الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإذا تَوَارَى عَنْهُم عَادُوا إِلَى
…
لَذَّاتِهم مِن سَائِرِ الأَلْوَانِ
فَلَهُم نَعِيمٌ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ سِوَى
…
هَذَا النَّعِيمِ فَحَبَذَا الأَمْرَانِ
أَو مَا سَمِعْتَ سُؤَالَ أَعْرفِ خَلْقِه
…
بجَلَالِهِ الُمَبْعُوثِ بالقُرْآنِ
«فصل في رؤية أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى
ونظرهم إلى وجهه الكريم»
ويرونه سبحانه من فوقهم
…
نظر العيان كما يُرى القمران
هذا تواتر عن رسول الله لم
…
ينكره إلَاّ فاسد الإِيمان
وأتى به القرآن تصريحا
…
وتعريضا هما بسياقه نوعان
وهي الزيادة قد أتت في يونس
…
تفسير من قد جاء بالقرآن
ورواه عنه مسلم بصحيحه
…
يروي صهيب ذا بلا كتمان
وهو المزيد كذاك فسره أبو
…
بكر هو الصديق ذو الإيقان
وعليه أصحاب الرسول وتابعو
…
هم بعدهم تبعية الإحسان
ولقد أتى ذكر اللقاء لربنا الر
…
حمن في سور من الفرقان
ولقاؤه إذ ذاك رؤيته حكى الإ
…
جماع فيه جماعة ببيان
وعليه أصحاب الحديث جميعهم
…
لغة وعرفًا ليس يختلفان
هذا ويكفي أنه سبحانه
…
وصف الوجوه بنظرة بجنان
وأعاد أيضًا وصفها نظرًا وذا
…
لا شكَّ يفهم رؤية بِعِيَان
وأتت أدَاةُ إليَّ لرفع الوهم مِن
…
فكرٍ كذاك ترقب الإِنسان
وإضافة لمحل رؤيتهم بذكر
…
الوجه إذ قامَتْ به العينان
تالله ما هذا بفكرٍ وانتظا
…
ر مغيب أو رؤيةٍ لجنان
ما في الجنان من انتظار مؤلم
…
واللفظ يأباه لذي العرفان
لا تفسدوا لفظ الكتاب فليس
…
فيه حيلة يا فرقة الروغان
ما فَوقَ ذا التصريح شيء ما الذي
…
يأتي به من بعد ذا التبيان
لو قال أبين ما يقال لقلتم
…
هو مجمل ما فيه من تبيان
ولقد أتى في سورة التطفيف أن
…
القوم قد حجبوا عن الرحمن
فيدل بالمفهوم أن المؤمنين
…
يرونه في جنة الحيوان
وبذا استدل الشافعي وأحمد
…
وسواهما من عالمي الأزمان
وأتى بذا المفهوم تصريحًا بآ
…
خرها فلا تخدع عن القرآن
وأتى بذاك مكذبًا للكافرين
…
الساخرين بشيعة الرحمن
ضحكوا من الكفار يومئذ كما
…
ضحكوا هم منهم على الإِيمان
وأثابهم نظرا إليه ضد ما
…
قد قاله فيهم أولو الكفران
فلذاك فسرها الأئمة أنه
…
نظر إلى الرب العظيم الشان
لله ذاك الفهم يؤتيه الذي
…
هو أهله من جاد بالإحسان
وروى ابن ماجة مسندا عن جابر
…
خبرًا وشاهده ففي القرآن
بينا هم في عيشهم وسرورهم
…
ونعيمهم في لذة وتهان
