الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلٌّ له قدم في الدين راسخةٌ
…
وكلهم في بيان الحقِّ مجتهدُ
فإن أصاب له أجران قد كملا
…
والأجر مع خِطئه والعفو متعدُ
والحق ليس بفرد قط منحصرًا
…
إلَاّ الرسول هو المعصوم لا أحدُ
صلَّى عليه إله العرش فاطره
…
مُسلمًا ما بأقلام جرى المددُ
والآل والصحب ثم التابعين لهم
…
والحمد لله لا يُحصَى له عددُ
* * *
وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:
ألا قُلِ لِذِي جَهْلٍ تَهوَّرْ في الرَّدَى
…
وأظْهَرَ مَكْنُونًا مِن الغَيِّ لا يُجْدِي
وفَاهَ بتَزْوِيرٍ وإِفكٍ ومُنْكَرٍ
…
وظُلْمٍ وعُدوانٍ على العالمِ المَهِدي
وزوَّرَ نَظْمًا للأَميرِ مُحَمَّدٍ
…
وحَاشَاهُ مِن إفكِ المزَوِّرِ ذِيْ الجَحْدِ
لَعَمْرِي لَقد أَخطأْتَ رُشْدَكَ فاتَّئِد
…
فلستَ على نهجٍ مِن الحقِ مُسْتَبْدِ
وقد صحَّ أَنَّ النَّظم هذا مقول
…
تقوّله هذا الغبيُّ على عمد
وما كان هذا النظمُ منظومَ عالم
…
نقيٍّ تقيِّ الهدى للورى يَهدى
ولكنَّه جهلٌ صريح مركَّبٌ
…
ومنشئه عن منهج الرُّشد في بعد
وهأَنذا أُبدى مخازيه جهرةً
…
وأَنقُضُ ما يُبديه بالحقِّ والرُّشد
لتعلم أَنَّ الفَدم هذا مزوِّرٌ
…
وأَنَّ الَّذي أَبداه من جهله المردي
يُخالف ما قال الأَميرُ محمَّدٌ
…
وقرَّر في التطهير تقرير ذي نقد
فأَزرى به من حيث يحسِب أَنَّه
…
أَشاد له بيتًا رفيعًا من المجد
فَجاءَ على تزويره بدلائِلَ
…
تعود على ما قال بالرَّدَّ والهدِّ
إذا صحّ ما قلنا لديك فقولهُ
…
رجعت عن النَّظم الذي قلت في النجدي
رجوعٌ عن الحقِّ الَّذي هو ذاكر
…
عن السلف الماضين من كل ذي رُشد
إلى الغيّ من كفرٍ وشرك وبدعة
…
إلى غير ذا من كل أَفعال ذي الطرد
فلو صحَّ هذا وهو لا شكَّ باطلٌ
…
وزورٌ وبهتانٌ من النَّاظم المبدي
لكان لعمَرى ضحكةً ومناقضًا
…
لما قال في منظومه عن ذوى الجَحْد
فدونك ما أَبدى عن المدح والثنا
…
وما قال في ذم المخالف والضد
قفى واسألي عن عالمٍ حلَّ ساحها
…
به يَهتدي من ضَلَّ عن منهج الرُّشد
محمدٍ الهادي لسُنَّة أَحمد
…
فيا حبذا الهادي ويا حَبذا المهدي
لقد أَنكرت كلُّ الطوائف قولهُ
…
بلا صَدرٍ في العلم منهم ولا ورْد
وما كلُّ قولٍ بالقبول مقابَلٌ
…
ولا كلُّ قولٍ واجِبُ الطرد والرَّد
سوى ما أتَى عن ربِّنا ورسوله
…
فذلك قولٌ جل يا ذا عن الندِّ
وأما أقاويلُ الرِّجال فإِنَّها
…
تدور على قدر الأَدلَّة في النَّقد
لقد سرني ما جاءَني من طريقه
…
وكنتُ أَرى هذي الطريقةَ لي وحدي
…
وقد جاءَت الأَخبارُ عنه بأَنَّه
…
يُعيد لنا الشَّرع الشريف بما يبدي
وينشر جهرًا ما طوى كلُّ جاهلٍ
…
ومبتدعٍ منه فَوَافَقَ ما عندي
ويعمُرُ أَركانَ الشريعة هادمًا
…
مشاهدَ ضلَّ النَّاسُ فيها عن الرُّشد
أَعادوا بها معنى سُواع ومثلِه
…
يغوثَ ووُدٍّ بئس ذلك من وُدّ
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها
…
كما يهتف المضطرُّ بالصَّمد الفرد
وكم عقروا في ساحها من عقيرة
…
أُهلت لغير الله جهرًا على عمد
وكم طائف حول القبور مقبِّلٍ
…
ومستلم الأَركان منهن باليد
فهذا هو المعروفُ من حال شيخنا
…
ودعوته للحقِّ بالحقِّ والرُّشد
فسار مسيرَ الشمس في كبد السما
…
وطبَّق من غرب البلاد إلى الهند
ولم تَبقَ أَرض ليس فيها مجدِّدٌ
…
علَى إِثره يقفو ويهدي ويستهدي
فقل للَّذي أَبدى خزايةَ جَهْله
…
وأَبرز منظومًا خليًا من الرُّشد
أَعد نظرًا فيما توهَّمتَ حسنَهُ
…
فإنك لم تنطق بحقٍّ ولا رشد
ودعنا من القول المزوَّر والهَذَا
…
ومن إفكك الواهي ومن جَهلِك المردي
فقدْ وافقَ الشيخُ الإِمامَ محمَّدًا
…
وصحَّ له عَنه خلاف الَّذي تُبدي
فَظَنَّ به خَيرًا وقد كان أَهلَه
…
وكان على حقِّ وبالحقِّ يستهدي
وقد جاءَهم من أَرضه متهوِّكٌ
…
جهول يسمى مِرْبَدا وهو ذو جَحْد
ففاه ببهتان وإِفك مزوَّرٍ
…
وكان عن التحقيق والحقِّ في بُعد
وقد كان ذا جهل وليس بعالم
…
وقد أَنكر التوحيد للواحد الفرد
وظنَّ طريق الرُّشد غيَّا بزعمه
…
وقد أَلف المأْفونُ كُفْرانَهُ المردي
فأَشرقه نور الهدى حين ما بدا
…
وقرَّ إلَى صنعا وفاه بما يبدي
فما غرَّهم من جهله وافترائه
…
زخارفُ ما أَبداه ذو الزَّور والحقد
إلى أَن تولى ذلك العصرُ وانقضى
…
وجاءَ أُناس بعدهم من ذوى الطَّرد
فساغ لديهم زخرفُ القول وارتضوا
…
من الظلم والعدوان أقوال ذي الجحد
وقد زعم المأْفون أَن رسائلا
…
أَتاهم بها فيها التجاوزُ للحدِّ
يكفر فيها الشيخُ من كان مُسلما
…
وفي زعمه كلُّ الأَنام على عمد
