الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَإذا عَقَلْتَ هَوَاكَ عَنْ هَفَوَاتِهِ،
…
أَطْلَقْتَهُ مِن شِينِ كُلّ عِقَالِ
وَإذا سكَنْتَ إلى الهُدَى، وَأَطَعْتَهُ،
…
أُلْبِسْتَ حِلَّةَ صالحِ الأَعْمالِ
وَإذا طَمِعْتَ لَبِسْتَ ثَوبَ مَذَلَّةٍ،
…
إِنَّ المَطامِعَ مَعْدِنُ الإِذْلالِ
وَإذا سَحَبْتَ إِلى الهَوَى أَذْيَالَهُ،
…
كَسَبَتْ يَداكَ مَوَدَّةَ الجُهّالِ
وَإذا حَلَلْتَ عنِ اللّسانِ عِقالَهُ،
…
أَلقَاك مِن قِيلٍ عَلَيكَ وَقالِ
وَإذا ظَمِئْتَ إلى التُّقَى أَسْقَيتَهُ
…
مِنْ مَشرَبٍ عَذْبِ المَذاقِ، زُلالِ
وَإذا ابتُليتَ ببَذْلِ وَجْهِكَ، سَائِلاً،
…
فابْذُلْهُ للمُتَكَرّمِ المِفْضَالِ
إِنّ الشَّرِيفَ، إذا حَباكَ بِوَعْدِهِ،
…
أَعْطَاكَهُ سَلِسًا، بِغَيرِ مِطالِ
ما اعتاضَ باذِلُ وَجْهِهِ بِسُؤالِهِ
…
عِوَضًا، وَلَو نَالَ الغِنى بِسُؤالِ
عَجَبًَا عَجِبْتُ لمُوقِنِ بِوَفَاتِهِ،
…
يَمْشِيِ التَّبَخْتُرَ، مِشيَةَ المُختالِ
وقال آخر:
فما لَكَ لَيسَ يَعملُ فيكَ وَعْظٌ
،
…
وَلا زَجْرٌ، كأْنَكَ مِنْ جَمَادِ
سَتَنْدَمُ إنْ رَحَلْتَ بغيرِ زَادٍ
…
وتَشْقَى، إذْ يُناديكَ المُنادِي
فَلا تَأمَنْ لِذِي الدّنْيا صَلاحًا،
…
فإنْ صَلاحَها عَينُ الفَسَادِ
ولا تَفْرَحْ بِمَالٍ تَقْتَنيهِ،
…
فإنّكَ فِيهِ مَعْكُوسُ المُرادِ
وتُبْ مِمِّا جَنَيتَ، وأنْتَ حَيٌ،
…
وكُنْ مُتَنَبّهًا، قَبلَ الرّقادِ
أتَرْضَى أنْ تكونَ رفيقَ قَومٍ،
…
لُهمْ زَادٌ وأنْتَ بِغَيرِ زَادِ
وقال الشيخ سليمان بن سحمان:
أَلَا قُلْ لِذَي جَهْلٍ بِكَلِّ الحَقائِقِ
…
وأَقْومِ مِنْهاجٍ لأَهْلِ السَّوابِقِ
ومَنْ سَلكُوا نهجًا مِن الدِّينِ واضِحًا
…
وكَانَ لَعَمْرو اللهِ أهْدَى الطَّرائقِ
أُولئكَ أصحابُ النَّبِيِّ محمَّدٍ
…
ذَوو العلمِ والتَّحقيقِ أَزكى الخلائقِ
إذا مَا أَتى نَحْوَ المدينَةِ قَاصِدًا
…
مِن الصَّحبِ ذُو شَوقٍ إليهِ وشائِقِ
يُصلَّى به أَعني التَّحية أوَّلاً
…
ومِنْ بَعِدها يأْتي بذِلَّةِ وَامِقِ
وَيأْتِي بَتَسْليمٍ عَلَى خَيرِ مُرْسَلٍ
…
كَمَا هُوَ في مَنْصُوصِ أهْلِ الحَقَائِقِ
أَهَلْ أَنْتَ أهدَى أم صحابةُ أَحْمَدٍ
…
وتابعُهم أهلُ النُّهى والسَّوابِقِ
…
كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ فيما ادَّعيتَه
…
وجِئْتَ بِهِ مِنْ مُنْكَرَاتِ المخَارِقِ
وَجَازَفْتَ فيما قُلْتَه مُتشدِّقًا
…
وكَنْتَ بقولِ الزُّورِ أحذَقَ ماذِقِ
وخالفتَ نَصَّ المصْطَفَى ونَبِذْتَه
…
وَرَاءَكَ ظِهرِيًّا ولَمَّا تُوَافِقِ
فَمَنْ قَالَ لا تَشْدُدْ رِحَالكَ نَحْوَه
…
عَلى القصدِ بلْ في ضمنِ شيءٍ مُطَابقِ
فَقَدْ وَافَقَ النَّصَّ الشريفَ ولَمْ يَحِدْ
…
عنِ المنهجِ الأَسْنى ورَبِّ المشارِقِ
وَوَافَق أصْحَابَ النَّبي محمَّدٍ
…
وخَالَفَ ما قَدْ قَالَه كُلُّ مَارِقِ
وما خَالَفَ الإِجماعَ يا فَدْمُ فاتَّئِدْ
…
ولا تَتَّبع أقوالَ طَاغٍ ومَارِقِ
غَلا واعْتدَى في الدِّيِنِ وهُوَ يَظُنُّه
…
بذلكَ في أَهدى طريقٍ مُوافِقِ
وقد حَادَ عن نَهْجِ الشَّرِيعةِ وارْتَضَى
…
مَقَالةَ غَالٍ جَاهلٍ ذِي مَخَارِقِ
وقَالَ عِنادًا لِلْهُدَاةِ الَّذِينَ هُمْ
…
أَحَقُّ وأهْدَى مِن غوىٍّ مُنَافقِ
وكنْ قاصدًا بالسِّيرِ منك زيارَةً
…
لمن حلَّها رغمًا لأَنِف المُمَارِقِ
وواللهِ ما منَّا لِذلِكَ مُنْكِرٌ
…
ولكنَّنا نَدْعُو لأَهْدَى الطَّرَائِقِ
وَذلكَ أَنَّ الشَّدَّ لِلرَّحْل إنَّمَا
…
لِمسْجِدِهِ قَدْ كَانَ قولاً لِصَادِقِ
يَنَالُ بِه الإِنسانُ فَضْلاً مُحَقَّقًا
…
لِقَاصِدِهِ ليَسْتْ بأَقوالِ مَاذِقِ
ومِنْ بعدِ ذَا فَاقْصِدْ إلى القبرِ زَائرًا
…
وسَلِّم على المعصومِ أزكَى الخَلائِقِ
وسرْ نَحْوَهُ في ذِلَّةٍ وتَواضُعٍ
…
وتَوقِيرِ مُشتاقٍ إليهِ وشَائِقِ
وسَلِّم عَلى الصِّدِّيق بَعْدَ نَبيِّنَا
…
ومِنْ بَعدِه الفارُوقُ غَيظَ المنافِقِ
وإيَّاكَ أنْ تَأخُذْ بأَقوالِ مارِقٍ
…
تلُوذُ بِهِ مِنْ كَلِّ خَطْبٍ مُضَائِقِ
وكنْ لائذًا باللهِ جل جلاله
…
لِتَنْجُوَ في يَومِ البُكَا والتَشَاهُقِ