الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأَصحابِه والآل مع كلِّ تابعٍ
…
أُولئك هُمْ أَهل التُقى والمكارمِ
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
«فصل في تحميل أهل الاثبات للمعطلين شهادة
تؤدَّى عند رب العالمين»
يا أيها الباغي على اتباعه
…
بالظلم والبهتان والعدوان
قد حملوك شهادة فاشهد بها
…
إن كنت مقبولاً لدى الرحمن
واشهد عليهم أن سُئلت بأنهم
…
قالوا إله العرش والأكوان
فوق السموات العلى حقا على الـ
…
ـعرش استوى سبحان ذِي السلطان
والأمر ينزل منه ثم يسير في
…
الأقطار سبحان العظيم الشان
وإليه يصعد ما يشاء بأمره
…
من طيبات القول والشكران
وإليه قد صعد الرسول وقبله
…
عيسى بن مريم كاسر الصلبان
وكذلك الأملاك تصعد دائمًا
…
من هاهنا حقا على الديان
وكذاك روح العبد بعد مماتها
…
ترقى إليه وهو ذو إيمانِ
واشهد عليهم أنه سبحانه
…
متكلم بالوحي والقرآنِ
سمع الأمين كلامه منه وأدّ
…
اه إلى المبعوث بالفرقانِ
هول قول ربِّ العالمين حقيقة
…
لفظا ومعنى ليس يفترقانِ
واشهد عليهم أنه سبحانه
…
قد كلم المولود من عمرانِ
سمع ابن عمران الرسول كلامه
…
منه إليه مسمع الآذانِ
واشهِد عليهم أنهم قالوا بأ
…
نَّ الله ناداه وناجاه بلا كتمانِ
واشهِد عليهم أنهم قالوا بأ
…
نَّ اللهَ نادى قبله الأبوانِ
واشهد عليهم أنهم قالوا بأ
…
نَّ الله يسمع صوته الثقلانِ
والله قال بنفسه لرسوله
…
إني أنا الله العظيم الشأنِ
والله قال بنفسه لرسوله
…
اذهب إلى فرعون ذِي الطغيانِ
والله قال بنفسه «حم» مع
…
«طه» ومع «يس» قول بيانِ
واشهِد عليهم أنهم وصفوا الإله
…
بكل ما قد جاء في القرآنِ
وبكلا ما قال الرسول حقيقة
…
من غير تحريف ولا عدوانِ
واشهِد عليهم أنَّ قول نبيهم
…
وكلامَ ربِّ العرش ذا التبيانِ
…
نصُّ يفيد لديهم علم اليقـ
…
ـين إفادة المعلوم بالبرهانِ
واشهد عليهم أنهم قد قابلوا
…
التعطيل والتمثيل بالنكرانِ
أنَّ المعطل والممثل ما هما
…
متيقنين عبادة الرحمنِ
ذا عابد المعدوم لا سبحانه
…
أبدًا وهذا عابد الأوثانِ
واشهد عليهم أنهم قد أثبتوا الأ
…
سماء والأوصاف للديَّانِ
وكذلك الحكام أحكام الصـ
…
ـفات وهذه الأركان للإيمانِ
قالوا عليم وهو ذو علم
…
ويعلم غاية الإسرار والإعلانِ
وكذا بصير وهو ذو بصر
…
ويبصر كلَّ مرئيٍّ وذِي الأكوانِ
وكذا سميع وهو ذو سمع
…
ويسمع كلّ مسموع من الأكوانِ
متكلم وله كلام وصفه
…
ويكلِّم المخصوص بالرضوانِ
وهو القوي بقوة هي وصفه
…
وعليك يقدر يا أخا السلطانِ
