الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَعَنَتْ لقَيُّومِ السَّماواتِ العُلا
…
رَبِّ الجَميعِ، وقاهرِ الأَمْلاكِ
وجَلالِ ربِّي لو تَصِحُّ عَزائِمي
…
لزَهِدْتُ فيكِ ولابْتَغَيتُ سِواكِ
وأَخَذْتُ زادِي منْكِ مِنْ عَمَلِ التُّقَى
…
وشَدَدْتُ إيماني بنَقْضِ عُراكِ
وحَطَطْتُ رَحْلي تَحْتَ أَلوِيَةِ الهُدى
…
ولمَا رآني الله تَحتَ لِواكِ
مَهْلاً عَلَيكِ فَسَوفَ يَلْحَقُكِ الفَنا
…
فَتُرَي بلا أَرْضٍ ولا أفْلاكِ
ويُعيدُنا رَبٌّ أماتَ جَمِيعَنا
…
لِيَكُونَ يُرْضي غَيرَ مَنْ أرضاكِ
والله ما الْمَحْبوبُ عِنْدَ مَليكِهِ
…
إِلا لَبيبٌ لم يَزَلْ يَشْناكِ
هَجرَ الغَوانِي واصِلاً لِعَقائلٍ
…
يَضْحَكْنَ حُبُّا لِلولِيِّ البَاكي
إِنِّي أرِقْتُ لَهُنَّ لا لِحَمائِمٍ
…
تَبْكي الهَدِيلَ عَلى غُضُونِ أراكِ
لا عَيشَ يَصْفُو لِلْمُلوكِ وإنَّما
…
تَصْفُو وَتُحْمَدُ عِيشَةُ النُّسّاكِ
ومِنَ الإِلهِ عَلى النِّبِيِّ صَلاتُهُ
…
عَددَ النُّجومِ وعِدَّةَ الأَمْلاكِ
قال رضي الله عنه يرغب في ثواب الآخرة:
لو كنتُ في ديني من الأبْطالِ
…
ما كُنْتُ بالواني ولا البَطَّالِ
ولبسْتُ منهُ لأْمَةً فضفاضةً
…
مسرودَةً من صالحِ الأَعمالِ
لكنّني عَطَّلتُ أقْواسَ التُّقَى
…
من نَبْلِها فَرَمَتْ بِغَيرِ نِبَالِ
وَرَمَى العدوُّ بسهمِهِ فأَصابَني
…
إذْ لم أْحَصِّنْ جُنَّةً لنِضالِ
فأَنا كَمنْ يَلْقى الكتيبةَ أَعزَلاً
…
في مَأْزِق متعرِّضًا لِنِزالِ
لولا رَجَاءُ العَفْوِ كنتُ كناقِعٍ
…
بَرْحَ الغَليلِ بِرشْفِ لَمْعِ الآلِ
شابَ القَذالُ فآنَ لي أن أَرعَوي
…
لو كنتُ مَتَّعِظًا بِشَيبِ قَذالِ
ولوَ أنّني مُسْتَبْصِرًا إِذْ حَلَّ بِي
…
لَعَلِمْتُ أَنَّ حُلولَهُ تَرْحالِي
فَنَظَرْتُ في زَادٍ لِدارِ إِقامَتِي
…
وسَأَلتُ رَبي أَنْ يَحُلَّ عِقالِي
فلكَمْ هَمَمْتُ بِتَوبةٍ فَمُنِعْتُها
…
إِذْ لمْ أَكُنْ أَهْلاً لَها، وبَدا لِي
ويَعزُّ ذاكَ عليَّ إِلا أنَّني
…
مُتَقَلِّبٌ في قَبْضَةِ المُتَعالِي
ووصَلْتُ دُنيا سَوفَ تَقْطَعُ شَأْفَتي
…
بِأُفولِ أَنْجُمِها وخَسْف هِلالِي
شَغَلَتْ مُفْتّنَ أَهْلِهَا بِفُتونِها
…
ومِنَ المُحَالِ تشاغلٌ بِمُحالِ
لا شيءَ أخْسَرُ صَفْقَةً مِنْ عالِمٍ
…
لَعِبَتْ بهِ الدُّنيا معَ الجُهَّالِ
فغَدا يُفَرِّقُ دِينَهُ أَيدِي سَبا
…
ويُزيلُه حِرْصًا لِجَمْعِ المالِ
…
لا خَيرَ في كَسْبِ الحَرامِ وقَلَّما
…
يُرجى الخَلاصُ لِكاسبٍ لِحَلالِ
ما إِنْ سَمِعْتُ بِعائلٍ تُكْوى غَدًا
…
بالنَّارِ جَبْهَتُهُ عَلى الإِقلالِ
وإذا أردْتَ صَحيحَ مَنْ يُكوى بها
…
فاقْرَأْ عَقيبةَ سُورةِ الأَنْفالِ
ما يَثْقُلُ المِيزانُ إِلا بامْرئٍ
…
قَد خَفَّ كاهِلهُ مِنَ الأَثْقالِ
فَخُذِ الكَفافَ ولا تَكُن ذا فضْلَةٍ
…
فالفَضْلُ تُسْأَلُ عَنْهُ أَيَّ سُؤالِ
ودَعِ الْمَطارفَ والْمَطِيَّ لأَهْلِهَا
…
واقنَعْ بأَطْمارٍ ولُبْسِ نِعالِ
فَهُمُ وأَنْتَ وفَقْرُنا وغِناهُم
…
لا يَسْتَقِرُّ ولا يَدُومُ بِحَالِ
وطُفِ البِلادَ لكَي تَرى آثارَ مَنْ
…
قَدْ كانَ يَملِكُها مِنَ الأَقْيالِ
عَصَفَتْ بِهمْ رِيحُ الرَّدى فذَرَتْهُمُ
…
ذَرْوَ الريَّاحِ الهُوجِ حِقْفَ رِمالِ
وتَزلْزلَتْ بِهِم المنابِرُ بَعْدَ ما
…
ثَبتتْ وكانُوا فَوقَها كَجِبَالِ
واحْبِسْ قَلُوصَك سَاعَةً بِطُلولِهِمْ
…
واحْذَرْ عَليكَ بِها مِنَ الأَغوالِ
فلكمْ بهَا من أَرْقَمٍ صِلّ وكمْ
…
قَدْ كانَ فيها مِنْ مَهًا وغَزالِ
ولكَمْ غَدَتْ مِنْهَا وراحَتْ حَلْبةً
…
للحَرْبِ يَقْدُمُها أَبو الأَشْبالِ
فَتَقطَّعَت أَسْبابُهُمْ وتَمزَّقَتْ
…
ولَقَبْلَ ما كانوا كَنَظْمِ لآَلِ