ولفَّق في تكفيرهم كلَّ حجّة
…
تراها كبيت العنكبوتِ لدى النقد
وذا فرية لا يمتري فيه عاقلٌ
…
على أَنَّه زورٌ من القَول مستبدِ
…
وقد كان في الإعراض سترٌ لجهله
…
ولكنه أَبدى مخازيه عن قصد
لِيخْدع مأْفونًا ومن كان جاهلا
…
وليس على نهج من الحقِّ والرُّشد
فما كفَّر الشيخُ الإِمامُ محمَّدٌ
…
جميع الورى حاشاه من قول ذي الطَّرد
ولا قال في تلك الرسائل كلها
…
بتكفير أهل الأَرض من كلِّ مستهد
ولكنما تكفيره لمن اعتدى
…
وحاد عن التوحيد بالجعل للنّد
فيدعو سوى المعبود جل جلاله
…
ويرجوه بل يخشاه كالمنعم المسدي
وينسِك للأموات بل يستغيثهم
…
ويندُب من لا يملك النفع للعبد
وذلك إِشراك به لاتخاذه
…
مع الله مألوهًا شريكًا بما يبدي
من الحبِّ والتعظيم والخوف والرجا
…
ومن كل مطلوب من الله بالقصد
فإن كان عبادُ القبور لديكمو
…
هم المسلمين المؤمنين ذوي الرُّشد
وهم كلُّ أَهل الأَرض والكل مُسلم
…
وما مِنْهمو مِنْ كافرٍ جاعلِ النِّد
وما قد تُلي من آية في ضلالهم
…
ومن سُنةٍ للمصطفى خيرِ من يهْدى
ملفقةٌ ليست لديكم بحجة
…
وتلك كبيت العنكبوت لدى النقد
فما فوق هذا من ضلال وفريةٍ
…
يجيء بها أهلُ العناد ذوو الطَّرد
وقد أَنكرت كلُّ الطوائف قولَه
…
بلا صَدَرٍ في الحقِّ منهم ولا وِرْد
كما قاله أَعني الأَمير محمّدًا
…
وقد كان ذا علم عليما بما يُبدي
وقالوا كما قد قلتموه تحكما
…
وهنْطًا وخرْطًا لا يُفيد ولا يُجدي
تجرَّا على تكفير كل موحدٍ
…
مصلٍّ مزك لا يحول عن العهد
ثَكلْتُكَ هل هذا كلامُ محقَّق
…
كعالم صنعا ذي الدِّرايةِ والنقد
فجرتُم وجُرتم بالأَكاذيب والهذا
…
ووضع مُحالات على العالم المهدي
كقولك في منظوم مَيْنك فريةً
…
عليه بما تبديه من جهلكَ المُردي
وقد جاءَنا عن ربِّنا في براءَةٍ
…
براءَتُهم من كلِّ كفرٍ ومن جَحد
فإِخواننا سماهم الله فاستمع
…
لقول الإِله الواحد الصَّمد الفرد
أَقول تأَمَّل لا أبا لك نصَّها
…
تجدْ منهلا عذبًا أَلذّ من الشهد
ففيها البيان المستنيرُ ضياؤه
…
لمنْ كان ذا قلبٍ شهيدٍ وذا رُشد
ولكنَّ أَهل الزَّيغ في غَمراتِهم
…
وفي غيهم لا يرعوون لمن يهدي
وآذانُهم صمٌّ عن الحقِّ والهدى
…
وأبصارهم عن رؤية الحقِّ كالرُّمد
…
أليست لمن تابوا من الكفر والرَّدى
…
ولم يشركوا شيئا بمعبودِنا الفرد
وصلُّوا وزكوا واستقاموا على الهدى
…
فهم إخوةٌ في الدِّين من غير ما ردِّ
فأَين الدّليلُ المستفادُ بأنهم
…
إذا لم يتوبوا لم يكونُوا ذوي جَحْدِ
فما كفَّر الشيخُ الإِمامُ محمَّدٌ
…
سوى من دعا الأَموات من ساكن اللحد
ومن لم يَتُبْ من كُفره وضلاله
…
وإِشراكه بالسيَّد الصَّمد الفَرد
وأَجرى دماهُم طاعةً وتقربًا
…
إلى الله في قتلِ الملاحدةِ اللُّد
فما كلُّ من صلَّى وزكَّى موحّدًا
…
فأَبْدِ دليلا غير ذا فهو لا يُجدي
ودعنا من التمويه فالحقٌّ واضح
…
وليس به لَبْسٌ لدى كلِّ مستهدي
أَلا فأَرُونا يا ذوي الغيِّ والهوى
…
كلامًا سوى هذي الأَكاذيب مستبدي
وجيئوا بتطهير اعتقادٍ لسيد
…
إمامٍ محقٍّ ذي الدراية والنقد
فَقَابل ما قلتم بما في كتابه
…
وما قاله في الاحتجاج على الضدِّ
لَكي تعلموا أَنَّ الأَمير محمَّدًا
…
بريءٌ من المنظوم والشرح والردِّ
وتستيقنوا أنَّ الأَكاذيب هذه
…
ملفقةٌ لفَّقتموها على عمد
ويعلم أَهلُ العلم بالله أَنكم
…
بذلتم على تلفيقها غايةَ الجُهد
لكي تطمسوا أَعلام سنَّة أَحمد
…
بتزوير أَفَّاك جهول وذي حقد
وقولك في منظوم ميْنك ضلَّةٌ
…
ولبسٌ وتمويهٌ على الأَعين الرُّمد
وقد قال خَيْرُ المرسلين «نَهَيْتُ عن»
…
فما باله لم ينتهِ الرَّجل النَّجدي
أَقول نعم هذي الأَحاديث كلُّها
…
مدونة مرويةٌ عن ذوي النقد
وليس بها والحمد لله حُجةٌ
…
على ترك مرتدٍّ عن الدِّين ذي جحد
فمنصوصها في ترك من أَظهر الهدى
…
وباطنُه في الاعتقاد على الضدِّ
فدلَّت على تركٍ لمن كان مُظهرا
…
من الدِّين أَركانا فَتَدْرأ عن حدِّ
فيجري له حكمُ الظواهر جهرةً
…
وباطنُ ما يخفي إلى الواحد الفرد
فإِن أَظهر الكفر الَّذي هو مبطنٌ
…
فليس له من عاصمٍ موجب يُجْدِي
وليس على الإِطلاق ما أَنت مطلقٌ
…
ففي ذاك تفصيلُ يبِينُ لذي الرُّشد
فقد همَّ خيرُ المرسلين محمدٌ
…
بإحراق من صلى وذاك على عمد
لأَنهمو لم يحضروا في جماعة
…
وقد فُرضت عينا على كلِّ مستهدي
ولولا الذَّراري والنِّساءُ معلَّلا
…
لأَحرقهم فيها فباءُوا بما يردي
…
وما كان هم المصطفى بضلالةٍ
…
ولا باطلٍ لكن بحقٍّ وعن رشد
وقد قتل الفاروق من ليس راضيًا
…
بحكم النبيِّ المصطفى كامل المجدِ
