الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنَّما الدُّنْيا عَلى ما جُبِلَتْ
…
جِيفَةٌ نَحْنُ عَلَيْها نَصْطَرِعْ
التَّقِيُّ الْبَرُّ مَنْ يَنْبُذُها
…
والمُحامي دونَها الخَبُّ الْخَدِعْ
فَسَدَ النّاسُ وصاروا إنْ رَأَوْا
…
صالِحًا في الدّينِ قالوا مُبْتَدِعْ
اِنْتَبِهْ لِلُمَوْتِ يا هذا الَّذي
…
عِلَلُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ تَقْتَرِعْ
خَلِّ ما عَزِّ لِمَنْ يَمْنَعُهُ
…
قَدْ تَرى الشَّيْء إذا عَزَّ مُنِعْ
وَاسْلُ في دُنْياكَ عَمّا اسْطَعْتَهُ
…
وَالْهُ عَنْ تَكْليفِ ما لمْ تَسْتَطِعْ
* * *
وقال أَيضًا:
أَلَا رُب ذِي أَجَلٍ قَدْ حَضَرْ
…
كَثيرِ التَّمَنّي قَليلِ الْحَذَرْ
إِذا هَزَّ في الْمَشْيِ أعْطافَهُ
…
تَعَرِّفْتَ في مَنْكِبَيْهِ الْبَطَرْ
يُؤَمِّلُ أكْثَرَ مِنْ عُمْرِهِ
…
وَيَزْدادُ يَوْمًا بِيَوْمٍ أشَرْ
وَيُمسي ويُصبِحُ في نَفْسِهِ
…
كَريمَ الْمَساعِي عَظِيمَ الْخَطَرْ
تَكونُ لَهُ صَوْلَةٌ تُتَّقى
…
وَأمرٌ يُطاعُ إذا مَا أَمَرْ
يَريشُ وَيَبْريِ وفي يَوْمِهِ
…
لَهُ شُغُلٌ شاغِلٌ لَوْ شَعَرْ
…
يَعٌُدُّ الْغُرورَ ويَبْني الْقُصُورَ
…
وَيَنْسى الْفَناءَ ويَنْسى الْقَدَرْ
ويَنْسَى الْقُرونَ وَرَيْبَ الْمَنونِ
…
ويَنْسى الْخُطوبَ ويَنْسى الْغِيَرْ
ويَنْسى شُهورًا تُحِيلُ الأُمورَ
…
فَإمّا بِخَيرٍ وإمّا بِشَرْ
يُجَرِّعُهُ الْحِرْصُ كَأْسَ الْفَنا
…
وَيَحْمِلُهُ فَوْقَ ظَهْرِ الْغَرَرْ
وَكَمْ مِنْ ملُوكٍ عَهِدْناهُمُ
…
تَفانَوْا ونحنُ مَعًا بِالأّثَرْ
أَما تَعْجَبونَ لأَهْل الْقُبورِ
…
كَأَنَّهُمُ لَمْ يَكونوا بَشَرْ
أَخَيَّ أَضَعْتَ أُمورًا أراكَ
…
لنَفْسكَ فيها قَليلَ النَّظَرْ
فَحَتى مَتى أنتَ ذو صَبْوَةٍ
…
كَأنْ لَيْسَ تَزْدادُ إلا صِغَرْ
تُؤَمِّلُ في الأَرْضِ طولَ الْحَياةِ
…
وعُمْرُكَ يَزْدادُ فيها قِصَرْ
أَرى لَكَ ألَاّ تَمَلَّ الْجَهَازَ
…
لِقُرْبِِ الرَّحيلِ وبُعْدِ السَّفَرْ
وأنْ تَتَدَبَّرَ ماذا تَصيرُ
…
إِلَيْهِ فَتُعْمِلَ فيهِ الْفِكَرْ
وأنْ تَسْتَخِفِّ بِدارِ الْغرورِ
…
وأنْ تَسْتَعِدَّ لإِحْدى الُكُبَرْ
هِيَ الدّارُ دارُ الأَذى والْقَذى
…
ودارُ الْفَناءِ ودارُ الْغَرَرْ
وَلَوْ نِلْتَها بِحذَافيرِها
…
لَمِتَّ ولَمْ تَقْضِ مِنها الْوَطَرْ
لَعَمْري لَقَدْ دَرَجَتْ قَبْلَنا
…
قُرونٌ لَنا فيهِمُ مُعْتَبَرْ
فَيا لَيْتَ شِعْري أبَعْدَ الْمَشيبِ
…
سوى الْمَوْتِ مِنْ غائِبٍ يُنْتَظَرْ
كَأنَّكَ قَدْ صِرْتَ في حُفْرَةٍ
…
وصارَ عَلَيْكَ الثَّرى وَالْمَدَرْ
فَلا تَنْسَ يَوْمًا تُسَجّى عَلى
…
سَريرِكَ فَوْقَ رِقابِ الْبَشَرْ
وقَدِّمْ لِذاكَ فَإنَّ الْفَتى
…
لَهُ ما يُقَدِّمُ لَا مَا يَذَرْ
ومَنْ يَكُ ذا سَعَةٍ في الغِنَى
…
يُعَظَّمْ وَمْن يَفْتَقِرْ يُحْتَقَرْ
وحتّى تَراهُ قَصيرَ الْخُطى
…
بَطيءَ النهُّوضِ كَلِيلَ النَّظَرْ
أيا مَنْ يُؤَمِّلُ طولَ الْحَياةِ
…
وطولُ الْحَياة عَلَيْهِ ضَرَرْ
إذا ما كَبِرْتَ وبانَ الشَّبابُ
…
فَلا خَيْرَ في الْعَيْشِ بعْد الْكِبَرْ
آخر:
ونَفْسَكَ فازْجُرْهَا عن الغَي والخَنَا
…
ولا تَتَّبعْها فَهْيَ أُسُّ المَفَاسِدِ
وحَاذِرْ هَواهَا ما اسْتَطَعْتَ فإنَهُ
…
يَصُدُ عن الطاعاتِ غَيْرَ المُجَاهِدِ
وإن جِهَادَ النَّفسْ حَتْمٌ عَلى الفَتَى
…
وإنَّ التُقَى حَقًا لَخَيْرُ المقَاصِدِ
…
فإنْ رُمْتَ أن تَحْظَى بِنَيْل سَعَادَةٍ
…
وَتُعْطَى مَقَامَ السالِكينَ الأَمَاجِدِ
فبادِرْ بتَقْوىَ الله واسْلُكْ سَبِيْلَها
…
وَلَا تَتَّبعْ غَيَّ الرجيم المُعَانِدِ
وإِيَّاكَ دُنْيًا لا يَدُوْمُ نَعِيْمُهَا
…
وإنكَ صَاحِ لَسْتَ فيها بِخَالِدِ
تَمَسَّكَ بِشَرعِ اللهِ والزمْ كَتابَهُ
…
وبالعِلمِ فاعْمَلْ تَحْوِ كُلَّ المَحَامِدِ
انْتَهَى