الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقولون حاشا ما نثرب داعيًا
…
إذا ما دعا يومًا إلى الله ذا جرم
وباعده حتى تبيِّن حالَه
…
ولم يتوصلْ كالغبيِّ إِلى إِثم
فإِن صدقَ المهجورُ فهو مقدَّمٌ
…
على غيره من صاحبٍ وذوي رَحم
وحقّ امرئٍ لله هاجَر نحونا
…
أَكيد وفي الأَموال إن عال ذو سهم
فهذا الذي قلنا وهذا اعتقادُنا
…
فمن كان ذا ردٍّ فلا يك ذا كَتمِ
فإِن كان حقًّا فالرِّشادُ قبوله
…
وإِلا مع المنثورِ نرميه بالنظم
وصلِّ على الهادي أَمين إلهه
…
وأَصحابه والآل ما ضاء من نجمِ
وقال رحمة الله عليه:
تلأَلأَ نورُ الحقِّ في الخلق واستما
…
وبان لمن بالحقِّ قد كان مغرَما
محاسنُ ما يدعو إِليه محمَّدٌ
…
نبي الهدى من كان بالله أَعلما
من الدِّين والتوحيدِ والنورِ والهدى
…
فليس بها لبس على مَنْ تَجَشَّما
وسار إِلى أَعلى بها متيمِّمًا
…
على المنهجِ الأَسنى الذي كان أَقوما
ومستيقنًا بل مؤمنًا ومصدقًا
…
بأَنَّ رسولَ اللهِ قد كان أَحكما
وأَعلم بالحقِّ الذي قد أَتى به
…
عن اللهِ إذ قد كان لا شكِّ قيِّما
ومن ذاك أَن الحج ركنٌ وفرضه
…
على الخلقِ طرًا كان أَمرًا مُحتَّما
ولا عذرَ في هذا لِمَنْ كان قادرًا
…
عليه بِلَا عُذْرِ ولا كان مُعْدَما
وسَنَّ رسولُ الله فيه مناسكًا
…
تقدمه فيها الخليلُ لِتَعْلما
فسار على منهاجِه وطريقه
…
ليُحيي مِنها مَا عفا وتَهَدَّما
فمن صدَّق المعصومَ فيما أتى به
…
وكان به مُتْيَقِّنًا ومعظِّمَا
تيقَّنَ من غير ارتيابٍ ومريةٍ
…
بأَن الذي قد سَنه كانَ أَحكما
وحِكْمَتُهُ مَعْلُومةٌ مُسْتَنِيرةٌ
…
لِمَنْ كانِ لِلشَّرْعِ الشريفِ مُقدِّما
ولَمْ يَسْتربْ في شَرْعِه باعْتِرَاضِهِ
…
على النقلِ بالعقلِ الذي كان مُظلِما
كَهَذا الذي أَبْدَى لِسُوءِ اعْتِقَادِهِ
…
سُؤالاً وقد أَضْحَى به مُتَهَكِّمَا
وأَظهر أَن الحقَّ لم يستبن له
…
وقد كان لا يخفى على مَن تَعلَّما
وقد كان معلومًا من الدين واضحًا
…
ومِنْهَاجُهُ قدْ كَان والله لهجما
ومن كان لا يدري بها وهو جاهلٌ
…
فيكفيه منها أَن يكونَ مُسلما
ويؤمن بالشرع الذي قد أَتى به
…
أَجلُّ الورى مَن كان بالله أَعلما
…
ولكنهم في غَرَّةٍ مِن ضَلَالِهم
…
وفي غَيِّتهِمْ بُعْدًا لِمَنْ كان مُجْرِمَا
فقل لزعيم القومِ ناصرِ مَن غدا
…
عن الخير مُزْوَرًا وقد حازَ مأْثما
ثكلتك من خَبٍّ لئيم هبينغ
…
يرى أَن ما أَبداه حقًّا فأقدما
وأَظهر مكنونًا من الغيِّ جهرةً
…
لدى الناسِ مكشوفَ القِناع ليُعلما
وقل للغوي الفدمِ ويَحك ما الذي
…
دعاك إِلى أَن قلت قولاً محرَّما
أَخِلْتَ طريقَ الحقِّ ليس بواضحٍ
…
وأَن طريق الغَيِّ قد كان قَيِّمَا
لعمري لقد أَخطأتَ رُشْدك فاتَّئد
…
فلست بكُفوٍ أَن ترى متقدَّما
فقدْ حُدتَ عن نهج الهداةِ وإنما
…
سلكتَ طريقًا للضلالةِ مُظلما
طريقًا وخيمًا للغواةِ الذين هم
…
فلاسفة دهرية أَورثوا العمى
كنحو ابن سينا بل أَرسطو وقومه
…
وأَتباعه ممن مضى وتَقَدَّما
طريقتهم ما تقضيه عقولُهم
…
وإن خالفَ الشرعَ الشريفَ المُقدما
فسرتَ على آثارِ من ضلَّ سعيهم
…
وكانوا ببيداءِ الضلالةِ هُوّما
وآثار أَقوام يروا أَن دينَهم
