الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَلا تَتَكَثَّرْ بِدار الْبِلَى
…
فَإِنَّكَ فيها وَحيدٌ فَريدُ
أرى الْمَوْتَ دَيْنًا لَهُ عِلَّةٌ
…
فَتِلْكَ الَّتي كُنْتَ مِنها تَحَيدُ
تَيَقَّظْ فإنَّكَ في غَفْلَةٍ
…
يَميدُ بِكَ السُّكْرُ فيمَنْ يَميدُ
كَأنَّكَ لَمْ تَرَ كَيْفَ الْفَنا
…
وَكَيْفَ يَموتُ الْغُلامُ الْجَليدُ
وكَيْفَ يَموتُ المُسْنُّ الكَبيرُ
…
وكَيْفَ يَموتُ الصَّغيرُ الْوَليدُ
ومَنْ يَأْمَنُ الدَّهْرَ في وَعْدِهِ
…
ولِلدَّهْرِ في كُلِّ وَعْدٍ وَعيدُ
…
أراكَ تُؤَمِّلُ وَالشَّيْبُ قَدْ
…
أَتَاكَ بِنَعْيِكَ مِنْهُ بَريدُ
وتَنْقُصُ في كُلِّ تَنْفيسَةٍ
…
وأَنْتَ بِظَنِّكَ فيها تَزيدُ
وإحْسانُ موْلاكَ يا عَبْدَهُ
…
إِلَيْكَ مَدى الدَّهْرِ غَضٌّ جَديدُ
تُريدْ مِنَ اللهِ إحسانَهُ
…
فَيُعْطَيكَ أكثَرَ ممّا تُريدُ
ومَنْ شَكَرَ اللهَ لَمْ يَنْسَهُ
…
ولَمْ ينقَطِعْ عنْهُ مِنْهُ الْمَزيدُ
وما يَكْفُرُ الْعُرْفَ إلَاّ شَقٍيٌّ
…
وما يَشكُرُ اللهَ إلا سَعيدُ
وقال رحمه الله:
لِِطائِرِ كُلِّ حادِثَةٍ وُقوعُ
…
ولِلدُّنْيا بِصاحِبها وَلُوعُ
تُريدُ الأَمْنَ في دارِ الْبَلايا
…
وما تَنْفَكُّ مِنْ حَدَثٍ يَروعُ
وَقَدْ يَسْلو الْمَصائِبَ مَنْ تَغَزَّى
…
وَقَدْ يَزْدادُ في الْحُزْنِ الْجَزوعُ
هِيَ الآجالُ والأَقْدارُ تَجْري
…
بِقَدْرِ الدَّرِّ تُحْتَلَبُ الضُّروعُ
هِيَ الأَعْراقُ بالأَخْلاقِ تَنْمي
…
بِقَدْرِ أُصولِها تَزْكو الْفُروعُ
فَبالأَيّامِ يُحْصَدُ كُلُ زَرْعٍ
…
لِيَومِ حَصِادَهِ زُرِعَ الزُّرُوعُ
تَشَهَّى النَّفْسُ والشَّهَواتُ تَنْمي
…
فَلَيْسَ لِقَلْبِ صاحِبهِا خُشوعُ
وما تَنْفَكُّ دائِرَةُ بِخَطْبٍ
…
وما يَنْفَكُّ جَماعٌ مَنوعُ
مُعَلَّقَةَ بِثُغْرَتِهِ الْمَنايا
…
وفَوْقَ جَبينِهِ الأجَلُ الْخَدوعُ