وإذا بنور ساطع قد أشرقت
…
منه الجنان قصيها والداني
رفعوا إليه رءوسهم فرأوه نور
…
الرب لا يخفى على إنسان
وإذا بربهم تعالى فوقهم
…
قد جاء للتسليم بالإحسان
قال السلام عليكم فيرونه
…
جهرًا تعالى الرب ذو السلطان
مصداق ذا يس قد ضمنته
…
عند القول من رب بهم رحمن
من رد ذا فعلى رسول الله رد
…
وسوف عند الله يلتقيان
في ذا الحديث علوُّه ومجيئه
…
وكلامه حتى يرى بعيان
هذِي أصول الدين في مضمومه
…
لا قول جهم صاحب البهتان
وكذا حديث أبي هريرة ذلك
…
الخبر الطويل أتى به الشيخان
فيه تجلى الرب جل جلاله
…
ومجيئه وكلامه ببيان
وكذاك رؤيته وتكليم لمن
…
يختاره من أمة الإنسان
فيه أصول الدين أجمعها فلا
…
تخدعك عنه شيعة الشيطان
«فصل في تعيين أَنَّ اتباعَ السنةِ والقُرآنِ طريقةُ النجاةِ من النيرانِ»
يا مَن يُريدُ نَجَاتَهُ يومَ الحِسا
…
ب مِن الجحيمِ ومِوقدِ النِيرانِ
اتبعْ رسَولَ اللهِ في الأقوالِ والأ
…
عْمَالِ لا تخرجْ عن القُرآنِ
وخُذِ الصَّحَيحَينِ اللذين هُمَا
…
لِعَقْدِ الدَّينِ والإِيمانِ واسِطتانِ
واقرأهُمَا بعدَ التجردِ مِن هوى
…
وتَعَصُّبٍ وحمية الشيطان
واجعلهما حَكمًا ولا تَحكُم عَلى
…
ما فيهما أصْلا بقَولِ فُلانِ
واجعلْ مَقَالتَه كبَعْضِ مَقَالةِ الأ
…
شياخ تَنْصُرهَا بِكلِ أَوَانِ
وانْصُرْ مَقَالتَه كَنَصِركَ للذِي
…
قَلَّدتَه مِن غَيرِ مَا بُرهَانِ
قَدِّرْ رسولَ اللهِ عَنْدَكَ وحْدهُ
…
والقَولَ منه إليكَ ذُو تبْيانِ
ماذا تَرَى فَرْضًا عليكَ مُعَيَّنًا
…
إنْ كُنْتَ ذا عَقلٍ وذَا إيمانِ
عَرْضَ الذي قالُوا على أقوالِهِ
…
أو عَكْسُ ذاكّ فذانَكَ الأمْرانِ
هِي مَفْرَقُ الطُرقاتِ بينَ طَرِيقنَا
…
وطريق أهْلِ الزيغِ والعُدوانِ
قَدِّر مَقَالاتِ العبادِ جَميعِهم
…
عَدَمًا ورَاجِعَ مَطْلَعَ الإِيمانِ
واجعَلْ جُلُوسَكَ بَينَ صَحْبِ مُحمدٍ
…
وتَلَقَّ مَعْهُم عنه بالإحسانِ
وتَلَقَّ عَنهُم ما تَلَقَوهُ هُمُ
…
عنه مِن الإِيمانِ والعِرفانِ
أَفَلَيسَ في هَذا بَلَاغُ مُسَافِرٍ
…
يَبْغِي الإِلهَ وَجنَّةَ الحَيَوَانِ
لَولَا التَّنَافُسُ بَينَ هَذا الخلق ما
…
كَانَ التفرقُ قَطُ في الحُسَبَانِ
فالربُ رَبٌ واحدٌ وكتابُهُ
…
حَقٌ وفَهْمُ الحقِ مِنْهُ دَانِ
ورَسُولهُ قدْ أوضَحَ الحَقَّ المبيـ
…
ـنَ بِغايَةِ الإيضاحِ والتِّبيَانِ
ما ثَمَّ أوضحُ مِن عِبارَتهِ فَلَا
…
يَحَتَاجُ سَامِعُهَا إلى تَبْيَانِ