ولم ينههُ المعصومُ عن قتل مثله
…
ولا عابه في قتله ثَمَّ عن عمد
كما برئَ المعصومُ من قَتْلِ خالدٍ
…
جذيمةَ لمَّا أَخطئوا باذلي الجهد
وقالوا أَتينا قاصدين حقيقةً
…
بذلك أَسلمنا ولم يدرِ بالقصد
فأَنكر هذا المصطفى ووداهمو
…
جميعًا فخُذْ بالعلم عن كلِّ مستهدي
ولم ينتهِ عن قتل من كان خارجا
…
عليه عليٌّ بل أَباد ذوي اللَّد
وهم إِنَّما فرّوا من الكفر فاعتدوا
…
وكانت صلاةُ القوم في غاية الجد
ويحقر أَصحابُ النَّبيِّ صلاتَهم
…
مع القوم من حُسن الأداءِ مع الجهد
خلا أَنَّه لم يأخذ المال منهمو
…
ولم يُجرمنَّا في خطاء ولا عمد
فما قتل الشيخ الإِمامُ محمَّدٌ
…
لملتزم الإِسلام ممن على العهد
ولكنَّما تكفيرُه وقتاله
…
لعبّاد أَوثانٍ طغاة ذوي جحد
فقاتل من قدْ دانَ بالكفر واعتدى
…
وكفَّ أَكفَّ المُلسمين ذوي الرُّشد
عن المُسلمين الطائعين لربِّهم
…
ولم يشركوا بالواحد الصَّمدِ الفرد
وهبْ أَن هذا قولُ كلِّ منافق
…
يصدّ عن التوحيد بالجدِّ والجهدِ
فما كلُّ قولٍ بالقبولِ مقابل
…
فحقِّق إذا رمت النجاة لما تبدي
فلا تُلقِ للفُساق سمعك واتئِد
…
ففيه وعيدٌ ليس يخفى لِذِي النقد
وما مِرْبدٌ في قوله بمُصدَّق
…
وقد كان زنديقًا لدى كلِّ مستهدي
فهذى تصانيفُ الإِمام شهيرة
…
مدونةٌ معلومةٌ لذوي الرُّشد
وقولُك أَيضًا في الأَئمَّة إنهم
…
أناس أَتوا كلَّ القبائح عن عمد
فقال له بعضُ الصَّحابة سائلاً
…
وقاتلهم حتى يفيئوا إِلى القصد
فقال لهم لا ما أَقاموا صلاتَهم
…
نهى عن قتال القوم فاسْمع لما أَبدي
أولئك قومٌ مُسلمون أَئمَّةٌ
…
أَتوا بمعاصٍ منكَرات ولا تُجدي
ولم يُشْرِكوا بالله جل جلاله
…
ولم يتركوها قاصدين على عمد
ولكنهم قد أخَّروها لِفِسْقِهم
…
وعُدوْانِهم أَو للتَّكاسل في الجدِّ
ومسأَلةُ الإِنكار بالسَّيف جهرةً
…
تجرُّ أُمورًا معضلاتٍ وقد تُردي
وفيها فسادٌ بالخروج عليهمو
…
بأَنكر مما أَنكروه من الجُند
…
فماذا على الشَّيخ الإِمام محمَّدٍ
…
إذا لم يقاتِلْ من ذكرتُ بما تبدي
ولكنْ على الكُفر البواح الَّذي بهِ
…
أَباح دماءَ القوم من كل ذي جحد
فإِيرادُ ذا في ضمن هذَا تعنتٌ
…
ولَبس وإِيهامٌ على الأَعين الرُّمد
|
وقولُك في مزبور ما أَنت ناظمٌ
…
كأَنَّك قد أَفصحت بالحقِّ والرشدِ
أبن لي أَبن لي لمْ سفكْت دماءَهُم
…
ولم ذا نهبْتَ المال قصدًا على عمد
وقد عصموا هذا وهذا بقول لا
…
إله سوى اللهِ المهيمنِ ذي المجد
أقول نعمْ خُذ في البيان أدلةً
…
تدلَّ على غيرِ المراد الذي تُبدي
فمن كان قد صلَّى وزكى ولم يجئْ
…
بما ينقضُ الإِسلام من كلِّ ما يُردي
فدعواك في قتلٍ ونهبِ تحكمٌ
…
وزورٌ وبهتانٌ وذلك لا يجدي
ومنْ بدَّل الإِسْلام يومًا بِناقضٍ
…
لذلك بالكفرانِ والجعلِ للنِّد
وكالمنعِ عن بذْل الزَّكاةِ فحُكمُه
…
كأَحْكامِ مُرتَدٍّ عن الدِّينِ ذي جَحْدِ
إذا قَاتلوا بغْيًا إمامًا أَردَّها
…
وذا قولُ أَصحابِ النبيِّ ذوِي الزهدِ
ولو شَهدُوا أَن لا إِله سِوى الَّذي
…
على العرشِ من فوقِ السَّمواتِ ذي مجْدِ
فما عَصَمتْهم من صحابةِ أَحْمد
…
ولكنَّهم قد قاتلوهم على عمْدِ
وَسَمَّوهُمُو أَهْلَ ارْتِدَادٍ جَمِيعُهُم
…
وَإجمَاعُهُم حتمٌ لَدَى كُلِّ مُسْتَهْدِي
وما فَرّقوا بيْنَ المقرِّ وجاحِدٍ
…
كما هو معلومٌ لدى كُلِّ ذي نَقْدِ
وليس علينا من خلافِ مُخالفٍ
…
لمن هُمْ حُماةُ الدِّينِ بالجدِّ والجهْدِ
أولئك أَصحابُ النَّبي محمَّدٍ
…
فهم قدوةٌ للسالكينَ على القَصْدِ
ومِنْ بعدهم مِمَّن يخالفُ لم يكن
…
يقاربُهم هيهاتَ ما الشَّوكُ كالورِدِ
وهُم في جميعِ الدِّين أَهْدى طَريقة
…
وأَقرب للتَّقوى وأَقومَ في الرُّشْدِ
وأَيْضًا بنُو القَدَّاحِ قَد كانَ أَمْرُهم
…
شهيرًا ومعروفًا لَدى كُل ذي نَقْدِ
وأجمع أهلُ العلمِ مِنْ كُل جهْبذٍ
…
على كُفرِهم والحقُّ في ذاكَ مُسْتَبْدِ
وقد أَظهرُوا لَفْظَ الشَّهادةِ جهرةً
…
وأَن رسول الله أَفضلُ منْ يَهْدي
وقد أَبطنوا للكفرِ لكن تَظَاهروا
…
بما أَظهرُوا للنَّاسِ ما ليس بالمُجْدِي
فلمَّا أَبانوا بعضَ أَشياءَ خالَفُوا
…
بها الشرع باءُوا بالخَسارَة والطَّردِ
فمن كان هذا حالُه فَهْو كافرٌ
…
حلالُ دمٍ والمالُ يُنْهَبُ عنْ قَصْدِ
فذاك بإِجماعِ الصَّحابةِ كلهم
…
وهذا بإِجماعِ الهُداةِ ذَوِي الرُّشْدِ
…
وأمَّا البغاةُ الخارِجُون فحكمُهم
…
إذا خَرجوا أَو قَاتَلونَا على عمْدِ
وقاتِلهُم حتَّى يفيئوا إلى الهُدى
…
ولا نأخذُ الأَموال نهبًا كما تُبْدِي
ومُهما يقُل فينا العدُوُّ فإِنَّهم
