الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَصِحُّ أَقْوَالُ أَقْوَامٍ بِوَصْفِهِمْ
…
وفي القُلُوبِ إِذا كَشَّفَتْهَا مَرَضُ
والناسُ في غَفْلَةٍ عَمَّا يُرَادُ بِهِم
…
وَكُلُهُمُ عن جَدِيدِ الأَرْضِ مُنْقَرِضُ
والحَادِثَاتُ بِهَا الأَقْدَارُ جَارِيَةٌ
…
وَالمَرْءُ مُرْتَفِعٌ فِيهَا وَمُنْخَفِضُ
يَا لَيتَ شِعْرِي وَقَدْ جَدَّ الرَّحِيلُ بِنَا
…
حَتَّى مَتَى نَحْنُ في الغِرَّاتِ نَرْتَكِضُ
نَفْسُ الحِكِيمِ إِلى الخيرَاتِ سَاكِنَةٌ
…
وَقَلْبُه مِن دَوَاعِي الشَّرِ مُنْقَبِضُ
اصْبِرْ عَلَى الحَقِ تَسْتَعْذِبْ مَغَبَّتَهُ
…
والصبرُ لِلْحَقِ أَحْيانًا لَهُ مَضَضُ
وما اسْتَرَبْتَ فكُنْ وَقَّافَةً حَذِرًا
…
قد يُبْرَمُ الأَمرُ أَحْيَانًا فَيَنْتَقِضُ
انْتَهَى
شعرًا مقولا عَلَى لسان حال الدنيا فيه عِبَر ومواعظ:
مَنْ لَيسَ بالبَاكِي ولا المُتَباكي
…
لِقَبيحِ ما يَأتي فَلَيس بِزَاكِ
نادَتْ بِيَ الدُّنيا فقلْتُ لَها: أقْصِري
…
مَا عُدَّ في الأكياسِ مَنْ لَبَّاكِ
ولَمَّا صفَا عنْدَ الآلهِ ولا دَنَا
…
مِنهُ امْرُؤٌ صافَاكِ أو دَاناكِ
ما زِلْتِ خادِعَتِي بِبَرْقٍ خُلَّبٍ
…
ولو اهْتَديتُ لَما انْخَدَعْتُ لِذَاكِ
قالَتْ أَغَرَّكَ مِن جَناحِكَ طُولُهُ
…
وكَأنْ بِهِ قَدْ قُصَّ في أشْراكِي
تَالله ما في الأَرْضِ مَوضِعُ راحَةٍ
…
إِلاّ وقَد نُصِبَتْ عَلَيهِ شِباكي
طِرْ كَيفَ شِئْتَ فأنْتَ فيها وَاقِعٌ
…
عَانٍ بِهَا لا يُرتَجَى لِفَكاكِ
مَنْ كانَ يَصْرَعُ قِرْنَهُ في مَعْرَكٍ
…
فَعَلَّى صَرْعَتُهُ بِغَيرِ عِرَاكِ
ما أعْرِفُ العَضْبَ الصَّقِيلَ ولا القَنا
…
وَلَقَد بَطَشْتُ بِذِي السِّلاحِ الشَّاكِي
كَمْ ضَيغَمٍ عَفَّرْتُهُ بعَرِينِهِ
…
ولَكَمْ فَتَكْتُ بأفْتَكِ الفُّتَّاكِ
فأجَبْتُها مُتعجِّبًا مِن غَدْرِها
…
أَجَزَيتِ بالبَغْضاءِ مَن يَهْوَاكِ
لأَجَلْتُ عَينيِ في بَنِيكِ فَكلُّهمْ
…
أسْراكِ أَو جَرحاكِ أو صَرعاكِ
لَو قارَضُوكِ عَلَى صنِيعكِ فِيهِمُ
…
قَطَعُوا مَدى أعمارِهِمْ بِقِلاكِ
طُمِسَتْ عُقُولُهُمُ ونُورُ قُلوبِهمْ
…
فتهافَتُوا حِرْصًا عَلَى حَلْواكِ
فَكأَنَّهُمْ مثلُ الذُّبابِ تَساقطتْ
…
في الأَرْيِ حَتَّى استُؤصِلُوا بِهَلاكِ
…
لا كُنْتِ مِن أمٍّ لَنا أكَّالةٍ
…
بعدَ الوِلادَةِ، ما أَقَلَّ حَياكِ!
ولقَد عَهدْنا الأمَّ تلْطُفُ بابْنِهَا
…
عَطْفًا عَلَيهِ وأنْتِ ما أقْسَاكِ!
ما فَوقَ ظهرِك قاطِنٌ أو ظاعِنٌ
…
إلا سَيُهْشَمُ في ثِفالِ رَحاكِ
أنتِ السَّرابُ وأنتِ داءٌ كامِنٌ
…
بينَ الضُّلوع فَما أعَزَّ دَواكِ
يُعْصَى الإلَهُ إذا أَطِعتِ وطاعَتي
…
لله رَبِّي أنْ أشُقَّ عَصاكِ
فَرْضٌ عَلَينا بِرُّنا أمَّاتِنا
…
وعَقوقُهنَّ مُحَرَّمٌ إلَاّكِ
ما أن يَدُومَ الفقرُ فيكِ ولا الغِنى
…
سِيَّانَ فَقْرُكِ عِنْدِنَا وغِناكِ
أينَ الجَبابرةُ الأُلَى وَرِياشُهُمْ
…
قَد بَاشَرُوا بَعدَ الحَريرِ ثَراكِ
ولَطَالمَا رُدُّوا بأرديةِ البَها
…
فَتَعوَّضُوا مِنهَا رِداءَ رَداكِ
كانَتْ وُجُوهُهمُ كَأقمَارِ الدُّجى
…
فَغَدتْ مُسَجَّاةً بِثَوبِ دُجاكِ
وَغَنَتْ لِقَيُّومِ السَّماواتِ العُلا
…
رَبِّ الجَميعِ، وَقَاهرِ الأَمْلاكِ
وجَلالِ ربِّي لو تَصِحُّ عَزَائِمي
…
لزَهِدْتُ فيكِ ولابتَغَيتُ سِواكِ
وأخَذْتُ زَادِي منْكِ مَنْ عَمَل التُّقَى
…
وشَدَدْتُ إِيمانِي بنَقْضِ عُراكِ
وحَطَطْتُ رَحْلِي تَحْتَ ألويَةِ الْهُدَى
…
ولَمَا رَآنِي اللهُ تَحْتَ لِواكِ
مَهْلاً عَلَيكِ فَسَوفَ يَلْحَقُكِ الفَنَا
…
فَتُرَي بِلا أَرْضٍ ولا أفْلاكِ
ويُعيدُنا رَبٌ أَمَاتَ جَمِيعَنَا
…
ليَكُونَ يُرَضِي غَيرَ مَنْ أَرضَاكِ