المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ألا قل لذي جهل تهور في الردى - مجموعة القصائد الزهديات - جـ ٢

[عبد العزيز السلمان]

فهرس الكتاب

- ‌فَهَا سُنَّةُ المَعْصُومِ خِيرَةِ خَلْقِهِ

- ‌مَقَطَّعَات في التَّزْهِيدِ في الدنيا والحثِ عَلَى صِيَانةِ الوقت

- ‌يُحِبُّ الفَتَى طُول البَقَاءِ كَاَّنَّهُ

- ‌سَلِ المَدائِن عَمَّنْ كَانَ يَمْلِكُهَا

- ‌نَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ

- ‌هذِي مَنَازِلُ أَقْوَامٍ عَهِدْتُهُمُ

- ‌تَرَى الذي اتَّخَذَ الدُنْياَ لَهُ وَطَنًا

- ‌أَلَا أيُها المَغْرورُ في نَومِ غَفْلَةٍ

- ‌إِذَا مَا اللَّيلُ أَظْلَمَ كَابَدُوهُ

- ‌فَبَادِرْ إلى الخَيرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا

- ‌أَجَلُّ ذُنُوبِي عِنْدَ عَفْوِكَ سَيِّدِي

- ‌وَلَما رَأَيتُ لوقْتٍ يُؤْذِنُ صَرْفُهُ

- ‌وَلَيسَ الأَمَانِي لِلْبَقَاءِ وإِن جَرَتْ

- ‌قِفْ بالمَقَابِرِ واذْكُرْ إِنْ وَقَفْتَ بِهَا

- ‌لَعَمْرُكَ مَا حَيٌّ وإنْ طَالَ سَيرُهُ

- ‌قِفْ بالقُبُور ونادِ المُسْتِقرَّ بِهَا

- ‌نُراعُ لِذِكْرِ الموتِ سَاعَةَ ذِكْرِهِ

- ‌سَلامٌ عَلَى أهِل القُبورِ الدَّوارِسِ

- ‌قِفْ بالقُبُورِ وَقُلْ عَلَى سَاحَاتِهَا

- ‌إلامَ تَجرُّ أذَيالَ التَّصَابِي

- ‌خَلتْ دُورُهُمْ مِنْهُمْ وَأقْوَتْ عِراصُهُمْ

- ‌إِنَّ اللَّيَالِي مِنْ أَخْلَاقِهَا الكَدَرُ

- ‌لِلْمَوتِ فَاعْمَلْ بِجِدٍ أَيُّهَا الرَّجُلُ

- ‌كَأُنَ نُجُومًا أَومَضَتْ في الغَيَاهِبِِ

- ‌لَعَمْرُكَ مَا تُغْنِي المَغَانِي وَلَا الغِنَى

- ‌فَكَم وَلَدٍ لِلْوَالِدَينِ مُضَيَّعٌ

- ‌عَلَيكَ بِبرِّ الوَالِدَينِ كِلَيهِمَا

- ‌بِطَيبَةِ رَسْمٍ للرَّسُولِ وَمَعْهَدُ

- ‌نُورٌ مِنَ الرَّحْمنِ أَرْسَلَهُ هَدَى

- ‌خَبَتْ مَصَابِيحُ كُنَّا نَسْتَضِيءُ بِهَا

- ‌فَيَا أَيُّها النّاسِي لِيَومِ رَحِيلِهِ

- ‌تَيَقَنْتُ أنِّي مُذْنِبٌ وَمُحَاسَبٌ

- ‌أَفْنَى شَبَابَكَ كَرُّ الطَّرْفِ والنَّفَسِ

- ‌سَبَقَ القَضَاءُ بكُلِّ مَا هُوَ كَائِنُ

- ‌وفي دُونِ ما عَايَنْتَ مِن فَجَعَاتِهَا

- ‌تَزَوَدْ مَا اسْتَطَعَتْ لِدَارِ خُلْدٍ

- ‌وسَائِرَةٍ لم تَسْرِ في الأرضِ تَبْتَغِي

- ‌فالشَّأنُ لِلأرْوَاحِ بَعْدَ فِراقِهَا

- ‌وإنَّ نَفْخَةَ إسْرافِيلَ ثانِيةً

- ‌وفي الناسِ مَن ظُلْمُ الوَرى عادةٌ لهَ

- ‌تَأَلَّقَ بَرْقُ الحَقِّ في العارضِ النَّجْدِي

- ‌يَأْتِي عَلَى الناسِ إِصْبَاحٌ وَإِمْسَاءٌ

- ‌ثَوَى فِي قُرْيشٍ خَمْسَ عَشْرَةَ حَجَّةً

- ‌عَجِبْتُ لِما تَتَوقُ النفْسُ جَهْلاً

- ‌وَتُحَدِّثُ الأرضُ التِي كُنَّا بهَا

- ‌وَبالقَدَرِ الإِيمان حَتْمٌ وبالقَضَا

- ‌صاحِ اسْتَمِعْ نُصْحًا أتاكَ مُفصَّلاً

- ‌خُنْتُ العُهُودَ وقد عَصَيتُ تَعَمُّدَا

- ‌نَنْسَى المنَايَا عَلَى أَنَّا لَهَا غَرَضٌ

- ‌مَنْ لَيسَ بالبَاكِي ولا المُتَباكي

- ‌«أحِنُّ اشْتِيَاقًا لِلمَسَاجِدِ لا إلى»