والنُصحُ منهُ فَوق كُلِّ نَصَيّحَةٍ
…
والعِلْمُ مأخُوذُ عَن الرحمنِ
فلأيّ شِيءٍ يَعْدلُ الباغِي الهُدَى
…
عن قَولِهِ لَولَا عَمَى الخُذْلانِ
فالنقلُ عنه مصَدَّقٌ والقولُ مِن
…
ذِي عِصْمَةٍ ما عِنْدَنَا قَولانِ
والعكسُ عندَ سِواهُ في الأَمَرَينِ يا
…
مَن يَهتَدِي هَلْ يَستوِي النَّقْلان
تالله قد لاحَ الصباحُ لِمَنْ لهُ
…
عَينَانِ نَحُو الفجرِ ناظرتانِ
وأَخُوُ العَمَايَةِ في عَمَايَتِهِ يَقُو
…
لُ الليلُ بَعدُ أيَسْتَوِي الرَجُلانِ
تاللهِ قد رُفَعِتْ لَكَ الاعِلامُ إنْ
…
كُنْتَ المُشَمِّرَ نِلْتَ دَارَ أمانِ
وإذا جَبُنْتَ وكُنْتَ كَسْلَانًا فَمَا
…
حُرِمَ الوصُوُلَ إليه غَيرُ جَبَانِ
فاقدِمْ وعِدْ بالوَصْلِ نَفْسَكَ واهج الْـ
…
ـمقْطُوعَ مِنهُ قاطعَ الإِنْسانِ
عن نيلِ مَقْصَدِهِ فذاكَ عَدُوُهُ
…
ولَو أنَّهُ منه القَرِيب الداني
«فصل في صِفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل
والمنة لأوليائه المتمسِّكين بالكتاب والسنة»
فاسْمَعْ إذن أوصَافَها وصِفَاتِ هَا
…
تِيكَ المنازِلِ رَبَّةِ الإحسانِ
هِي جنةُ طابَتْ وطابَ نَعِيمُهَا
…
فنعيمُهَا بَاقٍ ولَيسَ بِفَانِ
دارُ السلامِ وجَنَّةُ المأوىَ ومَنْزِلُ
…
عَسْكَرِ الإِيمانِ والقُرآنِ
فالدارُ دارُ سَلامةٍ وخِطابُهم
…
فيها سَلَامٌ واسمُ ذَي الغُفْرانِ
«فصل في عدد درجات الجنة وما بين كل درجتين»
دَرَجَاتَها مائةُ وما بَين اثْنَتَينِ
…
فذاكَ في التحقيقِ لِلْحُسَبانِ
مِثلُ الذي بَينَ السماءِ وبَينَ هَـ
…
ـذِي الأرض قُولُ الصَادِقِ البُرهانِ
لَكِنَّ عَالِيها هُوَ الفِرَدَوسُ مُسْـ
…
ـقُوِفٌ بِعرش الخالِق الرحمنِ
وَسَطُ الجِنانِ وعُلْوها فلِذَاكَ كَا
…
نَتْ قُبَّةً مِن أحْسنِ البُنْيانِ
مِنْهُ تَفَجَّرُ سائِرُ الأَنهارِ
…
فالمَنْبُوعُ مِنه نازلٌ بِجِنانِ
أَبوابُها حقٌ ثَمَانِيَةٌ أتَتْ
…
في النص وهْيَ لِصَاحِبِ الإحسانِ
بابُ الجهاد وذَاكَ أعْلَاهَا وَبَا
…
بُ الصَّومِ يُدْعَى البَابُ بِالرَّيانِ
ولِكُلِّ سَعْيٍ صَالحٍ بابٌ ورَبُّ
…
السَّعي مِنهُ دَاخِلٌ بأَمَانِ
ولَسَوفَ يُدْعى المرءُ مِن أبوابها
…
جَمْعًا إذ أَوفَى حُلَى الإِيمانِ
مِنهم أبُو بكرٍ هُوَ الصَّدِيقُ ذَا
…
كَ خَليفَةُ المبعوثِ بالقُرآنِ
…
«فصل في مِقْدار ما بينَ البابِ والبابِ مِنها»
سَبْعُونَ عَامًا بَينَ كُلِّ اثنين
…
منها قُدَّرَتْ بالعَدِ والحُسْبانِ
