الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقُلْ لِلعِدَى في كُلِ قُطْرٍ وجَانِبٍ
…
بِكُل النَّواحِي عُجْمُهَا والأعَارِبِ
أَنيبُوا وَإلَاّ فاسْتِعدُّوا وأَجْمِعُوا
…
لِبْيضِ وفُرْسَانٍ وجُرْدٍ شَوَازِبِ
جُنُودٌ تُرِيك في ضِيَا الشَّمْسِ ظُلْمَةً
…
تُرى البَيضَ فيها كالنُجُومِ الثَّواقِبِ
إذَا مَا غَزَوا بالجَيِشِ حَلَّقَ فَوقَهُم
…
عَصَائِبُ طَيرٍ تَهْتَدِي بِعَصَائِبِ
تُلازَمُهُمُ حتَّى يُغِرْنَ مَغَارَهُمْ
…
مِن الضَّارِيَاتِ بالدمَاءِ الَّدوَارِبِ
هُمُو مَعْشَرُ الإِخوانِ دَامَ سُرُورُهُم
…
ولا سُرَّ مَن يَرْمُيهُمُو بالمَعَائِبِ
لَهُمْ أُسْوةٌ في فِعْلِ صَحْبِ نَبِّيهم
…
وهِمِّتُهُم مَصْرُوفَةٌ في العَوَاقِبِ
فَيا رَبِّي يَا مَنَّانُ يَا مَنْ لَهُ البَقَاءُ
…
ويَا خَيرَ مَن يُرْجَى لِنَيل المآرِبِ
أَعِذْهُم مِن الإِعْجَابَ مَعْ كُلِّ فِتْنَةٍ
…
وثَبِتْهُمُو يَا رَبِّ يَا خَيرَ وَاهِبِ
وصَلِّ إِلهي مَا تألقَ بَارِقٌ
…
ومَا انْهَلَّ وَدْقٌ مِن خِلالِ السَّحَائِبِ
ومَا طَلَعَتْ شَمْسٌ ومَا حَنَّ راعِدٌ
…
عَلَى السَّيِدِ المُخْتَارِ مِن نَسْلِ غَالِبِ
كَذا الآلُ والأصحابُ مَعْ كُلِ تَابعٍ
…
وتَابِعِهم مَا ضَاءَ نُورُ الكَوَاكِبِ
هذه أرْجُوزَةٌ فيها عِبَرٌ وَمَواعِظ ذُكِر فيها كثيرُ من الخُلْفَاء:
الحَمْدُ للهِ العَظِيمِ عَرْشُهُ
…
القَاهِرِ الفَرْدِ القَوِيِّ بَطشهُ
مُقَلِّبِ الأيَامِ والدُهُورِ
…
وجَامِعِ الأنَامِ لِلنُشُورِ
ثُمَّ الصَّلاةُ بِدَوامِ الأَبَدِ
…
عَلَى النَّبِي المُصْطَفَى مُحَمَّدِ
وآلهِ وصَحْبِهِ الكِرَامِ
…
السَّادَةِ الأَئِمَةِ الأَعْلامِ
وبَعْدُ إن هَذه أُرجوزةٌ
…
نَظمتها لَطِيفَةٌ وجِيزَهْ
نَظَمّتُ فيها الرَّاشِدِينَ الخُلَفَا
…
مَن قَامَ مِنْ بَعْدَ النبي المصطفَى
ومَنْ تَلاهَمْ وهلُمَّ جَرَّا
…
جَعَلْتُهَا تَبْصِرةً وذِكْرَى
لِيَعْلَمَ العَاقِلُ ذُو التبصير
…
كَيفَ جَرَتْ حَوَادثُ الأُمُورِ
وكُلُ ذِي مَقْدِرَةٍ ومُلْكِ
…
مُعَرَّضُونَ لِلْفَنَا والهُلْكِ
وفي اخْتَلافِ اللِيلِ والنَّهَارِ
…
تَبّصِرةٌ لِكُلِ ذِي اعْتِبَارِ
والمَلِكُ الجَبَّارُ في بِلَادِهِ
…
يُورِثُهُ مَنْ شَاءَ مِن عِبَادِهِ
وكُلُّ مَخْلُوقِ فلِلْفَنَاء
…
وكُلُ مُلْكٍ فإلَى انْتِهَاءِ
ولا يَدُومُ غَيرُ مُلْكِ البَارِي
…
سُبْحَانَهُ مِن مَلِكٍ قَهَّارِ
مُنْفَردٍ بالعِزِّ والبَقَاءِ
…
ومَا سِوَاهُ فإلَى انْقِضَاءِ
أَوَّلُ مَن بُويِعَ بالخِلَافِةِ
…
بَعْدَ النَّبِي ابْنُ أبي قُحَافَهْ
أعْنِي الإِمَامَ الهَادِيَ الصِّدِيقَا
…
ثُمَّ ارْتَضَى مِن بَعْدِهِ الفارُوقَا
الفَاتِحَ البِلادَ والأمْصَارَا