- ‌يَا أَيُّهَا العَبْدُ قُمْ للهِ مُجْتَهِدًا

- ‌فَهِمُوا عن المَلِكِ الكَرِيم كَلامَهُ

- ‌إِنَّ القَنَاعَةَ كَنْزٌ لَيسَ بالفَانِي

- ‌مثِّلْ وُقُوفَكَ أَيُّهَا المَغْرُورُ

- ‌أَبَعْدَ بَيَاضِ الشِّيبِ أعْمُرُ مَنْزِلاً

- ‌نَخْطو ومَا خَطْوُنَا إلَاّ إلَى الأَجَلِ

- ‌صَلَّ الإلَهُ عَلَى قَومٍ شَهْدتُهُم

- ‌كَأنِّي بِنَفْسِي قد بَلغْتُ مَدَى عُمْري

- ‌يا خائفَ الموتِ لو أَمْسَيتَ خَائِفَهُ

- ‌أَسِيْرُ الْخَطَايَا عِنْدَ بَابِكَ يَقْرَعُ

- ‌وَإِيَّاكَ والدُّنْيَا الدَّنِيَّةَ إِنَّهَا

- ‌يَا نَفْسُ تُوبِى فَإنَّ المَوْتَ قَدْ حَانَا

- ‌سبحانَ مَن حَمِدتْهُ ألْسُنُ البَشَرِ

- ‌سَيْرُ الْمنايَا إلى أعْمَارِنا خبَبُ

- ‌وَكُلُّ مَنْ نَامَ بِلَيْلِ الشَّبابْ

- ‌قَطَّعْتُ مِنْكِ حَبائِل الآمَالِ

- ‌لَقَدْ أَيْقَظَ الإِسْلامُ لِلْمَجدِ والعُلَى

- ‌أَجنِبْ جِيَادًا مِن التَّقْوى مُضَمَّرةٌ

- ‌أَرَى النَّاسَ في الدنّيا، مَعافًى وَمُبتلَى

- ‌يا مَن يريدُ طَريقةً تُدْنيه مِنْ

- ‌لِلْمَوْتِ فَاعْمَلْ بِجِدٍ أَيُّهَا الرَّجُلُ

- ‌أنِسْتُ بِلأَواءِ الزمانِ وَذُلِّهِ

- ‌أَيَا عُلَمَاءُ الدِّيْنِ مَا لِيْ أَرَاكُم

- ‌قِفْ بالقُبُورِ وَقُلْ عَلَى سَاحَاتِهَا

- ‌فُؤادٌ ما يَقِرُ لَهُ قَرَارٌ

- ‌إِنَّ اللَّيَالِيْ مِنْ أَخْلَاقِهَا الكَدَرُ

- ‌أَلَا يَا خَائِضًا بَحْرَ الأمانِي

- ‌يا غافلاً عن سَاعَةٍ مَقْرُونَةٍ

- ‌على الدِّينِ فلْيبْكِي ذوُو العِلم والهُدى

- ‌وَاللهُ حرَّم مُكْثَ مَنْ هو مُسْلمٌ

- ‌هو اللهُ معبودُ العبادِ فعَامِلِ

- ‌ثارَ القَرِيضُ بِخَاطرِي فَدعُونِي

- ‌أَما آنَ عَمَّا أَنْتَ فيه مَتَابُ

- ‌يَا مُلَبِّسِي بالنُّطْقِ ثَوبَ كَرَامَةٍ

- ‌أَرَى وخَطَّ المَشِيبِ دَليلُ سَيرٍ

- ‌تُغازِلُنِي المَنِيَّةُ من قَريبٍ

- ‌أَيَعْتَزُّ الفَتَى بِالْمَالِ زَهْوًا

- ‌الشَّيبُ نَبَّهَ ذَا النُّهَى فَتَنَبَّها

- ‌قدْ بَلَغْتَ السِّتِّينَ ويحَكَ فاعْلَمْ

- ‌يَا رَبِّ حَقِّقْ تَوبَتِي بِقَبُولِهَا

- ‌سِرْ على مَهلِك يا من قد عقل

- ‌أَحمامَةَ البَيدا أَطَلْتِ بُكاكِ

- ‌مَنْ لَيسَ بالبَاكِي ولا الْمُتَباكي

- ‌لو كنتُ في ديني من الأبْطالِ

- ‌أَلا خَبَرُ بِمُنتَزِحِ النَّواحي

- ‌لِمَاذَا أَنْتَ تَغْفُلُ عن رَقيبٍ

- ‌حِيَلُ البِلَى تَأْتِي على المُحْتَالِ

- ‌فما لَكَ لَيسَ يَعملُ فيكَ وَعْظٌ

- ‌أَلَا قُلْ لِذَي جَهْلٍ بِكَلِّ الحَقائِقِ

- ‌فيا أَيُّها الغَادِي على ظَهْرِ ضَامرٍ

- ‌سيروا على نجب العزائم واجعلوا

- ‌بِحَمْدِ اللهِ نَبْدَأُ في المَقَال

- ‌وَإذَا أَرَدتْ تَرى مًَصَارِعَ مَن ثَوَى

- ‌بِعزِّكَ ياذَ الكبْريَا والمَراحِم

- ‌أَسْتَغفِرِ الله عَمَا كَانَ مِن زَلَلِ

- ‌متفرقات كلها حولَ الثناء على الله جلَّ وعلا وتقدس

- ‌لَكَ الحمدُ اللَّهم يَا خَيرَ وَاهِب

- ‌الحَمْدُ للهِ العَظِيمِ عَرْشُهُ

- ‌دَعْ عَنْكَ ذِكْرَ الهَوَى وَالمُولَعِينَ بِهِ

- ‌يَا طَالِبًا لِعُلُوم الشَّرعِ مُجْتَهِدًا

- ‌إني أرى الناس عن دِينٍ لهمْ رَغِبُوا

- ‌وَمِلةَ إبْرَاهِيمَ فاسْلُكْ طَرِيقَها

- ‌المرء لابد لو قد عاش من قفس

- ‌كثيرُ الوَرَى مالُوا وقَدْ رَفَضُوا الأُخْرَا

- ‌إلهي أقِلْ مِنَّا العِثَارَ فإنَّنَّا

- ‌بِمَا قَدَّمَتْ أَيدِي الوَرَى سَتُعَذَّبُ

- ‌يَا مَن عَلَا وتَعَالَى عَن خَلِيقَتِهِ

- ‌قَريحُ القَلْبِ مِن وَجَعِ الذُنُوبِ

- ‌تَحَرَّزْ مِن الدُنيا فإنَّ فِنَاءَهَا

- ‌عَجِبْتُ لِجَازِع بَاكٍ مُصَابٍ

- ‌أعَاذِل ذَرِيني وانْفِرَادِي عَن الوَرَى

- ‌إنَّ الذَينَ بَنَوا مَشِيدًا واعْتَلَوا

- ‌المَوتُ لَا وَالدًا يُبْقِي وَلَا وَلَدَا

- ‌ذَهَبَ الذيِنَ عَليهِمُ وُجْدِي

- ‌جَنْبِي تَجَافَى عَن الوَسَادِ

- ‌يَا طَالِبَ الصَّفْوِ في الدنيا بلا كَدَرِ

- ‌الحَمْدُ للهِ حَمْدًا لَا نَفَادَ لَهُ

- ‌ثم اعْتَقِدْ كاعْتِقَادٍ لِلْهُداةِ مَضَوا

- ‌حَورَاءُ زَارتْنِي فَطَالَ تَجَلُّدِي

- ‌أَحُسَينُ إِنِّي وَاعِظٌ وَمَؤَدِّبُ

- ‌عَلَيكَ سَلامُ الله يَا شَهْرُ إنَّنَا

- ‌أيَا نَجْلَ إبرَاهِيمَ تَطُلبُ وَاعِظًا

- ‌حَمْدًا لِرَبٍّ قَاهِرٍ مَنَّانِ

- ‌قدْ قالَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَسَارِعُوا

- ‌خَفَافِيشُ هَذَا الوَقْتِ كَانَ لَهَا ضَرَرْ

- ‌تَأَوَّبَنَي لَيلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ

- ‌كَانَ الضِّيَاءَ وكَانَ النَّوْرَ نَتْبَعُهُ

- ‌أَلا يَا لَقَومِ هَلْ لِمَا حُمَّ دَافِعُ

- ‌وقُلْ إنْ يَكُنْ يَومٌ بأُحْدٍ يَعُدُّهُ

- ‌دَوام الوَرَى مَا لَا يكُوْنُ لِرَئِمِ

- ‌طَارَتْ بِنَا لِدِيَارِ البَيْنِ أطْيَارُ

- ‌مَنْ أحَسَّ لِي أهْلَ الْقُبورِ وَمَنْ رَأى

- ‌لِدُوا لِلْمَوْتِ وَابْنوا لِلْخَرابِ

- ‌ألَا مَنْ لنَفْسٍ في الهَوَى قد تَمَادَتِ

- ‌سَلامٌ على قبْرِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ

- ‌كأنَّا وإنْ كُنَّا نِيَامًا عن الرَّدَى

- ‌الخَيْرُ والشَّرُ عاداتٌ وأهْواءُ

- ‌لَعَمْرُكَ ما الدُّنْيا بِدارِ بَقاءِ

- ‌أَلَا نَحْنُ في دارٍ قَليلٍ بَقاؤُها

- ‌أَلَا في سَبيل اللهِ ما فاتَ مِنْ عُمْري

- ‌كَأَنَّكَ قَدْ جاوَرْتَ أهْلَ الْمَقابِرِ

- ‌الْمَرْءُ آفَتُهُ هَوى الدُّنْيا

- ‌أَلَا للهِ أَنْتَ مَتى تَتوبُ

- ‌أَمَعَ المَماتِ يَطِيْبُ عَيْشُكَ يا أَخِيْ

- ‌قَدْ سَمِعْنا الْوَعْظَ لَوْ يَنْفَعُنا

- ‌الْمَنايا تَجوسُ كلِّ الْبِلادِ

- ‌أَلا كُلُّ مَوْلودٍ فَلِلْمَوْتِ يُولَدُ

- ‌تَبَارَكَ مَنْ فَخْري بأنَّي لَهُ عَبْدُ

- ‌أَرى الشَّيْءَ أحْيانًا بِقَلْبي مُعَلَّقا

- ‌الرِّفْقُ يَبْلُغُ ما لا يَبْلُغُ الْخَرَقُ

- ‌نَسِيتُ مَنيِتَّي وَخَدَعْتُ نَفْسِي

- ‌مَا يَدْفَعُ الْمَوْتَ أرْصَادٌ وَلا حَرَسُ

- ‌اللهُ كافٍ فَمالي دونَهُ كافِ

- ‌مَنْ نافَسَ النَّاسَ لم يَسْلَمْ مِنَ النَّاسِ

- ‌عِبَرُ الدُّنْيا لَنا مَكْشوفَةٌ

- ‌أَلَا رُب ذِي أَجَلٍ قَدْ حَضَرْ

- ‌طُولُ التَّعاشُرِ بَيْنَ النّاسِ مَمُولُ

- ‌أيا عَجَبا لِلناسِ في طُولِ ما سَهَوْا

- ‌مَتى تتَقَضّى حاجَةُ الْمُتَكَلِّفِ

- ‌ما لِلْفَتى مانِعٌ مِنَ الْقَدَرِ

- ‌رَضِيتَ لِنَفْسِك سَوْءَاتِها

- ‌الْحِرْصُ لُؤْمٌ وَمِثْلَهُ الطَّمَعُ

- ‌كأَنَّني بِالدّيارِ قَدْ خَرِبَتْ

- ‌إيّاكَ أعْني يا بْنَ آدَمَ فَاسْتَمِعْ

- ‌مَا لِيْ أُفَرِّطُ فِيْمَا يَنْبَغي ما لِي

- ‌لا تَعْجَبَنَّ مِنَ الأَيّامِ وَالدُّوَلِ

- ‌سَلِ الْقَصْرَ أوْدى أَهلُهُ أَيْنَ أهْلُهُ

- ‌أَهلَ الْقُبورِ عَلَيْكُمُ مِنِّي السَّلامْ

- ‌لِعَظيمٍ مِنَ الأُمورِ خُلِقْنا

- ‌سَمَّيْتَ نَفْسَكَ بالْكلامِ حَكيما

- ‌لَا يَذْهَبَنَّ بَكَ الأَمَلْ

- ‌أَلا هَلْ إِلى طولِ الْحَياةِ سَبيلُ

- ‌أَرَاعَكَ نَقْصٌ مِنْكَ لَمّا وَجَدْتَهُ

- ‌سَتَنْقَطِعُ الدُّنْيا بِنُقْصانِ ناقِصٍ

- ‌إنا لَفي دارِ تَنْغِيصِ وتَنْكيدِ

- ‌يا نَفْسُ ما هوَ إلَاّ صَبْرُ أيّامِ

- ‌أيا عَجَبَ الدُّنْيا لِعَيْنٍ تَعَجَّبَتْ

- ‌حِيَلُ الْبِلَى تَأْتِي عَلَى المُحْتَالِ

- ‌تَعالى الْواحِدُ الصَّمَدُ الْجَليلُ

- ‌سَبَقَ القضاءُ بِكل ما هُوَ كائِنُ

- ‌ايتِ الْقُبورَ فَنادِها أصْواتَا

- ‌ألَيْسَ قَريبًا كُلُّ ما هُوَ آتِ

- ‌جَمَعْتَ مِن الدُّنْيا وحُزْتَ ومُنِّيتها

- ‌تَمَسَّكْ بالتُّقى حَتّى تَموتا

- ‌كَأنَّ المَنايا قَدْ قَرَعَنْ صِفَاتِي

- ‌يا رُبَّ عَيْشٍ كانَ يُغْبَطُ أهْلُهُ

- ‌يا رُبَّ شَهْوَةِ ساعَةٍ قَدْ أعْقَبَتْ

- ‌اهْرَبْ بِنَفْسكَ مِنْ دُنْيًا مُظَلِّلَةٍ

- ‌أَلَا مَنْ لِمَهْمومٍ الْفُؤادِ حَزينِهِ

- ‌أتَدْري أَيُّ ذُلٍّ السُؤالِ

- ‌كَأَنِّي بالتُّرابِ عَلَيْكَ رَدْما

- ‌إنْ قَدَّرَ اللهُ أمرًا كانَ مَفْعولا

- ‌تَنَكَّبْتُ جَهْلي فاسْترَاحَ ذَوُو عَذْلي

- ‌شَرِهْتُ فَلَسْتُ أَرْضى بِالْقَليلِ

- ‌اِمْهَدْ لِنَفْسِكَ واذْكُرْ ساعَةَ الأَجَلِ

- ‌نعَى نَفْسِي إليَّ مِن اللَّيَالِيْ

- ‌ما لي رَأَيْتُكَ راكِبًا لِهَواكَا

- ‌أَيَا جامِعِي الدُّنْيا لِمَنْ تَجْمَعُونَها

- ‌بَلِيْتَ ومَا تَبْلَى ثِيَابُ صِبَاكَا

- ‌الوَقْتُ ذُو دُوَلٍ والْمَوْتُ ذُو عِلَلٍ

- ‌اكْرَهْ لِغَيْرك مَا لِنَفْسِكَ تَكَرْهُ

- ‌تَصَّبرْ عَنِ الدُّنْيا وَدَعَْ كُلَّ تائِه

- ‌كَأنْ قَدْ عَجلَ الأَقْوامُ غَسْلَكْ

- ‌كَأنَّ يَقينَنا بِالْمَوْتِ شَكُّ

- ‌أَلَمْ تري يا دُنْيا تَصَرُّفَ حالِكِ

- ‌أُحِبُّ مِنَ الإِخوْانِ كُلّ مُؤاتِ

- ‌أَشْرِبْ فُؤادَكَ بِغْضَةَ اللَّذاتِ