هَذا حَدِيثُ لَقِيطٍ المعروف
…
بالخَبَر الطَويل وذا عظيم الشان
وعليه كُلُ جَلالةٍ ومَهَابةٍ
…
ولكُم حَواهُ بَعْدُ مِن عِرفان
«فصل في مِقْدارِ ما بَينَ مِصْراعَى البابِ الواحِد منها
…
لَكنَّ بينهما مَسيرةُ أربَعينَ رَواهُ حَبرُ الأمة الشيبانِي»
في مُسَنْدٍ بالرفعِ وهو لِمُسْلمٍ
…
وَقْفٌ كَرفُوعٍ بِوَجْهٍ ثانِ
هذا وفَتْحُ البابِ لَيسَ بِمُمْكِنٍ
…
إلَاّ بِمفتَاحٍ عَلَى أَسْنَانِ
مفتاحُه بشهادةِ الإخلاصِ
…
والتَوحِيدِ تلكَ شَهَادةُ الإِيمانِ
أَسْنَانُه الأعْمَالُ وهْيَ شَرائِعُ
…
الإِسْلامِ والمفتاحُ بالأَسْنانِ
لَا تُلْغِيَنْ هَذا المِثَالَ فَكم بهِ
…
مِن حَلِّ إشَكَالٍ لِذِي العِرفانِ
«فصل في مَنْشُورِ الجنة الذي يُوَقَّعُ بهِ لِصَاحِبِهَا»
هذا ومَن يَدْخُلْ فَلَيسَ بِدَاخِلٍ
…
إلَاّ بِتوقِيعٍ مِنَ الرحمنِ
وكذاكَ يُكْتَبُ لِلْفَتَى لِدُخُولِهِ
…
مِن قَبْل تَوقيعان مَشْهُورَانِ
إِحْدَاهُمَا بَعْدَ المَمَاتِ وعَرْضِ أرْ
…
وَاحِ العِبَادِ بِه عَلَى الدَّيَانِ
فيقولُ رَبُّ العَرْشِ جل جلاله
…
لِلْكاتِبين وهُمْ أُولُو الدَّيوانِ
ذا الاسْمَ في الدِيوانِ يُكْتَبُ
…
ذَاكَ ديوَانُ الجِنَانِ مُجاورَ المنانِ
دِيوانُ عِلّيينَ أَصْحَابِ القُرآ
…
نِ وسُنَّةِ المبعُوثِ بالقُرآنِ
فإذا انْتَهَى لِلْجِسْرِ يَومَ الحشرِ
…
يَعْطَىَ لِلدَّخُولِ إذَا كِتابًا ثانِ
عُنْوانُهُ هَذا كَتابٌ مِن عَزِيزِ
…
رَحِمٍ لِفُلَان ابْن فُلَانِ
فَدَعُوهُ يُدَخْلُ جَنَّة المأْوى الَّتي ارْ
…
تَفَعَتْ ولَكِنْ القُطُوفَ دَوَانِ
هَذا وقَدْ كُتِبَ اسْمُهُ مذ كَانَ في
…
الأرْحَامِ قَبْلَ وِلَادَةِ الإِنْسانِ
بَلْ قَبْلَ ذلكَ وهْوَ وَقْتُ القَبْضَتَـ
…
ـينِ كِلَاهُمَا لِلْعَدْلِ والإحِسانِ
سُبْحَان ذِي الجَبَرُوتِ والملكُوتِ
…
والإجْلالِ والإكْرَامِ والسُّبْحانِ
واللهُ أكْبَرُ عَالِمُ الأسْرارِ
…
والإِعْلامِ واللَّحظاتِ بالإجفانِ
والحمدُ لله السميع لِسَائِر
…
الأصْواتِ مِن سِرِّ ومن إعْلانِ
…
وهُوُ الموحَّدُ والمسَبَّحُ والمُمَجَّدُ
…
والحَمِيدُ ومُنَزِّلُ القُرآنِ
والأَمْرُ مِن قَبْلُ ومِن بَعْدُ لَهُ
…
سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ ذَا السُلْطانِ
هذا وإنَّ صُفُوفَهم عشرونَ مَعْ
…
مائَةٍ وهَذِي الأُمَّةُ الثُلثُانِ
يَرْوِيهِ عَنه بُرَيدَةٌ إسْنادُهُ
…
شَرْطُ الصَّحَيحِ بِمُسْنِدِ الشَّيَبانِي