…
يقولون معروفًا وآخرَ لا يُجدِي
فما كان معروفًا من الدين واضِحًا
…
كإِجْماعِ أَصحابِ النبي ذَوِي الرُّشْدِ
على قَتلِ مُرْتَدٍّ وآخذٍ لِمالِه
…
ومانِع حقِّ المالِ منْ غيرِ ما جحْدِ
فما فَرَّقوا بينَ المُقِرِّ وجاحِدٍ
…
ولا بينَ مُرْتدٍ إِلى الجعْلِ للنِّد
وإِجماعِ أَهلِ العلمِ مِنْ بعدِ عصْرِهم
…
على قَتْل جهمٍ والمريُسيِّ والجَعْدِ
وغيلانَ بل كفرُ العبيدِين والَّذي
…
على رأْى جهْمٍ في التَّجهمِ والجحد
وكُلِّ كفورٍ مِنْ ذَوِي الشِّركِ والرَّدى
…
فتكفيرُهم عنَّا صحيحٌ بلا ردِّ
وما لَفَّقوا الأَعداء مِنْ قَتْلِ مُسْلِمٍ
…
ونُهْبةِ أَموالٍ تَجِلُّ عن العدِّ
فمحض أَكَاذِيبٍ وتَزْويرُ آفكٍ
…
وظلمٌ وعُدوانٌ وذلكَ لا يُجْدِي
وقولكَ تمويهًا وإلزامُ مُفْتَرٍ
…
بما لم يكُنْ مِنَّا بِفعلٍ ولا عقْدِ
وقال ثلاثٌ لا يحِلُّ بغيرِها
…
دمُ المسلمِ المعصومِ في الحلِّ والعقْدِ
وقال عليٌّ في الخوارجِ إنَّهُم
…
من الكُفرِ فَرُّوا بعْد فِعْلِهِمُ المردِي
ولَمْ يَحفِر الأَخْدودَ في باب كِنْدَةِ
…
ليحرقَهم فافْهم إذا كنتَ تَسْتَهْدِي
أَقولُ نعم هذَا هو الحقُّ والهُدَى
…
ونحنُ على ذَا الأَمرِ نَهدِي ونَسْتَهْدِي
ولم نَتَجاوزْ في الأُمورِ جميعِها
…
بحمدِ ولىِّ الحَمْدِ منصوصَ مَا تُبْدِي
ولكن أَطعْتَ الكاشحينَ بمينِهم
…
بتزوير بهتانٍ على العالمِ المُهْدِي
بأَنَّأ قَتَلْنا واستَبَحْنَا دِمَاءَهَم
…
وأَموالَهَم هذِي مقالَة ذي الْحِقْد
وحَاشا وكَلَاّ ما لِهَذَا حقيقَةٌ
…
وليسَ له أَصل يقرَّرُ في نَجْدِ
وأَعجبُ من هذَا التَّهورِ كُلِّه
…
مقالُك في هَمْطٍ وخَرْطٍ على عَمْدِ
وأَبديْتَ جْهْلاً في نظامِك والَّذي
…
شرحتَ به المنظومَ مِنْ جهلِكَ المردِي
كقولِكَ عن بحرِ العلومِ محمَّدٍ
…
إمام الهُدَى المعروفِ بالعِلْمِ والنَّقْدِ
وقد قلتَ في المختارِ أَجمعَ كلُّ مَنْ
…
حَوَى عصرَه مِنْ تَابِعيِّ ذَوِي رُشْدِ
على كُفره هذا يقينًا لأَنَّه
…
تَسمَّى نبيًّا لا كَمَا قلتَ في الجَعْدِ
فذلك لم يُجمِع على قتلِه ولا
…
سوى خَالِدٍ ضحَّى به وهوَ عن قَصْدِ
أَقولُ لَعَمْرِي قد تجارَى بِكَ الهَوى
…
إِلى جَحْد معلومٍ من الدِّين مُستَبْدِ
…
ويعلم هذا بالضَّرورَةِ إنَّه
…
بإِجماعِ أَهل العِلْمِ من كُلِّ مُسْتَهْدِي
وأَوردتَ همْطًا لا يسوغُ لعالِمٍ
…
حكايتُه في شرح منظومِك المردِي
وتنقضُ ما أَبرمتَه بتهورٍ
…
يعودُ على ما قلتَ بالرَّدِّ والهَدِّ
وحقَّقتَ في المختار ما قال شيخُنا
…
بإِجماع أَهلِ العلم مِنْ كلِّ ذي نَقْدِ
على كفرِه لمَّا تَنَبَّا وبعدَه
…
تناقضُ ما حقَّقْتَ بالهدِّ والرَّدِّ
على أنَّ ذا الإجماعَ عن مثل مصعب
…
وكابن الزُّبير الفاضل العَلَم الفرد
وكالفاجر الحجّاج من كان ظالما
…
وعبد المليك الشهم ذي العِلْم والمجد
وإن أولاءِ القومِ ليسوا بحجَّةٍ
…
وليسوا ذَوِي علْم وليسوا ذَوِي رشد
وطَّلاب مُلك لا لِدينٍ ولا هدىً
…
وأَرباب دولات ودنْيا ذوو حقد
فَمنْ مِثْلِهم لا يستجيزُ محقِّقٌ
…
حكايةَ إِجماع يقرَّر عن عمِد
فَناقَضَ ما قد قال في النَّظم أوَّلاً
…
بما قاله في الشَّرح بالهمْط ذو اللَّد
ومات هكذا يحكي ذوو العِلم والهُدى
…
ولا منْ له عقْلٌ وعلمٌ بما يبدي
وأغفل ذكرَ التَّابعين ذَوِي التَّقى
…
خلاصة أهل العلم في الحلِّ والعقد
ليُوهم ذا جهل غبيًا بأَنَّمَا
…
حكايةَ إِجماع الأَئمَّة لا يجدي
فقل للغبىِّ الفَدْم لو كنتَ منصفًا
…
خليًا من الأَغراضِ والغلِّ والحقدِ
لما حدَّث عن نهج الأَئمَّة كلّهم
…
وجئت بهذر لا يفيد لدى النقد
ووالله ما أَدري علامَ نسيْتَ ما
…
تلفَّقه من جهِلك الفاضح المُردي
إلى الشيخِ والشيخُ المحقّق لم يقل
…
بإِجماع أَعيان الملوك ولا الجند
ولكنْ حكى إِجماعَ كلِّ محقق
…
من السلف الماضين من كلِّ ذي مجد
كما هو معلومٌ لدى كلِّ عَالم
…
ولو كنتَ ذا علم لأَنصفَت في الرَّد
وقولك في الجعد ابن درهم إِنَّه
…
على قتله لم يَجْمَع النَّاس عن قصد
فذا فِرية لا يَمتري فيه عارفٌ
…
وفيه من الإِغضاءِ ما ليس بالمجدي
على خالد القَسرى إذْ كان عاملا
…
لمروان هذا قول من ليس ذا نَقْد
فإِجماع أَهل العلم من بعد قتله
…
على أَنه مستوجبٌ ذاك بالحدّ
وقد شكروا هذا الصنيعَ لخالد
…
كما هو معلوم لدى كل مستهدي
وما أَحد في عصر خالد لم يكن
…
يرى قتله بل قرورا ذاك عن قصد
وأَحسنُ قصدٍ رامه خالدُ الرضيُّ
…
بذلك وجهَ الله ذي العرش والمجد
…
وقد ذكر ابنُ القيمِّ الثقةُ الرضىُّ
…
على ذاك إِجماع الهدى ذَوِي الرُّشد