- ‌كَأنَّك في أُهَيْلِكَ قَدْ أُتيتا

- ‌مِسْكينُ مَنْ غَرَّتِ الدُّنيا بِآمالِهْ

- ‌أَمَا وَاللهِ إنَّ الظُلْمَ لُؤمٌ

- ‌لَقَدْ طَالَ يا دُنْيَا إليْكِ رُكُونِي

- ‌مَنْ يَعِشْ يَكْبَرْ وَمَنْ يَكْبَرْ يَمُتْ

- ‌الْحَمْدُ للهِ اللَّطيفِ بِنا

- ‌رُوَيْدَكَ لا تَسْتَبْطِ ما هُوْ كائِنٌ

- ‌أَلَحَّتْ مُقِيْمَاتٌ عَلَينا مُلِحّاتُ

- ‌الحمدُ للهِ عَلَى تَقْدِيْرِهِ

- ‌رَغِيفُ خُبْز يابِسٍ

- ‌ألا مَنْ لي بِأُنْسُكَ يا أُخَيَّا

- ‌كَأنَّ الأَرْضَ قَدْ طُوِيَتْ عَلَيَّا

- ‌إنَّ السَّلامَةَ أنْ تَرْضى بِما قُضِيا

- ‌يا مَنْ يُسَرُّ بِنَفْسِهِ وَشَبابِهِ

- ‌تَخَفَّفْ مِنَ الدُّنْيا لَعَلَّكَ أنْ تَنْجُو

- ‌الْحَمْدُ للهِ كُلٌّ زائِلٌ بالِ

- ‌ألا رُبَّ أحزانٍ شَجاني طُروقُها

- ‌أَحْمَدُ اللهَ عَلى كُلِّ حالِ

- ‌سَقَى اللهُ عَبَّادانَ غَيْثًا مُجَلِّلَا

- ‌قُلْ لأَهْلِ الإِكْثارِ وَالإِقْلالِ

- ‌غَفَلْتُ ولَيْسَ الْمَوْتُ عَنّي بِغافِلِ

- ‌طالَما احْلَوَّ لِي مَعاشي وَطابا

- ‌كَمْ لِلْحَوادِثِ مِنْ صُروفِ عَجائِبِ

- ‌تَبارَكَ رَبُّ لا يَزالُ وَلَمْ يَزَلْ

- ‌ما يُرْتَجى بِالشَّيْءِ لَيْسَ بِنافِعِ

- ‌الشَّيْءُ مَحْروصٌ عَلَيْهِ إذا اَمْتَنَعْ

- ‌أَمَّا بُيوتُكَ في الدُّنْيَا فَوَاسِعَةٌ

- ‌أَلَا إِنَّ وَهْنَ الشَّيْبِ فيكَ لَمُسْرِعُ

- ‌جَزَعْتُ ولكِنْ ما يَرُدُّ لِيَ الْجَزَعْ

- ‌ألَا كُلُّ ما هُوَ آتٍ قَريبُ

- ‌أنَلْهو وأيّامُنا تَذْهَبُ

- ‌لِمَ لا نُبادِرُ ما نَراهُ يَفوتُ

- ‌يا رُبَّ رِزْقٍ قَدْ أَتى مِنْ سَبَبْ

- ‌لَقَدْ لَعِبْتُ وَجَدَّ الْمَوْتُ في طَلَبي

- ‌يا نَفْسُ أَيْنَ أَبَي وَأَيْنَ أَبُو أَبِي

- ‌بَكَيْتُ عَلى الشَّبابِ بِدَمْعِ عَيْني

- ‌طَلَبْتُكِ يا دُنْيا فَأَعْذَرْتُ في الطَّلَبْ

- ‌نُنافِسُ في الدُّنْيا وَنَحْنُ نَعيبُها

- ‌لَشَتَّانَ ما بَيْنَ الْمَخافَةِ والأَمْنِ

- ‌للهِ عاقِبَةُ الأُمورِ جَميعا

- ‌رَجَعْتُ إلى نَفْسي بِفِكْري لَعَلَّها

- ‌أَلَمْ يَأْنِ لي يا نَفْسُ أنْ أَتَنَبَّها

- ‌عَجَبًا عَجَبْتُ لِغَفْلَةِ الإِنْسانِ

- ‌يا وَاعِظَ النَّاسِ قَدْ أَصْبَحْتَ مُتَّهَمًا

- ‌تَزَوَّدْ مِن الدُنَيا مُسِرًّا وَمُعْلِنا

- ‌أُفِّ لِلدُّنْيا فَلَيْسَتْ لي بِدارْ

- ‌إنَّ دارًا نَحْنُ فيها لَدارُ

- ‌لِلنّاسِ في السَّبْقِ بَعْدَ الْيَوْمِ مِضْمارُ

- ‌أَلَا يا نَفْسُ ما أَرْجو بِدارِ

- ‌لأَمْرٍ ما خُلِقْتَ فَما الْغُرورُ

- ‌أجَلُ الْفتى مِمْا يُؤَمِّلُ أَسْرَعُ

- ‌يا ساكِنَ الدُّنْيا لَقَدْ أوْطَنْتَها

- ‌أَلا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ أَنْتَ إذا الْقُوى

- ‌لِيَبْكِ عَلى نَفْسِهِ مَنْ بَكى

- ‌أيا رَبِّ يا ذَا الْعَرْشِ أنْتَ رَحِيمُ

- ‌اعْلَمْ بأنِّكَ لا أبَا لَكَ في الذي

- ‌لَقَدْ فَازَ المُوَفَّقُ لِلْصَّوابِ

- ‌لا والِدٌ خالِدٌ وَلا وَلَدُ

- ‌ألا لِلْمَوْتِ كَأْسٌ أيُّ كأسِ

- ‌أتَطْمَعُ أنْ تُخلَّدَ لا أبا لَكْ

- ‌كُلُ امْرِئٍ فكما يدين يُدَان

- ‌كُلُّ حَيٍّ إِلى الْمَماتِ يَصيرُ

- ‌الظنُّ يُخْطِيءُ تَارَةً ويُصِيْبُ

- ‌ألا إنَّ رَبي قَوِيٌّ مَجيدُ

- ‌لِِطائِرِ كُلِّ حادِثَةٍ وُقوعُ

- ‌ما رَأيْتُ الْعيْشَ يَصْفو لأحَدْ

- ‌إنَّ الْقَريرَةَ عَيْنُهُ عَبْدُ

- ‌أيا نَفْسُ مَهْما لَمْ يَدُمُ فَذَرِيهِ

- ‌إنَّ الْحَوادِثَ لا مَحالَةَ آتِيَهْ

- ‌طُوْبَي لِعَبْدٍ أَكْمَلَ الفَرْضَا

- ‌لأبْكِيَنَّ عَلى نَفْسي وَحُقَّ لِيَهْ

- ‌أَيْنَ الْقُرونُ الْماضِيَهْ

- ‌خَرَّبْتَ دَارَ مُقَامٍ كُنْتَ تَنْزلُهَا

- ‌ألَمْ تَرَ أنَّ الْحَقَّ أَبْلَجُ لائِحُ

- ‌انْظُرْ لِنَفْسِكَ يا شَقِي

- ‌للهِ دَرُّ ذَوي الْعُقولِ الْمُشْعِباتِ

- ‌مِنَ النّاسِ مَيْتٌ وهْوَ حَيٌّ بِذِكْرِهِ

- ‌الْمَوْتُ لا والِدًا يُبْقي ولا وَلَدا

- ‌تَخَفَّفْ مِنَ الدُّّنْيا لَعَلَّكَ تُفْلِتُ

- ‌أَلَا أيْنَ الأُلى سَلَفوا

- ‌يُسْلِمُ الْمَرْءَ أَخُوهُ

- ‌سَتْباشِرُ الأجداث وَحدَكْ

- ‌إنَّ السَّلاطِيْنَ الذين اعْتَلَوْا

- ‌أَشَدُّ الْجِهادِ جِهادُ الْهَوى

- ‌نَصَبْتِ لَنا دُوْنَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيا

- ‌أَمَا مِنَ الْمَوْتِ لِحَيِّ نَجَا

- ‌ومَا مِن فتًى إلا سَيَبْلَى جَدِيْدُهُ

- ‌مَا أَقْرَبَ المَوْتَ جِدَّا

- ‌أَلَا إِنَّ لي يَومًا أُدانُ كما دِنْتُ

- ‌هَلْ عَلى نَفْسِهِ امْرُؤُ مَحْزُونُ

- ‌طالَ شُغْلِي بِغَيرِ ما يَعْنِينِي

- ‌إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي

- ‌نَهْنِهْ دُمُوعَكَ كُلُّ حَيٍّ فَانِ

- ‌أينَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا أينَ أينَا

- ‌سُكْرُ الشَّبابِ جُنونُ

- ‌لِمَنْ طَلَلٌ أُسائِلُهُ

- ‌خانَكَ الطَّرْفُ الطَّموحُ

- ‌أَيُّهَا الرَّاقِدُ ذَا اللَّيلَ التَّمَامْ

- ‌عَجِبْتُ لِذِي اغْتِرَارٍ واعْتِزَازٍ

- ‌يَوَدُّ الفَتَى طُولَ البَقَاءِ وطُولُهِ

- ‌قَضَاءٌ مِن الرحمنِ لَيسَ لَهُ رَدُّ

- ‌نُحْ وابْكِ فالمعروف أقْفَرَ رَسْمُهُ

- ‌دَعِ الدُنْيَا لِطَالِبهَا

- ‌يا قَسْوةَ القَلْبِ مَالِي حِيلةٌ فِيكَ

- ‌ما هذه الأرواح في أشباحِها

- ‌أتَهْزَأُ بالدُعَاءِ وتَزدَرِيهِ

- ‌نَموتُ جَميعاً كُلُّنا غَيرَ ما شَكِّ

- ‌أفْنَيتَ عُمْرَكَ باغَتِرارِك

- ‌رَأَيتُ الشَّيبَ يَعْدُوكَا

- ‌الْمَرْءُ مُسْتَأْئِرٌ بِما مَلَكا

- ‌الْخَلْقُ مُخْتَلِفٌ جَواهِرُهُ

- ‌أخٌ طالمَا سَرَّني ذِكْرُهُ

- ‌يا ساكَنِ الْقَبْرِ عَنْ قَليلِ

- ‌رُوِيدَكَ لا تَسْتَبْطِ مَأ هُوَ كائِنٌ

- ‌مُؤَاخاةُ الْفَتى الْبَطِرَ الْبَطِينِ

- ‌يا أيُّها الْمُتَسَمِّنُ

- ‌عَجَبًا لأَرْبابِ الْعُقولِ

- ‌عَجَبًا ما يَنْقَضى مِنى لِمَنْ

- ‌يا نَفْسُ قَدْ أُزِفَ الرَّحيلُ

- ‌أَرى الْمَوتَ لي حَيثُ اعْتَمَدْتُ كَمينَا

- ‌كُنْ عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنِّ مَنْ ظَنّا

- ‌الْجودُ لا يَنْفَكُّ حامِدُهُ

- ‌سَكَنٌ يَبْقَى لَهُ سَكَنُ

- ‌نَهْنِهْ دُموعَكَ كُلُّ حَيٍّ فَانِ

- ‌أيا مَنْ بَينَ باطيةٍ وَدَنِّ

- ‌ولَمَّا رَأيتُ الشَّيبَ حَلّ بِمَفْرِقِي

- ‌أينَ الْقُرونُ بنَوُ الْقُرونِ

- ‌فَيا مَنْ باتَ يَنْمُوا بالخَطَايَا

- ‌نَغَّصَ الموتُ كُلَّ لَذَّةِ عَيش

- ‌أَينَ الْمَفَرُّ مِنَ الْقَضا

- ‌مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيا تَحَيَّرَ فيها

- ‌يا نَفْسُ أنّى تُؤْفَكِينا

- ‌لَتَجْدَ عَنَّ الْمَنايا كُلَّ عِرْنِينِ

- ‌تَفَكَّرْ قَبْلَ أنْ تَنْدَمْ

- ‌ولَقَدْ بَكَيتُ وعَزَّ مَهْلِكُ جَعْفَرٍ

- ‌نَامَ العُيونُ ودَمْعُ عَينِكَ يُهْمِلُ

- ‌الْمَرْءُ يَطْلُبُ وَالْمَنِيَّةُ تَطْلُبُهْ

- ‌حِلْمُ الْفَتى مِما يُزَيِّنُهُ

- ‌عَجِبْتُ لِلنّارِ نامَ راهِبُها

- ‌ما كُلُّ ما تَشْتَهي يَكُونُ

- ‌ما استَعبَدَ الْحِرْصُ مَنْ لَهُ أدَبُ

- ‌لا عُذْرَ لِي قَدْ أتَى المشِيبُ

- ‌سُبْحانَ عَلامِ الْغُيوبِ

- ‌لا تَجْزَعَنَّ مِن الهُزَالِ فَرُبَّما

- ‌فآليتُ لا أرْثى لَهَا مِنْ كَلالَةٍ

- ‌لا تُخْدَعَنَّ فلِلْحَبِيبِ دَلَائلُ

- ‌إذَا قَرُبَتِ الساعةُ يَا لَهَا

- ‌إلامَ تَجرُّ أذَيال التَّصَابِي

- ‌عَجبْتُ لأَمرِ اللهِ واللهِ قادرُ

- ‌أجِدَّكَ مَا لِعَينكَ لا تَنَامُ

- ‌مَا زِلْتُ مُذْ وَضَعَ الفِرَاشَ لِجَنْبِهِ

- ‌أَلَا طَرَقَ النَّاعِي بِلَيلٍ فراعَي

- ‌عَينَيَّ جُودًا طِوَالَ الدهرِ وَانْهَمِرِا

- ‌ألَا يَا عََينُ ويحَكِ أسْعِدِينِي

- ‌لُهِفَ قَلْبِي وبِتُّ كالمَسْلُوبِ

- ‌أفاطِمُ فابْكِي ولا تَسْأمِي

- ‌قَومٌ هُمُ شَهدوا بَدْرًا بأجْمَعِهِمْ

- ‌وأَنَّا مَعَ الهَادِي النبي مُحمَّدٍ

- ‌ذَكَرْتُ مَحَلَّ الربع مِن عَرَفَاتِ

- ‌أمِنْ بَعْدِ تَكْفِينْ النبي ودَفْنِهِ

- ‌الحَمْدُ للهِ الجميلِ المُفْضِلِ

- ‌فَيا سَامِعَ الدُعا، وَيَا رَافِع السَّما

- ‌ولكِنْ بِبَدْرٍ سَائِلُو مَن لَقِيتمُ

- ‌عَرَفْتُ دِيَارَ زَينبَ بالكَثِبِ

- ‌أَسَائِلةٌ أصْحَابَ أُحْدٍ مَخَافَةً

- ‌طَرَقْتْ هُمُومُكَ فالرُقَادُ مُسَهِّدُ

- ‌بَكَتْ عَيِنِي وَحُقَّ لَهَا بُكَاهَا

- ‌سَائِلْ قُريشًا غَداةَ السفحِ مِن أُحُدٍ

- ‌وخَيلٌ تراها بالفَضَاءِ كأنَّها

- ‌أعْرِضْ عَن العوراءِ إنْ أُسْمِعْتَهَا

- ‌أَأَلْمَمَ أمْرًا كَانَ مِن أعْجَبِ الدَّهْرِ

- ‌أَبْلِغْ قُرَيشًا وخَيرُ القَولِ أصْدَقُهُ

- ‌ثَوَى في قُرَيش خَمْسَ عَشْرة حَجَّةً

- ‌أيقِظْ جُفُونَكَ يَا مِسْكَينُ مِن سِنَةٍ

-

- ‌[مقتطفات على حرف الهجاء]

- ‌[حرف الألف]

