الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخْتِمُ نَظْمِي بالصَّلاةِ مُسَلِّمًا
…
عَلَى المُصْطَفَى الهايِ النَّذِيرِ أبِي الزَّهْرَا
وتَابِعهِم والتَابِعِين عَلَى الهُدَى
…
إلى مَطْلُعٍ مِن مَغْربٍ شَمْسُها الفَجْرَا
وقال آخر: تأمل هذه القصيدة بدقة فيها عِبر ومواعظ وتزهيد فيما يفنى:
بِمَا قَدَّمَتْ أَيدِي الوَرَى سَتُعَذَّبُ
…
فَنَاجٍ بِخَدْشٍ والكَثِيرُ يُكَبْكَبُ
أَمَا يَسْتَحِث من كان يَلْهُو ويَلْعَبُ
…
(ذُنُوبُكَ يا مَغْرُورُ تُحَصْىَ وتُحْسَبُ)
(وَتُجمع في لَوحٍ حَفِيظٍ وَتُكْتَبُ)
وَأَنْتَ بِمَا لا يُرْتَضَى كُلَّ لَيلَةٍ
…
أَمَا تَتَّقِي مَولاكَ في كُلِّ فِعْلَةٍ
تَبِيتُ بِلَذَّاتٍ وتَلْعَابِ طِفْلَةٍ
…
(وَقَلْبُكَ في سَهْوٍ وَلَهْوٍ وَغَفْلَةٍ)
(وَأَنْتَ عَلَى الدُّنيا حَرْيصٌ مُعَذَّبُ)
فَلَو تَسْتَطِعْ أَخْذَ التُّقى وَرَحْلِهِ
…
أَخَذْتَ وَلَو فِي بَيتِهِ وَمَحَلهِ
وَأَنْتَ على كَنْزِ القَلِيلِ وَجلِّهِ
…
(تُبَاهِي بِجَمْعِ المَالِ من غَيرِ حِلِّهِ)
(وتَسْعَى حَثِيثًا في المَعَاصِي وَتُذْبِبُ)
وَتُعْرِضُ عَن فِعْلِ المَرَاضِي وَتَرْتَضِي
…
فِعَالاً تُنَافِي فِعْلَةَ الدِّينِ الرَّضِي
أَمَا تَرْعَوي يا من على لَهْوهِ رَضِي
…
(أَمَا العُمْرُ يَفْنَى والشبيبةُ تَنْقَضِي)
(أَمَا العُمْرُ آتٍ وَالمَنِيَّةُ تطلبُ)
فَلا تَغْتَرِر وَاحْذَرْ فَدُنْياكَ يا الغَدِي
…
إِذَا أَضْحَكتكَ اليَومَ أَبْكَتْكَ في الغَدِ
أَتَلْهُو بِدَارٍ لا تَدُومُ لِمَرْغَدِي
…
(أَمَا تَذْكُر القَبْرَ الوَحِيشَ وَلَحْدَه)
(بِه الجِسْمُ مِن بَعْدِ العمَارِةِ يَخْرَبُ)
وتَقْتَتِلُ الدِيدَانُ لا شَكَّ حَولَهُ
…
وَمَا أَحَدٌ يَنْعِي ولا يَع عَولَهُ
أَمَا آنَ أَنْ تَخْشَى العَزِيزَ وَطولَهُ
…
(أَمَا تَذْكُر اليومَ الطَّوِيلَ وَهَولَهُ)
(وَمِيزَانَ قِسْطٍ لِلْوَفَاءِ سَيُنْصَبُ)
فَتُوزَنُ أَعْمَالٌ فَتُخْزى رِجَالُهُ
…
