الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِمَامُ الهُدَى أَعنى ابنَ تيميةَ الرِضَا
…
بمسألةِ الِهجران مِنْ فاعِلِ الزَّلَلْ
بأَنْ الوَرَى عندَ الخوارج حُكمُهم
…
مُثابُونَ إنْ جَاءُوا بما يُصلِحُ العَمَلْ
وأهْلُ عِقابٍ إن أسَاءوا وأذنَبُوا
…
ولا حَقِّ في الإِسلامِ عِنْدَ ذَوِي الخَطَلْ
وأهلُ الهُدَى والعلمِ والدِّينِ والتُّقَى
…
يَقُولُونَ بالتَّحقيقِ اللَّازماتِ بلا خَلَلْ
يُعامَلُ فِي الهِجْرَانِ فِي قَدْرِ ذَنْبِهِ
…
ويُعطَى الحقُوقَ اللازمَاتِ بِلا خَلَلْ
ويَجْتَمِعُ الأَضْدَادُ في العَبدِ كُلُّها
…
فَمِنْ حَسَنِ فيها ومِن سَيءِ الزَّلَلْ
كَخَيرٍ وشرٍّ والنِفاقِ وضِدِّه
…
وكُفرٍ وإسْلامٍ وجِدٍّ مَعَ الهَزَلْ
وبِرِّ وفُجْرٍ والفُسوقِ مَعَ التُّقَى
…
ومَعْصِيَةٍ مَعْ طاعةٍ حِينَ تُفْتَعَلْ
كَذَا سُنَّةٌ مَعْ بِدْعَةٍ واجتماعُها
…
كَمَا هُو مَعْلُومٌ إلى غَيرِ ذِي العِلَلْ
فَيُحْمدُ مِنَ وَجْهٍ على حَسَاتِهِ
…
ويَثْنَى عَليهِ بَلْ يُحَبُّ إذَا فَعَلْ
كَمَا أنَّهُ بالفِعْلِ لِلْخَيرِ والتُقَى
…
يُثَابُ بِلا شَكٍ على ذلِكَ العَمَلْ
فَحَقٌّ لِذيِ فَضْلٍ مُرَاعَاةُ فَضْلِهِ
…
بِقَدْر الذِي قَدْ يَسْتَحِقُ بِهِ الأجَلْ
يُوالَى عَلَى هذَا وتُرعَى حقُوقُه
…
وكلُّ على مِقْدَارِ فَضْلٍ بِه حَصَلْ
ويُبْغَضُ مِن وَجْهٍ على هَفَواتِه
…
وزلَاّتِه والسِّيِئاتِ مِنَ العَضَلْ
كَمَا أَنَّه بالسَّيِئاتِ وفعلِها
…
يُعَاقَبُ تَنْكِيلاً وزَجْرًا عَن الخَطلْ
يُراعَى الَّذي قَدْ كَانَ أَصلحَ لِلْفَتَى
…
وأَنَفعَ للدُّنيا ولِلْدِّينِ والعِلَلْ
يُعَادَى على هذَا بمقدارِ ذَنْبِه
…
ويَرْحَمُه بالزَّجرِ عَنْهَا لينْفَتِلْ
…
وقال ابن القيم رحمه الله:
سيروا على نجب العزائم واجعلوا
…
بظهورها المسرى إلى الرحمن
سبق المفرِدُ وهو ذاكر ربه
…
في كل حال ليس ذا نسيان
لكن أخا الغفلات منقطع به
…
بين المفاوز تحت ذي الغيلان
صيد السباع وكل وحش كاسر
…
بئس المُضيفُ لا عجْزَ الضِّيفان
وكذلك الشيطان يصطاد الذي
…
لا يذكر الرحمن كل أوان
والذكر أنواع فأعلى نوعه
…
ذكر الصفات لربنا المنان
وثُبُوتُها أصل لهذا الذكـ
…
ـر والنافي لها داع إلى النسيان
فلذاك كان خليفة الشيطان ذا
…
لا مرحبًا بخليفة الشيطان
والذاكرون على مراتبهم فأعـ
…
ـلاهم أولو الإيمان والعرفان
بصفاته العليا إذا قاموا بحمـ
…
ـد الله في سرٍّ وفي إعلان
وأخص أهل الذكر بالرحمن أعـ
…
ـلِمهم بها هم صفوة الرحمن