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف اللام ألف

-

- ‌حرف الياء

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف اللام ألف

- ‌حرف الياء

- ‌اقْرأْ كتاب الله أن رمت الهدى

- ‌نَموتُ جَمِيعًا كُلُّنا غَيرَ مَا شَكٌ

- ‌يا سَائِلِي عَن مَذْهَبي وعَقِيدتِي

- ‌واعجبًا لِلْمرءِ في لَذَّتَهْ

- ‌لا تُورِدَّنَ عَلى سَمْعِي مِن الكَلِمِ

- ‌دَعُوتَ إلى دار السلام فَلَبينَا

- ‌جَميعُ الثَّنا والحمدُ بالشكْرِ أكْملُ

- ‌إني امْرُءٌ لَيسَ في دَينِي لِغَامِزَةٍ

- ‌الحمد لله ربِ العالمين عَلَى

- ‌يا طالب العلم لا تبغِ به بدلاً

- ‌عُجْ بالمَعَالِمِ والرُبُوعْ

- ‌أيا مَنْ عُمْرُهُ طَالْ

- ‌يَا صَاحِب العَقلِ السَّلِيمْ

- ‌لَا نِلْتُ مِمَّا أَرْتَجِيهِ سُرُورَا

- ‌شَمِّر عَسَى أَنْ يَنْفَعَ التَّشْمِيرُ

- ‌وَإِيَاكَ والدُّنْيَا الدَّنِيَّةَ إِنَّهَا

- ‌سَأَحْمَدُ رَبِّي طَاعَةً وَتَعَبُّدًا

- ‌أَمَّا المشِيبُ فقد كَسَاكَ رِدَاؤُه

- ‌يا رب صلِّ على من حل بالحرم

- ‌أَتْعِصِى اللهَ وهو يَرَاكَ جَهْرًا

- ‌تَتُوبُ من الذُنُوبِ إِذَا مَرِضْتَا

- ‌فَيا وَيحَ مَن شَبَّتْ على الزَّيغِ نَفْسُهُ

- ‌وَكَيفَ قَرَّتْ لأَهْل العِلمِ أَعْيُنُهم

- ‌للهِ دَرُّ السَّادَة العُبَّادِ

- ‌يَا مَن يُعَاهِدْ ويَنْكُثْ

- ‌أسَفِي عَلَى فَقْدِ الرَّسُولِ طَوِيلُ

- ‌لَو جَرَى الدَمْع عَلَى قَدْرِ المصاب

- ‌كَيفَ تَلْتَذُ جُفُوني بالمنام

- ‌يَا سَائلاً عن حَمِيدِ الهَدْي والسنُنِ

- ‌وَيحَكْ تَنَبَّهْ لِنَفْسِكْ

- ‌شبابٌ تَولَّى ما إليهِ سَبِيلُ

- ‌أَسَفِي على زَمَنِ الشباب الزَّائِلِ

- ‌كُنْ من الدنيا على وَجَلِ

- ‌إذَا دَانَتْ لَكَ الدُّوَل

- ‌إذَا شَرُفتْ نَفْسُ الفتى عافتِ الذُّلاّ

- ‌يا عَينِ فَابْكي ولا تَسْأمي

- ‌لَمَّا رَأيتُ نَبِيّنَا مُتجَدِّلاً

- ‌باتَتْ تَأوّبُني هُمُومٌ حُشدٌ

- ‌تَطَاوَلَ لَيلِي واعْتَرَتْني القَوَارِعُ

- ‌والله مَا حَمَلَتْ أنْثَى ولا وَضَعَتْ

- ‌مَا بالُ عَينِكَ لا تَنَامُ! كأنّما

- ‌يَا عَينِ جُودِي بدَمْعٍ مِنْكِ إسْبالِ

- ‌يَا عَينِ فَابكي بدَمْعٍ ذَرَى

- ‌ألا يا رَسولَ الله كُنْتَ حَبَيبَنَا

- ‌يا عَينِ جودي، ما بقِيتِ، بعَبرَةٍ

- ‌أعَينَيَّ جُودا بالدّموعِ السّوَاجِمِ

- ‌أعَينَي جْودا بدَمّعٍ سَجَمْ

- ‌أرِقْتُ فَبِتُّ لَيلي كالسّلِيبِ

- ‌عَينِ جُودِي بدّمْعَةٍ تَسْكَابِ

- ‌آبَ لَيلي عَلَيّ بالتّسْهَادِ

- ‌يا عينِ جودي بدمعٍ منكِ وَابتَدرِي

- ‌أشَابَ ذُؤَابَتي وَأذَلّ رُكْني

- ‌ألا يَا عَينِ بَكِّي لَا تَمَلِّي

- ‌قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أنباءٌ وهَنبَثَةٌ

- ‌أمْسَتْ مراكِبُهُ أوحَشَتْ

- ‌ضرَمَتْ حِبَالَكَ بَعد وصلك زينبُ

- ‌الحمد لله لا يحصى له عددُ

- ‌ألا قُلِ لِذِي جَهْلٍ تَهوَّرْ في الرَّدَى

- ‌تلأْلأَ نُورُ الحقِّ في الخلْق وانْتشرْ

- ‌على قلةِ الداعي وقلةِ ذي الفهمِ

- ‌تلأَلأَ نورُ الحقِّ في الخلق واستما

- ‌وَإيَّاكَ شُرْبًا لِلْخُمُورِ فَإِنَّهَا

- ‌أعوُذُ برَبِّ العرشِ مِن كُلِّ فِتْنَةٍ

- ‌ضَلالٌ ما يُؤَمِّلهُ اللئَامُ

- ‌ألا فَذَرَاني من جهولٍ وغاشمٍ

- ‌يلوم أُناسٌ أَن نَظمتُ روايةً

- ‌يا أيها الباغي على اتباعه

- ‌ألا بلغن عنى لِحَيٍ رسَالَةً

- ‌لا تَطْلُبَنْ مِن غَيرِ ربكِ حَاجَةً

- ‌يا طالب الحق المبين ومؤثرا

- ‌يا من يريد ولاية الرحمن

- ‌وَإْذَا بَدتَ فِي حُلَّةٍ مِن لُبْسِهَا

- ‌وَلَقَدْ رَوَينَا أَنَّ شُغْلَهُم الذِي

- ‌أَوَ مَا سَمِعْتَ مُنَادِيَ الإِيمَانِ

- ‌أو ما علمت بأنه سبحانه

- ‌ويرونه سبحانه من فوقهم

- ‌الحاشر البر الرحيم العاقب

الفصل: ‌ألا قل لذي جهل تهور في الردى

كلٌّ له قدم في الدين راسخةٌ

وكلهم في بيان الحقِّ مجتهدُ

فإن أصاب له أجران قد كملا

والأجر مع خِطئه والعفو متعدُ

والحق ليس بفرد قط منحصرًا

إلَاّ الرسول هو المعصوم لا أحدُ

صلَّى عليه إله العرش فاطره

مُسلمًا ما بأقلام جرى المددُ

والآل والصحب ثم التابعين لهم

والحمد لله لا يُحصَى له عددُ

* * *

وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:

