ

نُورٌ كَذَا المبعوثُ بالفُرقانِ

وكَذلِكَ الإِيمانُ في قَلبِ الفَتَى

نُورٌ عَلى نُورٍ مَعَ القُرآنِ

وحِجَابُهُ نُورِ فلو كَشَفَ الحِجَا

بَ لأحْرَقَ السُّبُحَاتِ للأكْوانِ

وإذا أتَى لِلْفَصْلِ يُشْرِقُ نُورُهُ

في الأرْضِ يَومَ قِيَامَةِ الأبْدانِ

وكُّذاكَ دَارُ الربِ جناتُ العُلى

نُورٌ تَلأَلأَ لَيسَ ذَا بُطْلَانِ

والنُورُ ذُو نَوعَينِ مَخْلُوقٌ

وَوَصْفٌ ما هُمَا وَاللهُ مَتَّحدَانِ

وكَذَلِكَ المخلُوقُ ذَو نَوعَينِ

مَحْسُوسٌ ومَعْقُولٌ هُمَا شَيئانِ

احْذَرْ تَزلْ فَتَحْتَ رِجْلِكَ هُوَّةٌ

كَمْ قَدْ هَوى فيها عَلى الأزْمَانِ

مَن عَابِدٍ بالجَهْلِ زَلِّتْ رِجْلُهُ

فَهَوى إلى قَعْرِ الحَضِيضِ الدانِي

لاحَتْ لَهُ أنوارُ آثارِ العِبَا

دَةِ ظنَّها الأنْوارَ لِلْرَّحْمِنِ

فأتَى بكُلِّ مُصْيبَةٍ وبَليِّةٍ

ما شَئْتَ مِن شَطْحِ ومِن هَذيانِ

وكَذَا الحُلوليُ الذي هو خدْنُهُ

مِن هَا هُنَا حَقًّا هما أخَوَانِ

ويُقَابلُ الرَجُلين ذُو التَّعِطْيل

والحُجْبِ الكَثْيفَةِ مَا هُما سِيَّانِ

ذَا في كَثافَةِ طبْعِهَ وظَلَامِهِ

وبِظُلْمِةِ التَّعْطَيلِ هَذا الثاني

والنورُ مَحُجْوبٌ فَلا هَذا ولا

هَذَا لَهُ مِن ظُلمةٍ يَرَيانِ

«فصل»

