الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أيْنَ المُلوكُ وَأَبْنَاءُ المُلُوكِ وَمَن
…
كانَتْ تَخِرُّ لَه الأَذْقَانُ إِذْغَانَا
صَاحَتْ بِهِم حَادِثَاتُ الدهرِ فانْقَلَبُوا
…
مُسْتبْدِلِيْنَ مِن الأَوْطَانِ أَوْطَانَا
خَلَّوا مَدَائِنَ كَانَ العِزُ مَفْرَشُهَا
…
واسْتُفْرِشُوْا حُفُرًا غُبْرًا وَقِيْعَانَا
يا رَاكضًا في مَيَادِينِ الهَوَى مَرِحًا
…
وَرَافِلاً في ثِيَابِ الغَيِّ نَشْوَانَا
مَضَى الزمانُ وَوَلَّى العُمْرُ في لَعِبٍ
…
يَكفيكَ مَا قَدْ مَضَى قَد كَانَ مَا كَانَا
انْتَهَى
آخر: هذه تحتوي على الثناء على الله وتمجيده:
سبحانَ مَن حَمِدتْهُ ألْسُنُ البَشَرِ
…
في السِرِّ والجَهْرِ والآصالِ والبُكَرِ
وَفي دُجى اللِّيْلِ تَدْعُو ثُمَّ السَّحَرِ
…
بالشُّكرِ والذِّكْرِ والآياتِ والسُّورِ
تُولِيهِ حَمْدًا وتَتْلُو بَعْدَه سُوَرًا
سُبحانَ مَن نَزّهَتْه ألْسُنٌ عَزَفَتْ
…
عَنْ كُلِّ ما يُوهمُ التَّشْبِيه إذ وَصَفتْ
صَفا لَهَا مَوْرِدُ التحقيقِ حِينَ صَفَتْ
…
فَلَمْ تُفَارِقْهُ حتىَ أَثْبَتَتْ ونَفَتْ
ولم تَدَعْ شُبهةً تُؤْذِي ولا ضَرَرَا
سُبحانَ مَنْ شُكْره في الدَيْنِ مُفْتَرضُ
…
ولَيْسَ يُشْبِهُهُ جِسْمٌ ولا عَرَضُ
يَنْهي ويأمُرُ ما فِي ذا وذا غَرَضُ
…
فاذكُرْ لِنُعْماهُ ذِكْرًا لَيْسَ يَنْقرضُ
فَمَنْ تَحَدَّثَ بالنُّعْمَى فَقَدْ شَكَرَا
سُبحانَ مَن خَضَعَ السَّبعُ الطِّباقُ لَهُ
…
وأَعْظَمَتْهُ قُلوبٌ حَشْوُها وَلَهُ
تُرِيْد أن تَعْلَمَ الأَبْقَى وتَعْقِلُهُ
…
طُوبَى لِمَنْ اَمَّلَ الأبْقَى وأمَّ لَهُ
واسْتَكْثَرَ الزادَ لَمَّا آنسَ السَّفَرا
سُبحانَ مَن زَيَّنَ الأفلاكَ بالشُّهُبِ
…
وبَيَّن الدِّينَ بالآياتِ والكُتيبِ
ولَمْ يَدَعْنا لدَى لَهْوٍ وفي لَعِبِ
…
لكن نهانا وآتَانَا عَلَى الرَّتَبِ
حتى انتهينا وأذعنّا لِمَا أَمَرَا
سُبحانَ مَنْ جَعَلَ الأشياءَ تَخْتَلِفُ
…
فَتَارَةً تَتَنَاءَى ثُم تَأْتَلِفُ
هذا الظلامُ بِنُور الصبُّحِ يَنْصرِفُ
…
كَمَا الضَّلالُ لنُورِ العلْمِ لا يَقِفُ
فسَلْه نُورًا يُنِيرُ السَّمْعَ والبَصرَا
سُبحانَ مَنْ خَلَقَ الأخلاقَ والخِلقَا
…
والشمسَ والبَدْرَ والظَّلْماء والغَسَقَا
يَروقُكَ الكُلُّ مَجْمُوعًا ومُفْتَرِقَا
…
وانْظُرْ لِنَفْسَك واسْلُكْ نَحْوَهُ طُرقَا
فأَسْعدُ الناسِ مَنْ في نَفْسِهِ نَظَرَا
سُبحانَ مُنزلِ ماءِ المُزْنِ في المَطَرِ
…
يَرْوِي النباتَ ويَسْقِي يانِعَ الثَّمْرِ
كَأَنَّما الزُّهْرُ تُهْدِيهِ إلى الزَّهَرِ
…
إذَا رَأيتَ تَلاقِيهَا عَلى قَدَرِ
