الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا مَنْ زَرَعْتَ الشَرَّ لنْ تَجْنيَ سِوَى
…
شَرِّ وحِقدٍ فِي الصُدَورَ دَفِينِ
سَيَزُولُ حُكْمُكَ يا ظَلُومٌ كَمَا انْقضَتْ
…
دُوَلٌ أولَاتُ عَسَاكِرٍ وحُصُونِ
سَتَهُبُّ عَاصِفَةٌ تَدُكُ بِنَاءَهُ
…
دَكًّا
…
ورُكْنُ الظُلْمً غَيرُ رَكِينِ
ماذا كَسَبْتَ وقد بَذَلْتَ مِن القُوَى
…
والمَالِ بَالآلافِ وَالْمِلْيُونِ؟
أَرْهَقْتَ أعْصَابَ البلاد ومَالَهَا
…
ورجَالَهَا في الهَدْمِ لا التَّكْوِين
وأدَرْتَ مَعْرَكَةً تأجّجَ نَارُها
…
مَعَ غير «چانِ بولٍ» ولا «كوهين»
هَلْ عُدْتَ، إلا بالهَزِيمَةِ مَرَّةً
…
ورَبِحْتَ غَير خَسَارَةِ المغْبُونِ؟
وحَفَرْتَ في كُلِّ القُلُوبَ مَغَاوِرًا
…
تَهْوِي بِهَا سُفْلاً إلى سَجِّينِ
وبَنَيتَ مِن أَشْلائِنَا وعِظَامِنَا
…
جَسْرًا بِهِ نَرْقَى لِعِلِّيِّينِ
وصَنَعْتَ باليد نَعْشَ عَهْدِكَ طَائِعًا
…
وَدَقَقْتَ إسْفَينًا إلى إسْفِينِ
وَظَنَنْتَ دَعْوَتَنَا تمُوتُ بِضَرْبَةٍ
…
خَابَتْ ظُنُونُكَ فَهْيَ شَرُّ ظُنُونِ
بَلِيَتْ سِيَاطُكَ والعَزَائِمُ لم تَزَلْ
…
مِنَا كَحَدِّ الصَّارِمِ المَسْنُونِ
إنَّا لعَمْرِي إنْ صَمَتْنَا بُرْهَةً
…
فالنَّارُ فِي البُرْكَانِ ذاتُ كُمُونِ
تَاللهِ ما الطُغْيَانُ يَهْزِمُ دَعْوةً
…
يَومًا، وفي التَّارِيخِ بَرُّ يَمِينِي
ضَعْ فِي يَدَي القَيدَ، أَلْهِبْ أَضْلُعِي
…
بِالسَّوطِ، ضَعْ عُنْقِي عَلىَ السِّكِينِ!
لنْ تَسْتَطِيعَ حِصَارَ فِكْرَي سَاعَةً
…
أو نَزْعَ إيمَانِي ونُورِ يَقِينِي!
فالنُوِرُ في قَلِبِي .. وقِلْبِي فِي يَدَي
…
رَبي .. ورَبي نَاصِرِي ومُعِينِي!
سَأَعِيشُ مُعْتَصِمًا بحَبْلِ عقيدِتي
…
وأَمُوتُ مُبْتَسِمًا لِيَحْيَا دِينِي!
آخر:
أَما آنَ عَمَّا أَنْتَ فيه مَتَابُ
…
وهَلْ لَكَ مِن بعدِ البِعادِ إيابُ
تَقَضَّتْ بِكَ الأعمارُ في غير طاعةٍ
…
سِوى عَمل تَرْضَاهُ وهْوَ سَرَابُ
إذا لم يَكُنْ للهِ فِعلك خالِصًا
…
فكلُ بناءِ قد بَنَيُتَ خَرابُ
فلِلِعَمَلِ الإخلاصُ شرطٌ إذا أتَى
…
وقَدْ وَافقتْهُ سُنةٌ وكِتَابُ
وقد صِينَ عن كُلِّ ابتداعٍ وكيف ذا
…
وقد طبَّق الآفاق منه عُبَابُ
طغى الماءُ مِن بَحرِ ابتداعٍ على الوَرَى
…
ولم يَنْجُ منه مَرْكَبٌ وركَابُ
وطُوفِانُ نُوح كانَ في الفُلك أهلُه
…
فنَجََّاهُمُ والكافِرُونَ تَبَابُ
فأنَّى لَنَا فَلْكٌ يُنَجِّي وَلَيتَهُ
…
يَطِيرُ بِنَا عَمّا نَراهُ غَرَابُ
…
وأينَ إلَى أَينَ المَطَارُ وكُلَّمَا
…
عَلىَ ظَهْرِهَا يَأْتِيكَ عَنْهُ عُجُابُ
نُسَائِلُ مَن دَارَ الأَراضِي سِياحَةً
…
عَسَى بَلْدةٌ فِيها هُدًى وصَوَابُ
فَيُخْبِرُ كُلٌّ عَن قَبَائِحِ مَا رَأى
…
ولَيسَ لأِهْلِيها يَكُونُ مَتَابُ