وهو المريد له الإرادة هكذا
…
أبدًا يريد صنائع الإحسانِ
والوصف معنًى قائم بالذات
…
والأسماء أعلام له بوزانِ
أسماؤه دلَّت على أوصافه
…
مشتقَّة منها اشتقاق معانِ
وصفاته دلَّت على أسمائه
…
والفعل مرتبط به الأمرانِ
والحكم نسبتها إلى متعلِّقا
…
ت تقتضي آثارها ببيانِ
ولربما يعني به الإخبار عن
…
آثارها يعني به أمرانِ
والفعل إعطاء الإرادة حُكمها
…
مع قدرة الفعَّال والإمكانِ
فإذا انتفت أوصافه سبحانه
…
فجميع هذا بيِّن البطلانِ
واشهد عليهم أنهم قالوا
…
بهذا كله جهرًا بلا كتمانِ
واشهد عليهم أنهم بَراء من
…
تأويل كلِّ محرِّفٍ شيطانِ
واشهد عليهم أنهم يتأولو
…
ن حقيقة التأويل في القرآنِ
هم في الحقيقة أهل تأويل الذي
…
يعني به لا قائل الهذيانِ
واشهد عليهم أن تأويلاتهم
…
صرف عن المرجوح للرجحانِ
واشهد عليهم أنهم حَملوا النصو
…
ص على الحقيقة لا المجاز الثاني
إلا إذا ما اضطرَّهم لمجازها
…
المضطرُّ من حسٍّ ومن برهانِ
فهناك عصمتها إباحته بغير
…
تجانف للإثم والعدوانِ
…
واشهد عليهم أنهم لا يكفّرو
…
نكم بما قلتم من الكفرانِ
إذا أنتم أهل الجهالة عندهم
…
لستم أولى كفر ولا إيمانِ
لا تعرفون حقيقة الكفران بل
…
لا تعرفون حقيقة الإيمانِ
إلَاّ إذا عاندتم ورددتم
…
قول الرسول لأجل قول فلانِ
فهناك أنتم أكفر الثقلين من
…
إنس وجن ساكني النيرانِ
واشهد عليهم أنهم قد أثبتوا
…
إلَاّ قدار وإرادة من الرحمنِ
واشهد عليهم أنَّ حجة ربِّهم
…
قامت عليهم وهو ذو غفرانِ
واشهد عليهم أنهم هم فاعلو
…
ن حقيقة الطاعات والعصيانِ
والجبر عندهم محالٌ هكذا
…
نفى القضاء فبئست الرايانِ
واشهد عليهم أنَّ إيمان الورى
…
قول وفعل ثم عقد جنانِ
ويزيد بالطاعات قطعًا هكذا
…
بالضدِّ يمسي وهو ذو نقصانِ
والله ما إيمان عاصينا كإيـ
…
ـمان الأمين منزَّل القرآنِ
كلا ولا إيمان مؤمنًا كإيـ
…
ـمان الرسول معلِّم الإيمانِ
واشهد عليهم أنهم لم يخلدوا
…
أهل الكبائر في حميم آنِ
بل يخرجون بإذنه بشفاعة
…
وبدونها المساكن بجنانِ
واشهد عليهم أن ربهم يُرَى
…
يوم المعاد كما يُرى القمرانِ
واشهد عليهم أن أصحاب الرسو
…
ل خيار خلق الله من إنسانِ
حاشا النبيِّين الكرام فإنهم
…
خير البرية خيرة الرحمنِ
وخيارهم خلفاؤه من بعده
…
وخيارهم حقًّا هما العُمَرانِ
والسابقون الأولون أحق بالتـ
…
ـقديم ممن بعدهم ببيانِ
كل بحسب السبق أفضل رتبة
…
مِن لاحقٍ والفضل للمنان
إِنَّ الشهيدَ حَياتُه مَنْصُوصَةَ
…
لا بالقياس القائمِ الأركانِ
هذا مَع النَّهيِ المؤكَّدِ أَنَنا
…