وكذاك كان محمد وأبوه إبـ
…
ـراهيم والمولود من عمران
وكذاك نوح وابن مريم عندنا
…
هم خير خلق الله من إنسان
لمعارفٍ حصلت لهم بصفاته
…
لم يؤتها أحدٌ من الإِنسان
وهم أولو العزم الذين بسورة الـ
…
أحزاب والشورى أتَوا ببيان
وكذلك القرآن مملوء من الـ
…
أوصاف وهي القصد بالقرآن
ليصير معروفًا لنا بصفاته
…
ويصير مذكورًا لنا بِجنان
ولسان أيضًا مع محبتنا له
…
فلا جلَّ ذا الإِثبات في الإِيمان
مثل الأساس من البناء فمن يرم
…
هدم الأساس فكيف بالبنيان
والله ما قام البناء لدين رسـ
…
ـل الله بالتعطيل للديَّان
ما قام إلا بالصفات مفصلا
…
إثباتَها تفصيلَ ذي عرفان
فهي الأساس لديننا ولكل ديـ
…
ـن قبله من سائر الأديان
وقال:
الرب رب والرسول فعبده
…
حقًا وليس لنا إله ثان
فلذاك لم نعبده مثل عبادة الـ
…
ـرحمن فعل المشرك النصراني
كلا ولم نغلُ الغلوَّ كما نهى
…
عنه الرسول مخافة الكفران
…
لله حَقٌ لا يَكُونُ لِغَيرهِ
…
ولِعَبْدِهِ حَقٌ همَا حَقَّانِ
لا تجعلوا الحَقَين حقًا واحدًا
…
مِن غَيرِ تمييزٍ ولا فُرقانِ
فالحج للرحمن دون رسوله
…
وكَذَا الصَّلاة وذبح ذَا القربان
وكذا السجودُ ونَذْرُنا ويَمِينُنَا
…
وكَذَا الرجاءُ وخَشَيِةُ الرحمنِ
وكَذَا العبادةُ واسْتِعَانَتُنَا بِهِ
…
إياكَ نَعْبُدُ ذانِ تَوحِيدانِ
وعليهما قامَ الوُجُودُ بأسْرِهِ
…
دَنيًا وأخْرَى حَبذا الرُكنان
وكذلك التسبيح والتكبير والتـ
…
ـهليل حقٌّ إلهنا الديان
لكنما التعزير والتوقير حق
…
للرسول بمقتضى القرآن
والحب والإِيمان والتصديق لا
…
يختص بل حقان مشتركان
هذي تَفَاصِيلُ الحُقُوقِ ثَلَاثَةٌ
…
لا تَجْهَلُوهَا يا أُولي العدوان
حَقُ الإِلهِ عِبَادَةٌ بالأمر لا
…
بِهَوى النفوسِ فَذاكَ لِلْشَّيطانِ
مِن غَير إشراكٍ بِه شيئًا هُمَا
…
سَبَبَا النجاةِ فَحبذَا السَّببانِ
ورسوله فهو المطاع وقوله الـ
…
ـمقبول إذ هو صاحب البرهان
والأمر منه الحتم لا تخيير فيـ
…
ـه عند ذي عقل وذي إيمان
من قال قولاً غيره قمنا على
…
أقواله بالسَّبْرِ والميزان
إن وافقت قولَ الرسول وحكمه
…
فعلى الرءوس تشال كالتيجان
أو خالفت هذا رددناها على
…
من قالها مَن كان مِن إنسان
أو أشكلت هنا توقفنا ولم
…
نجزم بلا علمٍ ولا برهان
"
هذا الذي أدى إليه علمنا
…
وبه ندين الله كل أوان
فهو المطاع وأمره العالي على
…
أمر الورى وأوامر السلطان
وهو المقدَّم في محبتنا على الـ
…
أهلين والأزواج والولدان
وعلى العباد جميعهم حتى على الـ
…
ـنَفْسِ التي قد ضمَّها الجنبان