‌ألا قُلِ لِذِي جَهْلٍ تَهوَّرْ في الرَّدَى

وأظْهَرَ مَكْنُونًا مِن الغَيِّ لا يُجْدِي

وفَاهَ بتَزْوِيرٍ وإِفكٍ ومُنْكَرٍ

وظُلْمٍ وعُدوانٍ على العالمِ المَهِدي

وزوَّرَ نَظْمًا للأَميرِ مُحَمَّدٍ

وحَاشَاهُ مِن إفكِ المزَوِّرِ ذِيْ الجَحْدِ

لَعَمْرِي لَقد أَخطأْتَ رُشْدَكَ فاتَّئِد

فلستَ على نهجٍ مِن الحقِ مُسْتَبْدِ

وقد صحَّ أَنَّ النَّظم هذا مقول

تقوّله هذا الغبيُّ على عمد

وما كان هذا النظمُ منظومَ عالم

نقيٍّ تقيِّ الهدى للورى يَهدى

ولكنَّه جهلٌ صريح مركَّبٌ

ومنشئه عن منهج الرُّشد في بعد

وهأَنذا أُبدى مخازيه جهرةً

وأَنقُضُ ما يُبديه بالحقِّ والرُّشد

لتعلم أَنَّ الفَدم هذا مزوِّرٌ

وأَنَّ الَّذي أَبداه من جهله المردي

يُخالف ما قال الأَميرُ محمَّدٌ

وقرَّر في التطهير تقرير ذي نقد

فأَزرى به من حيث يحسِب أَنَّه

أَشاد له بيتًا رفيعًا من المجد

فَجاءَ على تزويره بدلائِلَ

تعود على ما قال بالرَّدَّ والهدِّ

ص: 500

إذا صحّ ما قلنا لديك فقولهُ

رجعت عن النَّظم الذي قلت في النجدي

رجوعٌ عن الحقِّ الَّذي هو ذاكر

عن السلف الماضين من كل ذي رُشد

إلى الغيّ من كفرٍ وشرك وبدعة

إلى غير ذا من كل أَفعال ذي الطرد

فلو صحَّ هذا وهو لا شكَّ باطلٌ

وزورٌ وبهتانٌ من النَّاظم المبدي

لكان لعمَرى ضحكةً ومناقضًا

لما قال في منظومه عن ذوى الجَحْد

فدونك ما أَبدى عن المدح والثنا

وما قال في ذم المخالف والضد

قفى واسألي عن عالمٍ حلَّ ساحها

به يَهتدي من ضَلَّ عن منهج الرُّشد

محمدٍ الهادي لسُنَّة أَحمد

فيا حبذا الهادي ويا حَبذا المهدي

لقد أَنكرت كلُّ الطوائف قولهُ

بلا صَدرٍ في العلم منهم ولا ورْد

وما كلُّ قولٍ بالقبول مقابَلٌ

ولا كلُّ قولٍ واجِبُ الطرد والرَّد

سوى ما أتَى عن ربِّنا ورسوله

فذلك قولٌ جل يا ذا عن الندِّ

وأما أقاويلُ الرِّجال فإِنَّها

تدور على قدر الأَدلَّة في النَّقد

لقد سرني ما جاءَني من طريقه

وكنتُ أَرى هذي الطريقةَ لي وحدي

وقد جاءَت الأَخبارُ عنه بأَنَّه

يُعيد لنا الشَّرع الشريف بما يبدي

وينشر جهرًا ما طوى كلُّ جاهلٍ

ومبتدعٍ منه فَوَافَقَ ما عندي

ويعمُرُ أَركانَ الشريعة هادمًا

مشاهدَ ضلَّ النَّاسُ فيها عن الرُّشد

أَعادوا بها معنى سُواع ومثلِه

يغوثَ ووُدٍّ بئس ذلك من وُدّ

وقد هتفوا عند الشدائد باسمها

كما يهتف المضطرُّ بالصَّمد الفرد

وكم عقروا في ساحها من عقيرة

أُهلت لغير الله جهرًا على عمد

وكم طائف حول القبور مقبِّلٍ

ومستلم الأَركان منهن باليد

ص: 501

فهذا هو المعروفُ من حال شيخنا

ودعوته للحقِّ بالحقِّ والرُّشد

فسار مسيرَ الشمس في كبد السما

وطبَّق من غرب البلاد إلى الهند

ولم تَبقَ أَرض ليس فيها مجدِّدٌ

علَى إِثره يقفو ويهدي ويستهدي

فقل للَّذي أَبدى خزايةَ جَهْله

وأَبرز منظومًا خليًا من الرُّشد

أَعد نظرًا فيما توهَّمتَ حسنَهُ

فإنك لم تنطق بحقٍّ ولا رشد

ودعنا من القول المزوَّر والهَذَا

ومن إفكك الواهي ومن جَهلِك المردي

فقدْ وافقَ الشيخُ الإِمامَ محمَّدًا

وصحَّ له عَنه خلاف الَّذي تُبدي

فَظَنَّ به خَيرًا وقد كان أَهلَه

وكان على حقِّ وبالحقِّ يستهدي

وقد جاءَهم من أَرضه متهوِّكٌ

جهول يسمى مِرْبَدا وهو ذو جَحْد

ففاه ببهتان وإِفك مزوَّرٍ

وكان عن التحقيق والحقِّ في بُعد

وقد كان ذا جهل وليس بعالم

وقد أَنكر التوحيد للواحد الفرد

وظنَّ طريق الرُّشد غيَّا بزعمه

وقد أَلف المأْفونُ كُفْرانَهُ المردي

فأَشرقه نور الهدى حين ما بدا

وقرَّ إلَى صنعا وفاه بما يبدي

فما غرَّهم من جهله وافترائه

زخارفُ ما أَبداه ذو الزَّور والحقد

إلى أَن تولى ذلك العصرُ وانقضى

وجاءَ أُناس بعدهم من ذوى الطَّرد

فساغ لديهم زخرفُ القول وارتضوا

من الظلم والعدوان أقوال ذي الجحد

وقد زعم المأْفون أَن رسائلا

أَتاهم بها فيها التجاوزُ للحدِّ

يكفر فيها الشيخُ من كان مُسلما

وفي زعمه كلُّ الأَنام على عمد

ولفَّق في تكفيرهم كلَّ حجّة

تراها كبيت العنكبوتِ لدى النقد

ص: 502

وذا فرية لا يمتري فيه عاقلٌ

على أَنَّه زورٌ من القَول مستبدِ

وقد كان في الإعراض سترٌ لجهله

ولكنه أَبدى مخازيه عن قصد

لِيخْدع مأْفونًا ومن كان جاهلا

وليس على نهج من الحقِّ والرُّشد

فما كفَّر الشيخُ الإِمامُ محمَّدٌ

جميع الورى حاشاه من قول ذي الطَّرد

ولا قال في تلك الرسائل كلها

بتكفير أهل الأَرض من كلِّ مستهد

ولكنما تكفيره لمن اعتدى

وحاد عن التوحيد بالجعل للنّد

فيدعو سوى المعبود جل جلاله

ويرجوه بل يخشاه كالمنعم المسدي

وينسِك للأموات بل يستغيثهم

ويندُب من لا يملك النفع للعبد

وذلك إِشراك به لاتخاذه

مع الله مألوهًا شريكًا بما يبدي

من الحبِّ والتعظيم والخوف والرجا

ومن كل مطلوب من الله بالقصد

فإن كان عبادُ القبور لديكمو

هم المسلمين المؤمنين ذوي الرُّشد

وهم كلُّ أَهل الأَرض والكل مُسلم

وما مِنْهمو مِنْ كافرٍ جاعلِ النِّد

وما قد تُلي من آية في ضلالهم

ومن سُنةٍ للمصطفى خيرِ من يهْدى

ملفقةٌ ليست لديكم بحجة

وتلك كبيت العنكبوت لدى النقد

فما فوق هذا من ضلال وفريةٍ

يجيء بها أهلُ العناد ذوو الطَّرد

وقد أَنكرت كلُّ الطوائف قولَه

بلا صَدَرٍ في الحقِّ منهم ولا وِرْد

كما قاله أَعني الأَمير محمّدًا

وقد كان ذا علم عليما بما يُبدي

وقالوا كما قد قلتموه تحكما

وهنْطًا وخرْطًا لا يُفيد ولا يُجدي

تجرَّا على تكفير كل موحدٍ

مصلٍّ مزك لا يحول عن العهد

ثَكلْتُكَ هل هذا كلامُ محقَّق

كعالم صنعا ذي الدِّرايةِ والنقد

ص: 503

فجرتُم وجُرتم بالأَكاذيب والهذا

ووضع مُحالات على العالم المهدي

كقولك في منظوم مَيْنك فريةً

عليه بما تبديه من جهلكَ المُردي

وقد جاءَنا عن ربِّنا في براءَةٍ

براءَتُهم من كلِّ كفرٍ ومن جَحد

فإِخواننا سماهم الله فاستمع

لقول الإِله الواحد الصَّمد الفرد

أَقول تأَمَّل لا أبا لك نصَّها

تجدْ منهلا عذبًا أَلذّ من الشهد

ففيها البيان المستنيرُ ضياؤه

لمنْ كان ذا قلبٍ شهيدٍ وذا رُشد

ولكنَّ أَهل الزَّيغ في غَمراتِهم

وفي غيهم لا يرعوون لمن يهدي

وآذانُهم صمٌّ عن الحقِّ والهدى

وأبصارهم عن رؤية الحقِّ كالرُّمد

أليست لمن تابوا من الكفر والرَّدى

ولم يشركوا شيئا بمعبودِنا الفرد

وصلُّوا وزكوا واستقاموا على الهدى

فهم إخوةٌ في الدِّين من غير ما ردِّ

فأَين الدّليلُ المستفادُ بأنهم

إذا لم يتوبوا لم يكونُوا ذوي جَحْدِ

فما كفَّر الشيخُ الإِمامُ محمَّدٌ

سوى من دعا الأَموات من ساكن اللحد

ومن لم يَتُبْ من كُفره وضلاله

وإِشراكه بالسيَّد الصَّمد الفَرد

وأَجرى دماهُم طاعةً وتقربًا

إلى الله في قتلِ الملاحدةِ اللُّد

فما كلُّ من صلَّى وزكَّى موحّدًا

فأَبْدِ دليلا غير ذا فهو لا يُجدي

ودعنا من التمويه فالحقٌّ واضح

وليس به لَبْسٌ لدى كلِّ مستهدي

أَلا فأَرُونا يا ذوي الغيِّ والهوى

كلامًا سوى هذي الأَكاذيب مستبدي

وجيئوا بتطهير اعتقادٍ لسيد

إمامٍ محقٍّ ذي الدراية والنقد

فَقَابل ما قلتم بما في كتابه

وما قاله في الاحتجاج على الضدِّ

لَكي تعلموا أَنَّ الأَمير محمَّدًا

بريءٌ من المنظوم والشرح والردِّ

ص: 504

وتستيقنوا أنَّ الأَكاذيب هذه

ملفقةٌ لفَّقتموها على عمد

ويعلم أَهلُ العلم بالله أَنكم

بذلتم على تلفيقها غايةَ الجُهد

لكي تطمسوا أَعلام سنَّة أَحمد

بتزوير أَفَّاك جهول وذي حقد

وقولك في منظوم ميْنك ضلَّةٌ

ولبسٌ وتمويهٌ على الأَعين الرُّمد

وقد قال خَيْرُ المرسلين «نَهَيْتُ عن»