نَدْعُوه مَيْتًا ذَاكَ في القُرآنِ
ونِساؤُه حِلٌ لنا مِن بَعْدِهِ
…
والمالُ مَقْسومُ على السَّهْمَانِ
هذَا وإِنَ الأرضَ تأكُلُ لَحْمهُ
…
وسَباعُهَا مَعْ أُمَّةِ الدِيْدَانِ
لكنه مَعْ ذاكَ حَيٌّ فارِحٌ
…
مُسْتبشرٌ بكرامة الرحمنِ
فالرسل أولى بالحياة لديه مع
…
موت الجسوم وهذه الأبدانِ
…
وهي الطريَّة في التراب وأكلها
…
فهو الحرام عليه بالبرهانِ
ولبعض أتباع الرسول يكون ذا
…
أيضًا وقد وجدوه رأى عِيانِ
فانظر إلى قلب الدليل عليهم
…
حرفًا بحرفٍ ظاهر التبيانِ
لكن رسول الله خصَّ نساؤه
…
بخصيصةٍ عن سائر النسوانِ
خُيِّرن بين رسوله وسواه فاخـ
…
ـترن الرسول لصحَّة الإيمانِ
شَكَر الإله لهنَّ ذاك وربنا
…
سبحانه للعبد ذو شكرانِ
قصر الرسول على أولئك رحمةً
…
منه بهنَّ وشكر ذِي الإحسانِ
وكذاك أيضا قصرهنَّ عليه
…
معلومٌ بلا شكٍّ ولا حسبانِ
زوجاته في هذه الدنيا وفي
…
الأخرى يقينٌ واضح البرهانِ
فلذا حُرِّمن على سواه بعده
…
إذ ذاك صون عن فراشٍ ثانِ
لكن أتين بعده شرعية
…
فيها الحداد وملزم الأوطانِ
هذا ورؤيته الكليم مصلِّيًا
…
في قبره أثرٌ عظيم الشانِ
في القلب منه حسيكة هل قاله
…
فالحقُّ ما قد قال ذو البرهانِ
ولذاك أعرض في الصحيح محمد
…
عنه على عمدٍ بلا نسيانِ
والدارقطني الإمام أعله
…
برواية معلومة التبيانِ
أنسٌ يقول رأى الكليم مصليًا
…
في قبره فاعجب لذا الفرقانِ
فرواه موقوفًا عليه وليس
…
بالمرفوع وأشواقًا إلى العرفانِ
بين السياق إلى السياق تفاوتٌ
…
لا تطرحه فما هما سيَّانِ
لكن تقلّد مسلِمًا وسواه
…
ممَّن صحَّ هذا عنده ببيَانِ
فرواته الأثبات أعلام الهدى
…
حفَّاظ هذا الدين في الأزمانِ
لكنَّ هذا ليس مختصًّا به
…
والله ذو فضلٍ وذو إحسان
فروى ابن حبَّان الصدوق وغيره
…
خبرًا صحيحًا عنده ذا شانِ
فيه صلاة العصر في قبره الذي
…
قد مات وهو محقَّق الإيمانِ
ذ
فتمثل الشمس الذي قد كان ير
…
عاها لأجل صلاة ذِي القربانِ
عند الغروب يخاف فوت صلاته
…
فيقول للملكين هل تدعانِ
حتى أصلِّي العصر قبل فواتها
…
قالا ستفعل ذاك بعد الآنِ
هذا مع الموت المحقَّق لا الذي
…
حُكيت لنا بثبوته القولانِ
…
هذا وثابت البناني قد دعا الر
…
حمن دعوة صادق الإيقانِ
أن لا يزال مصلِّيًا في قبره
…
أن كان أعطى ذاك من إنسانِ
لكن رؤيته لموسى ليلة المعـ
…
ـراج فوق جميع ذِي الأكوانِ
يرويه أصحاب الصحاح جميعهم
…
والقطع موجبه بلا نكرانِ
ولذاك ظنَّ معارضًا لصلاته
…
في قبره إذ ليس يجتمعانِ
وأُجيب عنه بأنه أُسرِي به
…
ليراه ثَمَّ مشاهد بعِيانِ