وذلك لا يَخْفَى على كلِّ عالم
…
فقد قال بالكفر الصَّريح على عمد
وأَظهرَ هذا القول بل كان داعيا
…
ولا شك في تكفيره عند ذي النقد
فَدعْنا منَ التَّمويهِ فالحقُّ واضحٌ
…
وإِجماعٌ أهلِ العِلْمِ كالشَّمْسِ مُستبدِ
وما كانَ قصدًا سيئًا قتلُ خالدٍ
…
لجعدٍ عدوِّ اللهِ ذي الكفر والجحدِ
كما قُلتَه ظنًّا وإِفكًا وفِرْيةً
…
على أَنَّه قَدْ غارَ للهِ مِنْ جَعْدِ
فنالَ به شكرًا وفوزًا ورِفْعةً
…
فنرجُو له الزُّلْفى إلى جَنَّةِ الخُلْدِ
ودَعواكَ في الإِجْماعِ إِنكارُ أَحْمد
…
فذاكَ لأَمْرٍ قد عَنَاهُ منَ الضِّد
يَرون أُمورًا محدثاتٍ ويَذْكروا
…
على ذلكَ الإِجْمَاعَ مِنْ غيرِ مَا نَقْدِ
فأنكرَه لا مُطْلَقًا فهْو قد حكَى
…
على بعضِ ما يرويه إِجماعَ مَنْ يَهْدِي
كَما ذكرَ ابنُ القَيمِّ الأَوحدُ الَّذي
…
أتى بنفيِس العلمِ في كلِّ ما يُبْدي
على قتلِ جَعْدٍ في قصيدتهِ الَّتي
…
أَبانَ بها شَمْسَ الهِدَايةِ والرُّشدِ
وفيها حَكَى الإِجماع في غيرِ مَوضِعٍ
…
وفي غيرِها مِنْ كُتْبِه عَنْ ذَوِي النَّقْدِ
وقد كانَ مِنْ سَاداتِ أَصحابِ أَحمد
…
ويَحكِى منَ الإِجْماعِ أَقوالَ ذي الْمجْد
وقد ذَكَرَ الإِجْماعَ بعضُ ذَوِي النُّهى
…
فَسَلْ عنه أَهلٌ للإِصابَةِ مِنْ نَجْدِ
وذَلِكَ لا يَخْفَى لَدَى كُلِّ عَالِمٍ
…
ففي كُتبِ الإِجْماعِ ذَاكَ بِلا عَدِّ
فما وجْهُ هذا الاعتِراضِ بِنَفْيه
…
وقد كانَ معلومًا لدى كلِّ مُستَهْدِ
كَدَعْواه في أَنَّ الصَّحابَةَ أَجْمَعوا
…
على قَتْلِهم والسَّبْى والنَّهْبِ والطَّردِ
لِمَنْ لِزكاةِ المَالِ قَدْ كَانَ مَانِعًا
…
وذَلِكَ مِنْ جَهْلٍ بصاحِبِه يُردِي
وقولُكَ فيمَا قَالَه الشَّيخُ حَاكِيًا
…
على ذَلِكَ الإِجماعَ مِنْ غَيْر مَا جَحْدِ
وذَلِكَ في أَنَّ الصَّحابَةَ أَجْمَعوا
…
على قَتْلِهم والسَّبِى والنَّهبِ والطَّرْدِ
لِمَنْ لِزكاةِ المالِ قَدْ كَانَ مَانِعًا
…
نَعمْ قَدْ ذَكَرْنَا في الجوابِ وفي الرَّدِّ
جوابُكَ عَمَّا قَدْ ذكرْتَ مُفَصَّلٌ
…
فَرِدْه تَجِدْ طَعْمًا أَلذَّ مِنَ الشَّهْدِ
حَكَى ذَاك عن شيخِ الوُجودِ أَخِي التُّقَى
…
إِمَامِ الهُدَى السَّامِي إلى ذِروةِ المَجِد
وذَاكَ أَبو العَبَّاسِ أَحمدُ ذُو النُّهى
…
وفي ذَاكَ ما يكْفِي لِمَنْ كَانَ ذا رُشْدِ
وقولُكَ إيهامًا كأَنَّكَ عَارِفٌ
…
وأَنَّكَ ذُو حَقٍّ وفي الحَقِّ مستَهدِ
فقد كانَ أَصْنَافُ العَصَاةِ ثَلاثةً
…
كما قَدْ رَواه المُسْنِدُونَ ذَوُو النَّقْدِ
…
وقد جاهَد الصِّدِّيقُ أصنَافَهُمُ وَلَم
…
يكَفِّر منْهمْ غيرَ مَنْ ضَلَّ عَنْ رُشْدِ
أَقولُ لعمرِي ما أَصبْتَ ولم تَسِرْ
…
على منْهَجِ الصَّديق ذي الرُّشْدِ والْمَجد
فسيرَتُه مَعْ صَحْبِ أَحمَد كلِّهم
…
مقرَّرةٌ معلومَةٌ عِنْدَ ذي النَّقْدِ
فكفَّر مَنْ قَدْ آمَنوا بِطُلَيْحَةٍ
…
وبالأَسْودِ العَنْسِيَّ ذي الكفرِ والجَحْدِ
مسيلمةَ الكذَّابِ والكُلُّ كَافِرٌ
…
سِوَى الأَسَدِى لمَّا أَنَاب إلى الرُّشْدِ
وطَائِفَةٌ قَدْ أَسْلَمُوا لكنِ اعْتَدَوْا
…
بمنعِ زكاةِ المالِ قصدًا على عَمْدِ
فراجَعَهُ الفاروقُ فيهِمْ مُعَلاًّ
…
فناظرَه الصِّدِّيقُ ذي الجِدِّ والجَهْدِ
فآب إلى ما قد رآهُ وأَجْمَعوا
…
جميعًا على قتلِ الغُواثِ ذَوِي الطَّردِ
وسَمَّوهُمُو أَهلَ ارتِدادٍ جميعَهُم
…
وما فَرَّقُوا بينَ المقرِّ وذِي الجَحدِ
ولا بَيْنَ مَنْ يَدعُو مع اللهِ غيرَه
…
كما هو معلومٌ لَدَى كُلِّ مُستَهْدِ
فإِن كنتَ ذَا علمٍ فعَن صَحْبِ أَحمدٍ
…
أَبِنْ ذَلكَ التَّفريقَ بالسَّند المُجدِي
وإِلَاّ فَدَعْنَا مِنْ خِلافِ مُخَالفٍ
…
لإِجماعِ أَصحابِ النَّبيِّ ذَوِي الرُّشْدِ
فما غيرُهم أَهْدَى طريقًا وَلَمْ يَكُنْ
…
يُقَارِبُهُم تَا للهِ مَا الشَّوْكُ كَالْوَرْدِ
ومَنْ ردَّ إِجماعُ الصَّحابَةِ بالَّذِي
…
يَراه الْخُلوفُ القاصِرونَ عَلى عَمدِ
فما ذاكَ إِلا مِنْ سَفَاهَةِ رَائِه
…
ونُقْصَانِه في الدِّين والعقلِ والعَقْدِ
فما صحَّ بعدَ الاجتمِاعِ اختلافُهم
…
وكيفَ وقَدْ كَانُوا جميعًا ذَوِي رُشْدِ
ودَعْنَا من التَّأْويلِ فهْوَ ضَلالةٌ
…
وليس له فينا مَساغٌ ولا يُجدِي
كقولِكَ إِذْ سُمُّوا هُمُو أَهلُ رِدَّةٍ
…
فَذلكَ تَغلِيبٌ وذا ليسَ بالمُجْدِى
وقد كنتُ قبلَ الآنِ أَحسبُ أَنَّه
…
تَوهُّمُ صِدقِ المُفْتَرِي مِنْ ذَوِي الحِقْدِ
فلمَّا تأَملتُ النِّظَام وجَدْتُه
…
مع الشَّرحِ في غىٍّ وبَغْي عَلَى عَمْدِ
فما عَرَف الكفرَ المبيحَ لِقَتْلِهم
…
