الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هُمُ مَثّلُوا مِن جَهْلهِمِ بُوجُوهِهِمْ
…
لقَدْ بلَغُوا في ذَاكَ حَدَّ الشَنّاعَةِ
أقُولُ لِمَنْ أَمْسَى عن الدِّيْن نَاكِبًا
…
مُعَانِدَ أعْلامَ الهُدَى لِلشِرّيعَةِ
يُجاهِرُ في نُكْرٍ ويُبْدِيْ تَشبُّهًا
…
بأعْدَاءِ دِينٍ يا لَهَا مِن خَسَارَةِ
يُمَثَّلُ في وَجْهٍ بحَلْقِ لِلِحْيَةِ
…
لَعَمْرْي لقَدْ سَاوَى لِوَجْهٍ بِعَانَةِ
فأَصْبَح مِنْهُ الوَجْهُ أُسْتًا مُشَوَّهًا
…
لَدَى كُلِّ ذِيْ عَقّلٍ بأقَبَحِ صُوْرَةِ
تَعَوّدَ هَذَا الخُلْقَ طَبْعًا لأَنَّهُ
…
يُلائِمُ ما يَعْتَادُهُ مِن خَلَاعَةِ
«فَأُفٍ عَلَى مَن ضَيَّعُوا هَدْيَ دِيْنِهمْ
…
وسارُوا على نَهْجِ العِدَا في الطَّرِيقةِ»
وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:
ضَلالٌ ما يُؤَمِّلهُ اللئَامُ
…
وآلٌ لامِهٌ ذاكَ المَرَامُ
سَيْلَقَى مَن يُؤَمِّلُهُ تَبَابَا
…
ويَلْقَى مَن يغَرُّ بهِ الحِمامُ
وهَلْ بالقِيل يسَمُو ذُو شِقَاقٍ
…
وسَاعٍ بالنَّمِيْمَةِ مُسْتَهَامُ
فما أَحْلَى مَقَالَتَهُم وأَشْهَى
…
زَخَارِفَ مَا تُمَوِّههُ اللَئِامُ
فما يُلقونه فَمُجَاجُ نَحْلٍ
…
ولكن في تَحَسِّيهِ سِمَامُ
فأَبِصْرْهُم وأَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا
…
سَتَنْجَابُ الغَمَامَةُ والقَتَامُ
وإِنّ الحَقَّ أَبلجُ مُسْتَنِيْرٌ
…
ويَعْلُو وَجْهَ صَاحبهِ الوَسَامُ
ومَنْصُورٌ ومَمْتَحَنٌ ولَكِنْ
…
لَهُ العُقْبَى وليَس له انْعِدَامُ
وإنَّ البَاطِلَ المُردِي لَذَامُ
…
وَيْعلُو وَجْهَ صَاحِبهِ الظَّلامُ
فلا يَغْرُرْكَ إذْ يَعْلُو ويَطْفُو
…
فَلَيْسَ لِبَاطِلٍ أَبَدًا دَوَامُ
ولَيْسَ لِمَنْ سَعَى بالقِيْلِ يَومًا
…
سُمُوٌ أَوْ لِبُغْتَيِهِ انْتِظَامُ
أَيَسمُو مَن سَعَى بِالقِيلِ حَاشَا
…
وَكلَاّ أَن يَكُونَ لَهُم مَقَامُ
أَيَسْمُو مَن سَعىَ بالقِيلِ يَومًا
…
بِقَومِ مَا أَتَى بِهمُو الحُطَامُ
ولكن يَطْلُبُونَ العِلْمَ لَمَّا
…
لِهَذا الأَصلِ قَدْ تَركَ الأَنَامُ
وهَلْ يَا قَوْمُ غَيرَ الأَصل عِلْمٌ
…
ولَوْلَا الأَصْلُ ما انْكَشَفَ الظَّلامُ
وكُنَّا في غَيَاهِبِه حَيَارَى
…
وفي الإِشْرَاكِ قَدْ وَقَعَ الفِئَامُ
فَأطلع شمسَ هذا الأَصلِ حبرٌ
…
هو الشيخُ المعظَّمُ والإمامُ
فأَشرق نورُه فسما بنَجدٍ
…
منارَ الحقِّ وانكشف القَتامُ
وأَطَّدَ رُكْنَ هذا الأَصل حتَّى
…
رسَت منه المعالمُ والدّعامُ
فلما أَن تضَاءلَ ذَاكَ فِينا
…
وعمَّ الجهلُ وانسدلَ الظلامُ
تَوخَّى نُورَه قَومٌ فجَاءُوا
…
فَبَدَّدَ شمْلهم ووهى النظامُ
وإنَّ الحادثاتِ وإِن أَساءت
…
لَيسْمُو مِن حَوَادِثها كِرَامُ
ويَرسُبُ حِينَ ما تَبْدُو فِئَامٌ
…
مِن الأَقوام أَنْذالٌ لِئَامُ
وما أَدري ولكن لَيتَ شِعري
…
أَأَيقاظٌ أُولئك أَم نيامُ
فما كلٌ بمعذورٍ ببغضٍ
…
ولا كلٌ على بغضٍ يلامُ
ولا كُلٌ مَقَالَةٍ قُيِلَتْ صَوابٌ
…
يَكُونُ لَهَا بِفِي الدهر ابتسامُ
لقدْ رام الوشاةُ مَرَام سوءٍ
…
ولكنَّ ذاكَ لَو عَلموهُ ذامُ
لَقدْ رَامُوا لأَهلِ الحقِّ خَسفًا
…
وحَتى آلَ إِن قَعَدُوْا وقَامُ
ولكن بالنميمةِ وهو شومٌ
…
على الساعين إذ شَغبوا وَلامُ
أُناسًا كان هَجْرُهُمُو صوَابًا
…
على المشروعِ وهْوَ لَهمُ إِمامٌ
وما بدعٌ أَتوا بالهجرِ لكن
…
عليه الناس والسلف الكرامُ
وكانَ الهجر كالتعزير حُكمًا
…
وتأْديبًا لينزجر الأَنامُ!