فرآه ثَمَّ وفي الضريح وليس ذا
…
يتناقض إذ أمكن الوقتانِ
هذا ورد نبينا التسليم مَن
…
يأتي بتسليم مع الإحسان
ما ذاك مختصًّا به أيضا كما
…
قد قاله المبعوث بالقرآنِ
من زار قبر أخٍ له فأتى
…
بتسليمٍ عليه وهو ذو إيمانِ
ردَّ الإله عليه حقًّا رُوحَه
…
حتى يردَّ عليه ردَّ بيانِ
وحديث ذكر حياتهم بقبورهم
…
لِما يصحُّ وظاهر النكرانِ
فانظر إلى الإسناد تعرف حاله
…
إن كنت ذا علمٍ بهذا الشانِ
هذا ونحن نقول هم أحياء
…
لكن عندنا كحياة ذِي الأبدانِ
والترب تحتهم وفوق رءوسهم
…
وعن الشمائل ثم عن أيمانِ
مثل الذي قد قلتموه معاذنا
…
بالله من إفكٍ ومن بهتانِ
بل عند ربهم تعالى مثل ما
…
قد قال في الشهداء في القرآن
لكن حياتهم أجلُّ وحالهم
…
أعلى وأكمل عند ذِي الإحسان
هذا وأمَّا عرض أعمال العبا
…
د عليه فهو الحق ذو إمكانِ
وأتى به أثرٌ فإن صحَّ الحـ
…
ـديث به فحقٌّ ليس ذا نكرانِ
لكنَّ هذا ليس مُختصًّا به
…
أيضًا بآثار رُوين حسانِ
فعلى أبي الإنسان يَعرِض سعيه
…
وعلى أقاربه مع الإخوانِ
ِ
إن كان سعيًا صالحًا فرحوا به
…
واستبشروا يا لذَّة الفرحانِ
أو كان سعيًا سيئًا حزنوا وقا
…
لوا ربِّ ارجعه إلى الإحسانِ
ولذا استعاذ من الصحابة من روى
…
هذا الحديث عقيبه بلسانِ
يا رب أني عائد من خزية
…
أخزَى بها عند القريب الداني
ذاك الشهيد المرتضى ابن رواحة
…
المحبوب بالغفران والرضوانِ
…
لكن هذا ذو اختصاص والذي
…
للمصطفى ما يعمل الثقلانِ
هذِي نهايات لأقدام الورى
…
في ذا المقام الضنك صعب الشانِ
والحقُّ فيه ليس تحمله عقو
…
ل بني الزمان لغلظة الأذهانِ
ولجعلهم بالرُّوح مع أحكامها
…
وصفاتها للإلف بالأبدانِ
فارضِ الذي رَضِي الإله لهم به
…
أتريد تنقض حكمة الدَّيانِ؟
هل في عقولهم بأنَّ الرُّوح في
…
أعلى الرفيق مقيمة بجنانِ
وتُرَدُّ أوقات السلام عليه من
…
أتباعه في سائر الأزمانِ
وكذاك أن زُرت القبور مُسلِّمًا
…
رُدَّت لهم أرواحهم للآنِ
فهم يَرُدُّون السلام عليك لـ
…
ـكن لستَ تسمعه بذِي الأُذُنانِ
هذا وأجواف الطيور الخضر
…
مسكنها لدى الجنات والرضوانِ
من ليس يحمل عقله هذا فلا
…
تظلمه واعذرْه على النكرانِ
للروح شأن غير ذِي الأجسام لا
…
تهمله شأنَ الرُّوح أعجب شانِ
وهو الذي حَار الورى فيه فلم
…
يعرفه غير الفرد في الأزمانِ
هذا وأمرٌ فوق ذا لو قلته
…
بادرت بالإنكار والعدوانِ
فلذاك أمسكت العنان ولو أرى
…
ذاك الرفيق جريت في الميدانِ
هذا وقولي إنها مخلوقةٌ
…
وحدوثها المعلوم بالبرهانِ
هذا وقولي إنها ليست كما
