الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا مُلْكَ إِلا مُلْكُهُ عَزَّ وجْهُهُ
…
هُوَ الْقَبْلُ في سُلْطانِهِ وهُوَ الْبَعْدُ
فَيا نَفْسُ خافي اللهَ واجْتَهِدي لَهُ
…
فَقَدْ فاتَتِ الأَيّامُ واقْتَرَبَ الْوَعْدُ
فَخَيْرُ الْمَماتِ قَتْلَةٌ في سَبيلِهِ
…
وخَيْرُ الْمَعاشِ الْخَفُّ والْحِلُّ والْقَصْدُ
تَشَاغَلْتُ عَمّا لَيْسَ لي مِنْهُ حِيلَةٌ
…
ولا بُد مِمّا لَيْسَ مِنْهُ لَنا بُدُّ
عَجِبْتُ لِخَوْضِ النّاسِ في الْهَزْلِ بَيْنَهُمْ
…
صراحًا كَأنَّ الهَزْلَ بَيْنَهُمُ جِدُّ
نَسُوا المَوْتَ فارْتاحوا إلى اللَّهْوِ والصِّبا
…
كَأنَّ الْمَنايا لا تَروحُ وَلا تَغْدُو
وقال رحمه الله:
أَرى الشَّيْءَ أحْيانًا بِقَلْبي مُعَلَّقا
…
فَلا بُدَّ أنْ يَبْلى وَأَنْ يَتَمَزَّقا
تَصَرَّفْتُ أَطْوارًا أرى كُلَّ عِبْرَةٍ
…
وَكانَ الصِّبا مِنّي جَديدًا فَأخْلقَا
وَكُلُّ امْرِئٍ في سَعْيِهِ الدَّهْرُ رُبَّما
…
تَفَتَّحَ أحْيانًا لَهُ أَوْ تَغَلَّقا
ومَنْ يُحْرَمِ التَّوْفيقَ لَم يُغْنِ رَأْيُهُ
…
وحَسْبُ امْرِئٍ مِنْ رَأْيِهِ أنْ يُوَفقَّا
وَما زادَ شَيْءٌ قَطُّ إلا لِنَقْصِهِ
…
وما اجْتَمَعَ الإلْفانِ إلا تَفَرَّقا
…
أنا ابْنُ الأَلى بادُوا فَلِلْمَوْت نسْبتي
…
فَيا عَجَبًا ما زِلْتُ بِالْمَوْتِ مُعْرِقا
وَثِقْتُ بِأيّامى عَلى غَدَارتِها
…
وَلمْ تُعْطِِني الأَيّامُ مِنْهُنَّ مَوْثِقا
ألَا حُقَّ لِلْعاني بِما هُوَ صائِرٌ
…
إلَيْهِ وَشيكًا أنْ يَبيتَ مُؤَرَّقا
أَيا ذِكْرَ مَنْ تَحْتَ الثرى مِنْ أَحِبَّتي
…
وَصَلْتُ بِهِمْ عَهْدي عَلى بُعْدِ مُلْتَقى
تَشَوَّقْتُ فَارْفَضَّتْ دُموعِي وَلم أكُنْ
…
بِأوَّلِ مَحْزونٍ بَكى وَتَشَوَّقا
وقال رحمه الله تعالى:
الرِّفْقُ يَبْلُغُ ما لا يَبْلُغُ الْخَرَقُ
…
وقَلَّ في النّاسِ مَنْ يَصْفُو لَهُ خُلُقُ
لَمْ يَقْلَقِ الْمَرْءُ عَنْ رُشْدٍ فَيتْرُكهُ
…
إلَاّ دَعاهُ إلى ما يَكْرَهُ الْقَلَقُ
الْباطِلُ الدَّهْرَ يُلْفى لا ضِياءَ لَهُ
…
وَالْحَقُّ أَبْلَجُ فيهِ النُّورُ يَأْتَلِقُ
مَتى يُفِيقُ حَريصٌ دائِبٌ أَبَدًا
…
وَالْحرْصُ داءٌ لَهُ تَحْتَ الْحَشا قَلَقُ
