الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال رحمه الله تعالى:
أَلَا نَحْنُ في دارٍ قَليلٍ بَقاؤُها
…
سَريعٍ تَدانيها وَشيكٍ فَناؤُها
تَزَوّدْ مِنَ الدُّنْيا التُّقى وَالنّهى فَقَدْ
…
تَنَكْرَتِ الدُّنْيا وَحانَ انْقِضاؤُها
غَدًا تَخْرَبُ الدُّنْيا وَيَذْهَبُ أهْلُها
…
جَميعًا، وَتُطْوى أرْضُها وَسَماؤُهَا
وَمَنْ كَلَّفَتْهُ النَّفْسُ فَوْق كَفافِها
…
فَما يَنقْضي حتَّى الْمَماتِ عَناؤُها
تَرَقَّ مِنَ الدُّنْيا إلى أيِّ غايَةٍ
…
سَمَوْتَ إلَيْها فَالْمَنايا وَراؤُها
وقال أيضًا:
أَلَا في سَبيل اللهِ ما فاتَ مِنْ عُمْري
…
تَفاوَتُ أيّامي بِعُمْري وما أدْري
فَلا بُدَّ مِنْ مَوْتٍ ولا بُدَّ مِنْ بِلًى
…
ولا بُدَّ مِنْ بَعْثٍ ولابُدَّ مِنْ حَشْرِ
وإنّا لَنَبْلَى ساعَةً بَعْدَ ساعَةٍ
…
عَلى قَدْرٍ للهِ مُخْتَلِفٍ يَجْزي
وَنَأْمُلُ أَنْ نَبْقى طَويلاً كَأَنَّنا
…
عَلى ثِقَةٍ بِالأَمْنِ مِنْ غِيَرِ الدِّهْرِ
ونَعْبَثُ أحْيانًا بِما لا نُريدُهُ
…
ونَرْفَعُ أعْلامَ الْمَخِيَلةِ والْكِبْرِ
وَنَسْمو إلى الدُّنْيا لِنَشْرَبَ صَفْوَها
…
بِغَيْرِ قُنوعٍ عَنْ قَذاها ولا صَبْرِ
فَلَوْ أَنَّ ما نَسْمو إلَيْهِ هُوَ الْغِنى
…
وَلكِنَّهُ فَقْرٌ يَجُرُّ إِلى فَقْرِ
عَجبِْتُ لِنَفسي حينَ تَدْعو إلى الصِّبا
…
فَتَحْمِلُني مِنْهُ عَلى الْمَرْكَبٍِ الْوَعْرِ
يَكونُ الْفَتى في نَفْسِهِ مُتَحَرِّزًا
…
فَيَأْتيهِ أمْرُ اللهِ مَنْ حيث لا يدري
…
وما هي إلا رقدة غير أنها
…
تطول على من كانَ فيها إلى الْحَشْرِ
* * *
وقال أيضًا:
كَأَنَّكَ قَدْ جاوَرْتَ أهْلَ الْمَقابِرِ
…
هُوَ الْمَوْتُ يا ابْنَ الْمَوْتِ إنْ لمْ تُبادِر
تَسَمَّعْ مِنَ الأيّامِ إنْ كُنْتَ سامِعًا
…
فَإنَّكَ فيها بَيْنَ ناهٍ وآمِرٍ
ولا تَرْمِ بالأَخْبارِ مِنْ غَيْرِ خِبْرَةٍ
…
ولا تَحْمِلِ الأَخْبارَ عَنْ كُلِّ خابِرِ
فكَمْ مِنْ عَزِيزٍ قَدْ رَأيْنا امتِناعَهُ
…
فَدَارَتْ عَلَيْهِ بَعْدُ إحدى الدَّوائِرِ
وكْم مَلِكٍ قَدْ رُكِّمَ التُّرْبُ فَوْقَهُ
…
وعَهْدي بِهِ في الأَمْسِ فَوْقَ الْمَنابِرِ
وكمْ دائِبٍ يُعْنَى بِما لَيْس مُدْرِكًا
…
وَكَمْ وَارِدٍ ما لَيْسَ عَنْهُ بِصادِرِ
ولَمْ أرَ كالأَمْواتِ أبْعَدَ شُقَّةً
…
عَلَى قُرْبِها مِنْ دارِ جارٍ مُجاوِرٍ
لَقَدْ دَبَّرَ الدُّنْيا حَكيمٌ مُدَبِّرٌ
…
لَطيفٌ خَبيرٌ عالِمٌ بالسَّرائِرِ
إذا أَبْقَتِ الدُّنْيا عَلى الْمَرْءِ دِينَهُ
…
فَما فاتَهُ مِنْها فَلَيْسَ بِضائِرِ
إذا أَنْتَ لَمْ تَزْدَدْ عَلى كُلِّ نِعْمَةٍ
…
خُصِصْتَ بِها شُكْرًا فَلَسْتَ بِشاكِرِ
إذا أَنْتَ لَمْ تَطْهُرْ مِنَ الْجَهَلِ وَالْخَنَا
…
فَلَسْتَ عَلى عَوْمِ الْفُراتِ بِطاهِرِ
ذ
إذا لَمْ تَكُنْ لِلْمَرْءِ عِنْدَكَ رَغْبَةٌ
…
فَلَسْتَ عَلى ما فِي يَدَيْهِ بِقَادِرِ
إذا كُنْتَ بالدُّنْيا بَصيرًا فَإِنَّما
…
بَلاغُكَ مِنْها مِثْلُ زادِ المْسُافِرِ
وَما الْحُكْمُ إِلَاّ ما عَلَيْهِ ذَوُو النُّهى
…
وَما النَّاسُ إلَاّ بَيْنَ بَرٍّ وَفاجِرِ
وَما مِنْ صَباح مَرَّ إلَاّ مُؤَدِّبًا
…
لأَهْلِ الْعُقولِ الثَّابِتاتِ الْبَصائِرِ
أراكَ تُساوى بِالأصاغِرِ في الصِّبا
…
وَأَنْتَ كَبيرٌ مِنْ كِبارِ الأَكابرِ
كَأَنَّكَ لَمْ تَدْفِنْ حَميمًا وَلَمْ تَكُنْ
…
لَهُ في حِياضِ الْمَوْتِ يَوْمًا بِحاضِرِ
وَلَمْ أرَ مِثْلَ الْمَوْتِ أكَثَرَ ناسِيًا
…
تَراهُ وَلا أوْلَى بِتَذْكارِ ذاكِرِ
وَإِنَّ امْرَأ يَبْتاعُ دُنْيا بِدينِهِ
…
لَمُنْقَلِبٌ مِنها بِصَفْقَةِ خَاسِرِ
وَكُلُّ امْرِئٍ لَمْ يَرْتَحِلْ بِتِجارَةٍ
…
إلى دارِهِ الأُخْرى فَلَيْسَ بِتاجِرِ
رَضيتُ بِذي الدُّنُيا لِكُلِّ مُكابِرِ
…
مُلِحٍّ عَلى الدُّنْيا وَكُلِّ مُفَاخِرِ
ألَمْ تَرَها تَرْقيهِ حَتَّى إذا صَبا
…
فَرَتْ حَلْقَهُ مِنْها بِمُدْيَةِ جازِرِ
وَما تَعْدِلُ الدُّنْيا جَناحَ بَعوضَةٍ
…
لَدَى اللهِ أوْ مِقْدارَ زَغْبَةٍ طائِرِ