الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آخر:
لِلْمَوتِ فَاعْمَلْ بِجِدٍ أَيُّهَا الرَّجُلُ
…
واعْلَمْ بِأَنَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ مُرْتَحِلُ
إِلَى مَتَى أَنْتَ فِي لَهُوٍ وَفِي لَعِبٍ
…
تُمْسِي وَتُصْبِحُ في اللَّذَّاتِ مُشْتَغِلُ
كَأَنَّنِي بِكَ يَاذَا الشَّيبِ فِي كُرَبٍ
…
بَينَ الأحِبَّةِ قَدْ أَودَى بِكَ الأَجَلُ
لَمَّا رَأوْكَ صَرِيعًا بَينَهُمْ جَزِعُوا
…
وَوَدَّعُوكَ وقَالُوا قَدْ مَضَى الرَّجُلُ
فَاعْمَلْ لِنْفْسِكَ يَا مِسْكِينُ فِي مَهَلٍ
…
مَا دَامَ يَنْفَعُكَ التِّذْكَارُ وَالْعَمَلُ
إنَّ التَّقِيَّ جِنَانُ الْخُلْدُ مَسْكَنُهُ
…
يَنَالُ حُورًا عَلَيها التَّأجُ وَالْحُلَلُ
وَالْمُجْرِمِينَ بِنَارٍ لا خُمُودَ لَهَا
…
فِي كُلّ وَقْتٍ مِنَ الأَوقَاتِ تَشْتَعِلُ
انْتَهَى
هذه قصيدة جميلة أزلنا ما فيها من الغلو وعوضنا عنه ما بين الأقواس:
كَأُنَ نُجُومًا أَومَضَتْ في الغَيَاهِبِِ
…
عُيُونُ الأَفَاعِي أَو رُءُوسُ العَقَارِبِ
إذا كانَ قَلْبُ المَرْءِ في الأَمْرِ حَائِرًا
…
فَأَضْيَقُ مِن تِسْعِينَ رَحْبُ السَبَاسِبِ
وتَشْغَلُني عَنِي وعَن كُلِّ رَاحَتِي
…
مَصَائِبُ تَقْفُوا مِثْلَهَا في المَصَائِبِ
إذَأ مَا أَتَتْنِي أَزْمَةٌ مُدْلَهِمَّةٌ
…
تُحِيطُ بِنَفْسِي مِن جَمِيعِ الجَوَانِبِ
تَطَلَّبْتُ هَلْ مِن نَاصِرٍ أَو مُسَاعِدٍ
…
أَلُوذُ بِهِ مِن خَوفِ سُوءِ العَواقِبِ
«فَلَسْتُ أَرَى إِلَاّ الذِي فَلَقَ النوى
…
هو الواحِدُ المُعْطِي كَثِيرُ المَواهِبِ»
«ومُعْتَصَمُ المُكْرُوبِ في كُلِّ غَمْرةٍ
…
ومُنْتَجَعُ الغُفْرَانِ مِن كُلِّ هَائِبِ»
«مُجِيبُ دُعا المُضْطَرِّ عِندَ دُعَائِهِ
…
ومُنْقِذُهُ مِن مُعْضِلاتِ النَّوائِبِ»
«مُعِيدُ الوَرَى في زَجْرَةٍ بَعد مَوتِهِم
…
لِفَصْلِ حُقُوقٍ بَينَهُم ومَطَالِبِ»
ففي ذَلِكَ اليومِ العَصِيبِ تَرَى الوَرَى
…
سُكَارَى وَلَا سُكْرٌ بِهِم مِن مَشَارِبِ
حُفَاةً عراةٌ خَاشِعِينَ لِرَبِّهِم
…
فَيَا وَيحَ ذِي ظُلْمٍ رَهِينَ المَطَالِبِ
فيأتوا لِنُوحٍ والخَلِيلِ وَادَمٍ
…