…
ومذهَبهم قد كان أَهدى وأَحكما
فما تقتضى آراؤهم وعقولُهم
…
وما استحسنوا من ذاك قد كان أَقوما
لذا عارضوا المنقولَ مما أَتى به
…
من الشرعِ من قد كان بالله أعلما
بمعقولٍ ما قدْ أصّلوه برأْيهِم
…
وقانون كفرٍ أَحْدَثٌوه تحكما
ورَدوا بِذي القانونِ أَحكام شرعه
…
فقالوا به شرًّا عظيمًا ومأْثما
وقد رامَ هذا الوغدُ أَن يقتدي بهم
…
وأَن يقتفي آثار مَنْ كانَ أَظلما
فعارضَ ما قد سنَّه سيد الورى
…
لأُمته في الحجِّ نُسكٌا وأَحكما
بمعقولِه في بعضِ أسئلة له
…
توهمها حقًا فأَدَّتْ إِلى العَمى
فيسأل عن تقبيلنا الحجرَ الذي
…
لدى الركنِ موضوعًا هناك مُعظَّما
وقد كانَ في تقبيلهِ واستلامه
…
مظاهرةَ الأَوثانِ فيما تَوهَّما
على زعمه فيما يَراه بِعقْلِه
…
وقد كان معلومًا من الشرعِ مُحكما
وعن سعينا بين الصفاء ومروةٍ
…
وعن رملٍ قد سنَّه مَنْ تَقدَّمَا
وما القصدُ في ذبحِ الذبايح في منًى
…
وإدخالهم في النسكِ أَمرًا مُحَرَّما
كمنع الورى عَن أَكلهم من لحومِها
…
ودفن لها في الأَرض ظُلمًا ومأْثما
ولو صُرفت فيما يَراه بعقلِه
…
لإِصلاح آبار تُعَدُّ وترتما
…
لحجاج بيتِ الله أَو طرقٍ لهم
…
وتنظيفها أَو في تكايا ليعلما
ويعرفُ منها القصدُ والنفعُ للورى
…
فتبًا لهذا الرأْي ما كان أَوخَمَا
وما القصدُ في رمي الجمارَ التي رمى
…
بهنَّ خليلُ اللهِ من كان قدْ رَما
وسنَّ رسولُ اللهِ ذلك واقتفى
…
بآثارِ من قد كان بالله أَعلما
وما القصد في وضع البنائن حاجزًا
…
لدجى عرفاتٍ عن سواها لتُعلما
وهل ذاك حدُّ فاصلٌ بين ربنا
ذذ
…
وبين الورى فيما رأَى وتَوَهَّما
أَم القصد حدٌّ فاصلٌ بين جنةٍ
…
ونار فهذا قَوْلُ مَنْ كان أَظلما
ويسأَل عمن قد أَتى من بلاده
…
وقد جابَ أَخطارًا لها وتَجَشَّمَا
فما كان مقبولا لديه لأَنَّه
…
لدى عرفاتٍ لم يقِفُ حين أقدما
وقد جاء إيمانًا وحبًا وطاعةً
…
لمولاه يرجو العفو إذ كان مُجرما
ومن كان فيها واقفًا متقدِّمًا
…
ولكنه للَّهو أَضحى مُقدَّما
وفي لعب أَو في ممارسة لما
…
يروقُ له في أَهله قبل من عمى
فذلك مقبولٌ لديه ولو أتى
…
بشيءٍ من المكروُه أَو كان مُجْرما
فأَية مقصودٍ وأَية حكمةٍ
…
لذاك اقتضت لَمَّا لها الشرعُ أَحكما
أَيحسن منا أَن نحج ولم نكن
…
بحكمتها ندري فما هي لتعلما
ويسأَل عمَّن كان للناسِ مرشدًا
…
وبالعلمِ والإِصلاحِ للناس قَدْ سَما
وقد عاش دهرًا ثم مات ولم يكن
…
إلى البيت ممَّن قد أَهلَّ وأَحرما
وقد كان فيما قبل يرحلُ دائمًا
…
إِلى أيّ أَرض شاءها مُتَيمَّمَا
فما السبب الدَّاعي إِلى ترك حجةٍ
…
وقد كان ذا علمٍ وكان مُعلِّما
كذلك عن حال الملوك ونحوهم
…
من الوزرا ممن عسى أن يعظما
وكالأَغنياءِ المترفين وغيرِهم
…
من الناسِ ممنْ لَيْس قد كان مُعدما
ونحن نرى الحجاجَ من كلِّ وجهةٍ
…
سواهم فما عذر الذي كان أَجرما
وما السرُّ في تركِ الملوكِ وغيرهم
…
من الأَغنيا الحجَّ فرضًا محتمًا
وما القصدُ في هذا لمن كان قادرًا
…
على الحجِّ ممن قد أَساءَ وأَجْرَمَا
فهذا اعتراضُ الفدمِ للشرعِ بالَّذي
…
تخيله في عقلِه وتَوَهَّما
ودُونَك في المنثور ما قد أَجبته
…
وقد كان حقَّا أَن يهاضَ ويهضما