ولَهُ شَواهدُ مِن حَدِيثِ أبي هُرَيرَةَ
…
وابن مَسْعُودٍ وحبْرِ زَمَانِ
أعْنِي ابْنَ عَبَاسٍ وفِي إسْنَادِهِ
…
رَجُلُ ضعِيفٌ غَير ذِي إِتْقَانِ
ولَقَدْ أتَانَا في الصحيحِ بأنَّهُمْ
…
شَطْرٌ ومَا اللَّفْظَانِ مُخْتَلِفَانِ
إذْ قَالَ أرْجُو أنْ تَكُونوا شَطرهُمْ
…
هَذا رَجَاءٌ مِنْهُ لِلرَّحْمَنِ
أَعطاهُ رَبُّ العَرْشِ مَا يَرْجُو وَزَا
…
دَ مِن العَطَا أفْعَالُ ذِي الإحسانِ
«فصل في صفة أولِ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجنة»
هذا وأولُ زُمْرَةٍ فَوجُوهُهُمْ
…
كَالبَدْرِ لَيلَ السّتِ بَعْدَ ثَمَانِ
السابقُونَ هُمُ وقَدْ كَانُوا هُنَا
…
أَيْضًا أَولِي سَبْقٍ إِلىَ الإحْسَانِ
«فصل في صِفةِ الزُمْرَةِ الثانية»
والزُّمْرَةُ الأْخْرَى كأضْوءِ كوكَبٍ
…
في الأُفق تَنْظُرُهُ بِهِ العَينَانِ
أمْشَاطُهم ذَهَبٌ ورَشحُهُمو فَمِـ
…
ـسْكٌ خَالِصٌ يَا ذِلَّةَ الحِرْمَانِ
«فصل في تَفَاضُل أَهْل الجنةِ في الدرجات العُلَى»
ويَرَى الذينَ بِذَيلِهَا مَنْ فَوقَهُم
…
مِثْلَ الكَواكِبِ رُؤْيَةً بِعَيانِ
ما ذاكَ مُخْتَصًّا بَرُسْلِ اللهِ بَلْ
…
لَهُمُ ولِلصّدِيقِ ذِي الإِيمَانِ
«فصل في ذَكرِ أعلَى أهل الجنة مَنْزِلَةً وأدْنَاهُمْ»
هَذَا وأعْلَاهُمْ فَنَاظَرُ رَبَّهُ
…
في كُلِّ يَومٍ وقْتَهُ الطَّرَفَانِ
لَكِنَّ أدْنَاهُمْ وما فِيهمْ دَنِي
…
إذْ لَيسَ في الجناتِ مِن نُقْصَانِ
فهو الذِي تَلْقَى مَسَافَة مُلِكْهِ
…
بِسِنْينَنا ألفَانِ كَامِلَتَانِ
فَيَرَى بِهَا اقْصَاهُ حَقًا مِثْلَ رُؤْ
…
يَتِهِ لأَدْنَاهُ القَرِيبِ الدَّانِيِ
أوَ مَا سَمِعْتَ بأنَّ آخَرَ أهْلِهَا
…
يُعْطِيهِ رَبُّ العَرْشِ ذُو الغُفْرانِ
أضْعَافَ دُنْيانَا جَمِيعًا عَشْرَ
…
أمْثَالٍ لَهَا سُبْحَانَ ذِي الإحسانِ
…
هذا وسًّنُهُم ثلاثٌ مَعْ ثَلَا
…
ثِينَ التي هِيَ قُوةٌ الشُبَّانِ
وصَغِيرُهُمْ وكَبِيرهُمْ في ذا عَلَى
…
حَدٍّ سَوءا ما سِوَى الوِلْدَانِ
ولَقَدْ رَوى الخُضَريُ أَيضًا أنَّهُمْ
…
أبْنَاءُ عَشرِ بَعْدَهَا عَشْرانِ
وكَلاهُمَا في التَّرمْذَيِّ ولَيسَ ذا
…
بِتَنَاقُض بَلْ هَهُنَا أمْرَانِ
حَذْفُ الثِلاثِ ونيّفٌ بَعْدَ العُقُو
…
دِ وَذِكْرِ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ سِيَّانِ
عنا اتِّساعٍ في الكَلامِ فَعِنْدَمَا
…
يَاتُوا بتَحْرِيرٍ فَبِالمِيزَانِ
«فصل في طُول قَامَات أهل الجنةِ وعَرْضِهم»