ومُوسَى وعِيسَى عِنْدَ تِلْكَ المَتاعِبِ
لَعَلَّهُمُ أَنْ يَشْفَعُوا عِندَ رَبِّهم
…
لِتَخْلِيصِهِمْ مِن مُعْضِلَاتِ المَصَاعِبِ
فما كان يُغْنِي عَنْهُمُوا عند هَذِهِ
…
نَبِيّ ولم يُظْفِرْهُمُ بالمآرِبِ
هَنَاكَ رسولُ الله يَأْتِي لِرَبهِ
…
لِيَشْفَعْ لِتَخْلِيصِ الوَرَى مِن مَتَاعِبِ
فَيَرْجِعُ مَسْرُورًا بِنَيلِ طِلابِهِ
…
أصَابَ مِن الرحمنِ أَعَلَى المَراتِبِ
سُلالةُ إسماعيلَ والعِرْقُ نَازِعُ
…
وأَشْرَفُ بَيتٍ مِن لُؤَي بنِ غالبِ
…
بِشَارَةُ عِيسَى والذي عنه عَبَّرُوا
…
بِشِدَّةِ بَأسِ بالضَّحُوكِ المُحَارِبِ
ومَن أَخْبَرُوا عنه بِأَنْ لَيسَ خُلْقُهُ
…
بِفَظٍ وفي الأَسْوَاقِ لَيسَ بِصَاخِبِ
ودَعْوَةُ إبْراهِيمَ عندَ بِنَائِهِ
…
بِمَكَّةَ بَيتًا فيهِ نَيلُ الرَّغَائِبِ
جَمِيلُ المُحَيَّا أَبْيَضُ الوَجْهِ رَبْعَةً
…
جَلِيلُ كَرَادِيسَ أَزَجُ الحَواجِبِ
صَبِيحٌ مَلِيحٌ أَدْعَجُ العَينِ أَشْكَلٌ
…
فَصِيحٌ لَهُ الإِعْجَام لَيس بشَائِبِ
وأَحْسَنُ خَلْقِ الله خُلْقًا وخِلْقَةً
…
وأَنْفَعُهُم لِلْنَّاس عِندَ النَّوائِبِ
وأَجْوَدُ خَلْقِ اللهِ صَدْرًا ونائِلاً
…
وأَبْسَطُهُم كَفًا عَلَى كُلِّ طَالِبِ
وأَعْظَمُ حُرٍّ لِلمَعَالِي نُهُوضُهُ
…
إلى الْمَجدِ سَامٍ لِلعَظائِمِ خَاطِبِ
تَرى أَشْجَعَ الفُرسَانِ لاذّ بِظَهْرِهِ
…
إذَا احْمَرَّ بَأسٌ في بَئِيسِ المَواجِبِ
وأذَاهُ قَومٌ مِن سَفَاهَةِ عَقْلِهِم
…
ولَم يَذْهَبُوا مِن دَينِهِ بِمَذاهِبِ
فمَا زَالَ يَدْعُو رَبَّهُ لِهُدَاهُمُ
…
وإنْ كَانَ قَدْ قَاسَى أَشَدَّ المَتَاعِبِ
ومَا زالَ يَعْفُو قَادرًا مِن مُسِيئِهِمْ
…
كما كانَ مِنه عَندَ جَبْذَةَ جَاذِبِ
ومَا زالَ طُولَ العُمرِ للهِ مُعْرِضًا
…
عَن البَسْطِ في الدُنيا وعَيشِ المَزَارِبِ
بَدِيعُ كَمَالٍ في المَعالِي فلا امْرؤٌ
…
يكُونُ لَهُ مِثْلاً ولا بِمُقَارِبِ
أتَانَا مُقِيمَ الدِينِ مِن بَعدِ فَتْرِةٍ
…
وتَحْرِيفِ أدْيَانٍ وطُولِ مَشَاغِبِ
فَيَا وَيلَ قَومٍ يُشْرِكُونَ بِرَبِهم
…
وفيهم صُنُوفٌ مِن وَخِيمِ المَثَالِبِ
ودِينُهُم مَا يَفْتَرونَ بِرَأْيِهِم
…
كَتَحْرِيمِ حَامٍ واخْتِرَاعِ السَّوائِبِ