رَأَيْتَ صُنَع قَديرٍ أحْكَمَ القَدَرَا
سُبحانَ مَنْ فَجَّر الأنهارَ فانْفَجَرَتْ
…
وقَدّرَ الخَيرَ في إجْرائِهَا فَجَرِتْ
فزِينةُ الأرضِ بالأَزْهَارِ قَدْ ظَهَرتْ
…
ولِلْبَصِيرَةِ عَيْنٌ كُلَّمَا نَظَرَتْ
رَأَتْ جَمالاًً وإجْمالاً ومُعْتَبرَا
سُبحانَ مَنْ خَلَق الإِنْسَانَ مِن عَلَقِ
…
وأعْقَبَ الليلةَ اللَّيْلاءَ بالغَسَقِ
يا بَهجْة الشمسِ دُونِي عُذْتِ مِن فَلَقِ
…
ويا سَنَا البَدْرِ عَارِضْ حُمْرةَ الشَّفَقِ
حتى تُعِيدَ لَنَا مِن ليْلِنا سَحَرَا
سُبحانَ مَنْ عَلَّمَ الإِنْسَانَ بالقَلمِ
…
وَسلَّطَ الهمَّ والبَلْوى عَلَى الهِمَمِ
فقاوَمَتْها جُنودُ الصَّبْر والكَرَمِ
…
ثُمَّ ابْتَلىَ قَلْبَ غَيْرِ العَارف الفَهِمِ
فَمَا أَطاقَ ولا أَوفَى ولا صَبَرَا
سُبحانَ مَنْ خَلَق الإِنْسَانَ مِن عَجَلِ
…
فَلَيْسَ يَمْشي إلى شَيءٍ عَلَى مَهَلِ
ولا يَقُولُ سِوى: هَذا وذلكَ لِي
…
مُقَسِّم الحَالِ بَيْنَ الحِرْصِ والحِيَلِ
فَلَيْسَ تَلْقاه إلَاّ ضارِعًا حَذِرَا
سُبحانَ مَنْ زَانَهُ بالعِلْم والأَدِبِ
…
وبالفضائِل والإِيمانِ والطَّلَب
فَلا يَزالُ حَلِيْفَ الفِكْرِ والتَّعَبِ
…
رَامَ الكَمالَ فَلَمْ يَبْلُغْ ولَمْ يَخِبِ
ولَمْ يَرِد بعدُ في رِيٍّ ولا صَدَرَا
…
سُبحانَ مَنْ شانُهُ بالكِبْرِ والأشَرِ
…
يُمْسي ويُصبحُ في غَيٍّ وفي بَطَرِ
مَرَدَّدُ العَزْمِ بَيْنَ الجُبْنِ وَالخَوَرِ
…
لا يَسْتَفِيقَ مِنَ الشَّكْوَى إلَى البَشَرِ
وَلا يُزَحْزَحُ عَنْ ظُلْمٍ إذَا قَدَرَا
سُبْحَانَ مُحْرِقِهِ فِي وَقْدَةِ الْحَسَدِ
…
فَلا يَزَالُ أَخَا غَيْظٍ وَفِي نَكَدِ
كالبحرِ يَرْمي إلى العَيْنَينِ بالزَّبَدِ
…
إذَا رَأَى أَثَرَ النُّعْمَى عَلَى أَحدِ
يَودّ لَوْ كَانَ أَعْمَى لا يَرى ضَجَرَا
سُبحانَ مَنْ خَصَّ بالإِيمان أنفُسَنَا
…
وخافَهُ مِن عَذَابِ النَّارِ أنْفَسُنَا
لولاهُ لَمْ نَعْرِف المعروفَ والحَسنَا
…
ولا استَفَدنَا لِسَانًا نَاطِقًا لَسِنَا
ولا دَرَيْنا: أَباحَ الشرعُ أو حَظَرَا؟
سُبحانَ مَنْ جَعَلَ الإِيمانَ بالقَدَرِ
…
والحشْرَ والنَّشْرَ مَنْجِاةً مِن الضَّرَرِ
فَلا خُلودَ مَعَ الإِيمانِ في سَقَرِ
…
ولا وًصولَ إِلَى أَمْنِ بلا حَذَرِ
حتى تكونَ لأمْر اللهِ مُؤْتَمِرَا
سُبحانَ مَنْ هو يَومَ الفصلِ يَجْمعُنَا
…
ولِلنْعيمِ بِفَضْلٍ منه يَرْفعُنَا
مِن بَعْدِ رُؤْيِة أهْوالٍ تُرَوِّعُنَا
…
يُرَى لَهَا وَالِهًا هَيْمانَ أوْرَعُنَا
حَيرانَ عُرْيانَ يُبْدِي كلَّ مَا سُتِرَا
سُبحانَ مَنْ يَحْشُرُ الإِنْسَانَ مُكْتَئِبَا
…
خوفَ الجَزاءِ ويُجْزيهِ بما كَسَبَا