الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَيَعُوْدُ ذَاكَ الغَرسُ يَبْسًا ذاوِيًا
…
أوْ ناقِصَ الثَّمَراتِ كُلَّ أوَانِ
فتراه يحرث دائبًا ومغلّه
…
نزر وَذَا من أعظم الخسران
والله لو نكش النبات وكان ذا
…
بَصَرٍ لِذَاكَ الشوكِ والسَّعْدَانِ
لأَتى كأمثالِ الجِبالِ مَغَلُّهُ
…
ولَكَانَ أضْعَافًا بلا حسبان
وقال رحمه الله تعالى:
يا من يريد ولاية الرحمن
دو
…
ن ولاية الشيطان والأوثان
فارِقْ جميعَ النَّاس في إشراكهم
…
حتى تنال ولاية الرحمنِ
يكفيكَ مَن وسع الخلائق رحمة
…
وكفاية ذو الفضل والإحسانِ
يكفيكَ مَن لم تخل من إحسانه
…
في طرفة كَتَقَلُّبِ الأجفانِ
يكفيكَ رَبٌ لم تزل ألطافه
…
تأتي إليك برحمة وحنانِ
…
يكفيكَ رَبٌ لم تزل في سِتْرِهِ
…
ويَراكَ حينَ تَجيءُ بالعَصيانِ
يكفيكَ رَبٌ لم تزل في حِفْظِهِ
…
وَوقَايةٍ منه مَدَى الأزمانِ
يكفيكَ رَبٌ لم تزل في فَضْلِهِ
…
متَقَلبًا في السِّرِ والإِعلانِ
يَدعُوه أهلُ الأرضِ مَعْ أهل السما
…
ء فكُلُ يومٍ رَبُنَا في شانِ
وهو الكفيلُ بكلِّ ما يَدْعُونَهُ
…
لا يَعْتَرِي جَدْوَاهُ مِن نُقْصَانِ
فتوسطُ الشُفَعاءِ والشُركَاءِ
…
والظهراءِ أمْرٌ بَيِّنُ البُطْلانِ
وَقَالَ ابْنُ القيّمِ رحمه الله في صِفَةِ عُرَائِس أَهْلِ الجَنَّةِ وَحًسنِهنَّ وَجَمَالِهنّ وَوِصَالِهنَّ.
وَإْذَا بَدتَ فِي حُلَّةٍ مِن لُبْسِهَا
…
وَتَمَايَلَتْ كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ
تَهْتَزُّ كَالغْصَنِ الرَّطِيْبِ وَحَمْلُه
…
وَرْدٌ وَتفَاحٌ عَلَى رُمَّانِ
وَتَبَخْتَرَتْ فِي مَشْيِهَا وَيَحقُ ذَا
…
كَ لِمْثْلِهَا فِي جَنَّةِ الْحَيَوانِ
وَوَصَائِفٌ مِن خَلْفِهَا وَأَمَامِهَا
…
وَعَلَى شَمَائِلهَا وَعَن أَيْمَانِ
كَالبَدْرِ لَيْلَةَ تِمِّهِ قَدْ حُفَّ فِي
…
غَسَقِ الدُّجَى بِكَواكِبِ الْمِيزَانِ
فَلِسَانُهُ وَفُؤادُهُ والطَّرفُ فِي
…
دَهَشٍ وَإِعْجَابٍ وَفِي سُبْحَانِ
فَالقَلبُ قَبْلَ زِفَافِهَا فِي عُرْسِهِ
…
وَالعُرَسُ إثْرَ العُرْس مُتَّصِلانِ
حَتَّى إِذَا مَا وَاجَهَتْهُ تَقَابَلا
…
أَرَأَيْتَ إِذْ يَتَقَابَلُ القَمَرَانِ