وكُلٌ يُجَازَى مَا جَنَتْهُ فِعَالُهُ
وَوَيلٌ لِمَنْ ضَاقَتْ عَليه مَجَالُهُ
…
(أَمَا جَاءَ أَنَّ اللهَ جل جلاله
(إِذَا هَتَكَ العَبْدُ المَحارمَ يَغْضَبُ)
فَيَهتكُ ستْرَ الظالِمِينَ بِغِرَّةٍ
…
وَكُلَّهُمُو عَضَّ الأَكُفَّ بِحَسْرَةٍ
ولاتَ مَنَاصٍ حِينَ جَادُوا بِعَبْرةٍ
…
(أَمَا الواحدُ الدَّيانُ جَلَّ بِقُدْرَةٍ)
(يُنَاقَشُ عَنْ كُلِّ الذُنُوبِ وَيَحْسِبُ)
…
فَيُنصِفُ لِلْمَظْلُومِ مِمَّنْ لَهُ افْتَرَى
…
وَيَقْصِمُهُ قَصْمًا فَيَبْقَى مُقَحْطَرَا
أَمَا زَاجِرٌ يَزْجُركَ يا من تَبَخْتَرَا
…
(أَمَا تَذْكُرُ المِيزَانَ وَيحَكَ مَا تَرَى)
إِذَا كُنْتَ في قَعْرِ الجَحِيمِ مُكَبْكَبُ)
أَمَا تَمْشِين بَينَ الوَرَى مُتَوَاضِعًا
…
أَمَا تَتَّقِي رَبًّا أَلا تَكُ خَاضِعًا
أَحَاطَكَ ظَهْرًا ثُمَّ بَطْنًا وَرَاضِعًا
…
(كَأَنَّكَ مَا تَلْقَى عَلى الأَرْضِ مَوضِعَا)
(وَمِنْ بَعْدُ تَلْهُو بِالشَّبَابِ وَتَلْعَبُ)
رَأَيتَ ولَمْ تَشْعُرْ نَذِيرًا وَنَاهِيًا
…
وَكُنْتَ بِدُنْيَاكَ الدَّنِيَّةِ سَاهِيًا
سَهِرْتَ وآثَرْتَ الغِنَى وَمَلاهِيًا
…
(تَرُوحُ وَتَغْدُو في مَرَاحِكَ لاهِيًا)
(وسَوفَ بِأشْرَاكِ المَنِيَّةِ تَنْشبُ)
أَتَحْسَبُ أنَّ الله أَنْشَا الوَرَى سُدَى
…
سَيأتِيكَ مَا مِنْهُ تَكُونُ مُكَسَّدًا
وَتُنْزَعُ رَوحٌ ثُمَّ تَبْقَى مُجَسَّدَا
…
(وتَبْقَي صَرِيعًا في التُرابِ مُوَسَّدَا)
(وَجِسْمُكَ مِن حَرٍ بِهِ يَتَلَهَّبُ)
وَمَالَكَ عَن دَفْعِ الأَذِيَةِ صَولَةٌ
…
وَمَالَكَ مُذْ جَاءَ المُقَدَّرُ حِيلةٌ
تَنُوحُ وَتَبْكِي بِالدُمُوعِ أَهيلَة
…
(وحَولَكَ أَطْفَالٌ صِغَارٌ وَعَولَةٌ)
(بِهِم بَعْدَ مَغْدَاكَ البَنُونُ تَشَعَّبُ)
أَيادِي سَبَا خَلْفًا وَيَمْنَى وَيَسْرَةً
…
وَكُنْتَ رَهِينًا لِلْمَنَايَا وَقسرَةً
وجَاءَكَ مَا أَودَى إليها وَمَسَرَّةً
…
(وقَدْ ذَرَفَتْ عَينَاكَ بِالدَّمْعِ حَسْرَةً)
(وخَلَّفْتَ لِلْوُرَّاثِ مَا كُنْتَ تَكْسِبُ)