يَسْتَغْنِمُ النّاسُ مِن قَوْمٍ فَوائِدَهُمْ
…
وإِنَّما هِيَ في أعناقِهِمْ رَبَقُ
ويَجْهَدُ النّاسُ في الدُّنيا مُنافَسَةً
…
ولَيْسَ لِلناسِ شَيْءٌ غَير ما رُزِقوا
يا مَنْ بَنى الْقَصْرَ في الدُّنيا وشَيَّدَه
…
أسَّسْتَ قَصْرَكَ حَيْثُ السَّيْلُ والْغَرَقُ
لا تَغْفُلَنَّ فَإنَّ الدّارَ فانِيَةٌ
…
وشُرْبُها غُصَصٌ وَصَفُوْها رَنَقُ
وَالْمَوْتُ حَوْضٌ كَرِيهٌ أنْتَ وارِدُهُ
…
فانْظُرْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ يا مَئِقُ
اسْمُ الْعَزيزِ ذَليلٌ عِنْدَ ميتَتِه
…
واسْم الْجَديدِ، بُعَيْدَ الْجِدَّةِ، الْخَلَقُ
يَبلى الشَّبابُ وَيُفْني الشَّيْبُ نَضْرَتَهُ
…
كَما تَساقَطُ عَنْ عِيدانهِا الْوَرَقُ
ما لي أَراكَ وما تَنْفَكُ مِنْ طَمَعٍ
…
يَمْتَدُّ مِنْكَ إِلَيْهِ الطَّرْفُ والْعُنُقُ
تَذُمُّ دُنْياكَ ذَمًّا ما تَبوحُ بِهِ
…
إلَاّ وأَنتَ لها في ذاكَ مُعْتَنِقُ
فلَوْ عَقَلْتُ لأَعْدَدْتُ الْجَهِازَ لِما
…
بَعْدَ الرَّحيلِ بها ما دامَ بي رَمَقُ
إذا نَظَرْتَ مِنَ الدُّنْيا إلى صُوَرٍ
…
تَخَيَّلَتْ لَكَ مِنْها فَوْقَها الْخَرَقُ
فاذْكُرْ ثَمودًا وعادًا أَيْنَ أَيْنَ هُمُ
…
لَوْ أَنّ قَوْمًا بِقُوا مِنْ قَبْلِهِم لَبَقُوا
ما نَحْنُ إِلَاّ كَرَكْبٍ ضَمَّهُ سَفَرٌ
…
يَوْمًا إلى ظلِّ فَيْءٍ ثَمَّةَ افْتَرَقوا
ولا يُقيمُ عَلى الأَسلافِ غابِرُ هُمْ
…
كَأَنَّهُمْ بِهِمُ مَنْ بَعْدَهمْ لَحقوا
ما هَبَّ أَوْ دَبَّ يَفْنى لا بَقاءَ لَهُ
…
والْبَرُّ والْبَحْرُ والأَقْطارُ والأُفُقُ
نَسْتَوْطِنُ الأَرْضَ دارًا لِلْغُرورِ بِها
…
وَكُلُّنا راحِلٌ عَنْها فَمُنْطَلِقُ
لَقَدْ رَأَيْتُ وما عَيْني بِراقِدَةٍ
…
نَبْلَ الْحَوادِثِ بَيْنَ الْخَلْقِ تَخْتَرِقُ
…
كَمْ مِنْ عَزيزٍ أَذَلَّ الْمَوْتُ مَصْرَعَهُ
…
كانَتْ عَلى رَأْسِهِ الرّاياتُ تَخْتَفِقُ
كُلُّ امْرِئٍ فَلَهُ رِزْقٌ سَيَبْلُغُهُ
…
واللهُ يَرْزُقُ لا كَيْسٌ وَلا حُمُقُ
إذا نَظَرْتَ إلى دُنْياكَ مُقْبِلَةً
…
فَلا يَغُرَكَ تَعْظيمٌ وَلا مَلَقُ
أُخَيَّ إِنّا لَنَحْنُ الفْائِزونَ غَدًا
…
إنْ سَلَّمَ اللهُ مِنْ دارِ لَها علَقُ