والطُولُ طُولُ أبْيهمُ سِتُّونَ لَكِنْ
…
عَرْضُهُم سَبْعُ بِلَا نُقْصَانِ
الطُولُ صَحَّ بِغَيرِ شَكٍ في
…
الصَحِيحَينِ اللذين هما لنَا شَمْسَانِ
والعَرْضُ لَمْ نَعْرِفْهُ في إحْداهُمَا
…
لَكِنْ رَوَاهُ أحْمَدُ الشَّيبَانِي
هَذَا ولَا يخْفَى التَنَّاسُبُ بَينَ هَذَا
…
العَرْضِ والطُولِ البدِيعِ الشانِ
كُلُ على مِقْدارِ صَاحِبِهِ وذَا
…
تَقْدِيرُ مُتْقنِ صَنْعَةِ الإِنْسانِ
ألْوانُهُم بَيضٌ ولَيسَ لَهُم لُحَى
…
جُعْدُ الشُعُورِ مِكَحَّلُو الأَجْفَانِ
هذا كمالُ الحُسْنِ في أبْشَارِهِمْ
…
وشُعُورِهِم وكَذَلِكَ العَينَانِ
وَلَقَدْ أَتَى أَثَرٌ بأَنَّ لِسَانَهُمْ
…
بالمنْطِقِ العَرَبِي خَيرِ لِسَانِ
لَكِنَّ في إسْنادَهِ نَظَرٌ ففِـ
…
ـيهِ رَاويَان ومَا هُمَا ثبْتَانِ
أعَني العَلاءَ هُو ابنُ عَمْرو ثم
…
يَحَيىَ الأشْعَريُ وذَانِ مَغْمُورَانِ
«فصلٌ في رِيحِ أهل الجنة مِن مَسِيرةِ كَمْ يُوجَد»
والريحُ تُوجَدُ مِن مَسِيرةِ أرْبعِينَ
…
وإنْ تَشَأ مائةً فَمَرْويَّانِ
وكَذَا رُوي سَبْعِينَ أيضًا صَحَّ
…
هَذَا كُلُّهُ وأتَى بِهِ أَثَرانِ
ما في رِجَالهِمِا لَنَا مِن مَطْعَنٍ
…
والجمعُ بَينَ الكُلِّ ذُو إمْكَانِ
ولَقَدْ أتَى تَقْدِيرُهُ مِائَةً بِخَمْسٍ
…
ضَرْبُهَا مِنْ غَيرِ مَا نُقَصَانِ
أنْهَارُهَا في غَير أُخْدُودِ جَرَتْ
…
سُبْحَانَ مُمْسِكها عن الفَيَضَانِ
…
مِن تَحتِهم تَجْرِي كَما شَاءوا مُفَـ
…
ـجَّرَةً وما لِلْنْهرِ مِن نُقْصَانِ
عَسَلٌ مَصَفَّى ثم مَاءٌ ثُمَّ
…
خَمْرٌ ثُمَّ أنْهَارُ مِن الأَلْبَانِ
واللهِ ما تْلِكَ الموادَ كَهذِهِ
…
لِكَنْ هُمَا في اللَّفْظِ مُجْتَمعَانِ
هَذا وَبَينَهُمَا يَسِيرُ تَشَابُهٍ
…
وهُوَ اشْتَراكٌ قَامَ بالأذْهَانِ
وطَعَامُهُم مَا تشْتَهيه نُفُوسُهُمْ
…
ولُحُومُ طَيرِ ناعِمٍ وسِمَانِ
وفَوَاكهُ شَتَّى بِحَسْبِ مُنَاهُمُ
…
يا شِبْعَةً كَمُلَتْ لِذِي الإِيمَانِ
لحم وخَمْرٌ والنسا وفواكهٌ
…
والطَّيبُ مَعْ رَوحٍ ومَعْ رَيحَانِ
وصَحافُهم ذَهَبٌ تَطُوفُ عَلَيهُم
…
بأكُفِّ خُدَّامٍ مِن الوِلْدَانِ
وانْظُر إلى جَعْلِ الَّلذاذةٍ لِلْعُيُو
…
نِ وشَهْوةٍ لِلنَّفْسِ في القُرآنِ
لِلْعَينِ مِنها لَذَّة تَدْعُو إلَى
…
شَهوِاتِها بالنَّفْسِ والأمْرَانِ
سَبَبُ التَّنَاوُلِ وهْوَ يُوجِبُ لَّذةً
…
أُخْرَى سِوَى ما نَالَتِ العَينانِ