وَسَبْي ونَهْب المَال مِن غَيْر مَا رَدِ
ولا عَرَف الإِسلامَ حَقًّا وكَونَه
…
لَهُم عاصمًا مِنْ كُلِّ مَا كانَ قَدْ يُرْدِي
فيأَيُّها الغَاوِى طريقةَ رُشْدِه
…
ثَكِلْتُك مِنْ غاوِ قَفَا إِثْرَ ذي حِقْدِ
وصدَّقَ ما يعتادُه مِنْ تَوَهُّم
…
بتلفيقِ تمويهٍ وهَمْطٍ بلا رُشْدِ
أَفِقْ عن مَلامٍ لا أبا لَك لمْ يَكنْ
…
بحقٍّ ولا صِدْقٍ ولا قولِ ذي نَقْدِ
وقولُك يا أعمى البصيرَةِ بَعْدَ ذَا
…
مِنَ الهَمْطِ في مزبور مَيْنِكَ عَنْ عَمْدِ
وهَذَا لعمرِى غيرَ ما أَنتَ فيه مِنْ
…
تجاريك مِنْ قتلٍ لمَنْ كَانَ في نَجْدِ
…
فإنَّّهُمُو قَدْ بايعوكَ على الهُدَى
…
ولم يجعلوا للهِ في الدِّين مِنْ نِدِّ
وقد هَجَروا مَا كَانَ مِنْ بِدْعٍ ومِنْ
…
عبادةِ من حلَّ المقابرَ في اللَّحْدِ
فما لَك في سَفْكِ الدِّمَا قَطُّ حُجَّةٌ
…
خَفِ اللهَ واحْذَرْ ما تُسِرُّ وما تُبْدِي
وعامِلْ عبادَ اللهِ باللُّطْفِ وادْعُهم
…
إلى فعلِ ما يَهْدِي إلى جَنَّةِ الخُلْدِ
ورُدَّ عليهِم ما سَلَبْتَ فإِنَّه
…
حرامٌ ولا تغتَرَّ بالعزِّ والجَدِّ
ولا بِأُنَاسٍ حَسَّنُوا لكَ مَا تَرى
…
فما همُّهُمْ إلا الأَثَاثُ معَ النَّقْدِ
يريدونَ نَهْبَ المسلمينَ وأَخْذَ
…
مَا بأَيديهمُو مِنْ غَيْر خوفٍ ولا حَدِّ
فراقِب إِلهَ العرشِ مِنْ قبل أَنْ تُرى
…
صريعًا فلا شيءٌ يُفيدُ ولا يُجْدِي
نَعَم واعلموا أَنِّى أَرى كلَّ بدْعَة
…
ضَلالاً على مَا قلتُ في ذلِكَ العَقْدِ
ولا تحسبُوا أَنِّى رجعتُ عن الَّذِي
…
تَضَمَّنَه نظمِي القديمُ إِلى نَجْدِ
بلى كُلُّ ما فيهِ هُوَ الحَقُّ إِنَّما
…
تُجاريكَ مِنْ سَفْكِ الدِّما ليس مِن قَصْدِ
وتكفيرُ أَهْلِ الأَرضِ لستُ أَقولُه
…
كما قلتَه لا عَنْ دليلٍ به تَهْدِي
وها أَنَا أَبْرا مِن فِعالِكَ في الوَرَى
…
فمَا أَنتَ في هذَا مُصيبٌ ولا مَهدِي
ودُونَكَها مِنِّى نصيحةَ مُشفِقٍ
…
عليكَ عَسى تُهدَى لهذَا وتَسْتَهدي
وتُغلِقُ أَبوابَ الغُلُوِّ جَميعَها
…
وتأْتِي الأُمورَ الصَّالحاتِ عَلى قَصْدِ
وهَذَا نِظَامِي جَاءُوا للهِ حُجَّةً
…
عليكَ فقابِلْ بالقبولِ الَّذِي أُبْدِي
أقولُ لعَمرى ما أَصبتَ ولم تَكُن
…
على مَنهجٍ يِنَجيكَ عَن زُورِك المُردِي
فقد كانَ شيخُ المسلمينَ محمَّدًا
…
على المنهج الأَسْنَى وكانَ على الرُّشدِ
فسارَ على مِنهاجِ سُنَّةِ أَحمَدٍ
…
ومَنهج أَصحابِ النَّبي ذَوِي المَجْدِ
وما قاتَلَ الشَّيْخُ الإِمَامُ محمَّدٌ
…
سوى أُمَّةٍ حَادُوا عَنِ الحَقِّ والقَصْدِ
يُنادُون زيدًا والحسينَ وخالدًا
…
ومَن كَان في الأَجداثِ مِن سَاكنِ اللَّحْدِ
وقدْ جَعلُوا للهِ جل جلاله
…
نَدِيدًا تعالى اللهُ عن ذَلِكَ النِّدِ
وقاتلَهم لمَّا أَبَوْا وتمَرَّدُوا
…
وقد شَرَّدُوا عَن دَعْوةِ الحقِّ لِلضِّدِّ
فعمَّن أَخذتَ الزُّورَ ممَّا نَظمتَه
…
وسطَّرتَه في الرَّقِّ جهرًا على عَمْدِ
أَعن مِرْبَدٍ مَن فَرَّ عن دينِ أَحمَدٍ
…
وقد أَشرقَت أَنوارُه في رُبى نَجْدِ
وقد هَاضَهُ بل غَاضَه وأَمضَّه
…
تَلأْلُؤ نورِ الحقِّ مِن كَوكَبِ الرُّشْد
وقد أَلِفَ المَأْفُونُ ما كانَ قومُه
…
عليهِ مِنَ الإِشراكِ والجعل للنِّدِّ
…
ولمَّا استجابُوا واستقامُوا على الهُدى
…
تضايقَ لمَّا لم يَجِدْ مَنْ لَه يُجْدِى
فَفَرّوا بذِي تُرَّهاتِ وضَلَّةٍ
…
يَصُدُّ بها أَهْلُ الغِوايَةِ واللَّدِّ
عن الدِّينِ والتقوى ذَوِي الإِفْكِ والرَّدى
…
وهيهاتَ قَدْ بَان الرَّشادُ لِذي نَقْدِ
فقولُك عمَّن صدَّ عن دينِ أَحمَدٍ
…
بتزويرهِ إفْكًا وبُهْتًا عَلى عَمدِ
فإنَّهمُو قد بايعوكَ على الهُدَى
…
ولم يَجْعَلوا للهِ في الدِّينِ مِنْ نِدِّ
تَهوُّرَ أَفَّاك وتزويرَ مُبْطِلٍ
…
تَجارَى به الأَغواءُ والحَسَدُ المردِي
فما بايَعُوا بَعْدَ الضَّلالِ على الهُدَى
…
وقاتلَهُمْ حاشَا وكلَاّ فما تُبْدِي
من الزُّورِ والبهتانِ ليسَ بثابتٍ
…
وليس له أَصلٌ فدعْ عنكَ ما يُرْدِي
ولا هجرُوا ما كانَ مِن بِدَعٍ ومِنْ
…
عِبَادةِ مَنْ حَلَّ المقابرَ في اللَّحْدِ
فلو آمَنُوا باللهِ مِنْ بعدِ غيِّهِمُ
…
وتابُوا عن الإِشراكِ بالصَّمدِ الفَرْدِ
لمَا سُفِكَتْ تلكَ الدِّماءُ وقُتِّلوا
…
بلا حُجَّةٍ هَذَا مِنَ الكذِبِ المردِي
ولكنَّهم في غَيِّهم وَضلَالِهم
…
وطُغْيانِهم لا يهتدونُ لمن يَهْدِي
نعم كانَ مِنْهُم مَنْ أَجابَ تَزَنْدُقًا
…
وحَادَ أَخيرًا عن مُوافَقَةِ الرُّشْدِ
إلى الكفرِ والإِشراكِ باللهِ جهرَةً
…
فقاتلهُمْ عمدًا وقصدًا لِذِي القَصْدِ