لأَنهِّمُ عَدُّوا قَبَائِحَ فِعْلِهِمْ
…
مَحَاسِنَ يُرْجَى عِنْدَهُمَّ ثَوابُ
كقومِ عُرَاةٍ في ذُرَى مِصْرَ مَا عَلَا
…
عَلىَ عَورَةٍ مِنْهُم هُنَاكَ ثِيَابُ
يَدُورُون فِيها كَاشِفِي عَوَرَاتِهِمْ
…
تَوَاتَرَ هَذَا لَا يُقَالُ كِذَابُ
يعُدُّونَهُمْ في مِصْرِهَا فُضَلَاءُ هُمْ
…
دُعَاؤُهُمْ فِيما يَرَونَ حُجَابُ
وفِيها وفِيها كُلَّمَا لا يَعُدُّهُ
…
لِسَانٌ ولا يَدْنُوا إليهِ خِطابُ
وفي كُلِّ مِصْرٍ مِثْلُ مِصْرَ وإنَّمَا
…
لِكُلٍّ مُسَمَّى والجَميعُ ذِئابُ
تَرَى الدِينَ مِثْلَ الشَّاةِ قَدْ وَثَبَتْ لَهَا
…
ذِئَابٌ ومَا عَنْهُ لَهُنَّ ذَهَابُ
فَقَد مَزَّقتْهُ بَعْدَ كُلَّ مُمَزّقٍ
…
فلَم يَبقَ مِنهُ جُثَّةٌ وَإهَابُ
وَلَيسَ اغْتِرَابُ الدِينِ إِلَاّ كَما تَرى
…
فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الاغْترابِ إِيَابُ
فيا غُرْبَةً هَلْ يُرْتجَى مِنْكِ أَوبَةٌ
…
فَيُجْبَرُ مِن هَذَا البِعَادِ مُصَابُ
فَلَمْ يَبْقَ لِلرَّاجِيِ سَلَامَةُ دِينِهِ
…
سِوَى عُزْلَةٍ فِيهَا الجَلِيسُ كِتَابُ
كِتَابٌ حَوَى كُلَّ العُلُوم وكُلُّ مَا
…
حَوَاهُ مِن العِلْمِ الشَّرِيفِ صَوَابُ
فإنْ رُمْتَ تَارِيخَا رَأَيتَ عَجَائِبًا
…
تَرَى آدَمًا إذْ كانَ وهْوَ تُرَابُ
ولاقَيتَ هَابيلاً قَتِيلَ شَقِيقِهِ
…
يُوَارِيهِ لَمَّا أَنْ أَرَاهُ غُرَابُ
وتَنْظُرُ نُوحًا وهْوَ فِي الفُلْكِ قَدْ طَفَا
…
عَلىَ الأَرْضِ مِن مَاءِ السَّمَاءِ عُبَابُ
وإِنْ شِئْتَ كُلُّ الأَنْبِياءِ وقَومِهِمْ
…
وما قَالَ كُلٌ مِنْهُمُ وأجَابُوا
ترَى كَلَّ مَا تَهوىَ ففِي القَومِ مؤْمِنٌ
…
وَأكثرُهُم قَدْ كذّبُوهُ وخَابُوا
وجَنَّاتِ عَدْن حُورَهُا ونَعِيمَهَا
…
ونَارًا بِهَا لِلْمُشْرِكِينَ عَذَابُ
فتِلكَ لأرْبابِ التُّقَاءِ وهذِهِ
…
لِكّلِّ شقيٍّ قدْ حواهَ عِقابَ
فإنْ تُرِدِ الوَعْظَ الذِي إنْ عَقَلْتَهُ
…
فإنَّ دُمُوعَ العَينِ عَنْهُ جَوَابُ
تجَدْهُ ومَا تَهْوَاهُ مِن كُلِّ مَشْرَبٍ
…
فلِلرُّوحِ مِنْهُ مَطْعَمٌ وشَرَابُ
وإنْ رُمْتَ أبْرَزَ الأدلةِ في الذي
…
تُرِيدُ فَمَا تَدْعُوا إليهِ تُجَابُ
تَدلُ عَلىَ التَّوحِيدِ فِيه قَوَاطِعٌ
…
بِهِا قُطِّعَتْ لِلْمُلْحِدِينَ رِقَابُ
وما مَطْلَبٌ إِلَاّ وفِيهِ دَلِيلُهُ
…
وَلَيسَ عَليه لِلذَّكِي حِجَابُ
…
وفيه الدَّوَا مِن كُلِّ دَاءٍ فِثِقْ بِهِ
…
فَوَاللهِ ما عَنْهُ يَنُوبُ كِتَابُ
وفي رُقْيَةِ الصَّحْبِ الدّيغِ قَضَّيةٌ
…
وقَرَّرَهَا المُخْتَارُ حِينَ أصَابُوا
ولَكِنَّ سُكَّانَ البَسِيطةِ أَصْبَحُوا
…
كَأَنَّهمُ عَمَّا حَوَاهُ غِضَابُ
فلا يَطْلُبُونَ الحقَّ مِنْهُ وإنَّمَا
…
يَقُولُونَ مْن يَتُلُوهُ فَهْوَ مُثابُ