وهُوَ المُقَدِّمُ والمُؤَخِّرُ ذَانِكَ

الصِّفَتَانِ للأَفْعَالِ تَابعَتَانِ

وهُمَا صفاتُ الذاتِ أَيْضًا إذْ هُمَا

بالذَاتِ لا بالغِيرِ قَائِمتَانِ

ولذَاكَ قَدْ غَلِطَ المقَسمُ حِينَ

ظَنَّ صِفَاتِهِ نَوعَانَ مُخَتَلفانِ

إنْ لَمْ يُردْ هَذا ولَكِن قَدْ أرَا

دَ قيامَها بالفعل ذِي الإِمكانِ

والفعلُ والمفعولُ شيءٌ واحدٌ

عندَ المُقَسِّم مَا هُمَا شَيئانِ

ص: 589

فلذاكَ وَصْفُ الفعلِ لَيسَ

لَديهِ إلَاّ نِسْبَةٌ عَدَميَّةٌ ببيانِ

فجميعُ أسْمَاء الفعال لَديهِ

لَيسَتْ قَطُّ ثابتَةٌ ذَوَاتُ مَعانِ

مَوجُودَةٌ لَكَنْ أُمُور كُلُها

نِسَبٌ تُرَى عدَميَّةُ الوِجْدَانِ

هَذا هُو التَّعِطَيلُ للأْفْعَالِ

كالتَّعْطِيلِ للأوصَافَ بالميزانِ

فالحقُّ أنَّ الوَصْفَ لَيسَ بِمورد

التَّقَسيمَ هَذا مُقْتَضى البُرهانِ

بَلْ مَوردُ التقسيم ما قَدْ قَامَ

بالذاتِ التي لِلْواحِدِ الرحمنِ

فَهُمَا إذن نَوعَانَ أوصَافٌ

وأفْعَالٌ فهذِي قِسْمَةُ التبيانِ

فالوَصْفُ بالأفعالِ يَسْتَدْعي قِيا

مَ الفعلِ بالمَوصُوفِ بالبُرهانِ

كالوصف بالمعنىَ سِوَى الأفعالِ مَا

أنْ بين ذِينِكَ قَطُّ مِن فُرقانِ

ومن العجائِبِ أنَّهم رَدُّوا عَلى

مَنِ أثبتَ الأسْماءُ دُونَ مَعَانِ

قامَتْ بِمَن هِي وَصْفُه هَذا مُحَا

لٌ غَيرُ مَعْقُولِ لِذِي الأذْهَانِ

وأَتوا إلى الأوصَافِ باسْمِ الفِعْل قَا

لُوا لَمْ تَقُمْ بالواحِدِ الديَّانِ

فانْظُرْ إليهم أبْطَلُوا الأصلَ الذي

رَدُّوا بهِ أقْوَلَهُمْ بوزَانِ

إن كَانَ هَذا ممكنًا فَكَذَاكَ قَو

لُ خُصُومِكُم أَيْضًا فَذُو إمَكانِ

والوِصْفُ بالتقديم والتأخِير كَو

نِيٌ ودِينِيٌّ هُمَا نَوعَانِ

وكِلَاهُمَا أمْرٌ حقَيقيٌ ونِسْبِيُّ

ولا يخفَى المثالُ على أولي الأذَهانِ

والله قَدَّرَ ذَاكَ أجْمَعهُ بإحكَا

مٍ وإتقانٍ مِن الرحمنِ

«فصل»

هَذا ومنِ أسمائِهِ ما لَيسَ يُفْردُ

بَلْ يُقَالُ إذا أتَى بِقَرانِ

وهي التي تُدْعَى بمزدُوَجاتِها

إِفْرَادُهَا خَطرٌ عَلَى الإِنْسانِ

إذْ ذَاكَ مُوهُم نَوعَ نَقْصٍ جَلَّ

رَبُّ العَرشِ عن عَيبٍ وعن نُقصانِ

كالمانعِ المعِطي وكالضَّارِ الذي

هو نافعٌ وكَمَالُه الأمرانِ

ص: 590

ونظير هَذا القابضُ المقرونُ

باسم الباسطِ اللفظانِ مُقْترنانِ

وكَذا المعزُّ مَعَ المذلِّ وخافِضِ

مَعْ رَافعٍ لفظانِ مُزْدَوِجَانِ

وحَديثُ إفرادِ اسْمِ مْنَتَقمِ فَمو

قُوفٌ كَمَا قَدْ قالَ ذُو العِرفانِ

ما جَاءَ في القرآن غَير مُقَيِّدٍ

بالمجرمينَ وجَابِذُو نَوعَانِ

«فصل»

ودِلالُة الأسماء أنواعٌ ثلا

ثَ كُلُها مَعْلُومَةٌ بِبَيانِ

دَلَّتْ مُطَابقة كَذاكَ تَضَمُّنًا

وكَذا التزَامًا واضحَ البُرهانِ

أمَا مُطابَقُةُ الدلالةِ فَهْي أنَّ

الاسمَ يُفَهَمُ منه مَفْهُومانِ

ذَاتُ الإِلهِ وذلكَ الوصفُ الذي

يُشَقُّ منه الاسمُ بالميزانِ

لَكِن دَلالَتُه عَلَى إحْدَاهُمَا

بتَضَمُّنِ فافْهَمْهُ فَهْمَ بَيَانِ

وكَذا دَلالَتُه عَلى الصفة التي

ما اشْتُقَّ مِنها فالتزامٌ دَانِ

وإذا أردْتَ لِذا مِثَالاً بيَنًا

فمِثالُ ذَلِكَ لَفْظَةُ الرحمنِ

ذاتُ الإِله وَرَحْمَةٌ مَدلُولُها

فَهُما لِهَذا اللفظِ مَدْلُولانِ

إحْدَاهُمَا بَعْضٌ لِذا الموضوع

فَهْيَ تَضَمُّنُ ذَا واضِحُ التبيانِ

لكنَّ وَصْفَ الحيِّ لازِمُ ذَلِكَ

المَعْنَى لُزومَ العِلْمِ للرحمنِ

فَلِذا دَلَالَتُه عَلَيه بالتزا

مٍ بَيّنِ والحَقُ ذُو تبيانِ

وقال رحمه الله تعالى

«فصل في النوع الثاني من نوعي توحيد الأنبياء

والمرسلين المخالف لتوحيد المعطِّلين والمشركين»

