الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحاصِلُ المقْصُودُ أَنَّ جَمِيْعَ أَعْـ
…
ـمَالِ القلوبِ وسائِرِ الأَعْمَالِ
مِفْتَاحُها صِدْقُ التأَهُبِ لِلُّقا
…
والفَاتِحُ المَعْبُودُ ذُو الإِجلالِ
انْتَهَى
آخر:
لِلْمَوْتِ فَاعْمَلْ بِجِدٍ أَيُّهَا الرَّجُلُ
…
واعْلَمْ بِأنَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ مُرْتَحِلُ
إِلَى مَتَى أَنْتَ فِي لَهْوٍ وَفِي لَعِبٍ
…
تُمْسِي وَتُصْبِحُ في اللَّذَّاتِ مُشْتَغِلُ
كَأَنَّنِي بِكَ يَاذَا الشَّيْبِ فِي كُرَبٍ
…
بَيْنَ الأحِبَّةِ قَدْ أوْدَى بِكَ الأَجَلُ
لَمَّا رَأْوكَ صَرِيْعًا بَيْنَهُمْ جَزعُوا
…
وَوَدَّعُوكَ وقَالُوا قَدْ مَضَى الرَّجُلُ
فَاعْمَلْ لِنْفْسِكَ يَا مِسْكِيْنُ فِي مَهَلٍ
…
مَا دَامَ يَنْفَعُكَ التَّذْكَارُ وَالْعَمَلُ
إنَّ التَّقِيَّ جِنَانُ الْخُلْدُ مَسْكَنُهُ
…
يَنَالُ حُوْرًا عَلَيْها التَّاجُ وَالْحُلَلُ
وَالْمُجْرِمِينَ بِنَارٍ لا خُمُودَ لَهَا
…
فِي كُل وَقْتٍ مِنَ الأَوْقَاتِ تَشْتَعِلُ
انْتَهَى
آخر: هَذِهِ قَصِيْدةٌ وعْظِيَّةٌ أَلْقِ لَهَا سَمْعَكَ، وتأمّلْهَا بدقَّة
أنِسْتُ بِلأَواءِ الزمانِ وَذُلِّهِ
…
فيا عِزَّةَ الدنيا عليكِ سَلامُ
إِلَى كَمْ أَعَانِي تِيْهَهَا ودَلالَهَا
…
أَلَمْ يَأَنِ عَنْهَا سَلْوةُ وَسَآمُ
وَقَد أَخْلَقَ الأَيَّامَ جِلْبابَ حُسْنِهَا
…
وأُضْحَتْ وديبَاجُ البَهَاءِ مَسَامُ
عَلَى حِيْنِ شَيْبٍ قد أَلَمَّ بَمَفْرِقِي
…
وعَادَ رُهَامُ الشَّعْرِ وَهْوَ ثَغَامُ
طَلائِعُ ضَعْفٍ قَدْ أَغَارَتْ عَلَى القُوى
…
وثَارَ بِمْيَدَانِ المِزَاجِ قِتَامُ
فَلَا هِيَ فِِي بُرْجِ الْجَمَالِ مُقِيْمَةٌ
…
ولَا أَنَا فِي عَهْدِ الْمُجُونِ مُدَامُ
تَقَطَّعَتْ الأَسْبَابُ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
…
ولَمْ يَبْقَ فِيْنَا نِسْبَةٌ وَلِئآمُ
وعَادَتْ قَلُوصُ العَزْمِ عَنِّي كَلِيْلَةً
…
وقَدْ جُبَّ مِنْهَا غَارِبٌ وَسَنَامُ
كأنِي بِهَا وَالقَلْبُ زُمَّتْ رِكَابُه
…
وقُوِّضَ أَبْيَاتٌ لَهُ وَخِيَامُ
وَسِيْقَتْ إِلَى دَارِ الْخُمُولِ حُمُولُهُ
…
يَحُنُّ إِلَيْهَا وَالدُّمُوعُ رُهَامُ
حَنِينَ عجُولٍ غَرَّهَا البَوُّ فانْثَنَتْ
…
إليْهِ وَفِيْهَا أَنَّةٌ وضُغَامُ
تَوَلَّتْ ليَالٍ لِلمَسَرَّاتِ وانْقَضَتْ
…
لِكُلِ زَمَانٍ غَايَةٌ وَتَمَامُ
فَسَرْعَانَ مَا مَرَّتْ وَوَلَّتْ وَلَيْتَهَا
…
تَدُوْمُ وَلَكِن مَا لَهُنَّ دَوَامُ
دُهُورٌ تَقَضَّتْ بِالمسَرَّاتِ سَاعَةً
…
وَيَومٌ تَوَلَّى بِالْمَسَاءَةِ عَامُ
فَلِلَّهِ دَرُّ الغَمِّ حَيثُ أَمَدَّنِي
…
بِطُولِ حَيَاةٍ وَالْهُمُومُ سِهَامُ
أَسِيْرُ بِتَيْمَاءِ التَّحَيْرِ مُفْرَدًا
…
وَلِيْ مَعَ صَحْبِي عِشْرَةٌُ وَنَدَامُ
وكَمْ عِشْرَةٍ مَا أَوْرَثَتْ غَيْرَ عُسْرَةٍ
…
وَرُبَّ كَلاِمِ فِي القُلُوبِ كَلَامُ
فما عِشْتُ لَا أَنْسَى حُقُوقَ صَنِيْعِهِ
…
وَهَيِهَات أَنْ يُنْسَى لَدَيَّ ذِمَامُ
