الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أيضًا:
جَمَعْتَ مِن الدُّنْيا وحُزْتَ ومُنِّيتها
…
وما لَكَ إِلَاّ ما وَهَبْتَ وأمْضَيْتَا
وما لَكَ مِما يَأْكُلُ النّاسُ غَيْرُ ما
…
أكَلْتَ مِنَ الْمالِ الْحَلالِ فَأفْنَيْتَا
ومَا لَكَ إِلَاّ كُلُّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ
…
أَمامَكَ لا شَيْءٌ لِغَيْرِكَ بَقَّيْتَا
وَما لَكَ مِمّا يَلْبَسُ النّاسُ غَيْرُ ما
…
كَسَوْتَ وإلَاّ ما لَبِسْتَ فَأبْلَيْتَا
وما أنْتَ إلَاّ في مَتاعٍ وَبُلْغَةٍ
…
كَأنَّكَ قَدْ فارَقْتَها وتَخَلَّيْتَا
فَلا تَغْبِطَنَّ الْحَيَّ في طُولِ عُمْرِهِ
…
بِشَيْءٍ تَرى إِلَاّ بِما تَغْبِطُ الْمَيْتا
أَلا أيُّهذا الْمُسْتَهينُ بِنَفْسِهِ
…
أراكَ وقَدْ ضَيَّعْتَها وتَناسَيْتا
إذا ما غُبِنْتَ الْفَضْلَ في الدِّينِ لَمْ تُبَلْ
…
وإِنْ كانَ في الدُّنْيا قَطَبْتَ وبالَيْتا
وَإِنْ كانَ شَيْءٌ تَشْتَهيهِ رَأَيْتَهُ
…
وَإِنْ كانَ ما لا تَشْتَهيهِ تَعامَيْتا
لَهِجْتَ بِأنْواع الأَباطيل غِرَّةً
…
وأَدْنَيْتَ أَقْوامًا عَلَيْها وأَقْضَيْتا
وَجَّمْعتَ ما لا يَنْبَغي لَكَ جَمْعُهُ
…
وقَصَّرْتَ عَمّا يَنْبَغي وتَوانَيْتا
وصَغَّرْتَ في الدُّنْيا مَساكِنَ أهْلِها
…
فَباهَيْتَ فيها بِالْبِناءِ وعالَيْتا
وأَلْقَيْتَ جِلْبابَ الْحَيا عَنْكَ ضِلَّةً
…
فَأصْبَحْتَ مُخْتالاً فَخورًا وأمْسَيْتا
وجاهَرْتَ حَتّى لَمْ تَرَعْ عَنْ مُحَرَّمٍ
…
ولَمْ تَقْتَصِدْ فيما أَخَذْتَ وأَعْطَيْتا
ونافَسْتَ في الأَمْوالِ مِنْ غَيْرِ حِلِّها
…
وأَسْرَفْتَ في إِنْفاقِها وتَعَدِّيْتا
وأَجْلَيْتَ عَنْكَ الْغُمْضَ في كلِّ حِيلَةٍ
…
تَلَطَّفْتَ في الدُّنْيا بها وتَأنَّيْتا
تَمَنى الْمُنى حَتّى إذا ما بَلَغْتَها
…
سَمَوْتَ إِلى ما فَوْقَها فَتَمَنَّيْتَا
أَيا صاحِبَ الأَبْياتِ قَدْ نُجِّدَتْ لَهُ
…
سَتُبْدَلُ مِنْها عاجِلاً غَيْرَها بَيْتا
لَكَ الْحَمْدُ يا ذا الْمَنِّ شُكْرًا خَلَقْتَنا
…
فَسَوَّيْتَنا فيمَنْ خَلَقْتَ وسَوَّيْتا
وكَمْ مِنْ بَلايا نازِلاتٍ بِغَيْرِنا
…
فَسَلَّمْتَنا يا رَبِّ مِنْها وعافَيْتا