ويَا وَيلَ قَومٍ حَرَّفُوا دِينَ رَبِّهِم
…
وَأفْتَوا بِمَصْنُوعٍ لِحفْظِ المناصِبِ
ويَا وَيلَ مَن أطْرَى بِوَصْفِ نَبِيِّهِ
…
فَسَمَاهُ رَبَّ الخَلْقِ إطْرَاءَ خَائِبِ
ويَا وَيلَ قَومٍ قَدْ أَبَارَ نُفُوسَهُمْ
…
تَكَلُّفُ تَزْوِيقٍ وَحُبُّ المَلَاعِبِ
ويَا وَيلَ قَومٍ قَدْ أَخَفَّ عُقُولَهُم
…
تَجَبُّرُ كِسْرَى واصْطِلَامُ الضَّرائِبِ
فأدْرَكَهُم فِي ذَاكَ رَحْمَةُ رَبّنَا
…
وقَدْ أَوجَبُوا مِنْهُ أَشَدَّ المَعَائِبِ
فَأَرْسَلَ مِنَ عَلْيَا قُرَيشٍ نَبِيَّهُ
…
ولَم يَكُ فِيمَا قَدْ بَلَوهُ بِكَاذِبِ
ومِنْ قَبْلِ هَذَا لَم يُخَالِطْ مَدَاس الْـ
…
ـيَهُودِ وَلَمْ يَقْرأ لَهُم خَطَّ كَاتِبِ
فأَوضَحَ مِنْهَاجَ الهُدَى لِمَنْ اهْتَدَى
…
ومَنَّ بِتَعْلِيمٍ عَلَى كُلِّ رَاغِبِ
وأَخْبَرَ عَن بَدْءٍ السماءِ لَهُمْ وعَنْ
…
مَقَامٍ مَخُوفٍ بَينَ أيدِي المُحَاسِبِ
وعن حُكْمِ رَبِّ العَرْشِ فيما يُعِينُهُم
…
وعَنْ حِكَمٍ تُرْوَى بِحُكْمِ التَجَارِبِ
…
وأَبْطَلَ أَصْنَافَ الخَنَا وأبَادَها
…
وأَصْنَافَ بَغْيٍ لِلْعُقُوبَةِ جَالِبِ
وبَشَّرَ مَن أَعْطَى الرَّسُولَ قِيَادَةً
…
بِجَنَةِ تَنْعِيمٍ وحُورٍ كَوَاعِبِ
وَأَوعَدَ مَن يَأبَى عِبَادَةَ رَبِّهِ
…
عُقُوبَةَ مِيزَانٍ وَعِيشَةَ قَاطِبِ
فأنْجَى بِهِ منْ شَاءَ رَبِي نَجَاتَهُ
…
ومَنْ خَابَ فَلْتَنْدَبْهُ شَرُّ النَّوادِبِ
فَأَشْهَدَ أنَّ اللهَ أَرْسَلَ عَبْدَهُ
…
بحَقٍ ولَا شَيءَ هُنَاكَ بِرَائِبِ
وقد كَانَ نُورُ الله فِينَا لِمُهْتَدٍ
…
وصِمْصَامُ تَدمِيرٍ عَلَى كُلِّ نَاكِبِ
وأَقْوَى دَلِيلٍ عِندَ مَن تَمَّ عَقْلُهُ
…
عَلَى أنَّ شُرْبَ الشَّرْعِ أَصْفَى المَشَارِبِ
تَوَاطُؤُ عُقُولٍ في سَلَامَةِ فِكْرِهِ
…
عَلَى كُلِّ مَا يأتِي بِهِ مِن مَطَالِبِ
سَمَاحَةُ شَرْعٍ في رَزَانَةِ شِرْعَةٍ
…
وتَحْقِيقِ حَقٍّ في إشَارَةِ حَاجِبِ
مَكَارِمُ أَخْلَاقٍ وَإِتْمَامُ نِعْمَةٍ
…
نُبُوَّة تألِيفٍ وسُلْطَانُ غَالِبِ
نُصَدِّقُ دِينَ المُصْطَفَى بِقُلُوبِنَا
…
عَلَى بَيِّنَاتٍ فَهْمُهَا مِن غَرَائِبِ
بَرَاهِينُ حَقٍّ أَوضَحَتُ صِدْقَ قَولِهِ