فما باله لم ينتهِ الرَّجل النَّجدي

أَقول نعم هذي الأَحاديث كلُّها

مدونة مرويةٌ عن ذوي النقد

وليس بها والحمد لله حُجةٌ

على ترك مرتدٍّ عن الدِّين ذي جحد

فمنصوصها في ترك من أَظهر الهدى

وباطنُه في الاعتقاد على الضدِّ

فدلَّت على تركٍ لمن كان مُظهرا

من الدِّين أَركانا فَتَدْرأ عن حدِّ

فيجري له حكمُ الظواهر جهرةً

وباطنُ ما يخفي إلى الواحد الفرد

فإِن أَظهر الكفر الَّذي هو مبطنٌ

فليس له من عاصمٍ موجب يُجْدِي

وليس على الإِطلاق ما أَنت مطلقٌ

ففي ذاك تفصيلُ يبِينُ لذي الرُّشد

فقد همَّ خيرُ المرسلين محمدٌ

بإحراق من صلى وذاك على عمد

لأَنهمو لم يحضروا في جماعة

وقد فُرضت عينا على كلِّ مستهدي

ولولا الذَّراري والنِّساءُ معلَّلا

لأَحرقهم فيها فباءُوا بما يردي

وما كان هم المصطفى بضلالةٍ

ولا باطلٍ لكن بحقٍّ وعن رشد

وقد قتل الفاروق من ليس راضيًا

بحكم النبيِّ المصطفى كامل المجدِ

ولم ينههُ المعصومُ عن قتل مثله

ولا عابه في قتله ثَمَّ عن عمد

كما برئَ المعصومُ من قَتْلِ خالدٍ

جذيمةَ لمَّا أَخطئوا باذلي الجهد

ص: 505

وقالوا أَتينا قاصدين حقيقةً

بذلك أَسلمنا ولم يدرِ بالقصد

فأَنكر هذا المصطفى ووداهمو

جميعًا فخُذْ بالعلم عن كلِّ مستهدي

ولم ينتهِ عن قتل من كان خارجا

عليه عليٌّ بل أَباد ذوي اللَّد

وهم إِنَّما فرّوا من الكفر فاعتدوا

وكانت صلاةُ القوم في غاية الجد

ويحقر أَصحابُ النَّبيِّ صلاتَهم

مع القوم من حُسن الأداءِ مع الجهد

خلا أَنَّه لم يأخذ المال منهمو

ولم يُجرمنَّا في خطاء ولا عمد

فما قتل الشيخ الإِمامُ محمَّدٌ

لملتزم الإِسلام ممن على العهد

ولكنَّما تكفيرُه وقتاله

لعبّاد أَوثانٍ طغاة ذوي جحد

فقاتل من قدْ دانَ بالكفر واعتدى

وكفَّ أَكفَّ المُلسمين ذوي الرُّشد

عن المُسلمين الطائعين لربِّهم

ولم يشركوا بالواحد الصَّمدِ الفرد

وهبْ أَن هذا قولُ كلِّ منافق

يصدّ عن التوحيد بالجدِّ والجهدِ

فما كلُّ قولٍ بالقبولِ مقابل

فحقِّق إذا رمت النجاة لما تبدي

فلا تُلقِ للفُساق سمعك واتئِد

ففيه وعيدٌ ليس يخفى لِذِي النقد

وما مِرْبدٌ في قوله بمُصدَّق

وقد كان زنديقًا لدى كلِّ مستهدي

فهذى تصانيفُ الإِمام شهيرة

مدونةٌ معلومةٌ لذوي الرُّشد

وقولُك أَيضًا في الأَئمَّة إنهم

أناس أَتوا كلَّ القبائح عن عمد

فقال له بعضُ الصَّحابة سائلاً

وقاتلهم حتى يفيئوا إِلى القصد

فقال لهم لا ما أَقاموا صلاتَهم

نهى عن قتال القوم فاسْمع لما أَبدي

أولئك قومٌ مُسلمون أَئمَّةٌ

أَتوا بمعاصٍ منكَرات ولا تُجدي

ولم يُشْرِكوا بالله جل جلاله

ولم يتركوها قاصدين على عمد

ص: 506

ولكنهم قد أخَّروها لِفِسْقِهم

وعُدوْانِهم أَو للتَّكاسل في الجدِّ

ومسأَلةُ الإِنكار بالسَّيف جهرةً

تجرُّ أُمورًا معضلاتٍ وقد تُردي

وفيها فسادٌ بالخروج عليهمو

بأَنكر مما أَنكروه من الجُند

فماذا على الشَّيخ الإِمام محمَّدٍ

إذا لم يقاتِلْ من ذكرتُ بما تبدي

ولكنْ على الكُفر البواح الَّذي بهِ

أَباح دماءَ القوم من كل ذي جحد

فإِيرادُ ذا في ضمن هذَا تعنتٌ

ولَبس وإِيهامٌ على الأَعين الرُّمد

|

وقولُك في مزبور ما أَنت ناظمٌ

كأَنَّك قد أَفصحت بالحقِّ والرشدِ

أبن لي أَبن لي لمْ سفكْت دماءَهُم

ولم ذا نهبْتَ المال قصدًا على عمد

وقد عصموا هذا وهذا بقول لا

إله سوى اللهِ المهيمنِ ذي المجد

أقول نعمْ خُذ في البيان أدلةً

تدلَّ على غيرِ المراد الذي تُبدي

فمن كان قد صلَّى وزكى ولم يجئْ

بما ينقضُ الإِسلام من كلِّ ما يُردي

فدعواك في قتلٍ ونهبِ تحكمٌ

وزورٌ وبهتانٌ وذلك لا يجدي

ومنْ بدَّل الإِسْلام يومًا بِناقضٍ

لذلك بالكفرانِ والجعلِ للنِّد

وكالمنعِ عن بذْل الزَّكاةِ فحُكمُه

كأَحْكامِ مُرتَدٍّ عن الدِّينِ ذي جَحْدِ

إذا قَاتلوا بغْيًا إمامًا أَردَّها

وذا قولُ أَصحابِ النبيِّ ذوِي الزهدِ

ولو شَهدُوا أَن لا إِله سِوى الَّذي

على العرشِ من فوقِ السَّمواتِ ذي مجْدِ

فما عَصَمتْهم من صحابةِ أَحْمد

ولكنَّهم قد قاتلوهم على عمْدِ

وَسَمَّوهُمُو أَهْلَ ارْتِدَادٍ جَمِيعُهُم

وَإجمَاعُهُم حتمٌ لَدَى كُلِّ مُسْتَهْدِي

وما فَرّقوا بيْنَ المقرِّ وجاحِدٍ

كما هو معلومٌ لدى كُلِّ ذي نَقْدِ

وليس علينا من خلافِ مُخالفٍ

لمن هُمْ حُماةُ الدِّينِ بالجدِّ والجهْدِ

ص: 507

أولئك أَصحابُ النَّبي محمَّدٍ

فهم قدوةٌ للسالكينَ على القَصْدِ

ومِنْ بعدهم مِمَّن يخالفُ لم يكن

يقاربُهم هيهاتَ ما الشَّوكُ كالورِدِ

وهُم في جميعِ الدِّين أَهْدى طَريقة

وأَقرب للتَّقوى وأَقومَ في الرُّشْدِ

وأَيْضًا بنُو القَدَّاحِ قَد كانَ أَمْرُهم

شهيرًا ومعروفًا لَدى كُل ذي نَقْدِ

وأجمع أهلُ العلمِ مِنْ كُل جهْبذٍ

على كُفرِهم والحقُّ في ذاكَ مُسْتَبْدِ

وقد أَظهرُوا لَفْظَ الشَّهادةِ جهرةً

وأَن رسول الله أَفضلُ منْ يَهْدي

وقد أَبطنوا للكفرِ لكن تَظَاهروا

بما أَظهرُوا للنَّاسِ ما ليس بالمُجْدِي

فلمَّا أَبانوا بعضَ أَشياءَ خالَفُوا

بها الشرع باءُوا بالخَسارَة والطَّردِ

فمن كان هذا حالُه فَهْو كافرٌ

حلالُ دمٍ والمالُ يُنْهَبُ عنْ قَصْدِ

فذاك بإِجماعِ الصَّحابةِ كلهم

وهذا بإِجماعِ الهُداةِ ذَوِي الرُّشْدِ

وأمَّا البغاةُ الخارِجُون فحكمُهم

إذا خَرجوا أَو قَاتَلونَا على عمْدِ

وقاتِلهُم حتَّى يفيئوا إلى الهُدى

ولا نأخذُ الأَموال نهبًا كما تُبْدِي

ومُهما يقُل فينا العدُوُّ فإِنَّهم

يقولون معروفًا وآخرَ لا يُجدِي

فما كان معروفًا من الدين واضِحًا

كإِجْماعِ أَصحابِ النبي ذَوِي الرُّشْدِ

على قَتلِ مُرْتَدٍّ وآخذٍ لِمالِه

ومانِع حقِّ المالِ منْ غيرِ ما جحْدِ

فما فَرَّقوا بينَ المُقِرِّ وجاحِدٍ

ولا بينَ مُرْتدٍ إِلى الجعْلِ للنِّد

وإِجماعِ أَهلِ العلمِ مِنْ بعدِ عصْرِهم

على قَتْل جهمٍ والمريُسيِّ والجَعْدِ

وغيلانَ بل كفرُ العبيدِين والَّذي

على رأْى جهْمٍ في التَّجهمِ والجحد

وكُلِّ كفورٍ مِنْ ذَوِي الشِّركِ والرَّدى

فتكفيرُهم عنَّا صحيحٌ بلا ردِّ

وما لَفَّقوا الأَعداء مِنْ قَتْلِ مُسْلِمٍ

ونُهْبةِ أَموالٍ تَجِلُّ عن العدِّ

ص: 508

فمحض أَكَاذِيبٍ وتَزْويرُ آفكٍ

وظلمٌ وعُدوانٌ وذلكَ لا يُجْدِي

وقولكَ تمويهًا وإلزامُ مُفْتَرٍ

بما لم يكُنْ مِنَّا بِفعلٍ ولا عقْدِ

وقال ثلاثٌ لا يحِلُّ بغيرِها

دمُ المسلمِ المعصومِ في الحلِّ والعقْدِ

وقال عليٌّ في الخوارجِ إنَّهُم

من الكُفرِ فَرُّوا بعْد فِعْلِهِمُ المردِي

ولَمْ يَحفِر الأَخْدودَ في باب كِنْدَةِ

ليحرقَهم فافْهم إذا كنتَ تَسْتَهْدِي

أَقولُ نعم هذَا هو الحقُّ والهُدَى

ونحنُ على ذَا الأَمرِ نَهدِي ونَسْتَهْدِي

ولم نَتَجاوزْ في الأُمورِ جميعِها

بحمدِ ولىِّ الحَمْدِ منصوصَ مَا تُبْدِي

ولكن أَطعْتَ الكاشحينَ بمينِهم

بتزوير بهتانٍ على العالمِ المُهْدِي

بأَنَّأ قَتَلْنا واستَبَحْنَا دِمَاءَهَم

وأَموالَهَم هذِي مقالَة ذي الْحِقْد

وحَاشا وكَلَاّ ما لِهَذَا حقيقَةٌ

وليسَ له أَصل يقرَّرُ في نَجْدِ

وأَعجبُ من هذَا التَّهورِ كُلِّه

مقالُك في هَمْطٍ وخَرْطٍ على عَمْدِ

وأَبديْتَ جْهْلاً في نظامِك والَّذي

شرحتَ به المنظومَ مِنْ جهلِكَ المردِي

كقولِكَ عن بحرِ العلومِ محمَّدٍ

إمام الهُدَى المعروفِ بالعِلْمِ والنَّقْدِ

وقد قلتَ في المختارِ أَجمعَ كلُّ مَنْ

حَوَى عصرَه مِنْ تَابِعيِّ ذَوِي رُشْدِ

على كُفره هذا يقينًا لأَنَّه

تَسمَّى نبيًّا لا كَمَا قلتَ في الجَعْدِ

فذلك لم يُجمِع على قتلِه ولا

سوى خَالِدٍ ضحَّى به وهوَ عن قَصْدِ

أَقولُ لَعَمْرِي قد تجارَى بِكَ الهَوى

إِلى جَحْد معلومٍ من الدِّين مُستَبْدِ

ويعلم هذا بالضَّرورَةِ إنَّه

بإِجماعِ أَهل العِلْمِ من كُلِّ مُسْتَهْدِي

وأَوردتَ همْطًا لا يسوغُ لعالِمٍ

حكايتُه في شرح منظومِك المردِي

ص: 509

وتنقضُ ما أَبرمتَه بتهورٍ

يعودُ على ما قلتَ بالرَّدِّ والهَدِّ

وحقَّقتَ في المختار ما قال شيخُنا

بإِجماع أَهلِ العلم مِنْ كلِّ ذي نَقْدِ

على كفرِه لمَّا تَنَبَّا وبعدَه

تناقضُ ما حقَّقْتَ بالهدِّ والرَّدِّ

على أنَّ ذا الإجماعَ عن مثل مصعب

وكابن الزُّبير الفاضل العَلَم الفرد

وكالفاجر الحجّاج من كان ظالما

وعبد المليك الشهم ذي العِلْم والمجد

وإن أولاءِ القومِ ليسوا بحجَّةٍ

وليسوا ذَوِي علْم وليسوا ذَوِي رشد

وطَّلاب مُلك لا لِدينٍ ولا هدىً

وأَرباب دولات ودنْيا ذوو حقد

فَمنْ مِثْلِهم لا يستجيزُ محقِّقٌ

حكايةَ إِجماع يقرَّر عن عمِد

فَناقَضَ ما قد قال في النَّظم أوَّلاً

بما قاله في الشَّرح بالهمْط ذو اللَّد

ومات هكذا يحكي ذوو العِلم والهُدى

ولا منْ له عقْلٌ وعلمٌ بما يبدي

وأغفل ذكرَ التَّابعين ذَوِي التَّقى

خلاصة أهل العلم في الحلِّ والعقد

ليُوهم ذا جهل غبيًا بأَنَّمَا

حكايةَ إِجماع الأَئمَّة لا يجدي

فقل للغبىِّ الفَدْم لو كنتَ منصفًا

خليًا من الأَغراضِ والغلِّ والحقدِ

لما حدَّث عن نهج الأَئمَّة كلّهم

وجئت بهذر لا يفيد لدى النقد

ووالله ما أَدري علامَ نسيْتَ ما

تلفَّقه من جهِلك الفاضح المُردي

إلى الشيخِ والشيخُ المحقّق لم يقل

بإِجماع أَعيان الملوك ولا الجند

ولكنْ حكى إِجماعَ كلِّ محقق

من السلف الماضين من كلِّ ذي مجد

كما هو معلومٌ لدى كلِّ عَالم

ولو كنتَ ذا علم لأَنصفَت في الرَّد