كَمَا اعْتَادَ أَبْنَاءُ الزَّمَانِ وَأَجْمَعَتْ
…
عَلَيْهِ فِئَامٌ إثْرَ ذَاكَ قِيَامُ
خَبَتْ نَارُ أَعْلَامِ الْمَعَارِفِ وَالْهُدَى
…
وشُبَّ لِنِيرَانِ الضَّلالِ ضُرَامُ
وكَانَ سَرِيرُ العِلْمِ صَرْحًا مُمَرَّدًا
…
يُنَاغِي القِبابَ السَّبْعَ وَهِي عِظامُ
مَتينًا رَفيْعًا لَا يُطَارُ غُرابُهُ
…
عَزيْزًا مَنِيْعًا لَا يَكَادُ يُرَامُ
يَلُوحُ سَنَا بَرْقِ الهُدَى مِنْ بُرُوْجِهِ
…
كَبَرْقٍ بَدَا بَيْنَ السَّحَابِ يُشَامُ
فَجَرَّتْ عَلَيْهِ الرَّاسِيَاتُ ذُيُولَهَا
…
فَخَرَّتْ عُرُوْشٌ مِنْهُ ثُمَّ دَعَامُ
وسِيْقَ إِلَى دَارِ الْمَهانَةِ أَهْلُهُ
…
مَسَاقَ أَسَيْرٍ لَا يَزَالُ يُضَامُ
كَذَا تَجْرِيَ الأَيَّامُ بَيْنَ الوَرَى عَلَى
…
طَرَائِقَ مِنْهَا جَائِرٌ وَقِوَامُ
فما كُلُّ مَا قَدْ قِيْلَ عِلْمٌ وَحِكْمَةٌ
…
ومَا كُلُ أَفْرادِ الحَدِيْدِ حُسَامُ
ولِلْدَّهْرِ ثاراتٌ تمرُّ على الفَتَى
…
نَعِيْمٌ وَبُؤْسٌ، صِحَّةٌ وسَقَامُ
…
ومنَ يَكُ فِي الدُنيا فَلَا يَعْتِبنَّهَا
…
فلَيْسَ عَلَيْهَا مَعْتَبٌ وَمَلَامُ
أَجِدُّكَ مَا الدنيا وماذَا مَتَاعُهَا
…
وماذَا الذي تَبْغِيْهِ فَهْوَ حُطَامُ
تَشَكَّلَ فِيْهَا كُلُّ شَيْءٍ بِشَكْلِ مَا
…
يُعَانِدُهُ وَالنَّاس عَنْهُ نِيَامُ
تَرَى النَّقْصَ فِي زِيِ الكَمَالِ كَأَنَّمَا
…
عَلَى رَأْسِ رَبَّاتِ الحِجَالِ عِمَامُ
فَدَعْهَا وَنعْمَاهَا هَنِيْئًا لأِهلِهَا
…
ولا تَكُ فِيْهَا رَاعيًا وسَوَامُ
تَعَافُ العَرانِيْنُ السِمَّاطَ عَلى الخِوى
…
إِذَا ما تَصَدَّى لِلطَّعَامِ طَغَامُ
عَلَى أَنَّهَا لَا يُسْتَطاعُ مَنَالُهَا
…
لِمَا لَيْسَ فِيْهِ عُرْوَةٌ وَعِصَامُ
ولَوْ أَنْتَ تَسْعَى إِثْرَهَا أَلْفَ حِجَّةٍ
…
وقَدْ جَاوَزَ الطِبْيَيْنِ مِنْكَ حِزَامُ
رَجَعْتَ وقَدْ ضَلَّتْ مَساعِيْكَ كُلّهَا
…
بِخُفَيْ حُنَينٍ لَا تَزَالُ تُلَامُ
هَبْ أَنَّ مَقَالِيْدَ الأُمُورِ مَلَكْتَهَا
…
ودَانَتْ لَكَ الدُنيا وأَنْتَ هُمَامُ
ومُتِّعْتَ بِاللَّذَاتِ دَهْرًا بِغِبْطَةٍ
…
ألَيْسَ بِحَتْمٍ بَعْدَ ذَاكَ حِمَامُ
فَبَيْنَ البَرَايَا وَالخُلُودِ تَبَايُنٌ
…
وبَيْنَ الْمَنَايَا وَالنُّفُوس لِزَامُ
قَضَيَّةٌ اِنْقادَ الأَنَامُ لِحكْمِهَا
…
وما حَادَ عَنْهَا سَيِدٌ وغُلَامُ
ضروريةٌ تَقضي العقولُ بصِدقها
…
سَل إن كانَ فيها مِرْيَةً وخِصَامُ
سَل الأَرْضَ عَن حالِ الملوكِ الَّتي خَلَتْ
…
لَهم فَوقَ، فَوقَ الفرقدين مَقَامُ
بأَبوَابهِم للوَافِدِينَ تراكُمٌ
…
بأَعتَابِهم للعاكِفين زِحامُ
تُجْبكَ عن أسرار السُّيوفِ التي جَرَتْ
…
عَلَيْهم جَوابًا لَيْسَ فيه كَلَامُ
بِأَنَّ المَنَايَا أَقَصْدَتْهُم نِبَالُها
…
وما طَاشَ عَنْ مَرْمَى لَهُنَّ سِهَامُ
وَسِيْقُوا مسَاقَ الغابِرينَ إلى الرَدى
…
وأقفرَ منهم مَنْزِلٌ ومَقَامُ
وَحَلُوا مَحلاً غَيْرَ ما يَعهدُونَه
…
فلَيْسَ لَهم حتى القيام قِيامُ
أَلَمَّ بهم رَيبُ المنونِ فَغَالَهُم
…
فهم بَيْنَ أطباقِ الرُغَامِ رُغَامُ
انْتَهَى