فَسلِ المُتَيَّم هَلْ يَحِلُ الصبرُ عَن
…
ضَمٍ وَتَقْبِيلٍ وَعَن فُلْتَانِ
وَسَلِ المُتَيَّم أَينَ خَلَّفَ صَبْرَهُ
…
فِي أَي وَادٍ أَمْ بِأيّ مَكَانِ
وَسَلِ المُتَيَّم كَيفَ حَالَتُه وَقَدْ
…
مُلِئَتْ لَهُ الأُذْنَانِ وَالعَينَانِ
مِن مَنِطقٍ رَقَّتْ حَوَاشِيهِ وَوَجْـ
…
ـهٍ كَمْ بِهِ لِلشَّمْسِ مِن جَرَيَانِ
وَسَلِ المُتَيَّمَ كَيفَ عِيشَتَه إذًا
…
وَهُمَا عَلَى فُرَشَيهِمَا خَلَوَانِ
يَتَسَاقَطَانِ لَئِآلئًا مَنْثُورَةً
…
مِن بَينَ مَنْظُومٍ كَنَظْمِ جُمَانِ
وَسَلِ المُتَيَّم كَيفَ مَجْلِسُه مَعَ الْـ
…
ـمَحْبُوب فِي رَوحٍ وَفِي رَيحَانِ
وَتَدورُ كَاسَات الرَّحِيقِ عَلَيهِمَا
…
بأكُفٍ أَقْمارٍ مِن الولْدَانِ
يَتَنَازَعَانِ الكَأسَ هَذا مَرَّةَ
…
وَالْخُودُ أُخْرَى ثُمَّ يَتَكِئَانِ
فَيَضُمُّهَا وَتَضُمُّهُ أَرَأَيتَ مَعْـ
…
ـشُوقَينِ بَعدَ البُعْدِ يَلْتَقِيَانِ
غَابَ الرَّقِيبُ وَغَابَ كُلُّ مَنْكَدٍ
…
وَهُمَا بِثَوبِ الوَصْلِ مُشْتَمِلانِ
أَتْرَاهُمَا ضَجرَينِ مِن ذَا العَيشِ لَا
…
وَحَياةِ رِبِّكَ مَا هُمَا ضَجرَان
…
وَيزَيدُ كُلُّ مِنْهُمَا حُبًا لِصَا
…
حِبْهِ جَدِيدًا سَائر الأَزْمَانِ
وَوَصَالُهُ يَكْسُوه حُبًّا بَعْدَهُ
…
مُتَسَلْسِلاً لَا يَنْتَهِي بِزَمَانِ
فَالوَصْلُ مَحْفُوفٌ بحُبٍ سَابِقٍ
…
وَبِلَاحِقٍ وَكِلَاهُمَا صِنْوَانِ
فَرْقٌ لَطِيفٌ بَينَ ذَاك وَبَينَ ذَا
…
يَدْرِيهِ ذُو شُغْلٍ بِهَذَا الشَّانِ
وَمَزِيدُهُم في كُلِّ وَقْتٍ حَاصِلٌ
…
سُبْحانَ ذِي المَلكُوتِ والسُلْطَانِ
يا غَافلاً عَمَّا خُلِقْتَ لَهُ انْتَبِهْ
…
جَدَّ الرَّحِيلُ وَلَستَ باليَقْظَانِ
سَارَ الرِفَاقُ وَخَلفُوكَ مَعَ الأُولى
…
قَنعُوا بِذَا الحَظِ الخَسِيسِ الفَانِ
ورأَيتَ أَكْثَرَ مَنْ تَرَى مُتَخَلِّفًا
…
فَتَبَعْتهُم فَرَضِيتَ بالحِرْمَانِ
لَكنْ أَتَيتَ بخُطَّتَي عَجْزٍ وَجَهْلٍ
…
بَعْدَ ذا وَصحِبْتَ كُلَّ أمَانِ
مَنّتْكَ نَفْسُكَ باللحُوقِ مَعَ القُعُو
…
دِ عَن المَسِيرِ وَرَاحَةِ الأبْدَانِ
وَلَسَوفَ تَعْلَمُ حِينَ يَنْكَشِفُ الغِطَا
…
ماذا صَنَعْتَ وَكُنْتَ ذَا إِمْكَانِ