وتَسْعَى لَهُ مِن تَالِدٍ وَمُحَصَّلٍ
…
وَتَسْهَرُ لَو فِي سَدِّ يَأْجُوجَ تُوصِلُ
وبِتَّ وَلَمْ تَسْمَعْ وُصَاةً لِمُوصِلٍ
…
(تُعَالج نَزْعَ الرُوحِ من كُل مَفْصِلٍ)
(فلا رَاحِمٌ يُنْجِي ولا ثَمَّ مَهْرَبُ)
وَضَاقَتْ عَلَيكَ الرُوحُ بَعْدَ مُرُوجِهَا
…
وَأُنْزلْتَ عِنْدَ البَابِ بَعْدَ بُرُوجِهَا
وَقُرِّبتِ الأَكْفانُ بَعْدَ عُرُوجِهَا
…
(وغُمِّضَتِ العَينَان بَعْدَ خُرُوجِهَا)
(وبُسِّطَتِ الرِجْلان والرَّأَسُ يُعْصَبُ)
وَقَامَ سِرَاعُ النَّاسِ لِلْنَّعش يُحْضِرُوا
…
وَحَفَّارُ قَبْرٍ في المَقَابِرِ يَحْفُرُ
وَجَدَّ الذِي في حَول نَادِِيكَ حُضَّرٌ
…
(وقَامُوا سِرَاعًا في جهَازِكَ أَحْضَرُوا)
(حَنُوطًا وَأَكْفَانًا وَلِلْمَاءِ قَرَّبُوا)
…
وَصَبُّوا عَلَيكَ المَاءَ وَأَنَّ سُمُوعَهُ
…
وَحَنَّ قَرِيبٌ بِالبُكَا وَرُبُوعُهُ
وَكُلُّ شَقِيقٍ جَاءَ جَدَّ زُمُوعُهُ
…
(وغَاسِكُكَ المحزُونُ تَبْكِي دُمُوعُهُ)
(بِدَمْعٍ غَزِيرٍ وَاكِفٍ يَتَصَبَّبُ)
كَصَيِّبِ مُزْنٍ وَدقُهُ مُتفرقٌ
…
حَزِينٌ وَمِن مَا دَمْعه مُتَفَرّقٌ
وَكُلُّ رَحِيمٍ قَلْبُهُ مَتَحَّرِقٌ
…
(وكُلُّ حَبِيبٍ لُبُّهُ مُتَحرِقٌ)
(يُحَرِّكُ كَفَّيْهِ عَلَيكَ وَيَنْدُبُ)
وَجَاؤوا بِأَثوابٍ وَطِيب بِطَيِّهَا
…
(وقَدْ نَشَرُوا الأَكْفَانَ مِن بَعْدَ طَيِّهَا)
وَقَدْ بَخَّرُوا مَنْشُورَهُنَّ وَطَيَّبُوا
وَخَاطُوا الذي يَحْتَاجُ مِنْهَا وَأَخْرَجُوا
…
طَرَأيدَ لِلْتحِزيمِ مِنْهَا وَأَدْلَجُوا
جَمِيعًا بِتَجهازٍ وَجِسْمَكَ أَدْرَجُوا
…
(وألقوك فيها بَينَهُنَّ وَأَدْرَجُوا)
(عَلَيكَ مَثَانِي طَيّهنَّ وَعَصَّبُوا)
وَشَالُوكَ من بَينِ الأَخِلّا مُجَرَّدًا
…
وَمَا لكَ خَلْفًا قَدْ تَركْتَ وَخُرَّدا
وَصَلَّوا وُقُوفًا ثُمَّ زَفَّوكَ وُرَّدًا
…
(وفي حُفْرةٍ ألقَوكَ حَيرَانَ مُفْرَدَا)
(تَضُمُّكَ بَيدَاءٌ مِن الأَرْضِ سَبْسَبُ)
بَعيدٌ عَلَى قُرْبِ المَدَى يَعْلَمُونَهُ