…
واسْتَأصَلَتْ سُيُوفُهُ الكُفَّارِا
وقَامَ بالعَدْلِ قِيامًا يُرْضِي
…
بِذَاكَ جَبَّارُ السَّمَاء والأرْضِ
ورَضِيَ النَّاسُ بِذِي النُورَينِ
…
ثُمَّ عَليٍّ وَالدِ السِّبْطَينِ
ثُمَّ أَتَتْ كَتَائِبُ مَعَ الحَسَنْ
…
كَادُوا بأنْ يجَدِّدُوا بِهَا الفِتَنْ
فأَصْلَحَ اللهُ عَلَى يَدَيهِ
…
كَمَا عَزَا نَبِيُّنَا إليهِ
وجَمَعَ النَّاسَ عَلَى مُعَاوِيَةْ
…
وَنَقَلَ القِصَّةَ كُلُّ رَوِايَةْ
فَمَهَّدَ المُلْكَ كَمَا يُرْيِدُ
…
وقَامَ فِيهِ بَعْدهُ يَزِيدُ
ثُمَّ ابْنُهُ وكَانَ بَرًّا رَاشِدَا
…
أعَنْي أبَا لَيلَى وكَانَ زَاهِدَا
فَتَركَ الإمْرةَ لَا عَنْ غَلَبَهْ
…
ولَمْ يَكُنْ إليهَا مِنْهُ طِلْبَهْ
وابنُ الزُبَيّرِ بالحِجَازِ يَدْأبُ
…
في طَلَبِ المُلْكِ وفيهِ يَنْصِبُ
وأهلُ شامٍ بَايَعُوا مَرْوَانَا
…
بحُكْمِ مَنْ يَقُولُ كُنْ فَكَانَا
ولَمْ يَدُمْ في المُلْكِ غَيرَ عَامِ
…
وعَافَصَتْهُ أسْهُمُ الحِمْامِ
واسْتَوثَقَ المُلْكَ لِعَبْدِ المَلِكِ
…
ونَارُ نَجْمِ سَعْدِهِ في الفَلكِ
وكُلُ مَن نَازَعَهُ في المُلْكِ
…
خَرَّ صَرِيعًا بِسُيُوفِ الهُلْكِ
وقَتلَ المُصْعَب بالعرَاقِ
…
وَسَيَّرَ الحَجَاجَ ذَا الشِّقَاقِ
إلى الحِجَازِ بِسُيُوفِ النِّقَمِ
…
وابْنُ الزُبَيرِ لَائِذٌ بالحَرَمِ
فَجَارَ بَعْدَ قَتْلِهِ بِصَلْبِهِ
…
ولَمْ يَخَفْ في أمْرِهِ مِن رَبِّهِ
وعِنْدَمَا صَفَتْ لَهُ الأُمْورُ
…
تَقَلَّبَتْ بِجِسْمِهِ الدُهُورُ
ثُمَّ أتَىَ مِن بَعْدِهِ الوَلِيدُ
…
ثُمَّ سُلَيمانُ الفَتَى الرَّشِيدُ
ثُمَّ اسْتَفَاضَ في الوَرَى عَدْلُ عُمَرْ
…
تَابَعَ أمْرَ رَبِّهِ كَمَا أَمَرْ
وكَانَ يدعى بأشج القومِ
…
وذِي الصلاة والتقى والصومِ
فَجَاءِ بِالَعَدْلِ وبالإِحسانِ
…
وكَفَّ أهْلَ الظُلْمِ والطُغْيَانِ
مُقْتَديًا بِسُنَّةِ الرَّسُولِ
…
والرَّاشِدِينَ مِن ذَوي العُقُولٍ
فَجُرِّعَ الإِسْلامُ كأْس فَقْدِهِ
…
ولَمْ يَرَوا مِثْلاً لَهُ مِنْ بَعْدِهِ
ثُمَّ يَزْيِدُ بَعْدَهُ هِشَامُ
…
ثُمَّ الوَلِيدُ فُتَّ مِنْهَ الهَامُ
ثُمَّ يَزْيِدُ وهَو يُدْعَى النَّاقِصَا
…
فَجَاءَه حِمَامُهُ مُعَافِصَا
ولَمْ تَطُلْ مُدَّةُ إبْرَاهِيما
…
وكَانَ كُلَّ أَمْرِهِ سَقِيمَا
وأُسْندَ المُلْكُ إلى مَرْوَانَا
…
فَكَانَ مِن أُمُورِهِ مَا كَانَا
…
وانْقَرَضَ المُلْكُ عَلَى يَدَيهِ
…
وحَادِثُ الدَّهْرِ سَطَا عَلَيهِ
وقَتْلهُ قَدْ كَانَ بالصَّعِيدِ
…
ولَمْ تُفِدْهُ كَثْرةُ العَدِيدِ
وكَانَ فِيه حَتْفُ آلِ الحَكَمِ
…
واسْتُنْزِعَتْ عَنْهُمُ ضُرُوبُ النِعَمِ
ثُمَّ أتَى مُلْكُ بَنِي العَبَّاسِ
…
ما زَالَ فِينَا ثَابِتٌ الأَسَاسِ