فخافَ مِنَ المولى عقوبةَ تركِهمْ
…
على كفرِهم حتَّى يَفِيئُوا لما يُبْدي
وعاملَ أَهلَ الحقِّ باللُّطفِ والَّذِي
…
يَحيد عن الإِسلامِ بالصَّارِم الهِنْدِي
وقد قام يدْعوهم إِلى الله برُهَةً
…
مِن الدَّهر لم يَأْلُ اجتهادًا بما يُبْدي
وعامَلَهم باللُّطفِ والرِّفْقِ دَاعيًا
…
إلى فِعْل ما يَهْدِي إِلى جَنَّة الخُلْدِ
فلمَّّا أَبَوْا واستكبرُوا وتمرَّدُوا
…
عن الدِّينِ واستعدَوا غُواةَ ذَوِي جَحْدِ
أَحلَّ بِهِم ما قَدْ أَحلَّ نَبِيُّهم
…
بمن كفروا باللهِ مِنْ كُلِّ ذي طَرْدِ
إِلى أَنْ أَنابُوا واستجابُوا وأَذَعَنُوا
…
لمن قامَ يدعُوهم إِلى منهجِ الرُّشْدِ
فنالُوا به عِزًّا وحمْدًا ورفعَةً
…
ودَانَ لهُم بالدِّين من صَدَّ عَنْ جَهْدِ
وقولُك فارْدُدْ ما نهبَتَ تَحَكَّمٌ
…
ثَكِلتُكَ هل تَدْرِي غوائلَ ما تُبْدِي
أَيُرجع أَموالاً أُبيحت بِكُفرهِمْ
…
إليهِم وهلْ هَذِي مَقالةُ ذي نَقْدِ
أَهذَا حرامٌ ويلَ أُمِّكَ أَو أَتَى
…
بِذَلكَ وَحْيٌ مستبينٌ لِذِي رُشْدِ
فلو أَنَّ ما تحكي من الزُّور كَائن
…
لكانَ حَرامًا لا يُباحُ ولا يُجدي
وما عزَّ شمسُ الدِّينِ في نصرةِ الهَدى
…
تُعزِّزُه بالجاهِ والعِزِّ والجَدِّ
…
ولا بِأُناس حسَّنُوا البغي بالهَوَى
…
ولا هَمُّهم إلا الأَثاثُ مَعَ النَّقْدِ
كما قُلتَه فيما تَهورَّتَ قَائِلا
…
بما لم يَقُل أَهلُ الدِّرَايَةِ في نَجْدِ
وما قلتُمو بالمَيْنِ مِنْ هَذَيَانِكم
…
كقولكَ تمويهًا عَلى الأَعينِ الرُّمْدِ
يريدُون نهبَ المسلمينَ وأَخذَ مَا
…
بأَيديهمو من غيرِ خوفٍ ولا حَدِّ
ثكلتُكَ هل هَذِي مَقالةُ عالمٍ
…
تقيٍّ نقيٍّ عارفٍ أَو أَخي رُشْدِ
أَيرجعُ أَموالاً إِلى كُلِّ من دَعا
…
سِوَى الله معبودًا مِنَ الخلقِ لا يُجدِي
يُنادُون زيدًا طالبينَ برغبةٍ
…
ومَنْ كانَ في الأجَداثِ مِنْ سَاكنِ اللَّحدِ
وتاجًا وشُمسَانًا ومن كانَ يدَّعي
…
ولايتَه الجهالُ مِنْ غيرِ ما عَدِّ
ويدعُون أَشجارًا كثيرًا عديدَةً
…
لعَمرى وأَحجارًا تُرادُ لِذِي القَصْدِ
وغارًا وقَدْ آوتْ إِليهِ بزعمهِمْ
…
هُنالِكَ بنتٌ للأَميرِ عَلَى جَهْدِ
وقد رامَ منها فاسقٌ أَن يريدَها
…
بسوءٍ فعادَ الغَارُ منغلقَ السَّدِّ
وكانَ لها المَوْلى مُجيرًا وعاصِمًا
…
فيدعونَه مِنْ أَجلِ ذَاكَ ذَوُو اللَّدِ
وفَحَّالُ نخلٍ يختلفْنَ نِساؤُهُم
…
إليهِ بإِهداءِ القرابينِ عَنْ عَمْدِ
إذا لَمْ تَلِدْ أَو لم تُزَوَّجْ لِيعْطِها
…
بنينَ وزوْجًا عاجِلاً غيرَ ذي صَدِّ
وكلُّ قُرى نجدٍ بهِنَّ معابِدٌ
…
كثيرٌ بلا حَدِّ يُحدُّ ولا عَدِّ
فإِنْ كَانَ هَذَا ليسَ عِنْدَك مُخرجًا
…
مِنَ الدِّين مَنْ يَأْتِي به مِنْ ذَوِي الجَحْدِ
لأَنَّهمو قَد آمَنُوا بمحَمَّد
…
عليه صلاةُ اللهِ ما حَنَّ من رَعْدِ
ولا اعتقدُوا فيمَنْ دَعَوْه بإِنَّه
…
إلهٌ مع الرَّحمنِ ذي العَرْشِ والمَجْدِ
ولكنَّهُمْ قومٌ أَتَوْا بجَهالَةٍ
…
وغَرَّهُمُ الشَّيطانُ ذو الغَدْرِ والطَّرْدِ
فزيَّن للجهَّالِ أَنَّ ذَوِي التُّقَى
…
من الصَّلحَا والأَولياءِ ذَوِي الرُّشْدِ
لهم شفعاءُ ينفعونَ وأَنَّهم
…
يضرَّون هذَا قولُه عن ذَوِي اللَّدِّ
فمنْ أَجْل هَذا كانَ هذَا اعتقادَهم
…
كم اعتقد الكُفَّارُ مِنْ قبلُ في النِّدِّ
ولكنْ أَولاءِ القومِ ليسُوا كمَنْ مَضَى
…
فقدْ أَثبتوا التَّوحيدَ للواحِدِ الفَرْدِ
فمَا الأَوليَا والصالحون لَديهمُو
…
بآلهَةٍ حَاشَا فليسُوا ذَوِي مَجْدِ
فهذَا مقالُ الفدمِ لا دَرَّ دَرُّه
…
كما هُوَ معلومٌ مِنَ الشِّرْحِ مُسْتَبْدِ
فإِنْ كانَ هذَا ليسَ بالكفرِ جَهْرَةً
…
لدَى الفَدْمِ أَو كفر اعتقادٍ كما يُبْدِي
فليسَ على نهْجٍ من الدِّينِ واضحًا
…
وليسَ بِذِي عِلْمٍ وليسَ بِذِي رُشْدِ
…
وإِن كانَ هَذا غايَةً الكفر والرَّدَى
…
وأَديانُ عُبَّادِ القبورِ ذَوِي الجَحْدِ
فما بالُ هَذا الطَّعنُ ويحكَ جهرَةً
…
على مَنْ مَحَا تِلْكَ المعابدَ مِنْ نَجْدِ
وترميهِ بالبهتانِ والزُّورِ زَاعِمًا
…
بِأَنَّكَ ذُو نصح وتَهْدِي وتَسْتهدي
فهلَاّ نصحتَ اليومَ نفسَكَ مزرِيًا
…
عليهَا ومُستعْدٍ عليها بما تُبْدِي
لتنجوَ في يومٍ عظيمٍ عَصَبْصَب
…
مِنَ الإِفْكِ والبهتانِ للعالم المُهْدِي
فإِنَّكَ قد أَوغلتَ في الشَّرِّ قَائِلاً
…
بما ليسَ معلومًا لدى كلِّ ذي نَقْدِ
وكلُّ الَّذِي قد قلتَ في الشيخِ فريةُ
…
بلا مريةٍ والحقُّ كالشمسِ مُستَبْدِي
وأُعجبُ شيءٍ قولُه بعدَ هَذْرِه
…
وتلفيقُه زورًا مِنَ القولِ لا يُجْدِي
ولا تحَسُبُوا أَنِّى رجعتُ عنِ الَّذِي