…
قد قال أهل الإفك والبهتانِ
لا داخل فينا ولا هي خارجٌ
…
عنَّا كما قالوه في الديانِ
والله لا الرحمن أثبتم ولا
…
أرواحكم يا مدَّعي العرفانِ
عطلتم الأبدان من أرواحها
…
والعرش عطَّلتم من الرحمنِ
وقال رحمه الله ذاكرًا بعض صفات الله:
هو واحدٌ في وصفه وعلوِّه
…
ما لِلْوَرَى رَبُّ سِوَاهُ ثانِ
وهو القديم فلم يَزَلْ بِصِفَاته
…
مُتوَحّدًا بل دَائِمَ الإِحسانِ
والنَّقْصُ في أمْرينِ سَلْبُ كمالَه
…
أو شركةُ بالواحِدِ الرحمنِ
إنَّ الكمال بكثرة الأوصاف لا
…
في سلبها ذا واضح البرهان
ما النقص غير السلب حسبُ وكلُّ نقـ
…
ـصٍ أصله سلب وهذا واضح التبيانِ
فالجهل سلب العلم وهو نقيصة
…
والظلم سلب العدل والإحسانِ
…
متنقِص الرحمن سالب وصفه
…
حقًّا تعالى الله عن نقصانِ
وكذا الثناء عليه ذِكر صفاته
…
والحمد والتمجيد كلّ أوانِ
ولذاك أعلم خلقه أدراهم
…
بصفاته من جاء بالقرآن
وله صفاتٌ ليس يُحصيها سِوَا
…
هُ مِن مَلائكةِ ولا إنسانِ
ولذاك يُثنَى في القيامة ساجدًا
…
لَمَّا يراه المصطفى بعيانِ
بثناء حمد لم يكن في هذه الدنيا
…
ليحصيه مدى الأزمانِ
وثناؤه بصفاته لا بالسلو
…
ب كما يقول العادم العرفانِ
والعقل دلَّ على انتهاء الكون
…
أجمعه إلى ربٍّ عظيم الشانِ
وثبوت أوصاف الكمال لذاته
…
لا يقتضى إبطال ذا البرهانِ
والكون يشهد أن خالقه تعا
…
لى ذو الكمال ودائم السلطانِ
وكذا يشهد أنه سبحانه
…
فوق الوجود وفوق كلِّ مكانِ
وكذا يشهد أنه سبحانه
…
المعبود لا شيء من الأكوانِ
وكذا يشهد أنه سبحانه
…
ذو حكمةٍ في غاية الإتقانِ
وكذا يشهد أنه سبحانه
…
ذو قدرة حيٌّ عليمٌ دائم الإحسانِ
وكذا يشهد أنه الفعال
…
حقًّا كلَّ يوم ربنا في شانِ
وكذا يشهد أنه المختار في
…
أفعاله حقًّا بلا نُكرانِ
وكذا يشهد أنه الحيُّ الذي
…
ما للمات عليه من سلطانِ
وكذا يشهد أنه القيوم قا
…
م بنفسه ومقيم ذِي الأكوانِ
وكذا يشهد أنه ذو رحمة
…
وإرادة ومحبةٍ وحنانِ
وكذا يشهد أنه سبحانه
…
متكلِّمٌ بالوحي والقرآنِ
وكذا يشهد أنه سبحانه
…
الخلَاّق باعث هذه الأبدانِ
لا تجعلوه شاهدًا بالزور
…
والتعطيل تلك شهادة البطلانِ
وإذا تأمَّلت الوجود رأيته
…
إن لم تكن من زمرة العميانِ
بشهادة الإثبات حقًّا قائمًا
…
لله لا بشهادة النكرانِ
وكذاك رُسل الله شاهدةٌ به
…
أيضًا فسل عنهم عليم زمانِ
وكذاك كُتب الله شاهدة به
…
أيضًا فهذا مُحكم القرآنِ
وكذلك الفِطَر التي ما غِيرت
…
عن أصل خِلقتها بأمرٍ ثانِ
…
وكذا العقول المستنيرات التي
…