يُسْقَونَ فيها مِن رَحِيقٍ خَتْمُهُ
…
بالمِسْكِ أوَّلُهُ كَمِثْلِ الثانِي
مِن خمرَة لَذَّتْ لِشَارِبِها بلَا
…
غَولٍ ولا دَاءٍ ولا نُقْصَانِ
والخمرُ في الدنيا فهذَا وَصْفُها
…
تَغْتَالُ عَقْلَ الشارِبِ السَّكْرانِ
وبها مِن الأدْواءِ ما هَي أهْلُهُ
…
ويُخَافُ مِن عَدمٍ لِذِيِ الوِجْدَانِ
فَنَفَى لَنَا الرحمنُ أجْمَعَهَا عنَ
…
الخمْرِ التي في جَنَّةِ الحَيَوانِ
وشَرَابُهُم مِن سَلْسَبْيلٍ مَزْجُهُ
…
الكَافُورُ ذَاكَ شَرَابُ ذِي الإِحْسانِ
هَذا شَرَابُ أولِي اليمين ولكن
…
الأبْرَارُ شُرْبُهُمُ شَرَابُ ثانِ
يُدْعَى بِتسْنيم سَاَمٍ شَرابُهمْ
…
شُرْبُ المقَرَّبِ خِيرَةِ الرحمنِ
صَفَّى المُقَرَّبُ سَعْيهُ فَصَفَى لَهُ
…
ذَاكَ الشَّرابُ فَتلكَ تَصْفِيَتَانِ
لَكِنَّ أصحابَ اليمينِ فأهْلُ مَزْ
…
جٍ بالمُبَاحِ ولَيسَ بالعِصْيَانِ
مُزِجَ الشرابُ لَهُم كَما مَزَجُوا هُمُ
…
الأعْمَالَ ذَاكَ المَزْجُ بالمِيزانِ
هَذا وذُو التَّخْلِيط مَزْجًا أمْرُهُ
…
والحُكْمُ فِيهِ لِرِّبِهِ الدَّيَانِ
«فصل في مَصْرفِ طَعَامِهِم وشرابهم وهضمه»
هَذَا وتَصْريفُ المآكِل منهم
…
عَرَقٌ يَفَيضُ لَهُمْ مِن الأبْدَانِ
…
كَرَوائِحِ المسَكِ الذي ما فيهِ
…
خِلْطٌ غَيرَهُ مِن سائِر الألْوانِ
فَتَعُودُ هَاتْيكَ البُطُونُ ضوَامِرًا
…
تبْغِي الطَّعامِ عَلَى مَدَى الأزْمانِ
لا غائِطٌ فيها ولا بَولٌ ولا
…
مَخَطٌ ولا بَصْقٌ مِن الإِنسانِ
ولهم جُشَاءٌ رِيحُهُ مِسْكٌ يكُو
…
ن بِهِ تَمَامُ الهضْمِ بالإحْسَانِ
هذا وهذا صَحَّ عنهُ فَوَاحِدُ
…
في مُسْلمٍ ولأحمْدَ الأثرانِ
وهم الملوكُ على الأسرَّةِ فوقَ هَا
…
تِيكَ الرُءوسِ مُرَصَّعُ التِيجَانِ
ولِبَاسُهُم مِن سُنْدِسٍ خُضْرِ ومِن
…
إسْتَبْرقِ نَوعانِ مَعْرُوفانِ
ما ذاكَ مِن دُودٍ بنَى مِن فَوقِهِ
…
تَلْكَ البُيوتَ وعَادَ ذا الطَّيرانِ
كَلَاّ ولا نُسِجَتْ عَلَى المِنوال
…
نُسْجَ ثيابِنَا بالقِطْنِ والكَتَّانِ
لَكِنَّها حُللٌ تشَق ثمارها
…
عنْهَا رأيتَ شَقَائِق النُعْمَانِ
بَيض وخُضْرٌ ثُمَّ صُفْرٌ ثُمَّ
…
حُمْرٌ كالِرِّيَاطِ بأحْسَنِ الألْوانِ
لَا تَقْرَبُ الدَّنَسَ المُقَرِّب لِلْبِلَى
…
ما لِلْبَلى فِيهنَّ مِن سُلْطانِ
ونَصِيفُ إحْدَاهُنَّ وهو خِمَارُهَا
…
لَيستْ لَهُ الدنيا مِن الإثمانِ
سَبْعُونَ مِن حُللٍ عَليها لَا تَعُو
…
قُ الطَّرفَ عن مُخٍّ وَرا السَّاقَانِ
* * *