الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آخر:
فَيا وَيحَ مَن شَبَّتْ على الزَّيغِ نَفْسُهُ
…
إلى أن دَهَاهَا الشّيبُ وهو نَذِيرُ
وماتَ ومَا لاقَى سِوَى الخِزْي والشَّقَا
…
وَوَبخَهُ بَينَ القُبُورِ نَكِيرُ
ولَاقَى إلهَ العَرْشِ فِي ثَوبِ حَسْرةٍ
…
وقد كان في ثَوبِ الغُرُورِ يَدُورُ
فقَال خُذُوهُ لِلَجَحِيمِ مُكَبَّلاً
…
وصَلَّوهُ نارًا إنّهُ لَكَفُورُ
ويا فَوزَ مَن أَدَّى مَنَاسِكَ دَينِه
…
وعاشَ سَليمَ القلْبِ وهْوَ طَهُورُ
وتَابَعَ دِينَ الحَقِّ فِقْهًا وحِكْمَةً
…
ولبَّى نِدَاءَ اللهِ وهْوَ شَكُورُ
فَهَذا الذِي في الخُلْدِ يَنْعَمُ بالُه
…
وَتَحْظَو بهِ بَينَ الأرَائِكِ حُورُ
فَلَا تُهْمِلُو يا قَومُ آدابَ دِينِكمْ
…
فَهَجْرُ طرِيق الأنْبِيَاءِ فُجُورُ
وما العَيشُ إلَاّ غَمْضَةٌ والتِفَاتَةٌ
…
وحُلْوُ أَمَانِي فَوتهُنَّ مَرِيرُ
وما المَرْءُ إلَاّ طائِرٌ وَجَناحُهُ
…
مُرُورُ لَيَالِي العُمْرِ وهْوَ قَصِيرُ
ومَا الموَتَ إلَاّ جَارِحٌ لا يَعوُقُهُ
…
إذا انقَضَّ بُنْيَانٌ عَلَا وقُصُورُ
ورامِي المَنَايَا لا تُرَدُ سِهامُه
…
سَواءٌ لدَيهَا حَاكِمٌ وحَقِيرُ
…
وإنّا وإنْ عِشْنَا زَمَانا مُطوَّلاً
…
وطابَ لدَينَا العَيشُ وهْوَ نَظِيرُ
فَبَطْنُ الثَرَى حَتْمًا مَحَطُّ رِحَالِنا
…
وهُلْ ثَمَّ حَيٌّ مَا حَوَتَهْ قُبُورُ
ويَا لَيتَها كَانَتْ نِهَايَةُ ظَعْنِنَا
…
ولكِنَّ عُقْبَى الظَّاعِنينَ نُشُورُ
وحَشْرٌ مَهُولٌ وازْدِحَامٌ بمَوقِفٍ
…
علىَ كُلِّ إخْوانِ الضَيَاعِ عَسِيرُ
ومَصْرَفُهُ سِجْنٌ لِمنْ عاشَ لاهِيًا
…
بهِ لهَبٌ يَشْوِي الحَشا وسَعِيرُ
وخُضْرُ جِنَانِ لِلَّذِي ماتَ تَائِبًا
…
وكانَ لهُ في الدَّاجِيَاتِ زَفيرُ
فلا تُسْلِمُوا لِلنَّارِ حُرَّ وُجُوهِكُمْ
…
ولا تُغْضَبُوا الرحمنَ فَهْوَ غَيُورُ
وتُوبُوا إليهِ واسأَلُوه حَنَانَهُ
…
فَواللهِ ربي إنَّهُ لغَفُورُ
ولَا يَغْتَرِرْ ذُو الجَاهِ مِنُكُمْ بجاهِهِ
…
فأكْبَرُ عَاتٍ في المَعَادِ حَقِيرُ
وعَن جاهِهِ والمالِ مَنْ مَاتَ خَارِجٌ
…
وأَغَنَى غَنِيٍّ إذ يمَوُتُ فَقِيرُ
وَلَا تُلْهِكُم دُنْيًا أَبادَتْ وأهْلَكَتْ
…
مُلُوكَ قُرُونٍ عَدُّهُنَّ كَثِيرُ
وإنّا وإنْ كَانَتْ أَسافِلُ قَومِنا
…
تَسَاوَى لَدَيهِم مُؤْمِنٌ وكَفُورُ
وبَاعُوا بدُنْيَاهُم فَضَائلَ دِينِهم
…
وفَاسِقُهُمْ لِلْمَاكِرينَ نَصِيرُ
فَقَدْ أَسْخُطْوا الرَّحْمنَ حَتَى أَهَانَهُمْ
…
ولَيسَ لَهُمْ لِلاِنْتِقَامِ شُعُورُ
فَمِنَّا أُنَاسَ فِي الدَّيَاجي نَواحُهُمْ
…
تَبين لَهُمْ عِندْ البُّكَاءِ صُخُورُ
يُنَادُونَ يَا رَحْمَنُ لُطْفًا فَإنَنَا
…
عَهِدْنَاكَ عَطْفًا لِلَّهُوفِ تَجِيرُ
فَيَا مَصْلِحَ الأحْوَالِ جَمَّلْ شُئُونَنَا
…
فأنْتَ لإصْلَاحِ الشُئُونِ جَدِيرُ
وأَنْتَ إلهُ العَالِمينَ بأَسْرِهِمْ
…
وأنْتَ سَمِيعٌ عَالِمٌ وبَصِيرُ
فَلَا يَأْسَ إذْ أَنْتَ القَدِيرُ وكُلُّ مَنْ
…
تَوَلَاّهُ يَأسٌ مِنْكَ فَهْو كَفُورُ
وصَلِّ وسَلّم يا إلهي تَفَضُلاً
…
عَلَى مَنْ بِذِكْرَاهُ القُلُوبُ تُنِيرُ
مَحَمَّدُ قُطْبُ المُرْسَلِينَ ومَنْ رَحَى
…
رِسالتِهِمْ جَمْعًا عليه تَدُورُ