فيها مصابيح الهدى الرباني
أترَون أنا تاركو ذا كَّله
…
لشهادة الجهمي واليوناني
وقال رحمه الله:
إِن الذي نزل الأمين به على
…
قلبِ الرسولِ الواضحِ البرهانِ
هوَ قولُ رِبي اللفظ والمعنى جمـ
…
ـيعًا إِذ هما أخوان مصطحِبانِ
لا تقطعوا رَحِمًا تولَّى وَصْلَها
…
الرحمنُ تَنْسلِخُوا مِن الإيمانِ
ولقد شفانا قولُ شاعرِنا الذي
…
قال الصوابَ وَجَاءَ بالإحسانِ
إنَّ الذي هو في المصاحف مُثْبَت
…
بأناملِ الأشياخِ والشُبانِ
هو قولُ ربي آيُهُ وحُرُوفُهُ
…
ومِدَادُنا والرقُ مَخْلُوقانِ
والله أكبرَ مَن على العرش استوى
…
لكِنهُ اسْتَولَى على الأكوانِ
والله أكبرُ ذو المعارج مَن إليه
…
تَعْرُجُ الأملاكُ كُلَّ أَوانِ
واللهُ أكبرُ مَن يَخافُ جَلاله
…
أمْلاكه من فوقِهمِ ببيانِ
واللهُ أكبرُ من غَدَا لسَرْيرِهِ
…
أَطَّ بِهِ كالرَّحْلِ لِلرُكْبَانِ
واللهُ أكبرُ مَن أتانا قولُهُ
…
مِن عِندِهِ مِن فوق سِتِ ثمانِ
نَزَلَ الأَمِينُ به بأمْرِ اللهِ مِن
…
رَبٍ علىِ العَرش اسْتوى الرحمنِ
واللهُ أكَبرُ قاهرٌ فَوقَ العَبا
…
دِ فلا تَضَعْ فوقيَّةَ الرحمنِ
من كُل وَجْهٍ تِلكَ ثابِتَةٌ لَهُ
…
لا تَهْضِمُوها يا أوُلى البُهْتَانِ
قَهْرًا وقد رأو استواءَ الذَاتِ فُوْ
…
قَ العَرشِ بالبُرْهَانِ
فَبِذاتِه خَلَق السَّمَواتِ العُلى
…
ثم استوى بالذات فافْهَمْ ذانِ
فَضميرُ فِعْلِ الاستواءِ يَعُوْدُ
…
لِلذَّات التِي ذُكِرَتُ بلا فُرْقانِ
هُوَ رَبُنا هو خالِقٌ هو مُسْتوٍ
…
بالذاتِ هذِي كُلها بِوزَانِ
والله أكبرُ ذُو العُلُوِّ المَطْلَقِ
…
المَعْلُوم بالفِطَراتِ والإيْمانِ
فعُلُوُّهُ مِن كُلِّ وَجْهٍ ثابتٍ
…
فالله أكَبرُ جَلَّ ذُو السُلْطانِ
واللهُ أكبرُ مَن رَقَّى فَوقَ الطِّبَا
…
قِ رَسُولُه فَدَنا مِن الدَّيانِ
وإليهِ قَدْ صَعدِ الرسولُ حَقِيْقَةً
…
لا تُنِكْرُوْا المعْرَاجَ بالبْهَتانَ
وَدَنا مِن الجَبارِ جل جلاله
…
ودَنَا إليْهِ الرَّبُ ذُو الإِحْسَانَ
واللهُ قد أَحْصَى الذي قَد قُلْتُمُ
…
في ذَلكِ المعْراجِ بالميزانِ
…
قُلْتمُ خَيَالاً أوْ أَكَاذِيْبًا أو
…
المِعْراجِ لم يَحْصُلْ إلى الرحمنِ
إذْ كَانَ ما فوقَ السَّمواتِ العُلى
…
رَبٌّ إليْهِ مُنْتَهى الإنسان
واللهُ أكبرُ مَنْ أَشَارَ رَسُولُه
…
حَقًا إليهِ بأَصْبُعٍ وَبَنَانِ
في مَجْمَعِ الحجِ العَظِيمِ بموقِفٍ
…
دُوْنَ المُعَرَّفِ مَوْقِفِ الغُفْرَانِ
مَن قالَ مِنكم مَن أشار بأصْبُعٍ
…
قُطِعَتْ فِعِنْدَ الله يَجْتَمَعانِ
واللهُ أكبرُ ظاهرٌ مَا فَوقَه
…