…
تَضَمَّنه نَظْمي القديمُ إِلى نَجْدِ
بلى كلُّ ما بِه فيهِ هُوَ الحَقُّ إِنَّما
…
تَجاريكَ من سَفْكِ الدِّمَا ليسَ مِن قَصدِ
أقولُ نَعم كلُّ الَّذِي قالَ أَوَّلاً
…
هُو الحقُّ والتحقيقُ من غير ما رَدِّ
وكلُّ الَّذي قد قالَ في النَّظمِ أَوَّلاً
…
يعودُ على القولِ المزَوَّرِ بالهَدِّ
لمن كانَ ذا قلبٍ خَلِىٍّ مِنَ الهَوى
…
فقد عاشَ عصرًا بعدَ ما قالَ في العِقْدِ
ولم يُبدِ ردًّا أَو رُجوعًا عَن الَّذي
…
تقدَّمَ أَو طعنًا بأَوضاعِ ذي الْحِقْدِ
إِلى أَن تَقضَّى ذلكَ العصرُ كلُّه
…
ولم يشتهَرْ ما قيلَ مِنْ كُلِّ ما يُبْدِي
وتصديقُ ذا أَنَّ الَّذي قال لم يكن
…
ولا صارَ هذا القتلُ والنَّهبُ في نجد
لمنْ بَايَعُوا طوْعًا على الدِّينِ والهُدى
…
ولم يجعَلُوا للهِ في الدِّين مِن نِدِّ
وقَدْ هَجَروا ما كانَ من بِدَعٍ ومِنْ
…
عِبَادةِ من حَلَّ المقابِرَ في اللَّحْدِ
فصحَّ يقينًا أَنَّ هَذَا مُقَوَّلٌ
…
على الحبْر بحرِ العِلْمِ ذي الفَضْل والنَّقْد
إذا تمَّ هذَا واستبانَ لمنصف
…
خَلىٍّ مِنَ الأَغراضِ ليسَ بِذي حِقْدِ
ولا حَسد قد غامرَ الغَيُّ قلبَه
…
وصار به غِلّ على كلِّ ذي رُشْدِ
وأَبصر في منظومِه متَأمَّلاً
…
مقاصِدَ مَا قَدْ رَامَه بالَّذِي يُبْدِي
وما قالَه في الشَّرحِ مِنْ هَذَيانِه
…
وتلفيقِه ما لا يُفيدُ ولا يُجْدِي
تيقَّنَ أَنَّ الشَّيخَ كَانَ على الهُدَى
…
وكانَ على نَهْجٍ قَويمٍ مِنَ الرُّشُدِ
فما جَاءَ هَذَا الوغْدُ فيمَا هَذَى بهِ
…
بحقٍّ وتحقيقٍ لدَى كلِّ ذي نَقْدِ
ولكن بِتَزْويرٍ وتأْليفِ جَاهِلٍ
…
ولو كانَ ذا عِلْمٍ لأَنْصَفَ في الرَّدِّ
وجاءَ ببرهانٍ وأَقومِ حُجَّةٍ
…
تَدُلُّ على ما قَالهَ في الَّذِي يُبْدِي
…
وإِنْ كَانَ هَذَا النَّظْمُ والشَّرحُ ثابتًا
…
عن السَّيِّدِ المشهورِ بالعلْمِ والرُّشْدِ
وأَعنِي به البَدْرَ المنيرَ محمَّدًا
…
ووافقَ أَهلَ الزَّيغ والطَّرد والجَحْدِ
وصَدَّقَ أَهْلَ الغىِّ في هَذَيَانِهم
…
بما قَالَه نظمًا ونَثْرًا مِنَ الرَّدَّ
وكانَ له في ذَا ونوع من الهَوى
…
وداخَلَه شيءٌ من الحَسَدِ المُرْدِي
فليسَ بمعصومٍ ولا شَكَّ أَنَّه
…
بِذَلكَ قدْ أَخْطَا وجاءَ بما يُرْدِي
وعُوقبَ بالهذْرِ الَّذِي قالَ حيثُ لم
…
يكنْ بصوابٍ مستقيمٍ ولا يُجْدِي
وناقضَ ما قد قَالَه في اعتِقَادِه
…
وما قالَه فيما تَقَدَّم في العِقْدِ
وقدْ شَاعَ هَذَا النَّظمُ عنه وشرحُه
…
وساغَ لدَى قومٍ كثيرٍ ذَوِي حِقْدِ
فلا غَرْوَ مِنْ هَذَا ولا بِدْعَ بَلْ لَه
…
بِذَلكَ أَمثالٌ كثيرٌ بلَا عَدِّ
وماذَا عَسَى لو قالَ ما قالَ جَهْرَةً
…
فقد كَانَ قَدْ أَخْطَا وحَادَ عَنِ الرُّشْدِ
وأَنكرَ أهلُ العلم مِنْ كُلِّ جَهْبَذ
…
علَيْه أُمورًا ظَنَّها غايةَ الرُّشْدِ
فقدْ رَدَّ صديقٌ عليه وقَد رأَى
…
مقالتَه الشَّنْعَا فأَحْسنَ في الرَّدِّ
وأَنصفَ لَما قالَ بالحقِّ والهُدى
…
وجَاءَ بتبيانٍ يلوحُ لِذِي النَّقْدِ
ورَدَّ الأَباطِيلَ الَّتي قدْ أَتَى بِهَا
…
وأَلَّفها في شرحِ منظومهِ المُرْدِي
وخالفَ ما قَدْ قَالَه كُلُّ عالِم
…
مُحقٍّ ويَدْرِي الحقَّ ليسَ بذِي لُدِّ
وقد قالَ قومٌ مِنْ ذَوِي الغيّ والرَّدى
…
كما قالَه هَذَ المبَهْرِجُ عَنْ قَصْدِ
وقَدْ زَعمُوا أَنَّ الإِمامَ محمَّدًا
…
يكَفِّر أَهلَ الأَرضِ طُرَّا على عَمْدِ
ويقتلُهم من غيرِ جُرمٍ تجبُّرًا
…
ويأْخذُ أَموالَ العبادِ بلَا حَدِّ
ومن لم يُطِعْهُ كانَ باللهِ كَافِرًا
…
إِلى غيرِ هذَا مِنْ خُرافاتِ ذي اللَّدِّ
وقد أَجْلَبُوا مِن كُلِّ أَربِ ووِجْهَة
…
وصالُوا بأَهلِ الشِّرْكِ مِنْ كُل ذي حِقْدِ
فبادُوا وما فادُوا وما أَدْرَكُوا المُنى
…
وآبوا وقدْ خابُوا وحادُوا عَن الرُّشد
وأَظهرَه المولَى على كُلِّ مَنْ بَغَى
…
عليهِ وعادَاهُ بلا موجِبٍ يُجْدِي
وأَظهرَ دينَ اللهِ بعْدَ انْطِمَاسِه
…
وأَعْلَى له الأَعلامَ عَالِيةَ المَجْدِ
وساعدَه في نُصرة الدِّينِ والهُدى
…
أَئمّةُ عَدْلٍ مُهتدونَ ذُوو رُشْدِ
وقد نَالَ مجدًا أَهلُ نَجْدٍ ورفعةً
…
بآل سعودِ واستَطالُوا عَلى الضِّدِّ
بإِظهارِ دِينِ اللهِ قسرًا ودَعْوَةً
…
إِلى اللهِ بالتَّقوى وبالصَّارِم الهِنْدِي
وقامَ بهذَا الأَمرِ مِنْ بَعْدِ مَنْ مَضَى
…
بَنُوهم وقد سَارُوا على مَنْهج الرُّشْدِ
…
وقد جاهَدُوا أَعداءَ دَينِ محمَّدٍ
…
وقد جرَّهم قومٌ طغاةٌ إِلى نَجدِ
لكى يطمِسُوا أعلامَ سُنَّةِ أَحمَدٍ
…
ويَعْلُو بها أَهلُ الرَّدَى مِنْ ذَوِي الجَحْدِ