…
رَوَاهَا وَيَرْوِي كُلُّ شِبٍ وشَائِبِ
ومِنْ ذَاكَ كَمْ أُعْطَى الطعامَ لِجَائِهٍ
…
وكَمْ مَرَّةٍ أَسْقَى الشَّرابَ لِشَارِبِ
وكَمْ مِن مَريضٍ قَد شُفِي مِن دُعَائِهِ
…
وإن كَانَ قَدْ أَشْفَى لِوَجْبَةِ وَاجِبِ
ودَرَّتْ لَه شَاةٌ لَدَى أُمِّ مَعْبَدٍ
…
حَلِيبًا ولا تَسطَاعُ حَلْبَةَ حَالِبٍ
وقَدْ سَاخَ في أَرْضِ حِصَانُ سُرَاقَةٍ
…
وفيهِ حَدِيثٌ عن بَرَاءِ بنِ عَازِبِ
وقَدْ فَاحَ طِيبًا كَفُّ مَنْ مَسَّ كَفَّهُ
…
ومَا حَلَّ رَأْسًا حَبْسُ شَيبِ الذَّوائِبِ
وأَلْقَى شَقِيُّ القَومِ فَرْثَ جَزُورِهِمْ
…
عَلَى ظَهْرِهِ والله لَيسَ بِعَازِبِ
فأُلْقُوا بِبَدرٍ في قَلِيبٍ مُخَبَّثٍ
…
وَعَمَّ جَمِيعَ القَومِ شُؤْمُ المَدَاعِبِ
وأخْبَر أَنْ أَعْطَاهُ مَولَاهُ نُصْرةً
…
ورُعْبًا إلى شَهْرٍ مَسِيرةَ سَارِبِ
فأَوفَاهُ وَعْدَ الرُعْبِ والنَّصْرِ عَاجِلاً
…
وَأَعْطَى لَهُ فَتْحَ التَّبُوكِ ومَارَبِ
وأخْبَرَ عَنْهُ أَنْ سَيَبْلُغُ مُلْكُهُ
…
إلى ما رأى مِن مَشْرِقٍ ومَغَاَرِبِ
فأسْبَلَ رَبُّ الأَرْضِ بَعْدَ نَبِيِّهِ
…
فُتُوحًا تُوَارى مَا لَها مِن مَنَاكِبِ
وكَلَّمَهُ الأَحْجَارُ والعُجْمُ والحَصَى
…
وَتَكْلِيمُ هَذا النَّوعِ لَيسَ بِرَائِبِ
وحَنَّ لَهُ الجِذْعُ القَدِيمُ تَحَزُّنًا
…
فإنَّ فِرَاقَ الحُبِّ أدْهَى المَصَائِبِ
وأَعْجَبُ تِلْكَ البَدرُ يَنْشَقُّ عِندَهُ
…
وما هُو في إعْجَازِهِ مِن عَجَائِبِ
وشَقَّ لَهُ جِبريلُ بَاطِنَ صَدْرِهِ
…
لِغَسْلِ سَوَادٍ بالسُوَيدَاءِ لَازِبِ
…
وأَسْرَة عَلَى مَتْنِ البُرَاقِ إلى السَّمَا
…
فيا خَيرَ مَرْكُوبٍ ويَا خَيرَ رَاكِبِ
ورَاعَتْ بَلِيغُ الآي كُلَّ مُجَادِلٍ
…
خَصِيمٍ تَمَادَى في مِرَاءِ المَطَالِبِ
بَرَاعَةُ أُسْلُوبِ وَعَجْزُ مُعَارِضِ
…
بَلاغَةُ أَقْوالٍ وأَخْبَارُ غَائِبِ
وسَمَّاهُ رَبُّ الخَلْقِ أسْمَاءَ مِدْحَةٍ
…
تُبَيِّنُ مَا أَعْطَى لَهُ مِن مَنَاقِبِ
رَءُوفٌ رَحِيمٌ أَحْمَدٌ وَمُحَمَّدٌ
…
مُقْفَى ومِفْضَالٌ يُسَمَّى بِعَاقِبِ
إذا مَا أَثَارُوا فِتْنَةً جَاهِلِيَّةً
…
يَقُودُ بِبَحْرٍ زاخِرٍ مِن كَتَائِبِ