وقولك في الجعد ابن درهم إِنَّه

على قتله لم يَجْمَع النَّاس عن قصد

ص: 510

فذا فِرية لا يَمتري فيه عارفٌ

وفيه من الإِغضاءِ ما ليس بالمجدي

على خالد القَسرى إذْ كان عاملا

لمروان هذا قول من ليس ذا نَقْد

فإِجماع أَهل العلم من بعد قتله

على أَنه مستوجبٌ ذاك بالحدّ

وقد شكروا هذا الصنيعَ لخالد

كما هو معلوم لدى كل مستهدي

وما أَحد في عصر خالد لم يكن

يرى قتله بل قرورا ذاك عن قصد

وأَحسنُ قصدٍ رامه خالدُ الرضيُّ

بذلك وجهَ الله ذي العرش والمجد

وقد ذكر ابنُ القيمِّ الثقةُ الرضىُّ

على ذاك إِجماع الهدى ذَوِي الرُّشد

وذلك لا يَخْفَى على كلِّ عالم

فقد قال بالكفر الصَّريح على عمد

وأَظهرَ هذا القول بل كان داعيا

ولا شك في تكفيره عند ذي النقد

فَدعْنا منَ التَّمويهِ فالحقُّ واضحٌ

وإِجماعٌ أهلِ العِلْمِ كالشَّمْسِ مُستبدِ

وما كانَ قصدًا سيئًا قتلُ خالدٍ

لجعدٍ عدوِّ اللهِ ذي الكفر والجحدِ

كما قُلتَه ظنًّا وإِفكًا وفِرْيةً

على أَنَّه قَدْ غارَ للهِ مِنْ جَعْدِ

فنالَ به شكرًا وفوزًا ورِفْعةً

فنرجُو له الزُّلْفى إلى جَنَّةِ الخُلْدِ

ودَعواكَ في الإِجْماعِ إِنكارُ أَحْمد

فذاكَ لأَمْرٍ قد عَنَاهُ منَ الضِّد

يَرون أُمورًا محدثاتٍ ويَذْكروا

على ذلكَ الإِجْمَاعَ مِنْ غيرِ مَا نَقْدِ

فأنكرَه لا مُطْلَقًا فهْو قد حكَى

على بعضِ ما يرويه إِجماعَ مَنْ يَهْدِي

كَما ذكرَ ابنُ القَيمِّ الأَوحدُ الَّذي

أتى بنفيِس العلمِ في كلِّ ما يُبْدي

على قتلِ جَعْدٍ في قصيدتهِ الَّتي

أَبانَ بها شَمْسَ الهِدَايةِ والرُّشدِ

وفيها حَكَى الإِجماع في غيرِ مَوضِعٍ

وفي غيرِها مِنْ كُتْبِه عَنْ ذَوِي النَّقْدِ

وقد كانَ مِنْ سَاداتِ أَصحابِ أَحمد

ويَحكِى منَ الإِجْماعِ أَقوالَ ذي الْمجْد

ص: 511

وقد ذَكَرَ الإِجْماعَ بعضُ ذَوِي النُّهى

فَسَلْ عنه أَهلٌ للإِصابَةِ مِنْ نَجْدِ

وذَلِكَ لا يَخْفَى لَدَى كُلِّ عَالِمٍ

ففي كُتبِ الإِجْماعِ ذَاكَ بِلا عَدِّ

فما وجْهُ هذا الاعتِراضِ بِنَفْيه

وقد كانَ معلومًا لدى كلِّ مُستَهْدِ

كَدَعْواه في أَنَّ الصَّحابَةَ أَجْمَعوا

على قَتْلِهم والسَّبْى والنَّهْبِ والطَّردِ

لِمَنْ لِزكاةِ المَالِ قَدْ كَانَ مَانِعًا

وذَلِكَ مِنْ جَهْلٍ بصاحِبِه يُردِي

وقولُكَ فيمَا قَالَه الشَّيخُ حَاكِيًا

على ذَلِكَ الإِجماعَ مِنْ غَيْر مَا جَحْدِ

وذَلِكَ في أَنَّ الصَّحابَةَ أَجْمَعوا

على قَتْلِهم والسَّبِى والنَّهبِ والطَّرْدِ

لِمَنْ لِزكاةِ المالِ قَدْ كَانَ مَانِعًا

نَعمْ قَدْ ذَكَرْنَا في الجوابِ وفي الرَّدِّ

جوابُكَ عَمَّا قَدْ ذكرْتَ مُفَصَّلٌ

فَرِدْه تَجِدْ طَعْمًا أَلذَّ مِنَ الشَّهْدِ

حَكَى ذَاك عن شيخِ الوُجودِ أَخِي التُّقَى

إِمَامِ الهُدَى السَّامِي إلى ذِروةِ المَجِد

وذَاكَ أَبو العَبَّاسِ أَحمدُ ذُو النُّهى

وفي ذَاكَ ما يكْفِي لِمَنْ كَانَ ذا رُشْدِ

وقولُكَ إيهامًا كأَنَّكَ عَارِفٌ

وأَنَّكَ ذُو حَقٍّ وفي الحَقِّ مستَهدِ

فقد كانَ أَصْنَافُ العَصَاةِ ثَلاثةً

كما قَدْ رَواه المُسْنِدُونَ ذَوُو النَّقْدِ

وقد جاهَد الصِّدِّيقُ أصنَافَهُمُ وَلَم

يكَفِّر منْهمْ غيرَ مَنْ ضَلَّ عَنْ رُشْدِ

أَقولُ لعمرِي ما أَصبْتَ ولم تَسِرْ

على منْهَجِ الصَّديق ذي الرُّشْدِ والْمَجد

فسيرَتُه مَعْ صَحْبِ أَحمَد كلِّهم

مقرَّرةٌ معلومَةٌ عِنْدَ ذي النَّقْدِ

فكفَّر مَنْ قَدْ آمَنوا بِطُلَيْحَةٍ

وبالأَسْودِ العَنْسِيَّ ذي الكفرِ والجَحْدِ

مسيلمةَ الكذَّابِ والكُلُّ كَافِرٌ

سِوَى الأَسَدِى لمَّا أَنَاب إلى الرُّشْدِ

وطَائِفَةٌ قَدْ أَسْلَمُوا لكنِ اعْتَدَوْا

بمنعِ زكاةِ المالِ قصدًا على عَمْدِ

فراجَعَهُ الفاروقُ فيهِمْ مُعَلاًّ

فناظرَه الصِّدِّيقُ ذي الجِدِّ والجَهْدِ

ص: 512

فآب إلى ما قد رآهُ وأَجْمَعوا

جميعًا على قتلِ الغُواثِ ذَوِي الطَّردِ

وسَمَّوهُمُو أَهلَ ارتِدادٍ جميعَهُم

وما فَرَّقُوا بينَ المقرِّ وذِي الجَحدِ

ولا بَيْنَ مَنْ يَدعُو مع اللهِ غيرَه

كما هو معلومٌ لَدَى كُلِّ مُستَهْدِ

فإِن كنتَ ذَا علمٍ فعَن صَحْبِ أَحمدٍ

أَبِنْ ذَلكَ التَّفريقَ بالسَّند المُجدِي

وإِلَاّ فَدَعْنَا مِنْ خِلافِ مُخَالفٍ

لإِجماعِ أَصحابِ النَّبيِّ ذَوِي الرُّشْدِ

فما غيرُهم أَهْدَى طريقًا وَلَمْ يَكُنْ

يُقَارِبُهُم تَا للهِ مَا الشَّوْكُ كَالْوَرْدِ

ومَنْ ردَّ إِجماعُ الصَّحابَةِ بالَّذِي

يَراه الْخُلوفُ القاصِرونَ عَلى عَمدِ

فما ذاكَ إِلا مِنْ سَفَاهَةِ رَائِه

ونُقْصَانِه في الدِّين والعقلِ والعَقْدِ

فما صحَّ بعدَ الاجتمِاعِ اختلافُهم

وكيفَ وقَدْ كَانُوا جميعًا ذَوِي رُشْدِ

ودَعْنَا من التَّأْويلِ فهْوَ ضَلالةٌ

وليس له فينا مَساغٌ ولا يُجدِي

كقولِكَ إِذْ سُمُّوا هُمُو أَهلُ رِدَّةٍ

فَذلكَ تَغلِيبٌ وذا ليسَ بالمُجْدِى

وقد كنتُ قبلَ الآنِ أَحسبُ أَنَّه

تَوهُّمُ صِدقِ المُفْتَرِي مِنْ ذَوِي الحِقْدِ

فلمَّا تأَملتُ النِّظَام وجَدْتُه

مع الشَّرحِ في غىٍّ وبَغْي عَلَى عَمْدِ

فما عَرَف الكفرَ المبيحَ لِقَتْلِهم

وَسَبْي ونَهْب المَال مِن غَيْر مَا رَدِ

ولا عَرَف الإِسلامَ حَقًّا وكَونَه

لَهُم عاصمًا مِنْ كُلِّ مَا كانَ قَدْ يُرْدِي

فيأَيُّها الغَاوِى طريقةَ رُشْدِه

ثَكِلْتُك مِنْ غاوِ قَفَا إِثْرَ ذي حِقْدِ

وصدَّقَ ما يعتادُه مِنْ تَوَهُّم

بتلفيقِ تمويهٍ وهَمْطٍ بلا رُشْدِ

أَفِقْ عن مَلامٍ لا أبا لَك لمْ يَكنْ

بحقٍّ ولا صِدْقٍ ولا قولِ ذي نَقْدِ

وقولُك يا أعمى البصيرَةِ بَعْدَ ذَا

مِنَ الهَمْطِ في مزبور مَيْنِكَ عَنْ عَمْدِ

وهَذَا لعمرِى غيرَ ما أَنتَ فيه مِنْ

تجاريك مِنْ قتلٍ لمَنْ كَانَ في نَجْدِ

ص: 513

فإنَّّهُمُو قَدْ بايعوكَ على الهُدَى

ولم يجعلوا للهِ في الدِّين مِنْ نِدِّ

وقد هَجَروا مَا كَانَ مِنْ بِدْعٍ ومِنْ

عبادةِ من حلَّ المقابرَ في اللَّحْدِ

فما لَك في سَفْكِ الدِّمَا قَطُّ حُجَّةٌ

خَفِ اللهَ واحْذَرْ ما تُسِرُّ وما تُبْدِي

وعامِلْ عبادَ اللهِ باللُّطْفِ وادْعُهم

إلى فعلِ ما يَهْدِي إلى جَنَّةِ الخُلْدِ

ورُدَّ عليهِم ما سَلَبْتَ فإِنَّه

حرامٌ ولا تغتَرَّ بالعزِّ والجَدِّ

ولا بِأُنَاسٍ حَسَّنُوا لكَ مَا تَرى

فما همُّهُمْ إلا الأَثَاثُ معَ النَّقْدِ

يريدونَ نَهْبَ المسلمينَ وأَخْذَ

مَا بأَيديهمُو مِنْ غَيْر خوفٍ ولا حَدِّ

فراقِب إِلهَ العرشِ مِنْ قبل أَنْ تُرى

صريعًا فلا شيءٌ يُفيدُ ولا يُجْدِي

نَعَم واعلموا أَنِّى أَرى كلَّ بدْعَة

ضَلالاً على مَا قلتُ في ذلِكَ العَقْدِ

ولا تحسبُوا أَنِّى رجعتُ عن الَّذِي

تَضَمَّنَه نظمِي القديمُ إِلى نَجْدِ

بلى كُلُّ ما فيهِ هُوَ الحَقُّ إِنَّما

تُجاريكَ مِنْ سَفْكِ الدِّما ليس مِن قَصْدِ

وتكفيرُ أَهْلِ الأَرضِ لستُ أَقولُه

كما قلتَه لا عَنْ دليلٍ به تَهْدِي

وها أَنَا أَبْرا مِن فِعالِكَ في الوَرَى

فمَا أَنتَ في هذَا مُصيبٌ ولا مَهدِي

ودُونَكَها مِنِّى نصيحةَ مُشفِقٍ

عليكَ عَسى تُهدَى لهذَا وتَسْتَهدي

وتُغلِقُ أَبوابَ الغُلُوِّ جَميعَها

وتأْتِي الأُمورَ الصَّالحاتِ عَلى قَصْدِ

وهَذَا نِظَامِي جَاءُوا للهِ حُجَّةً

عليكَ فقابِلْ بالقبولِ الَّذِي أُبْدِي

أقولُ لعَمرى ما أَصبتَ ولم تَكُن

على مَنهجٍ يِنَجيكَ عَن زُورِك المُردِي

فقد كانَ شيخُ المسلمينَ محمَّدًا

على المنهج الأَسْنَى وكانَ على الرُّشدِ

فسارَ على مِنهاجِ سُنَّةِ أَحمَدٍ

ومَنهج أَصحابِ النَّبي ذَوِي المَجْدِ

ص: 514

وما قاتَلَ الشَّيْخُ الإِمَامُ محمَّدٌ

سوى أُمَّةٍ حَادُوا عَنِ الحَقِّ والقَصْدِ

يُنادُون زيدًا والحسينَ وخالدًا

ومَن كَان في الأَجداثِ مِن سَاكنِ اللَّحْدِ

وقدْ جَعلُوا للهِ جل جلاله

نَدِيدًا تعالى اللهُ عن ذَلِكَ النِّدِ

وقاتلَهم لمَّا أَبَوْا وتمَرَّدُوا

وقد شَرَّدُوا عَن دَعْوةِ الحقِّ لِلضِّدِّ

فعمَّن أَخذتَ الزُّورَ ممَّا نَظمتَه

وسطَّرتَه في الرَّقِّ جهرًا على عَمْدِ

أَعن مِرْبَدٍ مَن فَرَّ عن دينِ أَحمَدٍ

وقد أَشرقَت أَنوارُه في رُبى نَجْدِ

وقد هَاضَهُ بل غَاضَه وأَمضَّه

تَلأْلُؤ نورِ الحقِّ مِن كَوكَبِ الرُّشْد

وقد أَلِفَ المَأْفُونُ ما كانَ قومُه

عليهِ مِنَ الإِشراكِ والجعل للنِّدِّ

ولمَّا استجابُوا واستقامُوا على الهُدى

تضايقَ لمَّا لم يَجِدْ مَنْ لَه يُجْدِى

فَفَرّوا بذِي تُرَّهاتِ وضَلَّةٍ

يَصُدُّ بها أَهْلُ الغِوايَةِ واللَّدِّ

عن الدِّينِ والتقوى ذَوِي الإِفْكِ والرَّدى

وهيهاتَ قَدْ بَان الرَّشادُ لِذي نَقْدِ

فقولُك عمَّن صدَّ عن دينِ أَحمَدٍ

بتزويرهِ إفْكًا وبُهْتًا عَلى عَمدِ

فإنَّهمُو قد بايعوكَ على الهُدَى

ولم يَجْعَلوا للهِ في الدِّينِ مِنْ نِدِّ

تَهوُّرَ أَفَّاك وتزويرَ مُبْطِلٍ

تَجارَى به الأَغواءُ والحَسَدُ المردِي

فما بايَعُوا بَعْدَ الضَّلالِ على الهُدَى

وقاتلَهُمْ حاشَا وكلَاّ فما تُبْدِي

من الزُّورِ والبهتانِ ليسَ بثابتٍ

وليس له أَصلٌ فدعْ عنكَ ما يُرْدِي

ولا هجرُوا ما كانَ مِن بِدَعٍ ومِنْ

عِبَادةِ مَنْ حَلَّ المقابرَ في اللَّحْدِ

فلو آمَنُوا باللهِ مِنْ بعدِ غيِّهِمُ

وتابُوا عن الإِشراكِ بالصَّمدِ الفَرْدِ

لمَا سُفِكَتْ تلكَ الدِّماءُ وقُتِّلوا

بلا حُجَّةٍ هَذَا مِنَ الكذِبِ المردِي

