الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبوُ بكر الصّدَيق أيضًا:
لَمَّا رَأيتُ نَبِيّنَا مُتجَدِّلاً
…
ضَاقَتْ عَلَيّ بِعَرْضِهِنّ الدُّورٌ
وارْتَعْتَ رَوعةَ مُسَتهامٍ وَالِهٍ
…
والعَظءمَ مَنّش وَاهِنٌ مَكْسُورُ
أَعَتِيقُ وَيحَكَّ إنْ حِبَّكَ قَدْ ثَوَىَ
…
وَبَقِيتَ مُنفَرِدًا وأَنْتَ حَسِيرُ
يا لَيتني مِن قبْلِ مَهْلَكِ صَاحِبِي
…
غُيَبْتُ فِي جَدَثٍ عَليَّ صُخُورُّ
فَلتَحْدُثَن بَدائِعٌ مِن بَعْدِهِ
…
تَعْيَا بِهِنّ جَوَانِحٌ وَصًدُورُ
وقال أبوٌ بكر أيضًا:
باتَتْ تَأوّبُني هُمُومٌ حُشدٌ
…
مِثْلُ الصُّخُورِ فأَمْستْ هَدَّتِ الجَسَدا
يا لَيتَني حَيثُ نُبئْتُ الغَدَاةَ بِهِ
…
قالُوا الرسولُ قد أمسَى مَيِّتًا فُقِدَا
لَيتَ القِيامَةَ قامَتْ بعدَ مَهْلَكِهِ
…
وَلا نَرَى بَعدَهُ مَالاً ولَا وَلَدًا!
وَالله أُثْني عَلى شيءٍ فُجِعْتُ بِهِ
…
مِنَ البَريةِ حتى أُدْخُلَ اللَّحَدَا
كَمْ لِيَ بَعْدَكَ مِن هَمٍّ يُنَصّبُني
…
إذا تَذكّرتُ أنّي لَا أرَاكَ بَدا!
كان الصَفَاءَ في الأخلاقِ قد عُلِمُوا
…
وفي العَفافِ فَلَمْ نَعْدِلْ بهِ أَحَدَا
نَفْسِي فِداؤُكَ مِن مَيتٍ وَمِن بَدَنٍ
…
مَا أَطْيَبَ الذِّكرَ والأخلاقَ والجَسَدَا!
قال وقال عبدُ الله بن أنيس يرثي النبي صلى الله عليه وسلم:
تَطَاوَلَ لَيلِي واعْتَرَتْني القَوَارِعُ
…
وَخَطْبٌ جَلِيلٌ لِلْبَلِيَةِ جَامِعُ!
غَدَاةَ نَعَى النّاعي إلَينَا مَحَمدًا
…
وتِلْكَ الَّتِي تَسْتكُّ منْها المسَامِعُ
فلَو رَدَ مَيتًا قَتْلُ نَفْسِي قَتَلْتُهَا!
…
وَلكِنَّهُ لا يَدْفَعُ الموتَ دَافِعُ
فآليتُ لَا أُثنِي عَلىَ هُلْكِ هَالِكٍ
…
مِن الناسِ، مَا أَوفَى ثَبيرٌ وفَارِعُ
ولَكِنّني بَاكٍ عَلَيهِ وَمُتْبِعٌ
…
مُصِيبتَهُ. إنّي إلى اللهِ رَاجِعُ!