وإنْ جَاءَهُم فِيه الدلِيلُ مُوَافِقًا
…
لِمَا كَانَ للآباء إلِيهِ ذَهَابُ
رَضَوهُ وإلَاّ قِيلَ هَذَا مُؤَوَّلٌ
…
ويُرْكَبُ في التأويلِ فِيه صِعَابُ
تَرَاهُ أَسِيرًا كُلُّ حَبْرٍ يَقُودُهُ
…
إلى مَذْهَبٍ قَدْ قَرَّرَتْهُ صِحَابُ
أَتُعْرِضُ عَنْهُ عَن رِيَاضٍ أَرِيضَةٍ
…
وَيعْتَاضُ جَهْلاً بالرياضِ هِضَابُ
يُرِيكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وغَيرُهُ
…
مَفَاوِزَ جَهْلٍ كُلَّهُا وشِعَابُ
يَزيدُ عَلىَ مَرِّ الجَدِيدَينِ جِدَّةً
…
فَألفَاظُهُ مَهْمَا تَلوتَ عِذابُ
وآياتُهُ في كُلِّ حِينٍ طَرِيَّةٌ
…
وتَبْلُغُ أَقْصَى العُمْرِ وهيَ كِعَابُ
وفِيهِ هُدًى لِلْعَالِمينَ وَرَحْمَةٌ
…
وفيه عُلَومٌ جَمّةَ وثوابُ
فَكُلُ كَلامٍ غيرُهُ القِشْرُ لَا سِوَى
…
وذا كُلَّهُ عِنْدَ اللَّبِيبِ لُبَابُ
دَعُوا كُلَّ قَولٍ غَيرَهُ ما سِوَى الذِي
…
أَتَى عَن رَسُولِ الله فَهْوَ صَوَابُ
وعَضُّوا عَلَيهِ بِالنَّواجِذِ واصْبِرُوا
…
عَلَيهِ ولَو لَم يَبْقَ في الفَمِ نَابُ
تَرَوا كُلَّما تَرْجُونَ مِن كُلِّ مَطْلُبٍ
…
إذَا كَانَ فِيكُمْ هِمَّةٌ وَطِلَابُ
أَطِيلُوا على السَّبْعِ الطِوَالِ وُقَوفَكم
…
تَدُرُّ عَلَيِكُم بالْعُلُوم سَحَابُ
وَكم مِن أَلُوَفٍ في المِئيِن وكَمْ بِهَا
…
أُلُوفًا تَجِدْ مَا ضَاقَ عَنه حِسَابُ
وفي طَي أثْنَاءِ المَثَانِي نَفَائِسُ
…
يَطِيبُ لَهَا نَشْرٌ ويُفْتَحُ بَابُ
وكمْ مِن فًصُولٍ في المُفَصَّلِ قَدْ حَوَتْ
…
أصُوُلاً إليهَا لِلَّذكِيِّ مَآبُ
وما كان في عَصْرِ الرُسُولِ وصَحْبِهِ
…
سِوَاهُ لِهَدْيِ العَالِمَينَ كِتَابُ
تَلَا فُصِّلَتْ لَما أَتَاهُ مُجَادِلٌ
…
فأُبْلِسَ حَتَّى لا يَكُونُ جَوَابُ
أَقَرَّ بِأَنَّ القَولَ فِيه طَلَاوَةٌ
…
وَيعلُو لا يَعْلو عَلَيهِ خِطَابُ
وأَدْبَرَ عَنْهُ هَائِمًا في ضَلَالِهِ
…
يُدَبِّرُ مَاذَا في الأنَامِ يُعَابُ
وقال وَصِيُّ المُصْطَفَى لَيسَ عِنْدَنَا
…
سِوَاهُ وإلَاّ مَا حَوَاهُ قِرَابُ
وإلَاّ الذِي أعْطاهُ فَهْمًا إلَهَُهُ
…
بآياتِه فاسْألْ عَسَاكَ تُجَابُ
فَمَا الفَهْمُ إلَاّ مِن عَطَايَاهُ لا سِوَى
…
بَلِ الخَيرُ كُلُ الخَيرِ مِنْهُ يُصَابُ
…
آخر:
بَكَتْ عَينِي وحُقَّ لَهَا بُكَاهَا
…
عَلَى نَفْسِي التِي عَصَتِ الإِلها
ومَن أولَى بِطُولِ الحُزْن منها
…
وبالآثامِ قَدْ قَطَعَتْ مَدَاهَا
فلا تَقْوَى تَصُدُّ عَن المَعَاصِي
…
ولا تَخْشَىَ الإِلهَ ولا تَنَاهَى
تَتُوبُ مِن الإِسَاءَةِ في صَبَاحٍ
…
وتَنْقُضُ قَبْلَ أن يَأتِي مَسَاهَا
وتنْكُثُ عَهْدَهَا حِينًا فحِينًا
…
كَأنَّ الله فيه لا يَراهَا
وَتَقْعُدُ عن حُقُوقِ الله عَمْدًا
…
وَتَبْغِي دَار مَالاً وَجاهَا