شَيءٌ وشَأنُ الله أعْظَمُ شانِ
واللهُ أكبرُ عرشُهُ وَسِعَ السَّما
…
والأَرضَ والكُرْسَيّ ذَا الأَركانِ
وكذلكَ الكُرْسِيُّ قَدْ وَسعَ الطِّبَا
…
قَ السَّبعَ والأَرضينَ بالبُرْهَانِ
والربُ فوقَ العَرشِ والكرسي لا
…
يَخفى عليهِ خَوَاطِرُ الإنسانِ
«فصل في مصارع النفاة والمعطلِّين بألسنة
…
أمراء الإثبات الموحدين»
وإذا أردت تَرى مصارع من خلا
…
من أمة التعطيل والكفران
وتَراهم أسرى حقير شأنهم
…
أيديهم غلت إلى الأذقان
وتراهم تحت الرماحِ دَرِيْئَةً
…
ما فيهم مِن فارِسٍ طَعَّانِ
وتراهم تحت السيوف تنوشهم
…
مِن عن شمائلهم وعن أيمان
وتراهم انسلخوا من الوحيين
…
والعقل الصحيح ومقتضى القرآن
وتراهم والله ضحكة ساخر
…
ولطالما سخروا من الإيمان
قد أوحشت منهم ربوع زادها الـ
…
ـجبار إيحاشًا مدى الأزمان
وخلت ديارهم وشتت شملهم
…
ما فيهم رجلان مجتمعان
قد عطَّل الرحمن أفئدةً لهم
…
مِن كل معرفة ومن إيمان
إذ عطلوا الرحمن مِن أوصافه
…
والعرشَ أخلوه مِن الرحمن
بل عطَّلوه عن الكلام وعن صفا
…
تِ كماله بالجهل والبُهتان
فاقرأ تصانيفَ الإمامِ حقيقة
…
شيخ الوجود العالم الرباني
أعنى أبا العباس أحمد ذلك
…
البحر المحيط بسائر الخلجان
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي
…
ما في الوجود له نظير ثان
وكذاك منهاج له في رده
…
قول الروافض شيعة الشيطان
وكذاك أهل الاعتزال فإنه
…
أرداهم في حفرة الجبان
…
وكذلك التأسيس أصبح نقضه
…
أعجوبة للعالم الرباني
وكذاك أجوبة له مِصْرِيَّةُ
…
في سِتِ أسفارٍ كُتْبنَ سِمانِ
وكذا جَوابٌ للنصارى فيه ما
…
يشْفِي الصُدورَ وأنه سِفْرانِ
وكذاك شرحُ عقيدةِ للأصبها
…
نيى شارح المحصولِ شرحَ بيان
فيها النُبُوَّاتُ التي إثباتُها
…
في غاية التقرير والتبيانِ
والله لا ما ولَّى الكلام نظيره
…
أبدًا وكُتبهم بكلِّ مكانِ
وكذا حدوث العالم العلويِّ
…
والسفليِّ فيه في أتمِّ بيان
وكذا قواعد الاستقامة أنها
…
سِفران فيما بيننا ضخمان
وقرأتُ أكثرها عليه فزادني
…
والله في علم وفي إيمانِ
هذا ولو حدثتُ نفسي أنه
…
قبلي يموتُ لكان هذا الشانِ
وكذاك توحيد الفلاسفة الأُلى
…
توحيدهم هو غاية الكفران
سِفر لطيفٌ فيه نقض أصولهم
…
بحقيقة المعقول والبرهان
وكذاك تسْعينيةٌ فيها لهُ
…
رَدٌّ عَلى مَن قال بالنفساني
تِسعُونَ وَجْهًا بَينتْ بُطْلانَهُ
…
أعْنِي كَلَامَ النفسِ ذا الوِجدانِ
وكذا قواعدُهُ الكبار وأنها
…
أوفى من المائتين في الحسبان
لم يتسع نظمي لها فأسوقها
…
فأشرت بعض إشارة لبيان