عن الأَمرِ المُحرَّمِ والمَعاصي
…
وهل إلا بذلكمو القوامُ
فعابَ عليهم الهجران قومٌ
…
وقالوا إِنَّه أَمرٌ حَرامُ
ولولا ذاك ما قَعَدُوا وقامُ
…
على أَن لا يكون لهم مُقَامُ
ولو كَانُوا يَرَون الهجرَ حقًا
…
لَما رامُوا لَهم خسفًا وسامُ
…
وإن الذيمَ ما انتجعوه فيهم
…
وهل فَوق الذي راموه ذَام
وقد خاضُوا لِلُجَّته عُبابًا
…
وساروا نحو زاخرِه وعامُ
ومما قِيلَ في الإِخوانِ عَنهم
…
كلامٌ ليس يحمله النظامُ
فقالوا فيهمُو زُورًا وحافوا
…
وَمَا خافوا مَعَرِّته الفِدامُ
بأَن الهاجرين لِكُلِ عاصٍ
…
وقاموا بِالعداوةِ واستقامُ
رَأوا رأيِ الخَوارجِ أَن هذا
…
لِزُورٍ ما تَضَمَّنه الخِصَامُ
وما فاهوا به أَبدًا وهذا
…
هو البهتانُ والإِفكُ الحَرامُ
وإِن تعجب لِما انتجعوهُ فِيهمْ
…
مِن البَهْتٍ المُحَرمِ حِين قامُ
على الإِخوانِ إِذ عابوا أُنَاسا
…
على تلك الجرائمِ قد أَقامُ
فإِنَّ أَشَدَّ بَلْ أَولى وأَحرى
…
رُكُوبٌ للمَحَارِم حينَ لامُ
على هَجْرِ العُصَاةِ ومَنْ تَرَدَّى
…
بثَوب المنكراتِ وقدْ ألامُ
وإِن أَشدَّ من هذا لَسَعْيٌ
…
بقطع معاشهم لَمَّا استقامُ
وقاموا بالعداوةِ حَسْبَ ما هُم
…
يَرَوْنَ الهَجْرَ واجِبُه يُقامُ
وما بالذنبِ يكَفُر كُلُّ عاصٍ
…
لَدَيْنَا أُيُّها القَومُ اللئامُ
ولكنَ مَن أتى بالكفرِ يَومًا
…
وبالإِشراكِ يَعرفُه الأنامُ
فهذا قَولُنا وبه سَمَوْنَا
…
وما بالبَهْتِ يَنْتَقِمُ الكِرامُ
فهذِي الحَالةِ الشنعاءِ منهم
…
كم قَدْ حُرِّرَتْ وبها الخِصامُ
وهذِي حالةُ الإِخوانِ فاعلم
…
حقيقةَ ما تضمَّنه النظامُ
فأَيُّ الحالتين يكونُ جرمًا
…
ومن بالذيم يُعرف أَو يُلامُ
فوا غوثاه وا غوثاه ممَّن
…
أَثاروا الشر فانسدلَ الظلامُ
فهذا الصنفُ ممَّن قال زورا
…
على الإِخوان بلْ شغبوا ولامُ
وقد راموا مذلَّتَهم جهارًا
…
وفي أَبعادهم قعدُوا وقامُ
وصنف لم يَرَوا ما قيلَ فيهم
…
صوابًا بلْ رَأَوا ما قيل ذامُ
وأَمرًا باطلَا لا شك فيه
…
وواشوقاه لو دأَبوا ودَامُ
ولكن لم يَعادوهُم ووالوا
…
لهذا الضرب فانعكسَ المرامُ
فهذا فيهمو بيتٌ قديمٌ
…
به تشفى الحرارةُ والسقامُ
إذا صافا مُحبك من تعادى
…
فقد عَاداك وانقطعَ الكلام
…
وصنفٌ ثالثٌ همج رعاعٌ
…
هم الأَتباع والنُعم السّوام
فلا دينٌ ولا علمٌ وعقلٌ
…
لديهم بل همُ القومُ الطغام
فهذا كان أَمرَ الناس فيما
…
جرى فيه التهاجرُ والخصامُ