ص: 515

ولكنَّهم في غَيِّهم وَضلَالِهم

وطُغْيانِهم لا يهتدونُ لمن يَهْدِي

نعم كانَ مِنْهُم مَنْ أَجابَ تَزَنْدُقًا

وحَادَ أَخيرًا عن مُوافَقَةِ الرُّشْدِ

إلى الكفرِ والإِشراكِ باللهِ جهرَةً

فقاتلهُمْ عمدًا وقصدًا لِذِي القَصْدِ

فخافَ مِنَ المولى عقوبةَ تركِهمْ

على كفرِهم حتَّى يَفِيئُوا لما يُبْدي

وعاملَ أَهلَ الحقِّ باللُّطفِ والَّذِي

يَحيد عن الإِسلامِ بالصَّارِم الهِنْدِي

وقد قام يدْعوهم إِلى الله برُهَةً

مِن الدَّهر لم يَأْلُ اجتهادًا بما يُبْدي

وعامَلَهم باللُّطفِ والرِّفْقِ دَاعيًا

إلى فِعْل ما يَهْدِي إِلى جَنَّة الخُلْدِ

فلمَّّا أَبَوْا واستكبرُوا وتمرَّدُوا

عن الدِّينِ واستعدَوا غُواةَ ذَوِي جَحْدِ

أَحلَّ بِهِم ما قَدْ أَحلَّ نَبِيُّهم

بمن كفروا باللهِ مِنْ كُلِّ ذي طَرْدِ

إِلى أَنْ أَنابُوا واستجابُوا وأَذَعَنُوا

لمن قامَ يدعُوهم إِلى منهجِ الرُّشْدِ

فنالُوا به عِزًّا وحمْدًا ورفعَةً

ودَانَ لهُم بالدِّين من صَدَّ عَنْ جَهْدِ

وقولُك فارْدُدْ ما نهبَتَ تَحَكَّمٌ

ثَكِلتُكَ هل تَدْرِي غوائلَ ما تُبْدِي

أَيُرجع أَموالاً أُبيحت بِكُفرهِمْ

إليهِم وهلْ هَذِي مَقالةُ ذي نَقْدِ

أَهذَا حرامٌ ويلَ أُمِّكَ أَو أَتَى

بِذَلكَ وَحْيٌ مستبينٌ لِذِي رُشْدِ

فلو أَنَّ ما تحكي من الزُّور كَائن

لكانَ حَرامًا لا يُباحُ ولا يُجدي

وما عزَّ شمسُ الدِّينِ في نصرةِ الهَدى

تُعزِّزُه بالجاهِ والعِزِّ والجَدِّ

ولا بِأُناس حسَّنُوا البغي بالهَوَى

ولا هَمُّهم إلا الأَثاثُ مَعَ النَّقْدِ

كما قُلتَه فيما تَهورَّتَ قَائِلا

بما لم يَقُل أَهلُ الدِّرَايَةِ في نَجْدِ

وما قلتُمو بالمَيْنِ مِنْ هَذَيَانِكم

كقولكَ تمويهًا عَلى الأَعينِ الرُّمْدِ

يريدُون نهبَ المسلمينَ وأَخذَ مَا

بأَيديهمو من غيرِ خوفٍ ولا حَدِّ

ص: 516

ثكلتُكَ هل هَذِي مَقالةُ عالمٍ

تقيٍّ نقيٍّ عارفٍ أَو أَخي رُشْدِ

أَيرجعُ أَموالاً إِلى كُلِّ من دَعا

سِوَى الله معبودًا مِنَ الخلقِ لا يُجدِي

يُنادُون زيدًا طالبينَ برغبةٍ

ومَنْ كانَ في الأجَداثِ مِنْ سَاكنِ اللَّحدِ

وتاجًا وشُمسَانًا ومن كانَ يدَّعي

ولايتَه الجهالُ مِنْ غيرِ ما عَدِّ

ويدعُون أَشجارًا كثيرًا عديدَةً

لعَمرى وأَحجارًا تُرادُ لِذِي القَصْدِ

وغارًا وقَدْ آوتْ إِليهِ بزعمهِمْ

هُنالِكَ بنتٌ للأَميرِ عَلَى جَهْدِ

وقد رامَ منها فاسقٌ أَن يريدَها

بسوءٍ فعادَ الغَارُ منغلقَ السَّدِّ

وكانَ لها المَوْلى مُجيرًا وعاصِمًا

فيدعونَه مِنْ أَجلِ ذَاكَ ذَوُو اللَّدِ

وفَحَّالُ نخلٍ يختلفْنَ نِساؤُهُم

إليهِ بإِهداءِ القرابينِ عَنْ عَمْدِ

إذا لَمْ تَلِدْ أَو لم تُزَوَّجْ لِيعْطِها

بنينَ وزوْجًا عاجِلاً غيرَ ذي صَدِّ

وكلُّ قُرى نجدٍ بهِنَّ معابِدٌ

كثيرٌ بلا حَدِّ يُحدُّ ولا عَدِّ

فإِنْ كَانَ هَذَا ليسَ عِنْدَك مُخرجًا

مِنَ الدِّين مَنْ يَأْتِي به مِنْ ذَوِي الجَحْدِ

لأَنَّهمو قَد آمَنُوا بمحَمَّد

عليه صلاةُ اللهِ ما حَنَّ من رَعْدِ

ولا اعتقدُوا فيمَنْ دَعَوْه بإِنَّه

إلهٌ مع الرَّحمنِ ذي العَرْشِ والمَجْدِ

ولكنَّهُمْ قومٌ أَتَوْا بجَهالَةٍ

وغَرَّهُمُ الشَّيطانُ ذو الغَدْرِ والطَّرْدِ

فزيَّن للجهَّالِ أَنَّ ذَوِي التُّقَى

من الصَّلحَا والأَولياءِ ذَوِي الرُّشْدِ

لهم شفعاءُ ينفعونَ وأَنَّهم

يضرَّون هذَا قولُه عن ذَوِي اللَّدِّ

فمنْ أَجْل هَذا كانَ هذَا اعتقادَهم

كم اعتقد الكُفَّارُ مِنْ قبلُ في النِّدِّ

ولكنْ أَولاءِ القومِ ليسُوا كمَنْ مَضَى

فقدْ أَثبتوا التَّوحيدَ للواحِدِ الفَرْدِ

فمَا الأَوليَا والصالحون لَديهمُو

بآلهَةٍ حَاشَا فليسُوا ذَوِي مَجْدِ

ص: 517

فهذَا مقالُ الفدمِ لا دَرَّ دَرُّه

كما هُوَ معلومٌ مِنَ الشِّرْحِ مُسْتَبْدِ

فإِنْ كانَ هذَا ليسَ بالكفرِ جَهْرَةً

لدَى الفَدْمِ أَو كفر اعتقادٍ كما يُبْدِي

فليسَ على نهْجٍ من الدِّينِ واضحًا

وليسَ بِذِي عِلْمٍ وليسَ بِذِي رُشْدِ

وإِن كانَ هَذا غايَةً الكفر والرَّدَى

وأَديانُ عُبَّادِ القبورِ ذَوِي الجَحْدِ

فما بالُ هَذا الطَّعنُ ويحكَ جهرَةً

على مَنْ مَحَا تِلْكَ المعابدَ مِنْ نَجْدِ

وترميهِ بالبهتانِ والزُّورِ زَاعِمًا

بِأَنَّكَ ذُو نصح وتَهْدِي وتَسْتهدي

فهلَاّ نصحتَ اليومَ نفسَكَ مزرِيًا

عليهَا ومُستعْدٍ عليها بما تُبْدِي

لتنجوَ في يومٍ عظيمٍ عَصَبْصَب

مِنَ الإِفْكِ والبهتانِ للعالم المُهْدِي

فإِنَّكَ قد أَوغلتَ في الشَّرِّ قَائِلاً

بما ليسَ معلومًا لدى كلِّ ذي نَقْدِ

وكلُّ الَّذِي قد قلتَ في الشيخِ فريةُ

بلا مريةٍ والحقُّ كالشمسِ مُستَبْدِي

وأُعجبُ شيءٍ قولُه بعدَ هَذْرِه

وتلفيقُه زورًا مِنَ القولِ لا يُجْدِي

ولا تحَسُبُوا أَنِّى رجعتُ عنِ الَّذِي

تَضَمَّنه نَظْمي القديمُ إِلى نَجْدِ

بلى كلُّ ما بِه فيهِ هُوَ الحَقُّ إِنَّما

تَجاريكَ من سَفْكِ الدِّمَا ليسَ مِن قَصدِ

أقولُ نَعم كلُّ الَّذِي قالَ أَوَّلاً

هُو الحقُّ والتحقيقُ من غير ما رَدِّ

وكلُّ الَّذي قد قالَ في النَّظمِ أَوَّلاً

يعودُ على القولِ المزَوَّرِ بالهَدِّ

لمن كانَ ذا قلبٍ خَلِىٍّ مِنَ الهَوى

فقد عاشَ عصرًا بعدَ ما قالَ في العِقْدِ

ولم يُبدِ ردًّا أَو رُجوعًا عَن الَّذي

تقدَّمَ أَو طعنًا بأَوضاعِ ذي الْحِقْدِ

إِلى أَن تَقضَّى ذلكَ العصرُ كلُّه

ولم يشتهَرْ ما قيلَ مِنْ كُلِّ ما يُبْدِي

وتصديقُ ذا أَنَّ الَّذي قال لم يكن

ولا صارَ هذا القتلُ والنَّهبُ في نجد

لمنْ بَايَعُوا طوْعًا على الدِّينِ والهُدى

ولم يجعَلُوا للهِ في الدِّين مِن نِدِّ

ص: 518

وقَدْ هَجَروا ما كانَ من بِدَعٍ ومِنْ

عِبَادةِ من حَلَّ المقابِرَ في اللَّحْدِ

فصحَّ يقينًا أَنَّ هَذَا مُقَوَّلٌ

على الحبْر بحرِ العِلْمِ ذي الفَضْل والنَّقْد

إذا تمَّ هذَا واستبانَ لمنصف

خَلىٍّ مِنَ الأَغراضِ ليسَ بِذي حِقْدِ

ولا حَسد قد غامرَ الغَيُّ قلبَه

وصار به غِلّ على كلِّ ذي رُشْدِ

وأَبصر في منظومِه متَأمَّلاً

مقاصِدَ مَا قَدْ رَامَه بالَّذِي يُبْدِي

وما قالَه في الشَّرحِ مِنْ هَذَيانِه

وتلفيقِه ما لا يُفيدُ ولا يُجْدِي

تيقَّنَ أَنَّ الشَّيخَ كَانَ على الهُدَى

وكانَ على نَهْجٍ قَويمٍ مِنَ الرُّشُدِ

فما جَاءَ هَذَا الوغْدُ فيمَا هَذَى بهِ

بحقٍّ وتحقيقٍ لدَى كلِّ ذي نَقْدِ

ولكن بِتَزْويرٍ وتأْليفِ جَاهِلٍ

ولو كانَ ذا عِلْمٍ لأَنْصَفَ في الرَّدِّ

وجاءَ ببرهانٍ وأَقومِ حُجَّةٍ

تَدُلُّ على ما قَالهَ في الَّذِي يُبْدِي

وإِنْ كَانَ هَذَا النَّظْمُ والشَّرحُ ثابتًا

عن السَّيِّدِ المشهورِ بالعلْمِ والرُّشْدِ

وأَعنِي به البَدْرَ المنيرَ محمَّدًا

ووافقَ أَهلَ الزَّيغ والطَّرد والجَحْدِ

وصَدَّقَ أَهْلَ الغىِّ في هَذَيَانِهم

بما قَالَه نظمًا ونَثْرًا مِنَ الرَّدَّ

وكانَ له في ذَا ونوع من الهَوى

وداخَلَه شيءٌ من الحَسَدِ المُرْدِي

فليسَ بمعصومٍ ولا شَكَّ أَنَّه

بِذَلكَ قدْ أَخْطَا وجاءَ بما يُرْدِي

وعُوقبَ بالهذْرِ الَّذِي قالَ حيثُ لم

يكنْ بصوابٍ مستقيمٍ ولا يُجْدِي

وناقضَ ما قد قَالَه في اعتِقَادِه

وما قالَه فيما تَقَدَّم في العِقْدِ

وقدْ شَاعَ هَذَا النَّظمُ عنه وشرحُه

وساغَ لدَى قومٍ كثيرٍ ذَوِي حِقْدِ

فلا غَرْوَ مِنْ هَذَا ولا بِدْعَ بَلْ لَه

بِذَلكَ أَمثالٌ كثيرٌ بلَا عَدِّ

وماذَا عَسَى لو قالَ ما قالَ جَهْرَةً

فقد كَانَ قَدْ أَخْطَا وحَادَ عَنِ الرُّشْدِ

ص: 519

وأَنكرَ أهلُ العلم مِنْ كُلِّ جَهْبَذ

علَيْه أُمورًا ظَنَّها غايةَ الرُّشْدِ

فقدْ رَدَّ صديقٌ عليه وقَد رأَى

مقالتَه الشَّنْعَا فأَحْسنَ في الرَّدِّ

وأَنصفَ لَما قالَ بالحقِّ والهُدى

وجَاءَ بتبيانٍ يلوحُ لِذِي النَّقْدِ

ورَدَّ الأَباطِيلَ الَّتي قدْ أَتَى بِهَا

وأَلَّفها في شرحِ منظومهِ المُرْدِي

وخالفَ ما قَدْ قَالَه كُلُّ عالِم

مُحقٍّ ويَدْرِي الحقَّ ليسَ بذِي لُدِّ

وقد قالَ قومٌ مِنْ ذَوِي الغيّ والرَّدى

كما قالَه هَذَ المبَهْرِجُ عَنْ قَصْدِ

وقَدْ زَعمُوا أَنَّ الإِمامَ محمَّدًا

يكَفِّر أَهلَ الأَرضِ طُرَّا على عَمْدِ

ويقتلُهم من غيرِ جُرمٍ تجبُّرًا

ويأْخذُ أَموالَ العبادِ بلَا حَدِّ

ومن لم يُطِعْهُ كانَ باللهِ كَافِرًا

إِلى غيرِ هذَا مِنْ خُرافاتِ ذي اللَّدِّ

وقد أَجْلَبُوا مِن كُلِّ أَربِ ووِجْهَة

وصالُوا بأَهلِ الشِّرْكِ مِنْ كُل ذي حِقْدِ

فبادُوا وما فادُوا وما أَدْرَكُوا المُنى

وآبوا وقدْ خابُوا وحادُوا عَن الرُّشد

وأَظهرَه المولَى على كُلِّ مَنْ بَغَى

عليهِ وعادَاهُ بلا موجِبٍ يُجْدِي

وأَظهرَ دينَ اللهِ بعْدَ انْطِمَاسِه

وأَعْلَى له الأَعلامَ عَالِيةَ المَجْدِ

وساعدَه في نُصرة الدِّينِ والهُدى

أَئمّةُ عَدْلٍ مُهتدونَ ذُوو رُشْدِ

وقد نَالَ مجدًا أَهلُ نَجْدٍ ورفعةً

بآل سعودِ واستَطالُوا عَلى الضِّدِّ

بإِظهارِ دِينِ اللهِ قسرًا ودَعْوَةً

إِلى اللهِ بالتَّقوى وبالصَّارِم الهِنْدِي

وقامَ بهذَا الأَمرِ مِنْ بَعْدِ مَنْ مَضَى

بَنُوهم وقد سَارُوا على مَنْهج الرُّشْدِ

وقد جاهَدُوا أَعداءَ دَينِ محمَّدٍ

وقد جرَّهم قومٌ طغاةٌ إِلى نَجدِ

لكى يطمِسُوا أعلامَ سُنَّةِ أَحمَدٍ

ويَعْلُو بها أَهلُ الرَّدَى مِنْ ذَوِي الجَحْدِ

ص: 520