هذا وثاني نَوعيَ التوحِيدِ تَّو

حِيدُ العِبادَةِ مِنْكَ للرحمنِ

أَنْ لا تكونَ لِغَيره عَبْدًا ولا

تَعبُدْ بغير شِريعَةِ الإيمانِ

فَتقومُ بالإسلامِ والإيمانِ

والإحسانِ في سَرِّ وفي إعلانِ

ص: 591

والصدقُ والإخلاص رُكْنَا ذلك

التّوحِيدِ كالرُكَنين للِبنيَانِ

وحَقِيقَةُ الإخلاص توحِيدُ المُرا

دِ فلا يُزَاحِمُه مُرادٌ ثانَ

لَكِنمْ مُرادُ العبدِ يَبقَى واحِدًا

ما فِيهِ تَفْرِيقٌ لَدَى الإنسانِ

إِنْ كَانَ رَبُكَ واحدًا سُبْحَانَهُ

فاخصُصْهُ بالتوحِيدِ مَعْ إحسانِ

أو كان ربّك واحدًا أنشاكَ لَم

يُشركه إذ أنشاك رَبُ ثانِ

فكذاك أيضًا وَحْدَهُ فاْعُبُده لَا

تُعْبُدْ سِواهُ يا أخَا العِرفانِ

والصدقُ توحيدُ الارادة وهو بَذْ

لُ الجَهْدِ لا كَسَلاً ولا مُتَوانِ

والسنةُ المُثْلى لسَالكِهِا فَتَو

حِيدُ الطريقِ الأعظمِ السُلطاني

فَلِواحدٍ كُنْ واحدًا في واحِدٍ

أَعْنَى سِبيلَ الحق والإيمانِ

هَذِي ثلاثٌ مُسْعِداتٌ للذي

قَدْ نَالهَا والفَضْلُ لِلمَنَّانِ

فإذا هيَ اجَتَمَعَتْ لِنَفْسٍ حُرَّةٍ

بَلغَتْ مِن العَلْياءِ كُلَّ مَكَانِ

لله قلبٌ شامَ هَاتيكِ البُروُ

ق مِن الخيَامِ فَهَمَّ بالطَّيَرانِ

لَولا التَّعلُلُ بالرَجاءِ تَصَدَّعَتْ

أعْشَارُهُ كَتَصَدُّعِ البُنَيَانِ

وَتَراهُ يَبْسُطُهُ الرجاءُ فَيَنْثَنِي

مُتَمايلاً كَتَمايُلَ النّشْوانِ

وَيُعودُ يقْبِضُه الإياسُ لكونهِ

مُتَخَلِّفًا عَن رُفْقةِ الإحْسَانِ

فَتَراهُ بَينَ القَبْضِ والبَسْطِ اللَّذا

نِ هُمَا لأفُقْ سَمَائِهِ قُطْبانِ

وبدا له سُعْدُ السُعُود فِصَارَ

مَسْرَاهُ عَلَيه لَا عَلَى الدُّبرانِ

لله ذِيَّاكَ الفَرْيقُ فإنَّهُمْ

خُصُّوا بِخَالِصَةٍ مِن الرحمنِ

شُدَّتْ رَكَائِبُهُم إلى مَعْبُودَهِمْ

ورَسُولِهِ يا خَيبةَ الكَسْلانِ

تمَّ هذَا الجُزْءُ الثاني من القصائد الزهديات بعَون الله وَتَوفِيقِه وَنسْألُ الله الحَيَّ القَيَّوم العَليّ العَظِيمَ ذا الجَلَالِ والإِكْرَامِ الوَاحِدَ الأحَدَ الفَرْدَ الصَّمَدَ الذي لَمْ يَلدْ وَلَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كفوًا أُحَد أنْ يُعِزَّ الإِسْلَامَ والمُسْلِمِينَ وأنْ يَخْذُلَ الكَفَرَةَ والمُشْرِكْيِنَ وَأعْوَانَهُمْ وأنْ يُصْلِحَ من في صلاحه صَلاحُ للإِسْلامِ والمُسْلِمِينَ وَيُهْلكَ منْ في هَلاكِهِ عز وصلاح للإسْلامِ والمُسْلِمِينَ وَأنْ يَلُمَّ شَعَثَ المُسْلِمِينَ وَيَجْمَعَ شَمْلَهُمْ وَيُوَحِّدَ كَلمَتَهُمْ وَأنْ يَحْفَظَ بَلادَهُمْ ويُصْلِحَ أولادَهُمْ وَيَشْفِي مَرْضَاهُمْ وَيُعَافِي مُبْتَلَاهُمْ وَيَرْحَمَ مَوتَاهُمْ وَيَأخُذَ

ص: 592

بِأيدينَا إلى كُلِّ خَيرِ وَيَعْصِمَنَا وأيّاهم مِنْ كِّلِّ شَرٍّ وَيَحْفظنا وإيَّاهم مِن كُلَّ ضُرِ وأنْ يَغْفِرَ لنا ولوالدينا وجميع المسلمين بِرَحْمَتِيه إنَّه أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .. وصلى الله على محمد وعلى آله وَصَحْبِهِ أجمعين.

والله المسئول أن يجعل عملنا هذا خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفع به نفعًا عامًا إنه سميع قريب مجيب على كلِّ شيء قدير.

والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

وقف لله تعالى

ومَن أرادَ طِبَاعَتهِ اِبْتِغَاءَ وَجْه الله تَعَالى لا يُرِيدُ به عرضًا مِن الدنيا فقد أُذِنَ لَه في ذلك وَجَزَى اللهُ خيرًا من طَبَعَهُ وَقْفًا لله، أو أعانَ على طبعه، أَو تَسَبَّبَ لِطَبْعِهِ وتوزيعه على إخوانه المسلمين.

عبد العزيز المحمد السلمان

المدرس في معهد إمام الدعوة بالرياض

سابقًا

ص: 593