يَقُوم لِدَفْعِ اليَأسِ أَسْرَعَ قَومِهِ
…
بِجَيش مِن الأَبْطَالِ غُرِّ السَّلَاهِبِ
أَشٍدَاءُ يَومَ البَأْسِ مِنْ كُلِّ بَاسِلٍ
…
ومِنْ كُلِّ قَرْمٍ بالأسِنَّةِ لَاعِبِ
تَوَارُثُ إقْدَامًا ونُبْلاً وجُرْأَةً
…
نُفُوسُهُمَ مِن أَمَّهَاتٍ نَجَائِبٍ
جَزَى الله أَصْحَابَ النبيِّ مُحَمَّدٍ
…
جَمِيعًا كَمَا كانُوا لَهُ خَيرَ صَاحِبِ
وآلُ رَسولِ الله لا زَالَ أَمْرُهُم
…
قَوِيمًا عَلَى إرْغَامِ أَنْفِ النَّواصِبِ
ثلاثُ خِصَالٍ مِن تَعَاجِيبِ رَبِّنَا
…
نَجَابَةً أَعْقَابٍ لِوَالِدِ طَالِبِ
خِلَافَةُ عَبَّاسِ وَدِينِ نَبِيِّنَا
…
تَزَايدَ في الأَقْطَارِ مِن كُلِّ جَانِبِ
يُؤيِدُ دِينَ الله في كُلِّ دَورَةٍ
…
عَصَائِبُ تَتْلُو مِثْلَهَا مِن عَصَائِبِ
فَمِنْهُم رِجَالٌ يَدْفَعُونَ عَدُوَّهُمْ
…
بِسُمْرِ القَنَا وَالمُرْهَفَاتِ القَواضِبِ
ومِنهُم رِجَالٌ يَغْلِبُونَ عَدُوَّهُمْ
…
بِأقْوَى دَلِيلٍ مُفْحِمٍ لِلْمُغاضبِ
ومنهُم رِجَالٌ بَيَّنُوا شَرْعَ رَبّنَا
…
ومَا كَان فِيهِ مِن حَرَامٍ وَوَاجِبِ
ومنهم رِجَالٌ يَدْرَسُونَ كِتَابَهُ
…
بِتَجْوِيدِ تَرْتِيلٍ وحِفْظِ مرَاتِبِ
ومنهم رِجالٌ فَسَّرُوهُ بِعلْمِهِمْ
…
وَهُمْ عَلَّمُونَا ما بِهِ مِن غَرائِبِ
ومِنهم رِجالٌ بالحَدِيثِ تَوَلَّعُوا
…
ومَا كَانَ فِيهِ مِن صَحِيحٍ وَذَاهبِ
ومنهم رِجَالٌ مُخْلِصُونَ لِرَبّهِم
…
بِأنْفُسِهِم خُصْبُ البِلادِ الأَجَادِبِ
ومنهم رجالٌ يُهْتَدَى بِعِظَاتِهِم
…
قِيَامٌ إلى دِينِ مِنَ اللهِ وَاصِبِ
عَلَى اللهِ ربِ الناسِ حُسْنُ جَزَائهِم
…
بمَا لا يُوَافِي عَدَّهُ ذِهْنُ حَاسِبِ
فَمَنْ شَاءَ فَلْيَذْكُرْ جَمَالَ بُثَينَةٍ
…
ومَن شَاءَ فَلْيَغْزِلْ بِحُبِ الرَبَائِبِ
سَأَذْكُرُ حُبي لِلْحَبِيبِ مُحَمَّدٍ
…
إذا وَصَفَ العُشَّاقُ حُبَّ الحَبَائِبِ
ويَبْدُو مُحَيَّاهُ لِعَينِي في الكَرَى
…
بِنَفْسِي أَفْدِيهِ إذنْ وَالأقَارِبِ
وتُدْرِكُنِي في ذِكْرِّهِ قَشْعَرِيرَةٌ
…
مِنَ الوِجْدِ لَا يَحْوِيهِ عِلْمُ الأجَانِبِ
…
وأُلْفِي لِرُوحِي عِندَ ذَلِكَ هَزَّةً
…
وأُنْسًا وَرَوْحًا فيه وثْبَةُ واثِبِ