وجَاءَتِ البَيعَةُ مِن أرْضِ العَجَمْ
…
وقُلِّدَتْ بَيعَتهمُ جُلُّ الأُمَمْ
وكُلُ مَن نَازَعَهُم مِن الأُممْ
…
خَرَّ صَرِيعًا لِليَدَينِ والفَمْ
وقَدْ ذَكَرتُ مَن تَولَى مِنْهُمُ
…
حِينَ تَولَى القَائِمُ المُستَعْصِمُ
أَوَّلُهمُ يُنْعَتُ بالسَّفَاحِ
…
وبَعْدَهُ المَنْصُورُ ذُو الجَنَاحِ
ثُمَّ أتَىَ مِن بَعْدِه المَهْدِيُ
…
يَتْلُوه مُوسَى الهادِيُ الصَّفِيُ
وجَاءَ هَارُونُ الرَّشِيدُ بَعْدَهُ
…
ثُمَّ الأَمِين حِينَ ذَاقَ فَقْدَهُ
وقَامَ بَعْدَ قَتْلِهِ المأْمُونُ
…
وبَعْدَهُ المُعْتَصِمُ المكِينُ
واسْتَخْلفَ الوَاثِقُ بَعْدَ المُعْتَصِمْ
…
ثُمَّ أخُوُهُ جَعْفَرُ مُوفِي الذِّمَمْ
وأخْلَصَ النِيَّة في التَوَكُّلِ
…
للهِ ذِي العَرشِ الجَلْيِلِ الأَولِ
فأدْحَضَ البِدْعةَ في زَمَانِهِ
…
وقَامَت السُنِّةُ في أوَانِهِ
ولم يُبَقَّ فِيهَا بِدْعَةٌ مُضِلَّهْ
…
وأَلْبِسَ المُعْتَزِليَّ ثَوبَ ذِلَّهْ
فرحمة الله عَلَيَنا وعَلَيهْ
…
ما غَار نَجْمٌ في السماء أو بَدَا
وبَعْدَهْ اسْتَوَلَى وقَام المُعْتُمِدْ
…
ومَهَّدَ المُلْكَ وسَاسَ المُعْتَضِدْ
وعِنْدَمَا اسْتُشْهِدَ قَام المُنْتَصِر
…
والمُسْتَعِينُ بَعْدَهُ كَما ذُكِرْ
وجَاءَ بَعْدَ مَوتِهِ المُعْتَزُّ
…
والمُهْتَدِي المُلْتَزِمُ الأعَزُ
والمُكْتَفِي في صُحْفِ العُلَا أسْطُرْ
…
وبَعْدَهُ سَاسَ الأُمُورَ المُقْتَدِرْ
واسْتَوثَقَ المُلْكُ بِعز قاهِرِ
…
وبَعْدَهُ الرَّاضِي أخُو المَفَاخِرِ
والمُتَّقِي مِن بَعْدِ ذَا المُسْتَكْفِي
…
ثُمَّ المُطِيعُ ما بِهِ مِن خُلْفِ
والطَّائِعُ الطَّائِعُ ثُمَّ القَادِرُ
…
والقَائِمُ الزَّاهِدُ وَهُوَ الشَّاكِرُ
والمُقْتَدِي مِن بَعْدِهِ المُسْتَظْهِرُ
…
ثُمَّ أتَى المُسْتَرشِدُ المُوَقَّرُ
وبَعْدَهُ الرَّاشِدُ ثُمَّ المُقْتَفِي
…
وحِينَ مَاتَ اسْتَنْجَدُوا بِيُوسُفِ
المُسْتَضِي والعَدْلُ قِيلَ في أَفْعَالِهِ
…
والصِّدْقُ أيضًا قِيلَ في أقْوالِهِ
والنَّاصَرُ الشَّهْمُ الشَّدِيدُ البَاسِ
…
ودَامَ طُولَ مُكْثِهِ في النَّاسِ
…
ثُم تَلاهُ الظَّاهِرُ الكَرِيمُ
…
وعَدْلُهُ بَعْضُ بِهِ عَلِيمُ
ولِمْ تَطُلْ أيَّامُهُ في المَمْلَكَةْ
…
غَيرَ شُهُورٍ واعْتَرتْهُ الهَلَكَهْ
وعَهْدُهُ كَانَ إلى المُسْتَنْصِرِ
…
العَادِلِ البَرِ الكَرِيمِ العُنْصُرِ
دَامَ يَسُوسُ النَّاسَ سَبْعَ عَشْرَهْ
…
وأشْهُرًا بِعَزَمَاتِ بَرَّهْ
ثُمَّ تَوَّفى عَامَ أربَعِينَا
…
وفي جُمادَى صَادَفَ المنُونَا
وبايعَ الخَلائِقُ المُسْتَعْصِمَا
…
فَقَامَ بالأمْرِ الذي قَدْ ألزمَا
فأرْسَلَ الرُسْلَ إلى الآفاقِ
…
يَقضُونَ بالبَيعَةِ والوفَاقِ