الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غُربَةُ الإسلام
على الدِّينِ فلْيبْكِي ذوُو العِلم والهُدى
…
فقدْ طَمَسَتْ أَعلامُهُ في العَوالِمِ
وقَدْ صَارَ إقبالُ الوَرى وَاحتيالُهم
…
عَلَى هذه الدُّنيا وجمعِ الدراهمِ
وإصْلَاحِ دُنياهُم بإفسادِ دِينِهم
…
وتحصيلِ ملذُوذَاتِها والمطاعمِ
يُعادُون فيهَا بل يُوالُون أَهلهَا
…
سَواءً لَديهم ذُو التُّقى والجَرَائمِ
إِذْ انْتَقَصَ الإنسانُ مِنها بما عَسَى
…
يكونُ لهُ ذُخْرًا أتى بِالعَظَائمِ
وأبْدى أعَاجِيبًا مِن الحزنِ والأسى
…
على قِلَّةِ الأَنصارِ منْ كلِّ حازمِ
وناحَ عَليْهَا آسفًا مُتَظَلِّمًا
…
وبَاحَ بما في صدْرهِ غَيْرَ كاتمِ
فأمَّا على الدِّينِ الحنيفِي والهُدى
…
ومِلَّةِ إبراهيم ذاتِ الدِّعائمِ
فَلَيْسَ عَلَيْهَا والذِي فَلَقَ النَّوى
…
مِنَ الناسِ مَن بَاكٍ وآسٍ ونَادمِ
وقَدْ دُرسَتْ منها المعالمُِ بلْ عَفَتْ
…
ولَمْ يَبْقَ إلا الاسمُ بينَ العَوالمِ
فلا آمرٌ بالعُرفِ يُعرفُ بيْنَنَا
…
ولا زَاجِرٌ عن مُعْضِلاتِ الجَرائمِ
ومِلَّةُ إبراهيمَ غُودِرَ نَهجُها
…
عَفَاءً فأضْحَتْ طامِساتِ المَعَالمِ
وقَدْ عُدِمَتْ فِينا وكَيْفَ وقَدْ سَفَتْ
…
عَلَيْهَا السوافي في جمِيع الأقَالمِ
وما الدِّينُ إلا الحُبُّ والبُغْضُ والوَلَا
…
كَذَاكَ البَرء مِنْ كلِّ غاوٍ وآثِمِ
ولَيْسَ لَهَا مِن سَالِكِ مُتمسِّكِ
…
بِدِينِ النبيّ الأَبطحيِّ ابنِ هاشِمِ
فَلَسنَا نَرَى مَا حَلَّ بالدينِ وانْمحَتْ
…
به المِلَّةُ السمحاءُ إحدى القواصمِ
فنأسَى على التقصيرِ مِنَّا ونَلْتَجِي
…
إلَى اللهِ في مَحْوِ الذنوبِ العظائمِ
فَنَشْكُو إلى اللهِ القُلُوبَ التي قَسَتْ
…
ورَانَ عَلَيْهَا كَسْبُ تِلكَ المَآثِمِ
أَلسْنَا إذا مَا جَاءنَا مُتَضَمِّخٌ
…
بأَوضارِ أهلِ الشركِ من كلِّ ظالمِ
نَهشُّ إليهم بالتحيَّةِ والثَّنَا
…
ونُهْرعُ في إِكْرَامِهم بالوَلَائِمِ
وقَدْ بَرءَ المَعْصُومُ مِنْ كلِّ مُسلمٍ
…
يُقيمُ بِدارِ الكفرِ غَيرَ مُصَارمِ