…
وسَائِلُكَ المُجْهَادُ لا يَسْمعُونَهُ
وَقَبْرَكَ قَامُوا بَعْدَ ذَا يَسِمُونَهُ
…
(ورَاحُوا لِمَا خَلَّفْتَ يَقْتَسَمُونَهُ)
(كأنَّكَ لَمْ تَشْقَى عَليهِ وَتَتْعَبُ)
وَتَسْهَرُ حَتَّى كَادَ ظَهْرُكَ يَنْهَصِرْ
…
وَجِسْمُكَ مَهْزُولٌ بِسَعْيِكَ مُنْعَصِرْ
وَخَلَّفْتَهُ طُرًّا وَمَالَكَ مُنْتَصِرْ
…
(فيا أَيُّهَا المَغْرُورُ حَسْبُكَ فَاقْتَصِرْ)
(وخَفْ مِن جَحِيمٍ حَرُّهَا يَتَلَهَّبُ)
وَلا تَمْشِ مِن بَينَ البَرَّيةِ مُسْبِلا
…
وَكُنْ صَالِحًا بَرًا تَقِيًا مُحَسْبلَا
وَتُبْ عَن ذُنُوبٍ لا تَكُنْ متُكَرْبِلَا
…
(وجَانِبْ لِمَا يُرْديِكَ فِي حُفْرَةِ البِلى)
(فَكُلٌ يُجَازَى بِالذِي كَانَ يَكْسِبُ)
مَآكِلُ مَا نحْتَاجُ مِنْهَا لِقُوتِنَا
…
شَبِيهُ حَرَام وَالسَّمِيعُ لِصَوتِنَا
يُجَازِي بِعَدْلٍ لا مَفَرَّ لِفَوتِنَا
…
(إذُّا كَانَ هَذَا حَالُنَا بَعْدَ مَوتِنَا)
(فَكَيفَ يَطِيبُ اليَومَ أَكْلٌ وَمَشْرَبُ)
…
وَقُدَّامُنَا َقَبْرٌ بِهِ المَرْءُ أَلْكَنُ
…
وَلَو أَنَّهُ سَحْبانُ مَأثم أَلْسَنُ
وَكَيفَ رَبَتْ مِنَّا لُحُومٌ وأَعْكُنُ
…
(وكَيفَ يَطِيبُ العَيشُ وَالقَبْرُ مُسْكَنُ)
(بِهِ ظُلُمَاتٌ غَيهَبٌ ثُمَّ غَيهَبُ)
وَخَوفٌ بِهِ حَزْنٌ طَوِيلٌ وَرَعْشَةٌ
…
وَلَيتَكُ تَسْلَم لا يُصِيبُكَ نَهْشَةٌ
وَمُنْكَرٌ إِذْ يَسْأَل يَهلْك وَدَهْشَةٌ
…
(وهَولٌ وَدِيدَانٌ وَرَوعٌ وَوَحْشَةٌ)
(وَكُلُّ جَدِيدٍ سَوفَ يَبْلَي وَيَذْهَبُ)
وَمِنْ بَعْدِ ذَا يَومٌ وَإِنَّ حِسَابَهُ
…
أَلِيمٌ مَهُولٌ مُفْزِعٌ وَعِقَابُهُ
عَظِيمٌ لِعَاصٍ مَا أَشَدَّ عَذَابَهُ
…
(فَيَا نَفْسُ خَافِي الله وَارْجي ثَوَابَهُ)
(فَهَادِمُ لَذَّاتِ الفَتَى سَوفَ يَقْرُبُ)
فَيَأْخُذُ أَطْفَالاً وَيَأْخُذُ رِمَّةً
…
وَيَأْخُذُ شُبَّانًا وَيَهْدِمُ نِعْمَةً
فَخَلِي بُنَيَّاتِ الطَّرِيقِ وَعَسْمَةً
…
(وَقُولِي إِلهي أَولنِي مِنْكَ رَحْمَةً)