الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَأَنْتَ الذِي تُرْجَى لِكَشْفِ مُلِمَّةٍ
…
وَتَسْمَعُ مُضْطَّرًا لِبَابِكَ يَقْرَعُ
فَقَدْ أَعْيَتِ الأَسْبَابُ وَانْقَطَعَ الرَّجَا
…
سِوَى مِنْكَ يَا مَنْ لِلْخَلائِقِ مَفْزَعُ
إِلَيْكَ إِلهي قَد رَفَعْتُ شِكَايَتِي
…
وَأَنْتَ بِمَا أَلْقَاهُ تَدْرِي وَتَسْمَعُ
فَفَرِّجْ لَنَا خَطْبًا عَظِيْمًا وَمُعْضِلاً
…
وَكَرْبًا يَكَادُ القَلْبُ مِنْهُ يُصَدَّعُ
وَمَاذَا عَلَى رَبِّي عَزِيْزٌ وَفَضْلُهُ
…
عَلَيْنَا مَدَى الأَنْفَاسِ يَهْمِي وَيَهمَعُ
فَكَمْ مِنَحٍ أَعْطَى وَكَمْ مِحَنٍ كَفَى
…
لَهُ الحَمْدُ وَالشُّكْرانُ وَالمَنُّ أَجْمَعُ
وَأَزْكَى صَلاةِ اللهِ ثُمَّ سَلامُهُ
…
عَلَى المُصْطَفَى مَنْ في القِيْامَةِ يَشْفَعُ
انْتَهَى
هذه قصيدة تحتوي على الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة:
وَإِيَّاكَ والدُّنْيَا الدَّنِيَّةَ إِنَّهَا
…
هِيَ السِّحْرُ في تَخْيِيْلِهِ وَافْتِرَائِهِ
مَتَاعُ غُرُوْرٍ لا يَدُوْمُ سُرورُها
…
وَأَضْغَاثُ حُلْمٍ خَادِعٍ بِهَبَائِهِ
…
فَمَن أَكْرَمَتْ يَوْمًا أَهَانَتْ لَهُ غَدًا
…
وَمَنْ أَضْحَكَتْ قَدْ آذنَتْ بِبُكَائِهِ
وَمَن تُسْقِهِ كَأْسًا مِن الشَّهْدِ غُدْوَةً
…
تُجَرِّعُهُ كَأْسَ الرَّدَى في مَسَائِهِ
وَمَن تَكْسُ تَاجَ المُلْكِ تَنْزَعُهُ عَاجِلاً
…
بِأَيْدِي المَنَايَا أَوْ بِأَيْدِ عِدَائِهِ
أَلَا إنَّها لِلْمَرْءِ مِن أَكْبَرِ العِدَا
…
وَيَحْسَبُهَا المَغْرُوْرُ مِن أَصْدِقَائِهِ
فَلَذَّاتُها مَسْمُومَةٌ وَوُعُودُها
…
سَرَابٌ فَمَا الظَّامِي رَوَى مِن عَنَائِهِ
وَكَمْ في كِتَابِ الله مِنْ ذِكْرِ ذَمِّهَا
…
وَكَمْ ذَمَّهَا الأَخْيَارُ مِن أَصْفِيَائِهِ
فَدُوْنَكَ آياتِ الكِتَابِ تَجِدْ بِهَا
…
مِنْ العِلْمِ مَا يَجْلُو الصَّدَا بِجَلائِهِ
وَمَنْ يَكُ جَمْعُ المَالِ مَبْلَغَ عِلْمِهِ
…
فَمَا قَلْبُهُ إِلا مَرِيْضًا بِدَائِهِ
فَدَعْهَا فإِنَّ الزُّهْدَ فِيْهَا مُحَتَّمٌ
…
وإِنْ لَمْ يَقُمْ جُلُّ الوَرَى بِأدَائِهِ
وَمَن لَم يَذَرْهَا زَاهِدًا في حَيَاتِهِ
…
سَتَزْهَدُ فِيهِ النَّاسُ بَعْدَ فَنَائِهِ
فَتَتْرُكُهُ يَوْمًا صَرِيْعًا بِقَبْرِهِ
…
رَهِيْنًا أَسِيْرًا آيِسًا مِنْ وَرَائِهِ
وَيَنْسَاهُ أَهْلُوْهُ المُفَدَّى لَدَيْهِمُ
…
وَتَكْسُوهُ ثَوبَ الرُّخْصِ بَعْدَ غَلائِهِ
وَيَنْتَهِبُ الوُرَّاثُ أَمْوَالَهُ التي
…
على جَمْعِهَا قاسَى عَظِيْمَ شَقَائِهِ
وَتُسْكِنهُ بَعدَ الشَّوَاهِقِ حُفْرةً
…
تَضِيقُ بهِ بَعْدَ اتِّسَاعِ فَضَائِهِ
يُقِيمُ بهَا طولَ الزمانِ وَمَا لَهُ
…
أَنيسٌ سوى دُودٍ سَعَى في حَشائِهِ
فَوَاهًا لَهَا مِن غُربةٍ ثم كُرْبَةٍ
…
ومن تُربةٍ تَحْوِي الفَتَى لِبَلائِهِ
وَمِن بَعدِ ذا يَومُ الحِسَابِ وَهوْلُه
…
فَيُجزَى به الإِنسانُ أَوْ فى جَزائِهِ
وَلَا تَنْسَ ذِكَر الموتِ فالموتُ غائبٌ
…
ولا بُدَّ يَوْمًا لِلْفَتَى مِن لِقَائِهِ
قَضَى اللهُ مَوْلانَا عَلى الخَلْقِ بالفَنَا
…
ولا بدَّ فِيهم مِن نُفُوذِ قَضَائِهِ
فَخُذْ أُهْبَةً لِلْمَوتِ مِن عَمَلِ التُّقَى
…
لِتَغْنَمَ وقْتَ العُمْرِ قَبْلَ انْقَضَائِهِ
وإِيَّاكَ والآمالَ فالعُمْرُ يَنقَضِي
…
وَأَسْبَابُهُا مَمْدُوْدَةٌ مِن وَرَائِهِ
وَحَافِظْ على دِينِ الهُدَى فَلَعلَّهُ
…
يَكونُ خِتامَ العُمْرِ عندَ انْتِهَائِهِ
فَدَوْنَك مِنِّي فاسْتَمعها نَصِيْحَةً
…
تُضَارِعُ لَونَ التِّبْرِ حَالَ صَفَائِهِ